ماذا يعني «العرق»؟ وهل يبرر الاختلاف العرقي التمييز؟
مقصلة الأحكام المباشرة.. واحدة من أهم العوامل التي صارت تتحكم في تصرفات البشر وأفعالهم في كثير من البقاع حول العالم، لون البشرة والملامح أكثر ما يمكن أن يخضع لتلك الأحكام المسبقة التي يسقطها الكثيرون لإصدار أحكام تتحكم بالطبع في تصرفاتهم وطريقة تعاملهم مع الآخر، أصحاب البشرة البيضاء يرون أصحاب البشرة السمراء أقل منهم، قد يبدو ذلك حكمًا نفسيًا في المقام الأول لدى البعض ولا يتخطى لأبعد من ذلك، بالنسبة للبعض الآخر يصل الأمر إلى العداء والحرب والكراهية والاعتداء، ودفتر التاريخ والحاضر ممتلئان بالوقائع، لكن متى بدأ كل هذا؟ وكيف؟ ولمَ؟
يتناول كتاب «الأعراق البشرية.. هل نحن حقًا على هذا القدر من الاختلاف» لمؤلفيه الآن إتش جودمان ويولاند تي موزس وجوزيف إل جونز، صورة مقربة وأكثر دقة وموضوعية فيما يتعلق بحديث الأعراق ونشأتها كفكرة والصراعات المتولدة على إثرها، مما يدفعنا إلى أهمية النظر بين جنبات ما قدمته تلك النظرة الثرية عن مفهوم الأعراق.
أصل العرق وأكاذيب علماء الأغنياء
واحدة من أهم الأسئلة التي تداهمنا: ما هو العرق؟ وكيف نشأت فكرته؟
جاءت فكرة العرق ومفهومه بالأساس من جانب سلطوي بالدرجة الأولى، فمفهوم العرق في حد ذاته لم يكن له وجود كشكل من أشكال التصنيفات بين البشر، إلا أن الجانب السلطوي في هذه القصة كان بمثابة التمهيد الهام لهذه التصنيفات، فالدخول الأوروبي إلى الأراضي الأمريكية، وإجبار السكان الأصليين على ممارسة الأعمال اليدوية الشاقة، والتي كانت في البداية خاضعة لفكرة الأممية، أي شعوب مختلفة في الفكر والحال.
لكن التحول في مسألة اختراع مفهوم العرق، وتحولها من مجرد وهم إلى حالة تفرض نفسها، هي إيجاد مبرر كافٍ لإجبار العاملين من السكان الأصليين على الدخول في حالة من العبودية المستمرة، بعدما كان من المفترض أن يحصل أولئك العاملون على حريتهم بعد فترة معينة من العمل.
لكن تلك التحولات في المفاهيم كانت بحاجة لبعض الحجج التي اكتسبت صورة منطقية، حتى يصبح التحول أمرًا واقعًا يؤمن من خضعوا له ومن خرجوا من دائرته بوجوده وبصحته، فبدأ ما يُعرف بالدراسات العرقية.
أخذت الدراسات العرقية أشكالاً متعددة من المنحينات غير المنطقية، فالكثير منها كان نابعًا من معتقدات سياسية واجتماعية وسلطوية في المقام الأول، حتى أن القائمين عليها لم يكن لديهم دليل علمي واحد على مفهوم العرق ووجوده، حتى يكون إخضاعه للدراسة أمرًا منطقيًا بالتبعية، فالأمر برمته كان ابتكارًا لتبرير حالة من فرض السلطة.
ومن أبرز المنحنيات التي شهدتها هذه الدراسات، ما أعلنه عالم الطبيعة كارلوس لينوس في كتابه «نظام الطبيعة» عن مفهومه للأعراق، حيث وضع مجموعة من العلامات المميزة لكل عرق بحسب ما رأى من وجهة نظره، وشملت هذه التصنيفات أربعة أعراق:
- العرق الأمريكي: عرق أحمر، سريع الغضب، منتصب القامة، صعب المراس، يطلي نفسه بخطوط حمراء، ويلتزم بالعادات والتقاليد، وقد كان المقصود بالأمريكي هنا «الهنود الحمر».
- العرق الأوروبي: عرق أبيض، متفائل، مفتول العضلات، دمث الخلق، ذكي، مبدع، يرتدي ملابس متحفظة.
- العرق الآسيوي: شاحب، سوداوي، قوي، صارم، متغطرس، يحكمه الرأي والاعتقاد، ويرتدي ملابس فضفاضة.
- العرق الأفريقي: العرق الأسود، بارد الطباع كسول، ماهر، مسترخ، متقاعس، يحكمه الهوى.
وقد ارتبطت هذه التصنيفات في القرن الثامن عشر تحديدًا، بحالة الاستقرار التي حصل عليها الاستعمار الإنجليزي، في مواجهة الهنود والتي استدعت ترسيخ صورة ذهنية لدى الجميع تشي بالكراهية والرفض تجاه الهنود، تحت مسمى مواجهة البربرية والعنف والبدائية الهمجية.
ولم تتوقف تلك النظريات عن الخروج تباعًا، فتوماس جيفرسون، صاحب وثيقة الحريات الأمريكية، والذي كان خدمه كلهم من العبيد، قدم كتابًا عن ملاحظاته عن ولاية فيرجينا والتقسيم الطبيعي لها، فقال:
كما ظهرت بعض النظريات القائمة على أن العرق والفروق بين البشر قائمة على القدرات العقلية، وأن رؤوس ذوي البشرة السمراء أصغر من أصحاب البشرة البيضاء، لذا فقدراتهم العقلية والإدراكية أقل منهم.
واستمر الأمر على هذه الوتيرة حتى منتصف القرن التاسع عشر، تحديدًا عام 1854 حيث أعلن فردريك دوجلاس وهو كان من بين وقعوا في العبودية سابقًا، قبل أن يصبح جزءًا من جامعة ويسترن ريزيرف، حيث تحدث عن أن هذه النظريات والأفكار باطلة ولا تستند إلى أدلة علمية، وتمثل دعاية مضادة لأصحاب البشرة السمراء.
الفصل العنصري لهزيمة الفقراء
بدت جذور الفصل العنصري لأول مرة، كشكل من أشكال القضاء على الحركات التي أطلقها الفقراء في المستعمرات الجديدة، بكافة ألوانهم للحصول على حقوقهم، ومن هنا بدأت مجموعات الأرستقراطيين، في إطلاق شكل مبتكر من أشكال الفصل بين الفئات المتحدة، فالفصل بين العمال السود والبيض، كان ضروريًا حينها، لتكسير حائط الهجوم على طبقة الأغنياء الجدد، وقد نجح ذلك بشكل كبير، لكنه وفي الوقت نفسه زاد من أزمة العرق المبتكرة، وشكل حالة من أشكال القبول المجتمعي للظاهرة، لتصبح شكلاً من أشكال التفضيل لفئة على حساب الأخرى.
وقد تحدث دو بويز في كتابه «إعادة الإعمار الأسود» عن كون العرق الأبيض لم يكن مفهومًا طبيعيًا بالنسبة لمن أطلقوه، ولم يكن نتيجة ثقافية محتومة، وإنما كان حلاً عرقيًا من قادة المستعمرات لمواجهة التهديد الاقتصادي والمالي الذي تفرضه وحدة الطبقة العاملة.
انطلقت قاطرة الفصل العنصري ولم تتوقف بعدها، وبحلول العام 1691 بدأ التعامل الأول مع مفهوم «الرجل الأبيض» صاحب القوة والنفوذ، والتي اقتصرت في بداية الأمر على الأنجلوأمريكين البروتستانت، ورفض إدخال الطوائف الأخرى مثل الأيرلنديين على سبيل المثال، وقد ظهر ذلك بوضوح في فرض قواعد تمنع الزواج والعلاقات الجنسية بين السود والبيض داخل المستعمرات.
ومن ثم حصل الأمر على صيغة قانونية تجعل من سريانه حالة ثابتة ومفروضة، حيث خرج قانون «القطرة الواحدة» وهو قانون يفرض على أي شخص تحوى دماؤه ولو 1% من الدم الأفريقي الأسود، فإنه يصبح زنجيًا ويفقد كل مميزات حياة الرجل الأبيض، وقد كانت ولاية كاليفورنيا على سبيل المثال، من بين الولايات التي أصدرت قانونًا يمنع زواج اليابانيين من البيض، وذلك في بداية القرن الماضي، وشاهد من عاشوا في الولايات المتحدة مدارس داخلية يُوضع فيها أطفال السكان الأصليين عنوة، بعد فصلهم عن أهلهم وتعليمهم مناهج محددة، وعقابهم في حال القيام بعادات أسرهم القديمة أو لغاتهم القديمة.
لم تكن حمى الفصل العنصري محصورة في الولايات المتحدة، بل وصلت إلى جنوب أفريقيا، فيما عرف بنظام الأبارتايد، والذي كان السبب في الكثير من الدمار الذي لحق بشعب جنوب أفريقيا طوال عقود.
في جنوب أفريقيا، كانت القوانين تُجرم الزواج بين العرقين الأبيض والأسود، لذا كان من المضحك والمؤلم في آن، أن تخرج تجربة مأساوية في صورة ذكريات وكوميديا وحكايات مفعمة بالألم، رواها الكوميدي الساخر المتخصص في السخرية السياسية تريفور نواه، في كتابه «ولُد من جريمة» (Born A crime)، وقد كان تريفور محقًا في عنوانه، فوالده سويسري الجنسية أبيض، وأمه جنوب أفريقية سوداء، وهي زيجة مُجرمة بحسب قانون الفصل في جنوب أفريقيا.
الأمراض الراقية والثروات المُقسمة
جرى تصنيف الأمراض في حقبة ذروة العنصرية، على أساسات عرقية بحتة، فبعض الأمراض يمكن تصنيفها على أنها راقية مثل السرطان وأمراض القلب وهي أمراض تصيب البيض وحسب، على عكس الأمراض التي تصيب أصحاب الطبقات الدنيا مثل السود أو ما أطلق عليهم الزنوج.
ومن أبرز هذه الأمراض الأنيميا المنجلية، وهي واحدة من أبرز الحالات التي جرى ربطها بأصحاب البشرة السمراء، وترجع جذور ذلك التصنيف إلى أول اكتشاف لحالة تمنجل خلايا الدم الحمراء، وهو عملية تحدث داخل الجسم كشكل من أشكال المقاومة لمرض الملاريا، وقد شاع مرض الملاريا لسنوات طويلة كواحد من الأمراض الفتاكة التي قتلت مئات الآلاف حول العالم، ولأن التشخيص الأول لحالة التمنجل كانت أفريقية من ذوي البشرة السمراء، فكان قرار الأطباء المكتشفين حينها أن المرض مرتبط بشكل وثيق بالسود، لأنهم أكثر من يتعامل مع الذباب والتلوث، وعليه فهم أكثر عُرضة للإصابة بالملاريا، ومن هنا فهم الغالبية المصابة بالتمنجل كشكل من أشكال مقاومة الجسد.
تمثلت الأزمة بوضوح في أن الأسس التي وقعت على أساسها تلك التصنيفات، كانت جزءًا من التصنيف العنصري، بعيدًا تمامًا عن أي أسس علمية أو بحثية، وانصب الأمر بالكامل على دعم وجهة نظر معينة، وتجلت الأزمة حينما ظهرت تلك الفرضية على يد أطباء ذوي ثقة في عصرهم، نقلوا الفرضية إلى تلامذتهم وصار الأمر جزءًا من حلقة التوارث المعتادة.
أما عن الثروات وتوزيع الأموال، فالصورة المتبعة دائمًا تتعلق بالحديث عن فقر السود في الولايات المتحدة على سبيل المثال، باعتبارها كانت المهرب للكثيرين بحثًا عن الكنوز الجديدة، وحتى اليوم، فالصورة الذهنية لدى الكثيرين، هي فقر السود ماليًا وضعف إمكانياتهم المالية، والتي يمكننا أن نراها فيما قاله الإعلامي الأمريكي الشهير ستيف هارفي في بداية قصتنا.
ولأن الثروة ليست هي الأموال وحسب، لكنها كذلك التعليم والعلاقات العامة وفرص العمل والرعاية الصحية، فسيمكننا المرور عبر هذه البوابات لكشف طرق توزيع هذه الثروات.
امتلكت الولايات المتحدة إرثًا طويلاً من التحكم المالي المتعلق بالفكر العرقي، فالسكان الأصليون خسروا أكثر من 90% من الأراضي والممتلكات التي يمتلكونها، وتبع ذلك موت أكثر من 70% من السكان الأصليين بسبب الحصبة والملاريا والجدري، والتي جاءت من أوروبا عبر حامليها الغربيين.
لو يمكن القول إنه ثمة منهج يمكن اتباعه لفرض حالة من الإفقار الجبري على فئة كاملة من البشر، فبالإمكان استنباط النموذج الأمريكي بوضوح، والذي اقتضى تحجيم وجود السكان الأصليين وحصر وجودهم داخل محميات وذلك لجعلهم مزارعين، عبر تخصيص أراضٍ لهم داخل المحميات وحسب، وفي السنوات التالية لتلك التقسيمات، بدأت الحكومة الأمريكية في تخفيض تلك المساحات وسحبها، فانخفضت من 138 مليون فدان إلى 48 مليون فدان، مع ثبات عدد الملاك، مما خلق حالة مفزعة من الفقر خلقت فجوة عملاقة بين ثروات البيض ومحاولات السكان الأصليين البقاء.
مع مرور الوقت، بدت كل محاولات الاكتفاء الذاتي لدى القبائل في الانهيار، بسبب رفض مجموعات البيض لتلك الحالة، كما حدث مع قبائل الشيروكي التي حاولت تأسيس حكومة خاصة بهم، ورفضت ولاية جورجيا الاعتراف بها، وعملوا على إنشاء مجتمع، يتساوى في مقوماته مع المعايير الأمريكية الجديدة للمجتمعات، لكن النتيجة هي إجبار الحكومة لهم على الرحيل بكافة أعدادهم، والاستيلاء على أراضيهم، بسبب طمع الملاك البيض في الولاية في الأراضي التي تنتج محصول القطن الوفير في هذا النطاق.
والأهم من ذلك أنه وبمرور كل تلك السنوات وبتغير الأنظمة الاقتصادية، إلا أن إرث التملك وحيازة الأموال والأراضي، والتي انعكست بالضرورة على القدرة المالية لتحصيل العلم من الجامعات والمدارس ذات التكلفة المرتفعة، والسكن في الأحياء الراقية في عصر ما بعد الحداثة، والحصول على رعاية صحية كافية، وهي التي حُرم منها الكثير من أبناء المجتمعات ذوي البشرة السمراء «الأكثر فقرًا».
لذا فإن النموذج الاقتصادي وإن تغير شكلاً، فجوهره ما زال حيًا حتى هذه اللحظة.
تقبل الآخر مجتمعيًا وقانونيًا
وإن كان العرق بعد هذا كله مجرد وهم كان هدفه سلطويًا واقتصاديًا بالأساس، فالسؤال الأكثر منطقية هو استمرار الحال نفسها بين الفئات الفقيرة حتى الآن، ونجاة الفئات الثرية بعض الشيء من تلك الموجات العاتية.
ستيف هارفي.. هكذا اشتهر في الولايات المتحدة حينما أصبح واحدًا من أشهر مقدمي البرامج الكوميدية في البر الأمريكي كافة، يشاهد برنامجه الملايين بشعف، ويمتلئ إستوديو برنامجه بالعشرات من النساء وبعض من الرجال المستمتعين بخفة ظله الحقيقية والفطرية وغير المصطنعة، له من الأبناء 7 في إشارة إلى اختلاف جذري بينه وبين أمريكا ذات الطفل الواحد أو الطفلين على أقصى تقدير، يتفاخر كلما جاءته الفرصة ببشرته السمراء وبالناجحين من أصحاب البشرة السمراء، لا يتورع عن وصف النساء بأنهن مجانين على عكس ما يرى المجتمع الأمريكي، والكثير من النساء يسمعنه يقول ذلك فيضحكن ويصفقن بحرارة، ولو فعلها أحد آخر لكان مصيره الصفع أو طلب الشرطة.
يمتلك هارفي بعضًا من المعتقدات التي وعلى عكس ما يؤمن به الغالبية الأمريكية في بعض الأحيان، كاعتقاده بأن الصداقة بين الرجال والنساء أكذوبة، وأن هذا النوع من العلاقات في أغلبه ينتهي بنوع معين من العلاقات.
وبكل ذلك الاختلاف وبكل تلك الروح الخفيفة والقدرة المذهلة على خلق الضحك، فستيف نفسه لا يتورع عن السخرية أحيانًا من ذوي البشرة السمراء دون إهانة، كشكل من أشكال الضحك والكوميديا، فذات مرة سألته إحدى الحاضرات في برنامجه عن حل لأمها التي ترفض أن تقدم لها هديتين لأن عيد ميلادها في اليوم التالي لعيد الميلاد (الكريسماس) فكان رد ستيف الكوميدي هو «إن كانت الفتاة من عائلة من أصحاب البشرة السمراء، فكلاهما يعرفان أنها لن تحصل سوى على هدية واحدة»، في إشارة منه لفقر هذه العائلات وامتناعهم عن البذخ في الإنفاق، وما إلى ذلك.
وعلى كل التناقضات التي يدخل فيها ستيف مع المجتمع الأمريكي المنفتح، إلا أنه نجح في تقبل ستيف (الليبرالي المحافظ الأسود) والتملق له وانتظار استشاراته، والضحك على نكاته حتى الثمالة، ولو قدم ستيف تلك التناقضات وهو فقير أو غير مشهور، لربما هاجمته نظرات الكراهية أو اتهامات بالعنصرية الذكورية.
وفي المجتمعات العربية، يمكننا القول إن الظاهرة ليست بخفية، لنأخذ مصر مثالاً على ذلك، حيث يمكننا أن نتلمس بوضوح نسب التنمر والاعتداءات التي يتعرض لها الأفارقة الموجودون فيها، باختلاف أسباب وجودهم سواء للعمل أو الدراسة أو غيرها، وقد شهدنا منذ فترة قريبة للغاية الحادثة التي أصابت الملايين بالغضب والرفض، حينما نُشر مقطع فيديو عبر الإنترنت لثلاثة مراهقين مصريين، يتحرشون لفظيًا ويسخرون بشدة من طالب من ذوي البشرة السمراء من جنوب السودان، وقد كان لحالة الغضب الجماعي التي خرجت على صفحات التواصل الاجتماعي والبلاغات المقدمة للسلطات، أثر سريع في القبض على المراهقين الثلاثة، ثم ما لبث الطالب السوداني في الظهور عبر وسائل الإعلام متحدثًا عن معاناته طويلة الأمد، حيث إنه وبحسب ما قال: «دائم التعرض لهذا النوع من المضايقات، لكنه لا يتحدث لأنه يرى في نفسه ضيفًا في هذا البلد ولا يحق له التحدث».
ثم تحولت قضية الطالب بسرعة، وظهر في مؤتمر الشباب رفقة رئيس الجمهورية، وربما كان هذا حظ طالب جنوب السودان أن قضيته قد سُلط عليها الضوء فحصل على حقه، لكن المتابع للشأن العام يعرف أن الكثير من أبناء الجاليات الأفريقية في مصر، يتعرضون للمضايقات ومنهم النساء، فقط لأن لون بشرتهم لا يعجب البعض.
لذا فالسؤال ما زال في انتظار الإجابة: هل تتمثل أزمة ما يُعرف بالعرق في المستويات الاجتماعية وحسب، أم أن جذورًا مجهولة تكمن خلف تلك الأزمة؟