دانيال كريغ: أكبر من مجرد «جيمس بوند»
دائمًا ما ارتبط اسم دانيال كريغ بشخصية جيمس بوند الشهيرة، بالرغم من أنه ليس أول من يقوم بالدور، فمنذ 1954، تناوب على جيمس بوند 11 ممثلاً غير دانيال كريغ، بينهم ممثلون كبار كـ «السير شون كونري» و«السير روجر مور» و«بيرس بروسنان»، إلا أن الشخصية طُبعت على كريغ أكثر من غيره، وأبعدت الأنظار عن أعماله الأخرى، فدانيال كريغ يعد من أشهر أوجه المسرح البريطاني، وتعلم فيه التمثيل قبل التوجه إلى السينما والتليفزيون عام 1992.
ومع قرب انتهاء تصوير وعرض آخر أفلام جيمس بوند No Time to Die، بعد محاولات وإغراءات من منتجي الفيلم، لإقناع كريغ بالعودة مرة أخرى بعد Spectre في 2015، حيث إنه كان قد أعلن اعتزاله الدور، ورغبته في الابتعاد عن جيمس بوند قدر المستطاع، ففي مقابلة رد على إمكانية عمل فيلم آخر من السلسلة بقوله: «أفضل كسر هذا الكوب، وقطع شراييني».
فقد عانى الممثل الإنجليزي صاحب الـ 52 عامًا، من إصابات عديدة وإرهاق بدني خلال سلسلة بوند، مما أجبره على تجنب المشاهد الخطرة، والاستعانة أكثر بالدوبلير، ولكنه عاد لمرة أخيرة لإنهاء فصل من مسيرته التمثيلية، وبمقابل 25 مليون دولار، وبالتأكيد سيكون له نسبة أيضًا من أرباح الفيلم، الذي يتوقع له نجاح كبير عند عرضه، بعد تأجيله إلى نوفمبر 2020 خوفاً من كورونا.
والآن لنستعرض أهم أفلامه بعيدًا عن رباعية جيمس بوند:
1. فيلم «The girl with the Dragon Tattoo» (إنتاج 2011)
هو الفيلم القائم على سلسلة روايات سويدية، والذي حقق نجاحًا لامعًا، وهناك فيلم سويدي يحمل الاسم نفسه أيضًا.
يتابع الفيلم مسيرة صحافي مرموق، تضيع سمعته بالإضافة إلى مدخرات حياته، بعد خسارة قضية رفعها رجل أعمال ضده، لكشفه عن قضية فساد كبيرة، فشل في إثباتها بعد ذلك، بعدها يتم تعيينه من قبل أحد الأغنياء الذي يعيش مع عائلته في جزيرة يملكها في السويد، للتحقيق في واقعة مقتل ابنة أخيه، في ظروف غامضة منذ 40 عامًا. قبل اختفاء الفتاة، كانت تقدم لعمها باقة من الورود في عيد ميلاده، ولكن بعد مقتلها استمرت العادة، مما يثير الشك عند العم أن من يُرسل الورد، هو المسئول عن قتل ابنة شقيقه، وأن القاتل أيضًا من العائلة، لذلك يُعيّن الصحافي (دانيال كريغ) بحجة تأليف كتاب عن مذكرات العجوز، على أن يعيش معهم على الجزيرة طوال فترة التحقيق.
يتردد الصحفي، ثم يوافق بعد وعد بمساعدته في إثبات قضية الفساد. ثم يجد الصحافي نفسه يطارد قاتلاً متسلسلاً، مما يدفعه لطلب تعيين مساعد له، وهنا تتقاطع طريقه مع فتاة وجهها مليء بالأوشام وترتدي العديد من الحلقان، وتختص باختراق الشبكات والأجهزة الإلكترونية (هاكر)، وتعاني من مشاكل في حياتها الشخصية شبه المُدمَّرة، ومعًا يحاولان فك لغز القضية، التي تتعقد وتوقعهم في مصائب، كلما اقتربا من الحل، بينما تنمو عاطفة بينهما وتتعقد علاقتهما أكثر، حتى تنتهي القضية إلى ما لا يتوقعه أحد.
الفيلم من بطولة النجوم دانيال كريغ، وروني مارا، وكريستوفر بلامر، وستيلان سكارسجارد، وروبين رايت، وإخراج ديفيد فينشر (أسطورة أفلام الغموض والإثارة) ومخرج أفلام Fight Club وSeven وGone Girl وZodiac.
2. فيلم «Layer Cake» (إنتاج 2004)
تاجر مخدرات ناجح ومن أكبر موزعي الكوكايين (دانيال كريغ)، يشق طريقه إلى نخبة المافيا البريطانية، يأخذ عمله بجدية ولا يعتبر نفسه رجل عصابات، وإنما رجل أعمال يبحث عن المال فقط، ويرفض التصرف كمجرم وينبذ العنف. يخطط لتقاعد مبكر بالرغم من صغر سنه، إلا أن مخططه يقابله عقبة غير متوقعة.
يطلب منه زعيم العصابة وكبير التجار أن يبحث عن شخص مفقود، الابنة المدمنة لأحد أصدقائه الأغنياء، بعد أن هربت من مصحة للإدمان واختفت عن الأنظار، ومهمته العثور عليها في أقرب وقت. في نفس الوقت يرسله الزعيم في مهمة أخيرة، وهي التصرف في شحنة مخدرات ضخمة، بمساعدة شخص آخر غريب غبي.
تأخذ الأحداث منحنى آخر عندما يكتشف أن المخدرات مسروقة، وأن عصابة صربية عنيفة تبحث عن بضاعتها، وأنه أصبح المتهم الأول بالسرقة منهم، وينتظره مصير مرعب. وفي المقابل تتعقد مهمة البحث عن الابنة، ويتعرض للخيانة، ويضطر إلى مخالفة قواعده، وينخرط في عمل العصابات وعنفها.
الفيلم من بطولة دانيال كريغ، والسير مايكل جامبون، وتوم هاردي، وسيينا ميللر، وإخراج ماثيو فون، مخرج سلسلة X men، وسلسلة Kingsman.
3. فيلم «Defiance» (إنتاج 2008)
أثناء احتلال ألمانيا النازية لأوروبا الشرقية، يبدأ الجيش النازي في قتل منظم واصطياد لليهود، إما لقتلهم أو إرسالهم لمعسكرات حيث يعملون في السخرة. ينجو 4 إخوة يهود من مذبحة في قريتهم في بولندا، يذهب ضحيتها والداهم وأغلب السكان، يعاني الناس تحت النازيين بينما يهرب الناجون إلى غابة قريبة يحتمون فيها.
الإخوة الأربعة يحاولون النجاة بتكوين مجتمع صغير لهم، ومع الوقت يزداد عدد الوافدين إلى الغابة، هربًا من عداوة النازيين لليهود. ينمو المجتمع الصغير في الغابة، ويصعد الأخ الأكبر (دانيال كريغ) إلى قيادة المجموعة في الغابة، ويحاول تنظيم الحياة هناك وتأمين المجموعة من الخطر المتزايد، وتأمين الغداء بالهجوم على مزارع النازيين وعملائهم. تتوالى الأحداث هناك وتأخذ منحى عنيفًا غير متوقع.
الفيلم من بطولة دانيال كريغ، وييف شرايبر، وجيمي بيل، ومن إخراج إدوارد زويك، صاحب أفلام Glory وThe Last Samurai وBlood Diamond وLove and Other Drugs.
4. فيلم «Knives Out» (إنتاج 2019)
تبدأ رحلته مع قضية يتم التعامل معها على أساس الانتحار، حيث أغلب الأدلة تدفع بانتحار كاتب ناجح وفاحش الثراء في منزله، لكن عائلته المفككة الطامعة في ثروته -رغم ادعاء جميعهم العصامية- يصيبهم الكره والحسد تجاه بعضهم بمرور الوقت، ثم تخرج أدلة تدينهم وأسباب تدفعهم لقتل الأب.
هو أحدث أفلامه وأحد أفضل أفلام 2019. قدّم فيه (دانيال كريغ) شكلاً جديدًا، لم يعهده من قبل في أغلب أدواره السابقة، حيث أعاد الكوميديا البوليسية للحياة، في شخصية محقق فذ شهير، يتم تعيينه للبحث في قضية، بدون أن يعلم من طلبه للتحقيق، فقط صورة عن الجريمة في صحيفة وظرف مليء بالمال.
مع بحث المحقق، يبدأ اكتمال اللغز، بمساعدة ممرضة القتيل الساذجة المصابة بحالة نادرة تمنعها من الكذب، بعدها تفجر وصية الأب مفاجأة تقلب الفيلم رأسًا على عقب.
أخرج الفيلم ريان جونسون، وهو مخرج Looper وThe Last Jedi، وبطولة مجموع من النجوم، وقد ترشح الفيلم لجائزة أوسكار و3 جولدن جلوب.
5. فيلم «Logan Lucky» (إنتاج 2017)
جيمي عامل في وظائف البناء في أحد الأنفاق، يقود إحدى الآلات، ثم يتم طرده من عمله بسبب عجز في قدمه، من إصابة سابقة، في نفس الوقت يكتشف أن زوجته السابقة تخطط مع زوجها الجديد للانتقال من المدينة مع ابنته، مما يُصعِّب الأمور عليه أكثر، ويمنعه من زيارة ابنته الصغيرة.
كل ذلك يدفعه إلى التخطيط، بمساعدة شقيقه المحارب القديم في العراق، لعملية سرقة كبيرة يوم سباق مشهور، ولكن يحتاج الأخوان إلى مساعدة خبير لإتمام السرقة، ومن غير «جو بانج»، الذي يجسده (دانيال كريغ)، وهو مجرم مسجون وخبير متفجرات، ومتمرس في عمليات السطو، ولكن تبقى العقبة في أنه في السجن، فيحاول الشقيقان إيجاد طريقة لتهريبه من السجن، ثم عودته للداخل بدون ملاحظة أحد.
يشارك كريغ في البطولة تشانينج تاتوم، وأدام درايفير، وكاتي هولمز، وهيلاري سوانك، وإخراج الشاب المميز صاحب الأفلام المستقلة ستيفن سودربرغ، مخرج أفلام Contagion وOcean Eleven.
6. فيلم «Road to Perdition» (إنتاج 2002)
في الثلاثينيات وخلال فترة الكساد الاقتصادي، والعصر الذهبي للمافيا، يعمل (توم هانكس) كفرد في عصابة (بول نيومان) الذي يعامله كابن، وله مكانه خاصة داخل العصابة، وفي أحد الأيام يخرج مع ابن الزعيم للقيام بمهمة، ويتسلل معهم (دون أن يدروا) ابنه الصغير صاحب الـ 12 عامًا، ليشاهد عملية القتل.
يحاول ابن الزعيم (دانيال كريغ) المختل قتل الطفل الصغير (ابن توم هانكس) للتخلص من الشاهد على جريمته، لكنه يجد فقط أمه وشقيقه الصغير فيقتلهما، عندها ينقلب هانكس على العصابة، ويذهب مع ابنه في رحلة انتقام.
الفيلم من إخراج سام ميندز، مبدع التحف السينمائية: 1971 وSkyfall وAmerican Beauty.