أحب كاريوكا وكرِه أم كلثوم: ذائقة إدوارد سعيد الفنية
الرقص محاولة عيش اللغة لكن في الجسد، أو محاولة منحه لغة مخصوصة، ذات طلاسم، لا يستطيع فكها والتعامل معها إلا مَن وقع في أسار سحره، وافتتن به، واستنطقه على نحو فاتن يليق به وبحركاته الإيقاعية المهيبة.
ومن جهة ثانية، يمكن اعتبار الرقص روحانية مطلقة، دعك من المِسْحة الخارجية التي تحيل على الفتنة والشهوة، واستنفار الغرائز؛ فالراقص النشوان أقرب إلى صوفي في حالة شهود، يغيب عن نفسه، ويصعد، يعرج. الرقص، من هذه الجهة، حالة/ فعل عروج.
وحسب ظني فإن الرقص هو الإيقاع الجسدي الوحيد الذي يسمح للجسد بالخروج من نفسه، ما من فعل أو حركة يسمحان للجسد بهذه التجربة إلا الرقص.
في الرقص ينخرس اللسان وتموت اللغة، ويضمحل النطق، وحده الجسد يتكلم، وحده الجسد يمتلك ناصية القول، وإنما على طريقته. في الرقص ينبت للجسد لسان وجناحان. الرقص طيران أرضي.
وإذا كان إدوارد سعيد؛ المفكر الفلسطيني الراحل، قد هام برقص تحية كاريوكا عشقًا، فليس بمستغرب أن يوافقنا على رؤيتنا لماهية الرقص ومكانته.
ولئن كانت مهمة الموسيقى إسنادية وتمهيدية، تسند الصوت وتمهد للأغنية، أو كما يقول مايكل ب. ستاينبرغ، في تقديمه لكتاب إدوارد سعيد «الأسلوب المتأخر: موسيقى وأدب عكس التيار»(1)، فمن المرجح أن يوافقنا المفكر الفلسطيني على هذا الطرح، غير أنه قد يختلف معنا في التفاصيل.
فعلى طول كتابه «خارج المكان» – وهو كتاب سيرته الذاتية – لم يشر «سعيد» إلى الموسيقى العربية، إلا مرة واحدة على ما أذكر، وكانت عبارة عن نقد صارخ لفن أم كلثوم شكلًا وموضوعًا.
إذًا، نحن هنا بإزاء محاولة سبر لذائقة إدوارد سعيد الفنية، وتقليبها ظهرًا لبطن؛ كيما نفهم، في نهاية المطاف، ما الذي دفعه إلى تبني هذه الآراء.
ميشيلين صورة من الماضي
عاش الفتى إدوار سعيد حياة مأساوية وإنما على صعيده الجواني فحسب؛ فهو ابن عائلة موسرة، وقد توفرت له سبل العيش الرغيد، ولكن هذا النعيم لم يكن سوى ظاهري فقط؛ فقد أحكمت أسرته قبضتها عليه بلوائح من التعليمات، والأوامر والنواهي، بل إن هذه الأسرة بالذات دفعته إلى تبني صورة خاطئة عن نفسه مفادها أنه فتى متسكع متمرد، وهي الصورة التي لازمته طوال حياته تقريبًا، وإن كانت خاطئة تمامًا.
تعرض إدوارد سعيد لتنمر شديد، طوال طفولته، بل كان إدوارد سعيد عرضة لصفعات أبية ولكماته حتى وهو طالب دراسات عليا في هارفارد(2).
وفي مدرسة الجزيرة الإعدادية، شاهد الفتى إدوارد سعيد كل عروض «أليس في بلاد العجائب» وقد تحولت إلى مسرحية. رغم أن أهله كانوا يعاندونه في كل مرة يحاول فيها مشاهدة المسرحية، إلا أنهم استسلموا، في نهاية المطاف، على اعتبار أنَّ ذلك «جزء من تربية الولد»(3). حسبما شخَّص الأمرَ أبوه.
كان إدوارد مخلوب اللب، ليس بالمسرحية، وإنما بأداء الفتاة ميشلين لدور أليس في المسرحية. كان يحلو له، كما يقول هو نفسه، «الوقوف صامتًا دون أن يَشُعر به أحد؛ خارج بوَّابة المدرسة؛ فقط ليشاهد ميشلين وهي تغادر، عيناها تبرقان بإثارة مَن استأثر بالأمسية بمفرده. وثوبُها الأبيض نصفُ متوارٍ تحت المعطف الأسود الذي يلفه والدها على كتفيها»(4).
ربما نجد جذور افتتانه بـ «تحية كاريوكا» في هيامه بالفتاة ميشلين؛ فلم يكن يلفته – في هذين النموذجين (تحية كاريوكا وميشلين) – الجسد وحده، ولا الفن وحده بل هما معًا.
1950: إدوارد سعيد يلتقي أسطورته
فتى في الرابعة عشرة من عمره، رُفقة أربعة من أخدانه، عقدوا العزم على الحج إلى كازينو بديعة مصابني المكشوف؛ الراقد على النيل، وصلوا إلى الوجهة قبل ساعتين من الموعد الذي يفترض أن تظهر فيه تحية كاريوكا.
وما إن حلَّ موعد ظهورها على المسرح حتى أُخرست الأنوار، وقد أمست الطاولات، وقد ربا عددها عن الأربعين طاولة، مكتظة بجمهور من الطبقة الوسطى، يتزاحم بالركب وتشرأب أعناقهم؛ لاستراق نظرة أو الاقتراب من نبع الفتنة والجمال.
وببدلة زرقاء وامضة، خطفت «تحية كاريوكا» أبصار الحاضرين، بمن فيهم إدوارد سعيد ورفاقه الجالسين في أبعد مكان عن المنصة.
وقفت تحية وقفة طويلة هادئة، وقفة الواثق من نفسه وموهبته، قبل أن تبدأ في الكلام بجسدها أو قبل أن يبدأ جسدها في الكلام على طريقته، متمايلًا على إيقاع أغنية «منديل الحلو» التي ظل المطرب عبد العزيز محمود يؤديها، لمدة خمسين دقيقة كاملة، كمن يتلو صلاة في حضرة كبير الآلهة.
ولعل أكثر ما لفت إدوارد سعيد في أداء «تحية كاريوكا» في هذه الليلة، استغراقها في نفسها، وإسرافها في تأمل جسدها(5).
اقتصاد الحركات
حدث لإدوارد سعيد في عام 1950م عندما شاهد تحية كاريوكا ترقص للمرة الأولى أمران؛ الأول: عثر على أسطورته الخاصة، وهي المرأة التي سترافق ذاكرته حتى النهاية، وسيكتب عنها أكثر من مرة، وسيلهج بذكرها في كل وادٍ، بل يعتبرها جوهر الفن/ الرقص الشرقي ذي التاريخ التليد.
أما الأمر الثاني فيتمثل في عثوره على جوهر فن الرقص الشرقي نفسه، صحيح أنه لم يفقه هذا الجوهر وهو لا زال صبيًّا في الرابعة عشرة من عمره، وإنما سيدركه فيما بعد، عندما يثوب إلى رشده، وينضج، فها هو يكتب في «تأملات في المنفى» قائلًا:
أراد سعيد أن يقول إن تحية عاملت جسدها كما يعامل أحدنا جروه الصغير؛ تدرِّبه على مهل، وتستنطقه بروية، كأنما تقول له: خذ وقتك حتى تلهب الموسيقى وأغنيةُ «منديل الحلو» كلَّ حاسة فيك، ثم تنطلق في إحداث جلبة من الإثارة والفتنة بأقل حركات ممكنة. هل يمكن إذًا الحديث عن اقتصاد الجسد/ الحركات في رقص تحية كاريوكا؟ لمَ لا؟!
تحية: أكثر من راقصة
تنحدر بدوية محمد علي النيداني كريم الشهيرة بـ «تحية كاريوكا» من أسرة من الإسماعيلية لها باع طويل في السياسة؛ فقد قتل البريطانيون عمَّها، كما حمل ثلاثة على الأقل من أفراد عائلتها اسم نضال، وهي تعبر عن ذلك بافتخار، كما يقول إدوارد سعيد، وقد اعتُقل أبوها لبعض الوقت أيضًا.
تعتبر تحية كاريوكا نفسها جزءًا من نهضة ثقافية كبرى، من حركة إحياء وطني في الفنون قامت على حركة سعد زغلول وثورته في العام 1919؛ حيث ضمت الوجوه الفنية لهذه النهضة كتَّابًا مثل نجيب محفوظ، وتوفيق الحكيم، وطه حسين. ومغنين مثل أم كلثوم وعبد الوهاب، وممثِّلين مثل سليمان نجيب الريحاني(7).
وحسب رواية إدوارد سعيد، فإن تحية كانت على صلة وثيقة بالحزب الشيوعي في الأربعينيات والخمسينيات، كانت في أثينا مع مجموعة من الفنانين والمثقفين المصريين والعرب الذين عزموا على ركوب سفينة العودة الفلسطينية في رحلة إياب رمزية إلى الأراضي المقدسة.
وبعد أسبوعين من الحظوظ العاثرة المتوالية فجَّرت المخابرات الإسرائيلية السرية ذلك القارب وتم التخلي عن المشروع(8).
إن تحية كاريوكا أكثر من كونها راقصة، إنها رمز من رموز التحرر، وأحد أيقونات الثقافة الوطنية، والفن الملتزم – بالمعنى الذي يقصده سارتر – بقضايا وطنه ومجتمعه.
1975: زوال سحر الأسطورة
ربَّى الفتى إدوارد سعيد في نفسه، مُذ كان صغيرًا، ملكة التخيل؛ وذلك بحكم كونه محشورًا في حياة رتيبة، لا يسمها شيء أكثر من النواهي والممنوعات، فانجمع على نفسه، وغرق في تخيلاته.
من هنا يمكن القول إن جزءًا كبيرًا من نسخة إدوارد سعيد عن تحية كاريوكا لم يكن حقيقيًّا، بل لقد التقط المراهق إدوارد سعيد، وقت ذاك، بعض الخيوط من الواقع – سهرة في كازينو ترقص فيه تحية – ثم نسج من خلال هذه الخيوط أسطورة تامة ومحكمة حول تحية كاريوكا التي أمست الراقصة الشرقية التي لا يشق لها غبار، أو التي عز لها نظير، أو كما يقول هو «أعظم راقصة شرقية».
وأتصور أن إدوارد سعيد هالَه البون الشاسع بين الحقيقة والخيال، بين تحية كاريوكا الحقيقية وبين تحية كاريوكا التي صنعها في خياله، عندما زارها في شقتها، بترتيب من صديقتها مخرجة الأفلام التسجيلية نبيهة لطفي، بعد سنين طوال من الإعجاب والهيام بأسطورة اسمها تحية كاريوكا.
ولأن التناقض -أو لنقل بشيء يعوزه بعض الدقة المفاهيمية (الديالكتيك) – هو الغالب على رقص تحية كاريوكا وحياتها، فقد بدت في هذه المرة التي زارها فيها إدوارد سعيد متنكرة للرقص الشرقي ومحتفية به في نفس الوقت.
فأنت أمام امرأة قد ترهلت، وترتدي ثيابًا يغلب عليها الاحتشام، كما لن تنعدم صور على الحوائط لتحية وهي تؤدي مناسك الحج في مكة، وستجد مصفحًا على الطاولة، وحين يصدح المؤذن بالأذان تجد تحية كاريوكا وقد قطعتْ خيط حديثها مع إدوارد سعيد، وراحت تتمتم بأدعية وتردد خلف المؤذن باسطة يديها، كأنما تتلقى هبة سماوية.
ومع ذلك كله تراها تؤكد وبعزم لا يلين أن «حياتي، كراقصة، كانت حلوة، وأنا أحبها»(9).
لم تتنكر تحية كاريوكا لتاريخها الفني، ولم تحط من شأن تجربتها، وإنما ربما يأتي تغير مظهرها الخارجي بفعل تقدمها في السن.
وفي النهاية لا يسعنا إلا أن نردد مع إدوارد سعيد: «تحية كاريوكا هي تاريخها نفسه، تاريخ غير موثق إلى حد بعيد، لكنه لا يزال مهيب الحضور، وهدَّامًا»(10).
أم كلثوم كنز لم يعرفه إدوارد سعيد
أم كلثوم حدث قائم بذاته، وظاهرة فنية لا مرية فيها، وإن اجتمع لها الكثير من الظروف التي أهَّلتها لتحتل المكانة التي هي عليها، من وجود ملحنين ومؤلفين على قدر رفيع من الفن والموهبة.
وعلى ذلك يمكن القول إن أم كلثوم ظاهرة حية لا تموت، بل إن المرء لا يكتشفها إلا متأخرًا، وكأن ما تقدمه من فن لا يُعبُّ إلا على مَهَل، وبروية. لا تناسب أم كلثوم المراهقين والصغار، ولكن حينما تنضج ويستوي عودك، ستدرك أن حنجرتها كنز من كنوز الآلهة.
ولكن هل يمكن الاعتذار لإدوارد سعيد عن رأيه الصارخ في أم كلثوم وغنائها بأنه كان فتًى في الثانية عشرة من عمره حينما سمعها لأول مرة؟
كان يمكن اتخاذ حداثة السن تكئة للقول إن هذا المفكر الفلسطيني لم يكن قد استكنه سر غناء «الست» بعد، ولكن كيف إذا علمت أنه أدمن ذكر هذا الرأي حتى بعدما نضج، بل إلى آخر حياته أيضًا.
فإن كان قد غيّّر رأيه في أم كلثوم، على سبيل المثال، فقد كان متوقعًا أن يفرد لها فصلًا أو حتى يأتي على ذكرها في كتابه الأخير «الأسلوب المتأخر»، والذي مات دون أن يضع اللمسات الأخيرة عليه.
التنشئة والموسيقى الغربية
حين تطالع سيرة إدوارد سعيد ستكتشف من دون تَعَنٍّ أنك أمام فتًى جرت تنشئة الموسيقية بشكل ممنهج ومدروس جدًّا، غير أن الموسيقى الشرقية قد سقطت – أو تم إسقاطها عمدًا على ما يبدو – من هذا التكوين الموسيقي في طور الطفولة.
فإدوارد سعيد الذي عبَّ كثيرًا من أعمال نيلسون إدي وجانيت ماكدونالد، لم تتح له الفرصة أن يعرف شيئًا عن الموسيقى والفن الشرقيين. حتى إنه لما أشار إلى أفلام عربية، على سبيل المثال، لم يشر إلا إلى أفلام تحية كاريوكا، ويبدو أن هذه المطالعة كانت بهدف أكاديمي؛ لكي يسبر أغوار تحية كاريوكا، وليست ناجمة عن حب بالإنتاج الفني الشرقي.
ورغم أن هذه هي المرة الوحيدة التي وقفت فيها على إدوارد سعيد وهو يتحدث عن أفلام شرقية، فإنه، في المقابل، ذكر أفلامًا وأوبرات غربية طالعها أكثر من مرة.
الجانب المحافظ أو سلطوية الفن
ولكني أرى أن ثمة سببًا جوهريًّا آخر وراء نفور إدوارد سعيد من أم كلثوم، يتمثَّل حسب ما أرى في كونها تحيل بالنسبة إليه مؤسسة فنية شديدة المحافظة، إن في المظهر الخارجي لهذه الفنانة على حد سواء، وهو ما يذكِّره بأسرته التي وسمت طفولته بقهر لا يرحم، وأثقلته بسلسلة طويلة من الأوامر والنواهي.
وذاك عذر أكثر من كونه سببًا؛ إذ إننا نحيل نفور «سعيد» من أم كلثوم إلى سبب خارجي بعيد عن الفن، أو سبب لا فني إن شئت القول.
غير أنه يمكننا القول بناءً على هذا التحليل إن نفور إدوارد سعيد من فن أم كلثوم نوع من التمرد، وليس رفضًا لفنها في حد ذاته.
أم كلثوم في مرمى النيران
رغم أن إدوارد سعيد يصدِّر مقال له بالقول إن أم كلثوم أعظم وأشهر المغنين في العالم العربي في القرن العشرين، وإنها قد لعبت بالفعل دورًا مهمًّا في الحركة النسوية، ناهيك عن أدوارها السياسية التي لا تخفى على أحد(11).
لكنه لم يجنح إلى تجربتها، ولم يعجبه فنها ولا راقه أداؤها، بل شنَّ عليها حملة ضارية، فكان رأيه عندما حضر حفلة لها، أن غناءها «رتيب إلى حد مروع في اتساق كآبته اللامتناهية ونَدْبِه اليائس، فإذا هو أشبه بالتأوه والنحيب المتواصلَين … لم يقتصر الأمر على أني لم أفقه أية كلمة مما غْنَّت؛ وإنما لم أستطع أن أميِّزْ أيَّ قوام أو شكل لتدفقاتها الرتيبة»(12).
هنا يقدم «سعيد» أسبابًا فنية لرفضه فن كوكب الشرق، ويترافع عن نفسه أمام محكمة عشاق «الست»، ومحبي فنها.
ولا شك أنه حتى هذه الأسباب التي يقدمها «سعيد» كتكئة لنفوره من غناء كوكب الشرق هي نفسها الأسباب التي دفعت غيره إلى الهيام بهذا الغناء وصاحبته.
فعلى سبيل المثال يرى الشاعر الفلسطيني ذائع الصيت محمود درويش أن حنجرة أم كلثوم سر من أسرار الله، وعن تكرارها، الذي ملَّه إدوارد سعيد ومن بعده فدوى طوقان، يرى «درويش» أن أم كلثوم «تقطَعنا مقطعًا مقطعًا بوتر سحريٍّ لا يحتاج إلى عود وكمان»(13).
وفي النهاية ليس بوسعي سوى القول: «للناس فيما يعشقون مذاهب».
- إدوارد سعيد: الأسلوب المتأخر: موسيقى وأدب عكس التيار، ترجمة، فواز طرابلسي، بيروت، دار الآداب، ط 2015م، ص 9.
- إدوارد سعيد: خارج المكان، ترجمة: فواز طرابلسي، بيروت، دار الآداب، ط 1، عام 2000، ص 96.
- المرجع نفسه، ص 76.
- المرجع نفسه، الصفحة نفسها.
- إدوارد سعيد: تأملات حول المنفى، ترجمة ثائر ديب، بيروت، دار الآداب، ط 2، 2007، ص: ص 202 : 203.
- المرجع نفسه، ص 201.
- المرجع نفسه، ص 207.
- المرجع نفسه، ص 206.
- المرجع نفسه، ص 207.
- المرجع نفسه، ص 209.
- المرجع نفسه، ص 199.
- إدوارد سعيد، خارج المكان، ص 136.
- محمود درويش: أثر الفراشة، دار الريس، ط1، يناير 2008م، ص: ص 242 : 244.