راقصة طنطاوية وساحر فرعون: أبطال مصريون في كوميكس مارفيل
لا يكاد يمر أي عام علينا إلا ويتصدر شاشات السينمات نجوم «مارفيل»، بسلاسل أفلامهم التي لا تتوقف عن دسِّ أبطالها في مغامرات ضارية ضد أشرار أقوياء، تظهر خلالها إمكانياتهم الهائلة في حماية البشر من الأخطار، حتى باتوا مُثلاً عُليا لعشاقهم حول العالم، وأصبحت أسماء كـ «الرجل العنكبوت» و«ثور» و«هالك» و«إكس مِن» محفوظة على كل الألسنة، فماذا عن زملائهم «الخارقين» من أبناء مصر؟
ربما لو أخبرتُ أحدًا عن بطلة خارقة من طنطا، أو أن أحد أشهر أعداء الـ «X-Men» وُلد في سيناء، لحسبني أمزح قطعًا، أو لاعتبرها إحدى محاولات الفن المصري الساخرة لتجسيد خارقين يعيشون ويتعايشون على أرض الكنانة، بدايةً من تقمص الفنان فؤاد المهندس شخصية «فرافيرو» في فيلم «العتبة جزاز»، وحتى مسلسلات الدراما كـ «بنات سوبرمان» و«الرجل العنَّاب» و«سوبر ميرو»، أو كتب مثل «باط مان» و«هاني بوتر»، والتي اعتبر صناعها أن مجرد وجود بطل خارق على أرض مصر هو فكرة كوميدية بحد ذاته.
قواعد بيانات أبطال «مارفيل» لم تشاركهم هذا التصور، لذا فهي حافلة بعشرات الأسماء لأبطال خارقين مصريين ابتكرتهم قريحة مبدعي «مارفيل»، ونسجت مغامراتهم في كثير من قصص الكوميكس بأعدادها المختلفة، بعضهم ظهر سينمائيًا وجذب قدرًا من الأنظار، وبعضهم ظل حبيس الورق فبقي في الظل. في هذا التقرير نسلط الضوء على أبرزهم.
كليو-نفرتاري «Asp»
اسمها الأصلي «كليو-نفرتاري» (وكيو هنا اختصار كليوباترا)، وُلدت في مدينة طنطا بمصر، كمتحولة جينيًا لها قدرات غير طبيعية، فكانت تمتلك القدرة على إطلاق سُم كالذي تفرزه الثعابين يستطيع أن يشلَّ أعداءها أو يقتلهم في الحال، وذلك عبر صاعقة تخرج من يديها.
تظهر دائمًا وذراعاها ملفوف حولهما ثعبان أخضر، كما أن لجسدها خاصية فريدة، وهي أنها كلما حرَّكت أعضاءها زاد مخزونها من السم، وهو الأمر الذي فطنت له مبكرًا فلم تتوقف عن التدريبات العضلية لاستفزاز جسدها أكثر ومنحها أكبر قدر من الطاقة المميتة، ولم تجد لنفسها مهنة خير من الرقص ليؤمِّن لها أكبر قدر من الحركة، الذي يخلق بالضرورة أكبر قدر من مخزون السم القاتل، وقد ذاع صيتها كـ «راقصة سامة».
تروي الأحداث أنها تلقت دعوة من أحد قادة الشر «سيدويندر» – الذي يمتلك قدرات عقلية مدمرة وزعيم عصابة «مجتمع الأفعى» – للانضمام لفريقه في أمريكا، حيث زاملت امرأتين أخريين هما «بلاك ماما» و«ديامونك باك»، وأصبحت النساء الثلاثة صديقات مقربات، وكوَّنَّ فريقًا قتاليَّا واحدًا بعد الانفصال عن «سيدويندر»، اخترن له اسمًا حمل الحرف الأول من اسم كل واحدة منهم، فكان B. A. D Girls، أي فتيات سيئات، وبهذا اللقب خُضن عشرات المغامرات الكوميكسية.
الشخصية من ابتكار «مارك جرينوالد» و«بول نيري»، ظهرت لأول مرة في أكتوبر/تشرين الأول عام 1985 في العدد 310 من سلسلة أعداد كابتن أمريكا، ليتوالى بعدها ظهورها في سلاسل مارفيل المختلفة، خاضت فيها مغامرات شتى بلغ عددها الـ 138، تنوعت بين سلاسل مغامرات «ولفرين» و«المنتقمون» و«ديد بول» و«إكس من» وغيرها.
إن صباح نور «Apocalypse»
بدأت قصته منذ ما يقرب من 3 آلاف قبل الميلاد، لذا يُعد أحد أول الأبطال الخارقين على وجه الأرض، وُلد في منطقة العقبة وتخلى عنه أهله وهو صغير، لكن تم إنقاذه بواسطة مجموعة من البدو بقيادة زعيمهم «بال»، الذي لاحظ تمتع الطفل بقدرات غير عادية، فرباه وأطلق عليه اسم «إن صباح نور».
عقب وفاة الأب (المُتبنِّي) تعهَّد «صباح النور» بالانتقام من الفرعون «توت»، الذي كان سببًا في وفاة الوالد، فاختبأ ضمن عبيد الفرعون ملتحقًا بقصره حتى ظفر بالقائد المصري، وفي ظل هذه الأحداث أحبَّ الفتاة «نيفري» ابنة أحد القادة العسكريين التابعين لـ توت، والتي رفضته بسبب بشاعة خلقته، أسهمت حالة الحزن الشديدة التي أصابته نتيجة هذا الرفض في تطور كبير بقدراته فغيَّر اسمه إلى Apocalypse، ثم أصبحت السيطرة على العالم والسعي للإضرار به أهم أهدافه.
تم ابتكار هذه الشخصية بواسطة لويس ووالتر سيمونسون، وظهرت لأول مرة عام 1986 في العدد الأول من X-Factor، كأبرز الشخصيات الشريرة في تاريخ السلسلة وكعدو دائم لفريق الـ X-Men، لتحقق الشخصية نجاحًا كبيرًا لدى المتابعين ويتوالى صدورها، حتى تجاوز الـ 1380 إصدارًا.
أغدق عليه المؤلفان في قدراته ليكون أحد أقوى شخصيات مارفيل، فهو يستطيع حمل وزن يتجاوز الـ 100 طن بمنتهى السهولة، وبنية جسده الثخينة تمنحه قدرة على مقاومة الأمراض والفيروسات والانفجارات والضربات القوية حتى من أعتى الأبطال الخارقين، علاوة على قدرته عل تحويل ذراعيه إلى أشكال متنوعة من الأسلحة وأدوات القتال.
يمتلك تاريخًا فنيًّا حافلاً بدأ للمرة الأولى في مسلسل كارتوني حمل اسم X-Men: The Animated Series ، كما ظهر مرتين في سلسلة أفلام «الفريق إكس» الشهيرة، أحدها X-Men: Days of Future Past تضمَّن مشاهد أولية له وهو لا يزال في بدايات حياته، وهو يستغل قدراته لبناء هرم في مصر، وفيلم X-Men: Apocalypse، الذي يظهر به كيف استطاع تطويع المصريين بفضل قواه المتفوقة حتى أنهم عدُّوه إلهًا وعبدوه.
إخناتون «Akhenaten»
هو بطل مصري خارق عاش في العام 1300 قبل الميلاد، وساقه القدر لتلقي كمية كبيرة من الطاقة الكونية، عبر سفينة فضائية اختطفته ومنحته قوة كبيرة، أهَّلته ليكون بطلاً خارقًا. هذه القوة المهولة مكَّنته من التلاعب بالزمان والمكان، والتنقل لأي منطقة يرغب إليها في أي حقبة بسهولة تامة.
تحكي القصة أن إخناتون الخارق سار على نفس خطى إخناتون الحقيقي، في رغبته في القضاء على كل صور المعبودات والآلهة على الأرض، لكن الأول كان صاحب قوى خيالية وليست مجرد دعوة حالمة كالثاني، لذا بدأ صدامه بالجميع مبكرًا.
اتخذ من الهرم مقرًّا له، وأمر باستدعاء كل قادة الرأي والمؤثرين حول العالم ودعاهم للخضوع له، وقام باستعراض قدراته الخيالية أمامهم بشفاء جميع مرضى السرطان بأمر واحدٍ منه، مقدمًا للناس «عربون محبة» لكل من سيتبعه دون مناقشة.
أعلن إخناتون الحرب على كل أبطال الأرض الخارقين ومعبودات الآلهة عند الناس، ما استدعى تدخلًا جماعيًّا من عدة أبطال خارقين مثل «دكتور سترانج» و«هالك» و«كابتن مارفيل» و«الرجل العنكبوت» وغيرهم لردعه، وذلك عبر التخلص من مصدر قوته في سفينة الفضاء الرئيسية، وما أن فعلوا ذلك حتى أصبح التغلب عليه سهلًا بواسطة «ثانوس».
قرر ثانوس ألا يقتله، ولكنه عاد إلى الماضي ودمر السفينة التي زودت إخناتون بالقوة من البداية، وهكذا أصبحت كل الأشياء التي قام بها وكأنها لم تحدث.
ابتكر «بيرت ديفيد» هذه الشخصية لأول مرة مستوحيًا إياها من شخصية إخناتون، أول من نادى بالتوحيد في الحضارة الفرعونية، وتم تقديمه بشكل متماسٍ للغاية مع حياة الفرعون الحقيقية كما وردت في كتب التاريخ، إلا أن زميله «جيم ستارلين» أدخل عليها تعديلات جمَّة من بعده، انحرفت بالشخصية الكوميكسية عن المسار الأصلي، وظهرت في 16 إصدارًا.
أبو الهول «Sphinx»
كان كبير السحرة في بلاط الملك الفرعوني العظيم رمسيس الثاني، والذي ثبت أن سحره أقل بكثير مما كان متوقعًا، فهو قد فشل في مواجهة النبي موسى، لذا طُرد من منصبه.
بدأ الساحر رحلة البحث عن حجر كا (تعني الروح في الفرعونية القديمة)، وفور العثور عليه منحه قوة خارقة وعُمرًا مديدًا تجاوز الـ 5 آلاف عام، صار بإمكانه السفر عبر الزمن والفضاء والتخاطر الذهني، كما بات محصنًا تقريبًا ضد أي إيذاء جسدي محتمل، عمل لآلاف السنين على تحصيل المعارف والعلوم، حتى بلغ فترة سأم منها عدم استخدامه هذه القوة بالشكل المثالي، وشعر بأنها غير مفيدة له وتمنى التخلص منها، ثم قرر العمل على تدمير الأرض.
عرف «الفانتاستيك فور» بهذه النية فسعوا لإيقافها، عبر الاستعانة بما عُرف بـ «آكل العوالم»، وبالفعل التقى الاثنان وخاضا قتالاً ضاريًا انتهى بانتصار الأول وتحطيم حجر كا، وفقد الثاني قواه الخارقة. تم ابتكار الشخصية بواسطة «مارف هولفمان» و«سال بوسيما» عام 1977، وظهرت في 93 إصدارًا.