أضرار تناول اللحوم على صحة الانسان وبدائلها
محتوى مترجم | ||
المصدر | ||
التاريخ | ||
الكاتب |
يحثنا علماء البيئة على التقليل من استهلاك اللحوم واستبدالها بالخضروات التي تُعد أقل ضررا على البيئة. ونظرا لأن النظام الغذائي لأسلافنا كان يحوي كما كبيرا من اللحوم، فهل عدم تناولها يُعد فكرة جيدة؟
تاريخ تناول اللحوم
لقد كان أسلافنا في الغالب نباتيين، انطلاقا من النظام الغذائي للشمبانزي التي تعيش في الأساس على الفواكه وأوراق الشجر والمكسرات مع تناول أجزاء صغيرة من اللحوم.وبعد أن ترك الأسلاف الغابات من أجل العيش في المراعي المفتوحة، زادت كائنات الهومينيد (الشبيهة بالبشر) من استهلاك كميات اللحوم في غذائها، حيث كانوا يواجهون قطعانا كبيرة من حيوانات الصيد.في البداية، كان يتم تناول اللحوم النيئة، وقبل قرابة 200 ألف عام ظهرت أولى المواقد، وهناك أدلة وراثية على أن العقل البشري بدأ في حرق كمية كبيرة من الطاقة.يعمل الطهي جزئيا على تكسير جزئيات الطعام ليجعله أسهل في الهضم، وبفضل فنون الطهي أصبح العمل الذي تقوم بها أمعاء الإنسان أقل وأصبحت أصغر حجما من الأجهزة الهضمية للقرود آكلة الأعشاب.ويبدو أن أسلافنا كانوا متخصصين بشكل جزئي في تناول اللحوم، على الرغم أنهم استمروا أيضا في تناول قدر كبير من الأطعمة النباتية.ومع زيادة استهلاك الطاقة في المخ، أصبحنا أكثر ذكاء، والأدلة الأساسية على ذلك هي أن أسلافنا قاموا بتعديل الأدوات الخاصة بهم من أجل التوصل لتكنولوجيا فعالة للقتل عن بعد والتي أدت بكثير من الحيوانات المفترسة للانقراض حول العالم. في كل مكان هاجر إليه البشر، كان يتبع ذلك انقراضا لعدد كبير من الكائنات المفترسة لاحقا.ومع فرضية مسئولية البشر عن ذلك، فلابد وأن أسلافنا قد تناولوا قدرا كبيرا من اللحوم، وربما يكونوا قد استنفدوا جميع الحيوانات المفترسة للدرجة التي جعلتهم في النهاية مجبرين على اللجوء للزراعة لتجنب الجوع. وحتى يومنا هذا، تستحوذ اللحوم على مكانة خاصة في أنظمتنا الغذائية، حيث تُعد طعاما مفضلا في العديد من المجتمعات.
اشتهاء اللحوم ونقص التغذية
يمكننا التسليم بفرضة أن اللحوم كانت جزءا مهما من النظام الغذائي حتى بدء الثورة الزراعية، عندما بدأ الناس في الاعتماد بشكل كبير على عدد قليل من محاصيل الحبوب مثل القمع والأرز.إن النتيجة المباشرة لذلك التحول الغذائي كانت انخفاضا في الصحة ومتوسط العمر المتوقع، وبدا الزراع الأوائل أقصر قامة وانخفض متوسط العمر المتوقع لهم مقارنة بأجدادهم. يبدو كما لو كان أن سبب مشكلاتهم الصحية هو عدم وجود تنوع غذائي في وجباتهم وليس انخفاض كميات اللحوم داخلها.هناك جدل قائم حول مدى كفاية النظام الغذائي النباتي، وعلى الرغم من أن النباتيين، الذين يتجنبون تناول اللحوم والبيض والأسماك، معرضون لمخاطر نقص التغذية، فإن أغلب الخبراء يتفقون على أن الاختيار المعتدل للطعام يمكن أن يحد من تلك المشكلات.لذا، فإن نقص الكالسيوم يمكن أن يتم علاجه بتناول الكرنب أو جبن التوفو (جبن نباتي مصنوع من حليب الصويا)، أما نقص فيتامين (بي 12)، الذي قد يسبب الأنيميا وتلف الأعصاب، تتم معالجته بسهولة عن طريق تناول المكملات الغذائية.بوجه عام، يتمتع النباتيون في العصر الحديث بصحة جيدة مثل نظرائهم من متناولي اللحوم وتكون معدلات الإصابة بأمراض القلب لديهم منخفضة.
هل تناول اللحوم إدمان في حد ذاته؟
على الرغم من نقص الأدلة التي تؤكد على ضرورة تناول اللحوم، فالناس يتصرفون كما لو كانت اللحوم مكونا أساسيا في نظامهم الغذائي، حيث يزعم كتاب صدر مؤخرا أن الأشخاص مهووسون بتناول اللحوم .. لافتا إلى أنه في العديد من اللغات يتم وضع فارق بين الجوع بشكل عام والحرمان من اللحوم.لذا، فإن الأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة من الأطعمة النباتية يشتهون تناول اللحوم، ولذلك السبب فإن الأشخاص في غابات إفريقيا الذين يعيشون على الصيد بشكل كبير، تكون لديهم مشكلة في تقبل نظام غذائي غالبيته من الحبوب والخضروات.يُصاب الناس بإدمان اللحوم نظرا لخصائصه التي تجمع بين الأومامي (نكهة شهية مرتبطة بالطماطم) والملوحة والمذاق المميز للدهون المحترقة.ولماذا يصبح الناس أكثر هوسا باللحوم إذا كانت الأطعمة النباتية تمنحهم مواد غذائية مكافئة. هناك نظرية طوّرها عالم الأنثروبولوجي مارفين هاريس هي أن الناس يعيشون في بيئة فقيرة بالبروتين بشكل أكبر لأنها السبيل الأسرع لهم لضمان اتباع نظام غذائي متزن. ومن هنا جاءت ظاهرة السكان الأصليين، الذين ضاقوا بشكل كبير من أطعمة مثل الموز، ويعانون شعورا قويا بالحرمان من تناول اللحوم.وبدلا من أن يقوم هؤلاء باصطياد الحيوانات من أجل تناول لحومها يمكنهم نظريا البحث عن مصادر بروتين بديلة مثل المكسرات والبقوليات وعيش الغراب. لكن المشكلة تكمن في أن مثل تلك الأطعمة لا تكون متوفرة بالقدر الكافي في أغلب أوقات العام لذا فإن اللحوم ربما تكون حلا سريعا لنقص البروتين والعناصر الغذائية الحيوية الأخرى.بطبيعة الحال، فإن الحل الذي كان ساريا لدى أجدادنا ربما لا يكون فعالا في عالم يمتلئ بالأشخاص ويشكل إنتاج اللحوم به ضغطا على الموارد العالمية. وفي البيئة الحالية، من المنطقي تلبية الرغبة الشديدة في إيجاد بدائل أخرى للحوم مثل لحم الصويا.