ديان لوفرين: الطفل الذي يود الاستثمار في الزجاج بمصر
هكذا رد «ديان لوفرين»، مدافع فريق ليفربول، على أحد متابعيه المصريين، بعدما قام بنشر صورة لـ «محمد صلاح» في أول يوم من العودة للتدريبات. أظهرت الصورة زجاج سيارته المكسور؛ فما كان من اللاعب الكرواتي سوى مداعبته كالعادة، ليرد عليه المتابع المصري بأن هذا هو الأمر الطبيعي لكل المصريين.
واصل «لوفرين» مداعبته، حيث رأى أنها فرصة استثمارية جيدة من أجل فتح محل لبيع الزجاج في مصر؛ طالما أن هذا الأمر يمثل مشكلة عامة هناك.
تعليق قد يبدو أنه لا يرتقي إلى أكثر من مناوشة معتادة بين اللاعب وصديقه المقرب، والتي اعتاد عليها رواد السوشيال ميديا حول العالم، ولكنه في الوقت نفسه يكشف جانبًا آخر من شخصية هذا المدافع خارج الملعب، بعيدًا عن كونه لاعبًا عاديًا في تقدير الكثير من جماهير ليفربول أنفسهم، والذين طالبوا في أوقات كثيرة برحيله عن صفوف الفريق.
الطفل اللاجئ
لم تكن طفولة «لوفرين» هي الأسعد مقارنة بمن وُلدوا في الخامس من يوليو/تولوز عام 1989، حيث وُلد في قرية «كرالييفا سوتجيسكا» الواقعة خارج مدينة «زينيكا» في يوغوسلافيا، والتي بالطبع كانت إحدى أكثر المناطق اشتعالاً في بداية التسعينات؛ لما شهدته من حرب أهلية، أودت بحياة أكثر من 100 ألف شخص هناك.
واضطر على إثرها 17 فردًا من عائلة اللاعب الكرواتي لمغادرة منزلهم تاركين كل شيء، حتى أنه لم يتذكر أنهم أخذوا سوى حقيبة واحدة فقط، واستقلوا السيارة إلى بيت جده الخشبي في ميونخ، في رحلة استمرت 17 ساعة، مروا خلالها بالعديد من نقاط التفتيش.
كان اللاعب الكرواتي محظوظًا باللجوء إلى بلد مثل ألمانيا في ذلك الوقت؛ مما أتاح له فرصة التعرف على نجوم الصف الأول في كرة القدم، فكان يذهب إلى ملعب تدريب النادي البافاري في سن السادسة أو السابعة، ومن هنا بدأ تعلقه بكرة القدم في بلده الثاني كما أطلق عليها.
لكن رغم حظه، إلا أن تواجده هناك كان دائمًا مهددًا، إذ توجب على والده التقدم بطلب للجوء السياسي والبقاء في البلاد كل 6 أشهر، وحتى هذا الحال لم يستمر طويلًا، فعقب انتهاء الحرب بسنوات قليلة، رُفض هذا الطلب وعادت أسرته مرة أخرى إلى مسقط رأسه، في وقت كانت فيه المنطقة غير مستقرة.
زوج غير مثالي
في 2016، وقبيل بطولة اليورو في فرنسا، اُستبعد المدافع الكرواتي من قائمة المنتخب المشاركة في البطولة؛ السبب الذي أرجعته الصحافة وقتها، هو المشادة التي نشبت بين اللاعب ومدربه في مباراة المجر الودية في مارس/ آذار من نفس العام، ثم تهديد «لوفرين»، بعدها بشهر واحد في تصريح لصحيفة «سبورتسكي نوفوتسي» الكرواتية، بإما أن يذهب إلى فرنسا كلاعب أساسي أو لن يذهب مطلقًا.
ولكن بحسب ما قالته صحيفة «ذا صن» عقب اليورو، فإن اللاعب استغل فترة إقامة البطولة، وذهب في إجازة لمدة أسبوعين رفقة زوجته من أجل إنقاذ زواجه، وذلك بعدما اكتشف خيانتها له مع أحد العمال؛ مما تسبب في انهيار اللاعب، والتأثير على مستواه في تلك الفترة.
ووفقًا لمصدر مقرب من اللاعب، فإنه تأذى حقًا من خيانتها، لاسيما وأن علاقتهما بدأت منذ أن كانا في السادسة عشر، وانتقلا سويًا إلى فرنسا، ثم إلى إنجلترا بعد ذلك، وقدم لها بيتًا، وأطفالًا، ولكنه في الوقت نفسه اعترف أنه لم يكن الزوج المثالي.
من جانبه، رفض مدافع الريدز هذه الادعاءات، مؤكدًا أنه كان يتمنى بالطبع المشاركة في بطولة اليورو رفقة منتخب بلاده، الذي خرج من دور الـ 16 بعد الهزيمة من البرتغال بهدف نظيف، ولكنه أيضًا لم يتطرق إلى قصة خيانة زوجته التي ذكرتها الصحيفة الإنجليزية.
المثير للجدل
جانب آخر من جوانب شخصية «ديان لوفرين»، وهو إثارة الجدل، سواء كان الأمر متعلقًا بكرة القدم أم لا، ففي عام 2018، وقبل مباراة منتخبه مع منتخب إسبانيا في كأس الأمم الأوروبية، خرج اللاعب ليصرح بأن المدافع الإسباني «سيرجيو راموس»، يرتكب أخطاءً أكثر منه، ويرى أنه أفضل ًمنه، بل ومن أفضل 5 مدافعين في تلك الفترة.
الإثارة لم تتوقف عند ذلك فقط، بل عقب المباراة التي انتهت بفوز المنتخب الكرواتي بثلاثة أهداف مقابل هدفين، ظهر ديان وهو يقول: «ضربته بالكوع جيدًا!»، في إشارة إلى «راموس» بالطبع، ثم ذكر اسم «صلاح»، صديقه المقرب في ليفربول، والذي جمعته واقعة شهيرة أيضًا مع المدافع الإسباني في نهائي دوري أبطال أوروبا للعام نفسه.
مؤخرًا، لم تسلم جائحة الكورونا من تصريحاته المثيرة أيضًا، حيث رد على مقطع فيديو لرجل الأعمال الأمريكي «بيل جيتس»، يدعم فيه أفراد المنظومة الصحية في ظل الأزمة الحالية عبر الإنستجرام قائلًا: «انتهت اللعبة يا بيل، الناس ليسوا عميان!»، في إشارة إلى إيمانه بنظرية المؤامرة التي تفيد بأن جائحة الفيروس مجرد أسطورة لفرض اللقاحات على الجمهور.
رجل الأعمال
لم يكتف اللاعب الكرواتي بكونه لاعب كرة قدم، يتقاضى 100 ألف جنيه إسترليني أسبوعيًا في ناديه الحالي، وبعقد يمتد حتى 2021؛ حيث أعلن في مايو/ أيَّار 2018، عن افتتاح فندقه الخاص «جويل» من فئة الـ 4 نجوم، والذي يحتوي على 17 جناحًا فاخرًا، بالقرب من شاطئ «Zrće» الشهير بجزيرة «باغ» في كرواتيا.
وبالرغم من عدم نشر الأرقام بشكل رسمي إلا أن التقارير تشير إلى أن «لوفرين»، استثمر ما يقرب من ثلاثة ملايين يورو في هذا المشروع، الأمر المثير أيضًا، أن هذه الخطوة لم تكن الأولى من نوعها لوصيف كأس العالم الأخير، إذا أطلق رفقة صديق له، علامة تجارية للملابس تُدعى «Russell Brown»، في يونيو/ حزيران 2013.
ختامًا، قد لا يكون «ديان لوفرين» المدافع الأبرز في جيله، ولا من أفضل 5 مدافعين حتى كما صرح سابقًا، ولكنه يمتلك عقلية استثمارية تبدو ناجحة حتى الآن، فإذا كان تعليقه بأن الفرصة سانحة للاستثمار في الزجاج لحل المشكلة في مصر، نوعًا من أنواع الدعابة المعهودة منه، فإن الفندق ومن قبله علامته التجارية للملابس ليست كذلك، ومن يعلم؟ لماذا لا تكون فكرته الاستثمارية القادمة في مصر حقًا؟