هوس قوات الأمن في ذكرى مجزرة الدفاع الجوي
هكذا كان بيان أولتراس زملكاوي في الذكرى الثانية لمذبحة الدفاع الجوي والتي راح ضحيتها 20 شابًا حينها، تهل الذكرى الثانية اليوم مع ذعر أمني ملحوظ بدأ مع الساعات الأولى لصباح اليوم وامتد حتى المساء، وكان نتيجة هذا الذعر القبض على عدد من الشباب بين النشطاء والحقوقيين، بالإضافة إلى حالة من المضايقات الأمنية لازمت مقاهي منطقة وسط البلد التي أصبحت هوس قوات الأمن الحالية.
فمع الساعات الأولى لكل ذكرى تبدأ قوات الأمن في الانتشار، إذ تلجأ إلى تكوين ما يشبه الثكنات العسكرية بمنطقة وسط البلد التي شهدت عددا من الموجات الثورية وعلى رأسهم ثورة يناير، إذ تقوم قوات الأمن باعتقال عدد من المارين بشكل عشوائي أو أحد المعروفين من النشطاء والحقوقيين الموجودين بمقاهي وسط البلد خوفًا من وجود أية تحركات غير معلن عنها؛ الأمر الذي طبق اليوم ومن ثم قبض على عدد من الشباب معظمهم تم إخلاء سبيله مؤخرا من على مقهى بوسط البلد تزامنًا مع الذكرى الثانية للدفاع الجوي.
قوات أمنية vs أولتراس زملكاوي
تخوفا من تحركات الأولتراس الذي أصدر بيانه دون الإعلان عن تحركات، بدأت القوات الأمنية حالة من التمشيط لمنطقة وسط البلد ومقاهيها مع الساعات الأولى من اليوم تزامنا مع ذكرى الدفاع الجوي؛ الأمر الذي تسبب بحالة من الذعر لعدد من المقاهي، فيما نبه عدد كبير من النشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي بعدم التواجد على مقاهي وسط البلد بسبب وجود حملة أمنية عليها.
من جانبها أكدت الحقوقية سالي توما على تواجدها بمنطقة وسط البلد في انتظار الإفصاح عن مكان تواجد الشباب الذي تم إلقاء القبض عليهم صباح اليوم دون أسباب بالإضافة إلى عدم معرفة مكان احتجازهم حتى الآن.
وأكدت على أن هناك حملة أمنية بالفعل على مقاهي وسط البلد تقوم بالقبض على كل من يشتبه به لكن لا يوجد مقاهي مغلقة كما ترددت الأنباء، بالإضافة إلى أن الحملة بدأت تقل مع انتهاء اليوم وعدم نزول الأولتراس لإحياء ذكرى مجزرة الدفاع الجوي.
6 شباب في مكان مجهول
قال المحامي الحقوقي بمؤسسة حرية الفكر والتعبير لإضاءات، مختار منير، إنه حتى الآن لا توجد معلومة واضحة عن أسباب القبض على هؤلاء الشباب أو عن مكان تواجدهم، فقسم عابدين أنكر تواجدهم إلا أن هناك أنباء غير مؤكدة على تواجدهم بالقسم والتحقيق معهم من قبل الأمن الوطني.
وأشار مختار على أن زيزو عبده واحد من ضمن المقبوض عليهم عليه تدابير احترازية منذ أن تم إخلاء سبيله مؤخرًا في القضية المعروفة بقضية الأرض وعدم ذهابه للقسم يضره كثيرا؛ لأن هذا سيتسبب في تورطه بجنحة هروب، بالإضافة إلى أننا لم نستطع إثبات القبض عليه إذ أن مكانه غير معلوم حتى الآن وقسم عابدين ينفي تواجدهم، مؤكدا على أن زيزو منذ الإفراج عنه أصبح غير مهتم بالمجال العام كما كان حاله وهذا يثير تساؤلًا: لماذا تم إلقاء القبض عليهم؟.
عبر عدد كبير من النشطاء والحقوقيين عن غضبهم واستيائهم إثر تأكيد خبر القبض على 6 شباب من أصدقائهم وهم (نور خليل، زيزو عبده، محمود محمد، عمر الحاذق، أحمد شاهين، عمرو سقراط)، مؤكدين على كم الضرر الذي سيقع عليهم بسبب تلك الخطوة الأمنية غير المبررة في هذا التوقيت، كما أعلن إسلام خليل عن توقيف الأمن عقب القبض على شقيقه نور خليل.
حيث أكد طارق محمد شقيق محمود على أن الطبيب المعالج لأخيه حدد الثلاثاء القادم لإتمام جراحة قدميه اللتين أوذيتا بسبب تواجده بالسجن عامين بسبب تيشيرت، مشيرا إلى أن محمود كان قد قبض عليه في عام 2014 بسبب تيشيرت كان يرتديه كان مكتوبا عليه «وطن بلا تعذيب»؛ ومن هنا أطلق عليه معتقل التيشرت. من ناحية أخرى قال حمدي قشطة، عضو حركة 6 إبريل والمفرج عنه مؤخرا من قضية معتقلي الأرض، إن أحمد شاهين اقترب موعد زفافه وأن وجودهم بالقهوة ليس مبررا للقبض عليهم.
حملات أمنية تسبق كل ذكرى
مع بداية كل ذكرى تبدأ قوات الأمن بالتواجد في عدد كبير من المناطق، ومع هذا التواجد تبدأ حملات القبض على عدد من الشباب منهم المعروف ومنهم المشتبه فيهم، إلى جانب زوار الفجر لعدد من النشطاء.
فكما حدث اليوم في ذكرى مجزرة الدفاع الجوي والقبض على عدد من الشباب تكرر نفس الأمر في ذكرى ثورة يناير الماضية، حيث تم القبض على 11 شابا بمناطق متفرقه بدعوى نية التظاهر.
الأمر الذي أصبح وصمة كل ذكرى، وأصبح متكررا بشكل لافت للنظر، ففي أغسطس/آب الماضي أيضًا تم القبض على عدد من الشباب تخوفا من التظاهر بذكرى فض اعتصام رابعة.
وتوضيحا لهذا الأمر قال المحامي الحقوقي حليم حنيش لإضاءات إن هذا يدل على تخوف السلطة الحاكمة من الشباب حتى الآن، ومن قدرتهم على التغيير، وإن كانت الحركة الثورية في مصر في حالة من الخمول بسبب الإجراءات الأمنية المشددة التي تتكرر من وقت لآخر.