الأوفر ثينكينج: هل تؤمن بمشاهدة كرة القدم بعد الموت؟
ماذا لو لم تتوقف بطولة دوري أبطال أوروبا بسبب تفشي فيروس «كوفيد19»؟ هل كان في استطاعة زيدان أن يعود أمام بيب جوارديولا في عقر داره؟ أم أن ميسي سيقود برشلونة للفوز بالبطولة خاصة بعد خروج فريق ليفربول من السباق.
يبدو أن ميسي قد تأثر بعامل السن بالفعل، كان هذا واضحًا في مباراته الأخيرة أمام ريال مدريد. كان قديمًا قادرًا على مراوغة الأحد عشر لاعبًا قبل التسجيل. أحد عشر، لماذا تلعب كرة القدم بأحد عشر لاعبًا فقط؟
مرحبًا بك في عالم «Overthinking» أو الإفراط في التفكير. ما قرأته من سطور في السابق هو ما يحدث بالفعل عندما يفرط أحد المشجعين في التفكير حول كرة القدم . يبدأ الأمر عادة بأسئلة منطقية ثم ينتهي بأسئلة تبدو دون إجابات.
يعرف الكاتب «ريميز ساسون» عملية الإفراط في التفكير على أنها العملية التي يبالغ خلالها المرء في التفكير ثم تحليل وتكرار نفس الأفكار دون محاولة القيام بأي فعل عوضًا عن تلك الأفكار.
في حقيقة الأمر أصبحنا جميعًا فريسة مثالية للإفراط في التفكير بعد ازدياد الوقت الذي نقضيه دون أي نشاط فعلي مقارنة بالماضي. لكن مشجعي كرة القدم وضعهم مختلف فهم يفكرون دومًا في الكرة وبعد توقف النشاط الرياضي في معظم دول العالم أصبحت أسئلة الـ«Overthinking» الرياضي تلك تحتاج إلى إجابات.
يؤكد السيد «ساسون» أن الإفراط في التفكير يدفع المرء للإصابة بالقلق الدائم وانعدام السلام الداخلي. ولذا نحن هنا نقدم لك إجابات لبعض الأسئلة التي قد تشكل خطرًا بالغًا عليك فيما بعد. لذا إذا كنت ترى أنها معلومات لا تمثل قيمة حقيقية فتذكر أنك بصدد قراءة بعض الأمور التي ستنقذك من خطر أكبر.
ربما تكون لست مقتنعًا حتى الآن أو أنك لا تفكر في تلك الأسئلة أبدًا. حسنًا، أنا لا ألومك تستطيع الآن أن تغادر دون أن تستكمل القراءة. لكن أنصحك أخيرًا أن تتعامل مع هذا المقال معاملتك لنشرة الدواء الداخلية. أحتفظ به ولا تلقيه في سلة المهملات وفي حالة الخطر استعن به مباشرة.
الخطر قادم ما دام أنك لا تعرف هل يمكنك بالفعل حضور مباريات فريقك بعد الموت أم لا. تبدو إجابة هذا السؤال مثيرة، أليس كذلك. حسنًا فلتقتحم الموضوع الآن ولتنس أمر النشرة الداخلية تلك.
هل يمكنك حضور مباريات فريقك بعد الموت؟
لم يستطع الرجل المسئول عن أمن ملعب «بينيتو فيامارين» الخاص بفريق ريال بيتيس أن يتجاوز الصدمة لكنه أوضح بحزم للمشجع الشاب أنه لا يمكنه أن يدخل الملعب برفقة إناء زجاجي. أجابه المشجع أنه يملك تذكرة موسمية لوالده تمكنه من حضور المباراة حتى لو كان رمادًا داخل إناء زجاجي.
رفض الحارس الأمر وبرر رفضه بكون الإناء الزجاجي من الأدوات الممنوع دخولها للملعب. لم يشعر الصبي باليأس، ذهب إلى سوبر ماركت قريب واشترى علبة من الحليب وافرغها بالكامل على الرصيف ثم نقل رماد والده داخل علبة اللبن الفارغة.
وهكذا استطاع أن ينفذ وصية والده الذي طلب منه الاستمرار في حضور المباريات فريق ريال بيتيس من داخل الملعب. هكذا نجح الرجل في مشاهدة مباريات موسم 1995/1996 رفقة ولده المطيع رغم وفاته في منتصف الموسم بالفعل.
حسنًا يبدو الأمر مثيرًا إذًا، دعنا الآن نعود لنجيب على سؤال الرجل في بداية الحديث. لماذا 11 لاعبًا تحديدًا؟
لماذا تلعب كرة القدم بـ11 ضد 11؟
لعبت كرة القدم في بدايتها بشكل منظم للغاية من قبل مدارس النخبة الثانوية في إنجلترا. وطبقًا لعدد الغرف الصالحة لسكن الطلاب خلال المسابقات الداخلية مثل كرة القدم كان عدد لاعبي الفريق. لذا فإن أول فريق كرة قدم مكون من 11 لاعباً كان فريق لإحدى المدارس التي تملك عشر غرف كمسكن للطلاب بالإضافة لمعلمهم الذي قرر أن يلعب كحارس مرمى لأن هذا المركز لم يحظ باهتمام الطلاب.
حدثت بعض المشاكل خلال المباريات بين المدارس المختلفة بسبب اختلاف عدد لاعبي فريق كل مدرسة. تخيل مباراة كرة قدم بين فريق مكون من 15 لاعباً في مواجهة فريق من 25 لاعباً، هذا حدث بالفعل وانتهت المباراة دون أهداف نتيجة للعشوائية في الملعب. ظل الحد الأدنى دومًا 11 لاعباً فقط وكانت فكرة المساواة بين عدد لاعبي الفريقين هي الأهم.
في ديسمبر/ كانون الأول 1834 قرر فريق مدرسة مقاطعة «هارو» أن يوجه دعوة لفريق مدرسة مقاطعة «إيتون» للعب مباراة كرة قدم، شريطة أن تقام المباراة بـ11 لاعباً ضد 11 لاعباً فقط. في الحقيقة أن المباراة كانت متزنة بشكل كبير، استمر الديربي بين طلاب المدرستين لفترة طويلة وذاع صيته بل إن هؤلاء الطلاب كبروا ونقلوا معهم هذا الديربي في بعض الجامعات مثل جامعة «كامبريدج».
تجاوز الأمر مسألة المدارس والجامعات وبدأ فريق «شيفيلد» يدعو جميع فرق الشمال إلى أن تكون المباريات بمشاركة 11 لاعباً فقط في الملعب. وفي 31 مارس/ آذار 1866 في ملعب في «باترسي بارك» استطاع فريق لندن هزيمة فريق شيفيلد بهدفين إلا أن الأهم أن هذا اليوم تحديدًا كانت قد استقرت قناعة جميع المشاركين والجماهير أن 11 لاعبًا فقط لكل فريق هو ما يحقق التوازن المثالي بين أبعاد الملعب وعدد اللاعبين.
كان أحد طلاب مدرسة هارو والذي أصبح لاعبًا في فريق لندن بعد ذلك هو اللاعب «تشارلز ألكوك»، الرجل الذي شارك في تأسيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم ومخترع أقدم بطولة في التاريخ وهي كأس الاتحاد الإنجليزي. لذا وبمجرد تأسيس الاتحاد تم إقرار قاعدة عدد اللاعبين في كل فريق.
حسنًا هكذا حملت أرض الملعب فوقها 22 رجلًا لكن ماذا عن حكم الساحة. إننا أصبحنا نفكر سويًا أليس كذلك،حاول ألا نفرط في التفكير إذًا.
كيف ظهر الحكم في مباريات كرة القدم؟
يبدو من المنطقي أن يظهر حكم الساحة في مباريات كرة القدم لحل أي نزاعات قد تحدث، لكن لم يبدأ الأمر هكذا أبدًا. لم يخطر ببال أحد أن اللاعب يمكن أن يتعمد إصابة خصمه لأن هذا السلوك المشين ليس من شيم الرجال ببساطة.
كان كابتن كل فريق هو المسئول عن حل النزاعات مع الكابتن الآخر في الفريق المنافس واتخاذ تدابير جذرية لاستمرار المباراة مثل طرد زميل في الفريق أو إلغاء هدف. حدث ذلك عدة مرات في المواسم الأولى من كأس الاتحاد الإنجليزي.
كان السبب الرئيسي في ظهور الحكم في عالم كرة القدم هو برميل من مشروب الجن الكحولي. عام 1841 قبل بداية إحدى المباريات في مدينة «روتشديل» قرر اللاعبين من كلا الجانبين المراهنة على برميل مليء بالجن ومبلغ كبير من المال.
وبمجرد أن تدخل المال في الأمر كان لا بد من وجود شخص لا يميل لأي طرف. قام كل فريق بتعيين حكم، وتم استدعاء شخص ثالث محايد لمراقبة المباراة وحل أي نزاع قد ينشأ بين الحكمين.
هكذا تطور الأمر بداية بوجود حكمين داخل الملعب وآخر خارج الملعب ثم ظهر الحكم الوحيد المحايد داخل الملعب وكان يوكل بتلك المهمة للاعبين السابقين.
هكذا إذًا ظهر الحكم لكن لماذا يبدو الحكم وكأنه الرجل النزيه الذي لا يخطئ. عندما لعبنا كرة القدم في الشارع كان الحكم لا يحتسب الهدف إلا بعد أن يقسم المهاجم أنها ليست مرتفعة كثيرًا. لم يكن يوجد شباك في كرة قدم الشوارع. الشباك!! لقد أصبحنا فريسة الـ«Overthinking» دون شك.
اختراع الشباك
كان المهندس المدني «جون ألكسندر برودي» يستشيط غضبًا بعد أن منع الحكم فريقه المفضل إيفرتون من هزيمة الفريق المنافس. كانت الكرة تخطت خط المرمى بشكل واضح للغاية لكن الحكم لم يتحقق من صحة الهدف وقرر احتساب ركلة مرمى الفريق الزائر.
قرر يومها السيد برودي أنه يجب أن يقوم بشيء ما؛ لكي يمنع تلك الحادثة من التكرار. وفي غضون بضعة أشهر ظهر جون في مكتب براءات الاختراع لتسجيل اختراعه الأول، وهو شبكة كرة القدم.
في وقت مبكر من عام 1890 تم استخدام اختراع برودي في مباراة أقيمت بين فريقي إيفرتون وليفربول وكانت النتيجة مذهلة بالطبع. وعلى الفور أمر اتحاد الكرة باستخدامها في جميع المباريات الرسمية. ومع ذلك استغرق بقية العالم بضع سنوات لجعل الشباك جزءاً رسمياً داخل ملاعب كرة القدم.
ربما هذا الحكم لم ير الكرة بالفعل، كان يجب عليه أن يرتدي نظارات طبية. هل يمكن للمرء لعب كرة القدم بنظارات طبية كلاسيكية؟ يا الله متى سنستشير طبيبًا نفسيًا إذًا.
هل لعب أحدهم بنظارة طبية كلاسيكية؟
هل تتذكر لاعب الوسط الهولندي «إدغار دافيدز» والذي كان يلعب مرتديًا نظارة طبية صممت خصيصًا لممارسة كرة القدم. الحقيقة لم تكن تلك المرة الأولي التي شارك خلالها أحد اللاعبين في مباراة رسمية مرتديًا نظارة طبية.
كان الأمر قديمًا كارثيًا فحارس مرمى فريق «بورت فايل» عام 1892 كان يدعي السيد «جو فرايل» وكان مصابًا بضعف النظر ولذا كان يلعب مرتديًا نظارات سميكة لكنها لم تكن ملتصقة بوجهه مثل دافيدز بالطبع.
أثناء مباراة لفريق بورت فايل ضد فريق شيفيلد القوي آنذاك فقد جو نظارته بعد أن وقعت في الوحل بمجرد انتهاء الشوط الأول وكانت النتيجة أنه تلقى عشرة أهداف خلال الشوط الثاني.
حسنًا، نحن الآن نحاول أن نجيب على كل تلك الأسئلة المثيرة لكي ننجو بأنفسنا ولذا هذا السؤال القادم هو مستوى الخبراء،«ليفل الوحش» كما يقولون.
هل يستطيع الحكم أن يطرد نفسه؟
حدث ذلك بالفعل في مارس، آذار 1998 داخل ضاحية «تشارلتون» اللندنية خلال مباراة بين فريقي الهواة «ساوثامبتون آرمز و هورستبورن» . واجه الحكم «ميلفين سيلفستر» صعوبات جمة بسبب الاعتراضات من قبل لاعبي الفريقين. في الشوط الثاني فقد سيلفستر صبره تمامًا عندما دفعه أحد اللاعبين، قام الحكم بضرب اللاعب مباشرة.
يبدو أن الحكم ندم على ما فعله فقام بسحب البطاقة الحمراء وطرد نفسه ثم سلم الصافرة لأحد المحكمين وذهب إلى غرفة تبديل الملابس. تم إيقاف سيلفستر لمدة ستة أسابيع لكنها كانت عقوبة غير مجدية لأنه كان قد أقسم بالفعل أنه لن يعود إلى التحكيم مرة أخرى ولم يحنث بقسمه.
أنا فقط أحاول المساعدة لذا ما ستقرؤه الآن يشبه الأحجية أكثر منه سؤال منطقي لذا فلتجيب عنه أو تعرف إجابته وحينئذ سأكون مطمئنًا عليك للغاية.
هل يستطيع أحد اللاعبين إحراز هدف دون أن يلمس أرض الملعب؟
وفقًا لكتاب «قصة كرة القدم» لكاتبه «ويليام لونديس» فهذا حدث بالفعل. قام لاعب كرة قدم إنجليزي بتلك المعجزة عام 1937 خلال مباراة بين فريقين من القسم الأدنى لكرة القدم الإنجليزية. وصل هذا اللاعب في وقت متأخر إلى الملعب بعد أن بدأت المباراة بالفعل. انتظر اللاعب حتى تخرج الكرة إلى خارج الملعب ويسمح له الحكم بالدخول وإكمال فريقه. في غضون بضع ثوان خرجت الكرة بالفعل مفسحة المجال لركلة ركنية لصالح النادي صاحب العشرة لاعبين.
سمح الحكم حينئذ للاعب المتأخر بالانضمام إلى المباراة لكنه بدلاً من دخول الملعب ركض من خارج الملعب تمامًا لتنفيذ الركلة الركنية. نفذ اللاعب الركلة الركنية بدقة متناهية حيث دخلت الكرة مباشرة في شباك حارس المرمى المنافس. هكذا أحرز الرجل هدفًا دون أن يلمس أرض الملعب.
لقد انتهى الأمر. أرجو ألا تقع فريسة للأوفرثينكينج السينمائي أو الاقتصادي مثلاً فأنا لن أكون متواجدًا بجوارك حينئذ. لكن تستطيع أن تتصفح باقي أقسام الموقع لتجد الكثير من الإجابات على أسئلتك.
كل تلك الأسئلة وإجاباتها نقلًا عن كتاب «لماذا تلعب كرة القدم ب11 ضد 11 للكاتب لوثيانو بيرنكي» .