دير ياسين: 69 عامًا من الذكريات المؤلمة والمعاناة المستمرة
محتوى مترجم | ||
المصدر | ||
التاريخ | ||
الكاتب |
هكذا استهلت الكاتبة الفلسطينية «دينا المعطي» روايتها عن مجزرة قرية دير ياسين والتي وقعت قبل قرابة 69 عامًا.وتسرد المعطي في مقالها بصحيفة «أمريكان هيرالد تريبيون» رواية جدتها المريرة عن مجزرة دير ياسين، ما جعل تلك القصة لا تفارق ذاكرتها أو مخيلتها.وتوضح أنه على الرغم مما تتسم به قصة دير ياسين من أهوال ودمار وتحطيم للآمال والأحلام، فإنها تمثل أيضًا إحدى قصص الصمود والمقاومة الاستثنائية للفلسطينيين.وتروي أن جدتها كانت تبلغ من العمر تسعة أعوام وقت ارتكاب المجزرة، صباح الجمعة التاسع من إبريل/نيسان عام 1948، عندما قامت منظمتا إرجون وليهي الصهيونيتان الإرهابيتان بالاتفاق مع الهاجاناه في القدس، بإطلاق النار على القرويين بدير ياسين.وتتابع: «بحلول المساء، كان قد تم إعدام 110 قروي، وتم إخلاء القرية بالكامل، لكن الأدلة على الإجرام الصهيوني تكمن في أنهار الدم وأجساد النساء والأطفال والرجال المشوهة والممزقة».وتشير أيضًا إلى تعرض القرويين للأعمال الوحشية من قبل الصهاينة الذين استخدموا جميع ما لديهم من وسائل وقاموا بإعدامهم على جرائم لم يرتكبوها، فيما كان يتم نقل الرجال بشاحنات قبل اصطحابهم لمحجر القرية وإعدامهم رميًا بالرصاص.وتوضح أن مناحم بيجن، الذي أصبح فيما بعد رئيسًا لوزراء إسرائيل، كان زعيمًا لعصابة الإرجون وقتها، وأعلن أن حصيلة المجزرة المرتكبة قد وصلت إلى 254 قتيلاً، وذلك ليخلق شعورًا بالرعب العام لدى الفلسطينيين، ويقضي على آمالهم في العيش على أراضيهم كشعب آمن.وتوضح الكاتبة أن أنباء المجزرة تسببت في نفي قسري للفلسطينيين، ما تسبب في تفريغ فلسطين من 80% من سكانها العرب.وتضيف أن أكثر من 750 ألف فلسطيني قد طُرِدوا من منازلهم التي لم يكونوا يعرفون سواها، ليصبح النازحون الفلسطينيون هم الأكثر عددًا في العالم حتى يومنا هذا.وترى المعطي أن النكبة لم تكن مجرد سلسلة من الأعمال الوحشية بحق الفلسطينيين فحسب، بل كانت إبادة جماعية متعمدة وكاملة.وتضيف أنه على الرغم من مرور 69 عامًا على المجزرة، إلا أن الناجين منها لم ينسوا على الإطلاق أن فلسطين تُرِكت تعاني دمارًا إنسانيًا بشكل لا يمكن تصوره خلال العمليات والاعتداءات المتلاحقة لإسرائيل.وتشير إلى أن مجزرة دير ياسين لم تكن الأضخم من بين المجازر والجرائم التي ارتكبتها إسرائيل، لكنها الوحيدة التي حولت الفلسطينيين لأشخاص تملؤهم الضغينة والعنف والانتقام ضد إسرائيل.وتستطرد، أن دير ياسين كانت واحدة من القرى الفلسطينية القليلة التي حاولت الدولة الصهيونية تصفية سكانها مع الإبقاء على منازلها وأبنيتها دون المساس بها.وتنتقل للحديث عن أمر كان مَثارًا للسخرية –على حد قولها- ألا وهو وجود مركز كفر شاؤول للطب النفسي بالقرية، حيث تُعلّق قائلة «إن الدولة التي قامت على قتل الأبرياء، من المؤكد أنها ستدفع أي شخص لديه ضمير للجنون».وتؤكد الكاتبة أنه قبل عام 1948، كانت القرية مزدهرة وآمنة نسبيًا، وكان سكانها يعيشون في سلام إلى جانب جيرانهم اليهود في القرى المجاورة، لاسيما أولئك الذين يعيشون في جفعات شموئل.وتقول:
وتستطرد: «تظهر علامات اليأس على وجه جدتي بينما تروي أهوال دير ياسين، وهي القصص التي ظلت عالقة في ذهنها بكل تفاصيلها من نزوح وتفكك وتشرذم لأهل القرية».وتنتقل للحديث عن الدوافع وراء لجوء الصهاينة للإبادة، حيث تشير إلى أن أيديولوجية الكراهية والإرهاب لدى الصهاينة تلقي باللائمة على الفلسطينيين فيما أصاب إسرائيل من اضطرابات، لذا تسعى الصهيونية لتدمير الفلسطينيين لصالح وجود اليهود.وتوضح أن إسرائيل منذ نشأتها كانت متعطشة لإراقة الدماء والقتل والتنكيل، إلا أن السلام لن يتحقق على سفك دماء وسحق عظام الآخرين.وتؤكد أن الصهاينة اعتمدوا طيلة عقود على الخداع والتشويه، إلا أنهم دائمًا ينسون أنهم قتلوا ودفنوا ملايين الأشخاص أكثر من أي طرف آخر.وتتابع:
ويظل الشعب الفلسطيني الشعب الوحيد المحتل والمظلوم، ويُطلب منهم بشكل مستمر ضمان أمن وحقوق مستعمريهم ومن يظلمونهم. وفي الوقت الذي يستمر فيه الاستعمار الإسرائيلي والانتقام والعنف غير المبرر، يُطلب من الفلسطينيين التنازل وتقديم المزيد، وكل عام تضيع حقوقهم ووطنهم الحبيب.وتؤكد أن وهم حل الدولتين لن يكون قابلاً للتطبيق، ولن يكون هناك سلام داخل إسرائيل وفلسطين حتى يتم تحقيق قدر من العدالة للفلسطينيين. وتقول: