غلب عليه اللون الأسود ليذكرنا بمن فقدناهم من المثقفين المصريين والعرب في عام 2015. ملصق الدورة 47 من معرض القاهرة الدولي للكتاب بارزا عليه صورة الراحل جمال الغيطاني كشخصية المعرض، وعلم البحرين كضيف شرف.


جذور المعرض

تعود فكرة معرض القاهرة الدولي للكتاب إلى سهير القلماوي، رئيسة المؤسسة المصرية للتأليف والنشر، ليكون عام 1969 هو عام مولده الذي تحييه مصر سنويا. ولم يتوقف المعرض خلال ال47 عام سوى في 2011، بسبب ثورة يناير التي فاجئت النظام مما اضطره إلى إلغاء المعرض.بدأ المعرض بخمس دول أجنبية مشاركة، يمثلها 100 ناشرٍ، ومع مرور الوقت تزايد عدد الدول. كما ظهرت الملتقيات الثقافية والفنية لأول مرة في عام 1982 نظرا لنجاح التجربة والإقبال الواسع على المعرض، حيث في نفس العام تم نقل المعرض إلى أرض المعارض بمدينة نصر، حتى يستقبل الأعداد المتزايدة، وبداية من هذا العام اتسعت محاور المعرض لتضمن الأمسيات الشعرية، واللقاءات الفنية، والمقهي الثقافي وغيرها من الفاعليات.ومنذ عام 2006 اتبعت هيئة الكتاب تقليدا جديدا باختيار شخصية العام، ودولة لتصبح ضيف شرف على المعرض. وقد تم بدأ الإعلان عن مسابقة أفضل كتاب وأفضل ناشر في عام 2012 ليتم منح جوائز للفائز من المتقدمين للمسابقة.


الدورة 47

يفتح معرض الكتاب أبوابه في 27 يناير ويستمر حتى 10 فبراير 2016، ويشارك بالمعرض 34 دولة، من بينهم 13 دولة أجنبية، هي «إيطاليا، روسيا، أذربيجان، الهند، ألمانيا، فرنسا، جمهورية التشيك، اليونان، الجامعة الأمريكية، جمهورية الصين الشعبية، المعهد الثقافي البريطاني، ولأول مرة كازاخستان، باراجواي».هذا بالإضافة إلى 21 دولة عربية وأفريقية، هي «الكويت، الإمارات، السعودية، تونس، سلطنة عمان، فلسطين، الأردن، ليبيا، اليمن، السودان، الصومال، أثيوبيا، الجزائر، العراق، المغرب، سوريا، لبنان، قطر، أبو ظبي، إريتريا».ويشارك بالمعرض 850 ناشرا من بينهم 50 ناشرا أجنبيا، 250 عربيا و550 مصريا (من بينها الشروق، أكُب، ميريت ودوِّن)، بالإضافة إلى 118 كشكا بسور الأزبكية.


سور الأزبكيةولدت مكتبات سور الأزبكية عندما افترش شابٌ الأرض بكتبه بجوار سور حديقة الأزبكية، في عام 1907، ليبيعها بأسعار أقل من ثمنها الأصلي. وتحولت الفكرة سريعا إلى سور كامل متكون من مكتابات بهذا الشكل، ليصبح هذا السور هو الأقدم ثقافيا في تاريخ مصر.كما يخُصص لمكتابات سور الأزبكية ساحة واسعة بمعرض الكتاب، لشعبيته العظيمة بين القراء، حيث يقدم السور داخل المعرض تخفيضات كبيرة على مختلف الكتب والموسوعات. كما يختص السور ببيع الكتب المستعملة، بالإضافة إلى بيعه لنسخات غير أصلية لكتب باهظة الثمن حيث أصبح سوق الكتب في مصر مُعتادا على المطابع المجهولة التي تُعيد طباعة كُتب صادرة عن دور نشر كبيرة، غير مكترثة لقوانين النشر وحقوق الملكية الفكرية، بأسعار أقل.تلك المطابع المجهولة، تتحمل حوالي 7 جنيهات كتكلفة طباعة للكتاب، على عكس التكاليف المادية التي تتحملها دور النشر في الطباعة من حيث حقوق المؤلف، الموزعين، تصميم الغلاف والضرائب وغيرها من التكاليف. و أوضح مصطفى سالم، مدير التوزيع والنشر بدار عين، أن حجم خسائر دور النشر من الكتب المضروبة يُعادل 50% من أرباح البيع.

العروض الثقافية

يأتي المعرض تحت شعار «الثقافة في المواجهة» حيث عبر هيثم الحاج، رئيس الهيئة العامة للكتاب، أن الثقافة هي الحل الأساسي لمواجهة مشكلات المجتمع وهي حائط الصد لمواجهة الأفكار المتطرفة. وأضاف أن معرض القاهرة الدولي للكتاب يُعد ثاني أهم وأكبر معرض للكتاب بعد فرانكفورت الدولي، حيث يتعدى المعرض حاجز الاثنين مليون زائر، حسبما عبر رئيس اتحاد الناشرين المصريين، عادل المصري.أما بالنسبة للفاعليات الثقافية، فمعرض هذا العام يحتوي على ما يزيد عن 560 فعالية، بمعدل 50 فاعلية يوميا. ويصل عدد الأنشطة إلى 12 نشاطا، ومن هذه الأنشطة «اللقاء الفكري، المقهي الثقافي، الموائد المستديرة، نشاط الطفل، ملتقى الشباب». كما ستقام مجموعة من الندوات بمناسبة مرور 10 أعوام على وفاة نجيب محفوظ، هذا بالإضافة إلى المسرح المكشوف والذي يستضيف لهذا العام فرق مسرحية وغنائية مختلفة.ويشارك المجلس الأعلى للثقافة بـ 13 فعالية، تبدأ بأمسية لفرقة أنغام الشباب الشرقي في ظهر 28 يناير. كما تنظم ندوة بعنوان “قضايا وإشكاليات النشر” في الخامسة من نفس اليوم، ويقدم المجلس الأعلى للثقافة ندوة أخرى بالثامنة من مساء يوم 29 يناير بعنوان “دور الثقافة بعام الشباب 2016”. وتُعقد ندوة عن الراحل “إبراهيم أصلان” في يوم 2 فبراير بقاعة صيف الشرف، بينما يختتم المجلس فعالياته، في يوم 9 فبراير، بفرقة الفنان محمد عزت على أنغام الجيتار، ثم مائدة مستديرة حول كتاب «طوق الحمامة».

ويكون للبحرين نصيب خاص في فعاليات المعرض باعتبارها ضيف شرف، حيث تنظم ندوات متنوعة من بينها ندوة بعنوان “مصر والبحرين وما بينهما” للكاتبة سوسن الشاعر بيومي 26 و27 يناير، وفي الأيام 31 يناير، 8 و9 فبراير. سيتم عرض أفلام وثائقية لفنانون من مملكة البحرين. بالإضافة إلى تواجد فرقة محمد بن فارس في أيام 1 و3 فبراير. هذا إلى جانب تنظيم أمسيات شعرية في الأيام 1 و3 و6 و7 فبراير.


ومن المتواجدين

نشارك هذا العام بقائمة كبيرة تحتوي على أكثر من 150 كتابا صدروا خلال الثلاثة أشهر الماضية في مختلف المجالات

أوضح مدير المركز القومي للترجمة، أنور مغيث، أنه سيتم تقديم أحدث إصدارات المركز بمعرض الكتاب،من بينها كتاب «طه حسين، الأوراق المجهولة، مخطوطات طه حسين الفرنسية» وهو ترجمة لنصوص كتبها طه حسين بالفرنسية. كما أضاف أن المركز سيقدم أهم الإصدارات العالمية نقلا عن 15 لغة مختلفة.«لماذا يجب أن يستثمر الناشرون في الكتاب الإلكتروني؟» يُعد ذلك عنوان محاضرة لشتيفين ماير، بالافتتاح الرسمي للجناح الألماني بمعرض القاهرة، في يوم 31 يناير. ويقدم الجناح كتبًا ألمانية بلغتها الأصلية وأخرى مترجمة للعربية حيث يحوي الجناح 17 دار نشر ألمانية، معهد جوته، المركز الألماني بالسفارة الألمانية في القاهرة ومكتابات أخرى مصرية الأصل ولكنها تقدم كُتبا ألمانية.ويلتقى زوار المعرض بالكثير من الفنانين في الفعاليات المختلفة ومن بينهم عزت العلايلي، باسم سمرة، خيرى البلشاوي، سمير صبري ومحمد خان.كما سيقام لقاء فكري مع وزير الثقافة، حلمي نمنم، بيوم 28 يناير إلى جانب أمسية شعرية لمحمد مجدي وعلي عفيفي، هذا بالإضافة إلى اللقاء الفكري في 30 يناير مع ضيف الشرف اللواء عادل لبيب، وزير التنمية المحلية السابق، حول المحليات في مصر ويلي اللقاء ندوة عن التشكيلي وانتقاله من القاعات والمتاحف إلى الشوارع والميادين.

الشاعر سيد حجاب

بينما تقام الأمسيات الشعرية في مختلف أيام المعرض وتضم الأمسية الأولى، في 28 يناير، شعراء عدة من بينهم سيد حجاب، السعيد المصري وأحمد إسماعيل. وفي 29 يناير، تقام الأمسية الشعرية الثانية، ومن ضمن المشاركين بها حزين عمر وحسني عامر، بينما في الأمسية الثالثة في 30 يناير، يكون أحمد عُله وعهدي شاكر من ضمن المشاركين. أما في الأمسية الأخيرة، في 31 يناير، يلقي كل من فؤاد حجاجا وعهدي شاكر أشعاره.هذا إلى جانب استضافة المعرض لكتاب ومفكرين من إيطاليا، وروسيا، والصين، وألمانيا، وتونس، والمغرب، ولبنان، وغيرها من الدول، ومن بين هؤلاء الروائي الصيني ليو جين يون، شكرى المبخوت من تونس، أحمد المديني من المغرب وكارلو روفايللي من فرنسا.

خريطة المعرض

للمعرض إحدى عشر بوابة، تخُصص البوابات 4 و5 (بشارع صلاح سالم)، 10 و11 (بشارع ممدوح سالم) إلى الزوار حيث تباع تذاكر الدخول. وتكون البوابة 1 للعارضين، البوابة 2 للبضائع والبوابة 6 لكبار الزوار.توجد الهناجر (العرض المكشوف) في مقابل البوابات 10 و11، ويكون بها عدد من المكتبات من ضمنهم دار الشروق، دار السلام، مدبولي، أبو الهول وتنمية. بالإضافة إلى سراي إيطاليا (أ) وتضم الدور المصرية الإسلامية، أما سراي ألمانيا (ب) فتضم دور نشر عربية، مركز نماء، دار المدار ودار الحجاز (ثرية بالكتب السعودية) وغيرها من دور النشر.كما يوجد سور الأزبكية بعد سرايا ألمانيا على الجهة اليمنى، بينما صالة 19، والتي تحتوي على دور نشر لبنانية وسورية (من بينهم الشبكة العربية، مركز دراسات الوحدة، دار ابن النديم ودار المغاربة)، على اليسار. والدخول من بوابات شارع صلاح سالم يؤدي إلى الصندوق الاجتماعي، العرض المكشوف، مخيم الإبداع ومخيم اﻷطفال.أما الصالات فمن بينها صالة 2 والتي تحتوي على كتب باللغة الإنجليزية، صالة 3 يوجد بها المركز القومي، دار مدارات، المركز القومي للترجمة، والدور المسيحية. وصالة 4 يوجد بها الدور المصرية اللغوية والفكرية القديمة مثل الحلبي ودار الفكر العربي.

ما هو الجديد لهذا العام؟

الشاعر سيد حجاب
مشروع القهوة فن في الدورة 47 من معرض القاهرة الدولي للكتاب
مهرجان الرسم على الأسفلت، القهوة فن وقاعة لذاكرة المعرض هي أبرز الفعاليات بالدورة ال47 للمعرض، سيكون الرسم على الأسفلت أيام الجمعة وبالتعاون مع قطاع الفنون الشتكيلية، أما «القهوة فن» فهي مبادرة فنية مستقلة ظهرت في عدد من المقاهي بوسط البلد وستُحل لأول مرة بمعرض الكتاب لهذا العام في يوم 5 فبراير، وبمشاركة المطرب عمرو يكن، وعازفة العود بلقيس.كما سيتم تخصيص قاعة لذاكرة المعرض لتعرض أبرز الندوات والمناظرات والأمسيات الشعرية (كان من نجومها نزار قباني، محمود درويش وعبد الرحمن الأبنودي) التي تمت على مدار عمر المعرض. وامتد الأمر إلى توفير خيمة للسينما تعرض ثلاثة أنواع مختلفة من الأفلام يوميا، وتشارك وزارة الدفاع بثلاثة عشر فيلما وثائقية، سيتم عرضهم خلال أيام المعرض.وتشارك الصين بجناحين في معرض القاهرة الدولي للكتاب، في سابقة من نوعها، حيث وقعت مصر والصين عددا من البروتوكولات ضمن فعاليات عام الثقافة المصري الصيني.وفي سياق منفصل، تم تدريب 300 شاب وفتاة متطوعين من جامعات مصر المختلفة، بغرض تنظيم المعرض وتقديم المساعدة للزائرين، حيث دائما ما يواجه زوار المعرض صعوبة في تحديد أماكن الدور المختلفة.
عم أمين: التطبيق الرسمي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب

هذا بالإضافة إلى توفير خدمة واي فاي مجانا في جميع أروقة المعرض، ليتمكن الزوار من استخدام تطبيق المحمول «عم أمين»، وهو تطبيق خاص بمعرض الكتاب، يساعد المتصفح في معرفة أماكن دور النشر والكتب التي يبحث عنها، كما يتضمن قوائم الفعاليات وخريطة كاملة للمعرض. كما سيتم توفير أتوبيسات لنقل الزوار داخل المعرض من مكان إلى آخر.صالة سينما، أمسيات شعرية، وفرق غنائية ومسرحية. يشهد هذا العام معرضا للكتاب مصبوغا بلون ثقافي غير مسبوق، فهل سيقابله الزوار باحتفاء أم تجاهُل؟

المراجع
  1. خريطة معرض القاهرة الدولي للكتاب
  2. 5 مفاجآت تنتظر جمهور معرض القاهرة للكتاب في دورته الـ47
  3. للمرة الأولى إقامة فعالية (القهوة فن) في معرض القاهرة الدولي للكتاب
  4. قبل انطلاقه بيومين .. دليلك الكامل لمعرض الكتاب
  5. معرض القاهرة للكتاب يواجه الإرهاب بالثقافة ويحتفي بالصين والبحرين
  6. الدورة 47 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب
  7. سوق الكتب المزورة في مصر: القارئ هو الرابح الأكبر
  8. 46 عاماً من النجاح المتواصل معرض القاهرة الدولي للكتاب 1969 – 2015
  9. سور الأزبكية: ثقافة الرصيف لا توت