هل ظلمت علاقات جون تيري النسائية مسيرته الكروية أم شهرته؟
كابتن تشيلسي التاريخي وقائد الأسود الثلاثة وأحد أهم مدافعي اللعبة في العصر الحديث، استرعى انتباه الناس كلاعب كرة رائع وكمادة إعلامية دسمة للحديث حول فضيحة جنسية هنا أو اتهام بالعنصرية هناك. اتهامات جعلت أغلب الجماهير لا ترى موهبة تيري الفريدة التي لم يحظ بها الكل، وطبيعته التي زُرعت بداخله فقادته لشيء أهم بكثير من كونه لاعب كرة موهوب كمئات اللاعبين.
القيادة، أو فن إدارة الجماهير، التأثير على اللاعبين خارج الملعب قبل داخله، تحمل كم هائل من الضغوط الصعبة، كل هذا قد يجعل من اللاعب جيمي كاراجار أو توني آدامز ولكن أن تكون جون تيري هو أن تكون لاعبًا بقدرات فنية كبيرة بجانب هذا أيضًا.
مراحل بطولة جون تيري أخذت مجرى فيلم سينمائي بطله متجهم الوجه قصير الشعر يبدو كمُجرم هارب لا يتحدث كثيرًا، ولكنها تبدو مألوفة لقصص البطولة العظيمة. جون تيري رغم مسيرته الرائعة وتأثيره الهائل على جيل كامل من اللاعبين لا يبدو له دراويش تضع صورته كصورة شخصية على مواقع التواصل الاجتماعي بجانبها عدد لا يقل عن 3 قلوب حمراء، أو ينتشر له فيديو وهو يمزق قميصه من فرط الحماس أو يصرح تصريحًا يكسب به ود جماهيره.
هل كان هذا لأنه كان صامتًا أغلب الوقت؟ ربما، أم لأنه لم يكن يمتلك شعرًا كثيفًا يظهر مدى الجرينتا في صوره؟ ربما أيضًا. لا بأس، سنحكي الآن مراحل تطور البطولة بداخل قلب جون تيري في محاولة للحكم على مسيرة اللاعب بشكل موضوعي.
تخبط ثم لحظة فارقة
طفل يافع في العاشرة من عمره، يتيقن بمرور الأيام أن تلك التي يركلها ليست ولن تكون مجرد لعبة بالنسبة له. يقرر مسئولو ويستهام ضمه إلى ناشئي النادي اللندني، بالإضافة لمزاملته لاعبين نشطوا في البريميرليج بعد ذلك مثل بوبي زامورا وليدلي كينج عندما شكلوا فريقًا اكتسحوا به دوريات الهواة وكانوا محط أنظار الكشافين.
مراهق يقوم برفض عرض أحد أفضل مدربي الكرة في تاريخها للعب في أحد أعرق أندية العالم، حتى ولو لم يكن قرارًا صحيحًا ولكنه يظل قرارًا شجاعًا لا يجرؤ محترفون على التفكير به. كلمة قرار في حد ذاتها كبيرة على من هم في سنه! وبالفعل تحدث اللحظة الأولى الفارقة له بالانضمام لتشيلسي ليأتي دور اللحظة الأخرى حينما أصيب قلبا دفاع الفريق وكان تيري يلعب كمتوسط ميدان طُلب منه اللعب كمدافع.
كن صبورًا
الجميل أن تيري لم يتذكر تلك الأيام بسوء بل أنه يريد تطبيق ذلك النظام مرة أخرى، لقد كان معجبًا بشخصيات اللاعبين الكبار لذلك كان يحب أن يكون بجانبهم أكبر وقت. تيري لم يكن صبورًا بل كان يستمتع بكل ما يفعل، فبعد بدايته مع الفريق الأول عام 1998 تمت إعارته في عام 2000 إلى نوتنجهام فورست لبناء خبرة أكبر ليعود موسم 2000/2001 ويحصد لقب لاعب العام في تشيلسي ومكانًا أساسيًا بجانب المخضرم مارسيل ديساييه.
الـملهم
لكي تصبح بطلاً لابد وأن تقابل الملهم الذي يشعرك بأهمية ما تفعل، يغير في شخصيتك ويؤثر فيها ويجعلك مستعدًا للموت من أجله، ثم من أجل الفكرة نفسها. هذا ما حدث بين تيري ومورينيو، ففي ولاية مورينيو الأولى وبعد اعتزال ديساييه جعل مورينيو تيري كابتن للفريق وانتهى الموسم ببطولة دوري تاريخية لتشيلسي وجائزة تاريخية لتيري ليصبح أول مدافع وأول لاعب من تشيلسي يكون لاعب العام في إنجلترا.
يحكي تيري أن بينيتيز كان لا يشركه بصفة دائمة ولكن عندما عاد جوزيه حدثه بالهاتف وقال له أنت رجُلي. يكمل تيري أنه بسبب تلك الكلمات كان يتدرب 3 مرات يوميًا.
مرحلة جديدة في حياة القائد أدخله فيها مورينيو ليصبح تيري في حد ذاته وبعمر الـ26 مُلهمًا للاعبين مثل أريين روبين الذي يقول إنه تعلم من تيري كل شيء داخل الملعب وخارجه، فقد كان يعطي الجميع النصائح.
كارلو أنشيلوتي عن جون تيري
الملحمة، لا شيء سهل أبدًا
جون تيري يضيع ضربة الترجيح الحاسمة في نهائي دوري الأبطال 2008 أمام مانشستر يونايتد بموسكو.
المحكمة ترفع الحظر عن النشر في قضية خيانة جون تيري مع صديقة زميله السابق واين بريدج.
الاتحاد الإنجليزي يقرر سحب شارة الكابتن من جون تيري بالاتفاق مع كابيلو بعد فضيحته الجنسية.
فابيو كابيلو يعيد جون تيري قائدًا للأسود الثلاثة بعد سوء مستوى فيردناند.
الاتحاد الإنجليزي يعيد سحب الشارة من تيري بعد اتهامه بالعنصرية تجاه أنتون فيردناند.
فابيو كابيلو يستقيل من تدريب المنتخب الإنجليزي احتجاجًا على سحب الشارة من جون تيري.
جون تيري يرفع كأس دوري أبطال أوروبا بعد بطولة تاريخية لنادي تشيلسي وبعد طرد تيري نفسه في نصف النهائي في الكامب نو ليحقق الإنجاز الأعظم له على حد تعبيره كلاعب كرة.
تطيح بالكرة في نهائي دوري الأبطال وبدلًا من أن تربح تخسر، ثم تضع نفسك تحت ضغط هائل بقضيتين لا يوجد أسوأ منهما للاعب كرة وأنت في عامك الثلاثين وتقترب من إنهاء مشوارك الكروي، ثم بعد ذلك تعود لتفوز بالكأس التي طالما عاندت تشيلسي بسيناريوهات غريبة وتتربع على العرش، حتى بعدها لم يسلم من الانتقاد لأنه قرر رفع الكأس بالطقم الكامل وكأنه كان يلعب وأصبح مثار سخرية.
تشعر وأن تيري كان يصرح بعد معاناة، ليست معاناة الكأس ولكن معاناته الشخصية التي استمرت 4 سنوات حتى قرر القدر إعطاءه الوجه الجميل والذي لابد وأن يأتي بطريقة مثل تلك، فشخصية مثل تيري يجب أن تجد شيئًا تحكيه. يكفيه فخرًا بعد كل هذا التاريخ الذي فاز فيه بكل شيء مع تشيلسي أن يصفه رونالدينيو بأنه المدافع الأصعب الذي واجهه بجانب باولو مالديني.