الدراما الأجنبية في 2016: قائمة بأهم الأعمال
في عام 2016 أكدت الدراما الأجنبية عامة، والأمريكة خاصة، منافستها للسينما، سواء على مستوى حجم الإنتاج أو جودة العناصر الفنية، وأصبحت جاذبة للعديد من نجوم السينما وكتابها ومخرجيها. فهذا العام رأينا على سبيل المثال، الممثل «أنتوني هوبكنز» والكاتب والمخرج «جونثان نولان» و«كيفين سبيسي» وغيرهم. أما على مستوى المشاهدة فقد أصبحت المسلسلات الأجنبية حديث الجمهور مثلها مثل السينما، فترقب الموسم السادس من «game of thrones» تجاوز ترقب الجمهور لأي فيلم سينمائي هذا العام. في هذا التقرير نقدم لكم أفضل خمسة مسلسلات لهذا العام.
The Walking Dead
يتذيل مسلسل الرعب والإثارة والغموض «The Walking Dead» قائمتنا لدراما 2016، في موسميه السادس والسابع، حيث عرضت ثمان حلقات من الموسم السادس ومثلهم من السابع في هذا العام. ما زلنا نرى محاولات النجاة المستمرة من الأحياء الباقين وسط عالم يعج بالموتى السائرين، فالمسلسل يعيد التيمة التي بدأت في الظهور بعد الحرب الكونية الثانية وخصوصًا في الأفلام الأوربية، إذ تنحصر البطولة في محاولة النجاة والبقاء على قيد الحياة، وليس تحقيق إنجاز عظيم.
ظهرت هذه التيمة بالأساس نتيجة عدم وثوق الطبقة الوسطى والمثقفين والفنانين في المستقبل، فبعد أن كانت الأعمال الفنية تنتهي بنصر مظفر أصبحت تنتهي بمجرد محاولة البقاء والنجاة، بل أصبحت النجاة هي منتهى النصر المظفر. أجاد المسلسل تقديم هذه التيمة، خصوصًا أنه لم يجعل العدو الرئيسي للأحياء هم «الموتى السائرون» فقط، بل جعل العدو الأخطر هم البشر الناجون، حيث يقتل الناجون بعضهم من أجل البقاء والسيطرة، بالإضافة لموجات الجنون الخارجة عن السيطرة التي تصيب بعض قادة المجموعات الناجية أو الميول الإحرامية لبعضهم الآخر. برغم وصول المسلسل لموسمه السادس والسابع، إلا أنه استطاع الحفاظ على مستوى فني جيد وزيادة رقعة محبيه، بل استطاع تقديم حلقات لن تنسى كالحلقة الأولي في الموسم السابع؛ لذلك استحق المسلسل الدخول في القائمة.
Daredevil
يأتي في المركز الخامس مسلسل «Daredevil» وهو مسلسل مقتبس من سلسلة قصص مصورة، تتحدث عن رجل كفيف ولكن لديه قدرات خارقة تمكنه من محاربة الفاسدين، يقرر تحقيق العدالة التي لا يستطيع القانون ضمانها. لو حافظ الموسم الثاني على جودة الموسم الأول لاستحق مكانة أفضل من المركز الخامس، ولكن على مستوى السيناريو في الموسم الثاني أصبحت الأحداث أقل عمقًا وأقل واقعية، بل اعتمدت على الميتافيزيقا بشكل كبير، على عكس الموسم الأول الذي اتسم بالمنطقية.
وبرغم تراجع مستواه ولكنه سيظل من أجمل مسلسلات العام المدعومة بطاقم تمثيل قوي وميزانية إنتاجية كبيرة وأحدات مثيرة، كذلك لم يخلُ الموسم الحالي من الجوانب الفلسفية التي تمثلت في الجدل المثار حول ثنائية العدالة والقانون وثنائية الشر والخير. استحق المسلسل المركز الخامس ولكن في ظل التحسن المتزايد في مستوى المسلسلات في كل عام عن سابقه، فربما لو أصبح الموسم الثالث في نفس مستوى الثاني سيخرج من مثل هذه القوائم.
(لقراءة مراجعة كاملة للمسلسل: من هنا)
Better Call Saul
مسلسل «Better Call Saul» من إبداع «فينس جيلجان»، وهو مبدع المسلسل الذي لن ينسى من ذاكرة محبي الدراما «breaking bad». في هذا المسلسل يعرفنا «جيلجان» على حياة المحامي «سول جودمان» أحد أبطال مسلسل «breaking bad»، قبل تحوله لمحامٍ محتال على القانون. مغامرة مميزة من «جيلجان»، فهو يقدم مسلسلاً عن إحدى الشخصيات الثانوية في مسلسله الأشهر السابق، وهذا سيوقعه في مأزق المقارنة، ولكن هل استطاع تقديم شيء جديد بعد «breaking bad»؟.
نجح «جيلجان» في تقديم أبعاد نفسية لشخصية «سول جودمان» في المسلسل بأسلوبه الهادئ المراوغ، إذ لا يعتمد على إثارة المشاهد بالأحداث السريعة والموترة بل يثير المشاهد بإقحامه في التفاصيل الصغيرة والنفسية للشخصيات.
استحق«Better Call Saul» المركز الرابع؛ لأن المسلسل وُفّّق في كل اختياراته بما فيها اختيار بطء الأحداث، وفي الموسم الثاني نجح جيلجان بجدارة في إرساء شخصية مستقلة مختلفة عن مسلسله الأشهر «breaking bad»، بالإضافة لطاقم تمثيل متكامل، فحتى الشخصيات الثانوية تم اختيار ممثليها بدقة وهو شيء غير شائع في أغلب المسلسلات.
(لقراءة مراجعة كاملة للمسلسل: من هنا)
Game of Thrones
يأتي في المركز الثالث مسلسل «Game of Thrones» في موسمه السادس. أصبح للمسلسل مكانة جماهيرية استثنائية ربما لم ولن تتكرر، ولكن لماذا ﻻ يتجاوز المسلسل المركز الثالث إلى مقدمة هذه القائمة؟.
عانى المسلسل هذا العام من تفاوت مستوى حلقاته، فظهرت بعض الحلقات بمستوى مقبول وبعضها الآخر بمستوى ممتاز بل واستثنائي أحيانًا، فالحلقة الثالثة مثلاً كانت متوسطة سواء على مستوى الأحداث المحدودة والجمل الحوارية غير المؤثرة، بالإضافة لإخراج لم يكن بالقوة البصرية أو الفنية الكافية، نفس الأمر ينطبق على الحلقة السادسة والرابعة.
على العكس من ذلك جاءت الحلقتان التاسعة والعاشرة استثنائيتين، سواء في قوة أحداثهما أو البراعة الإخراجية والمعارك الاستثنائية التي تضمنتها كل منهما، ويذكر أن الحلقة التاسعة حصلت على جائزتي «الإيمي» كأفضل نص وأفضل إخراج. هذا التفاوت في مستوى الحلقات يعتبر سمة عامة في مواسم المسلسل المختلفة، ولكنه ظهر هذا العام بشكل أوضح؛ ولهذه الأسباب فقدَ المسلسل المكانة المرجوة من عشاقه كأفضل مسلسل لهذا العام.
(لقراءة مراجعة كاملة للمسلسل في موسمه السادس: من هنا)
Westworld
مسلسل «Westworld» في موسمه الأول، الذي أعلنت شبكة HBO أنه الموسم الأول الأكثر مشاهدة من بين المسلسلات التي أنتجتها بما فيها «Game of Thrones». تدور أحداث المسلسل حول المدينة الترفيهية westworld المسكونة من «robots» متطورة وتشبه الإنسان تمامًا، في هذه المدينة يستطيع الأغنياء من البشر تحقيق رغباتهم من القتل والسرقة والاغتصاب.
استحق المسلسل المركز الثاني بجدارة، فكل حلقات المسلسل متقاربة في المستوى، وظهرت السيطرة الكاملة لرؤية مبدعيْ المسلسل «جونثان نولان» و«ليزا نولان» على أغلب الحلقات حتى التي لم يكتباها ويخرجاها. لم يكتفِ المسلسل بالموضوع الهام الذي يتناوله فقط، بل دعمه بالكثير من الحوارات الرائعة، بما يمكن معه القول بأنه مسلسل حواري من الدرجة الأولى، كما تفوق المسلسل في جانب الخيال العلمي بخلق ما يشبه الوعي لدى الإنسان الآلي، بالإضافة للتعمق في الطبيعة البشرية من خلال الحديث عن الوعي والرغبة واكتشاف الذات، ..إلخ.
(لقراءة مراجعة كاملة للمسلسل: من هنا)
House of Cards
مسلسل «House of Cards» في موسمه الرابع، وهو مسلسل سياسي أمريكي من بطولة «كيفين سبيسي» و«روبن رايت»، ربما اختياره في هذا المركز لم يكن متوقعًا، ولكن أثبت المسلسل صدق رؤيته الآنية إلى حد كبير، فلم تعد مجرد رؤية تشاؤمية مستقبلية خصوصًا بعد فوز «دونالد ترامب». نهاية الموسم الرابع تعتبر من أكثر النهايات سوداوية، واعتبرت مبالغة في حينها، أو مجرد احتمال مستقبلي على ما يمكن أن تؤديه المنظومة الانتخابية الأمريكية ونظام الحزبين والتورط في أغلب صراعات الكوكب. لن تسير الأمور على ما يرام وسيأتي من يريد السيطرة على كل شيء لذاته، هذا ما توقعه المسلسل وهذا ما ثبت أنه يمكن حدوثه إن لم يكن يحدث بالفعل مع فوز ترامب.
بالإضافة لهذا قدم الثنائي كيفين سبيسي وروبن رايت أداءً استثنائيًا بما تحمله الكلمة من معنى، بالإضافة للكتابة الممتازة والإخراج المناسب في كل الحلقات. ما حققه «House of Cards» ليس بقليل وهو يستحق هذا المركز عن جدارة. والغريب أنه تم تجاهل هذا الموسم من لجان تحكيم الجوائز الكبرى، فهل تكون الرؤية السوداوية والنقد العنيف -والذي لم يقدمه أي عمل فني من قبل بهذه القوة- سبب هذا التجاهل؟.
(لقراءة مراجعة كاملة للمسلسل في موسمه الرابع: من هنا)