الطريق الذهبي للوصول لعميلك: «المحتوى» هو الملك

أنت الآن تقوم بقراءة هذا المقال لتتعرف أكثر عن المحتوى، أليس كذلك؟ دعنا نخبرك بأن ما تقرؤه الآن هو في ذاته مثال للمحتوى الذي ترغب في التعرف عليه، وهو نوع من أنواع المحتوى التي تتعرض لها طيلة اليوم، البعض منه أنت قمت باختياره مثل هذا المقال أو تصفحك لبعض المواقع والرد على الرسائل وغيرها، والبعض الآخر لم تقم نهائيًا باختياره مثل الإعلانات التي تشاهدها على الطرقات أو على وسائل التواصل الاجتماعي، بكل بساطة المحتوى يحيط بك في كل مكان؛ لأنه الطريقة الأفضل والأمثل للوصول إليك، لأنك العميل المستهدف لملايين من الشركات والمؤسسات وغيرها. دعنا إذن ننتهز هذه الفرصة ونتبادل الأماكن ونخبرك أكثر عن المحتوى كصاحب عمل يريد استغلال المحتوى في التسويق لعملائك، لأنه رغم تعدد الطرق للوصول لهم، فإن المحتوى يظل هو الملك.

«تعرف ايه عن المحتوى يا مرسي؟»

المحتوى هو كل شيء يتم التعبير عنه من خلال الوسائط مثل الكلام والكتابة والتسويق والفنون، فالمحتوى في حد ذاته هو رسالة من صاحبها إلى مُتلقيها وتشمل تقريبًا كل أشكال الوسائط، يمكن القول، على سبيل المثال، إن المحتوى الديجيتال، هو كل المواد التي تنشأ على الإنترنت وتتفاعل معها.

وكما تتعدد الرسائل، تتعدد أشكال المحتوى، فهناك المحتوى المكتوب والمرئي والمسموع، وهناك أيضًا المحتوى المطبوع والمحتوى الديجيتال، هناك المحتوى المتخصص والمحتوى العام، وهكذا من أشكال وتفريعات لا تنتهي، كما لا تنتهي الرسائل التي يرسلها منتجو المحتوى.

متى نبت في وادينا الطيب كل هذا التسويق بالمحتوى؟

نشأ تسويق المحتوى من خلال الإعلان والتسويق، وبدأ في تنمية فرعه الخاص على شجرة التسويق منذ نحو 300 عام، عندما كان بنجامين فرانكلين يقوم بتسويق أعمال الطباعة الخاصة به.

كان بن فرانكلين أكثر من مجرد أب مؤسس، دبلوماسي، وعالم ولكنه كان أيضًا من أوائل المسوقين للمحتوى، عندما نشر الطبعة الأولى من تقويم Poor Richard’s Almanack عام 1733. استفاد فرانكلين من المحتوى الذي أراد الناس قراءته بالفعل لتسويق أعمال الطباعة الخاصة به، حيث استطاع أن يبيع سنويًا أكثر من 1000 نسخة سنويًا من Almanack ، وذلك فقًا لموقع History.com.

من ذلك الحين والشركات والمؤسسات وغيرها تقوم بإنتاج المحتوى بشكل متسارع، حتى بلغ المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي فقط حجمًا مهولًا، فعلى سبيل المثال، يتم رفع أكثر من 500 ساعة فيديو على «يوتيوب» كل دقيقة، بينما يرفع المستخدمون أكثر من 347 ألف صورة كل دقيقة على «انستجرام»، أما عن المدونات، فبحسب تقرير موقع letter.ly فعدد المدونات التي تنشر في اليوم 4.5 مليون مدونة، وبحسب Kindle، فإنه يتم نشر 2700 كتاب إلكتروني يوميًا، وهذه ثلاثة أشكال فقط من المحتوى، ناهيك عن وسائل التواصل الاجتماعي.

ساعد محتوى فرانكلين في ترسيخه واحدًا من رواد الفكر في التاريخ، وأثبت أنه «إذا أعطيت جمهورك سببًا للتفاعل، فستكون علامتك التجارية في قمة اهتماماتهم»، وبعد 300 عام من مقولة فرانكلين وتجربته الأولى، لننظر فوائد وأهمية المحتوى بالنسبة للشركات والأشخاص.

5 فوائد للتسويق بالمحتوى… السادسة ستدهشك

لنرجع إلى مقولة فرانكلين مرة أخرى «إذا أعطيت جمهورك سببًا للتفاعل، فستكون علامتك التجارية في قمة اهتماماتهم»، فرانكلين قام بتلخيص كثير من أهمية التسويق بالمحتوى في جملة بسيطة، إعطاء الجمهور ما يبحثون عنه سيكون سببًا للتفاعل مع ما تقدمة وأيضًا ستكتب ثقتهم وولاءهم، وسيحدث ما تبحث عنه كل شركة ناشئة أو علامة تجارية، وهو البقاء في ذهن الجمهور المستهدف، ولكن دعنا نوضح الأمر بشكل أكبر.

1. الثقة

يتم تسويق المحتوى عندما تنشئ العلامات التجارية وتسوق «محتوى قيمًا وملائمًا ومتسقًا لجذب جمهور محدد بوضوح والاحتفاظ به».

 معظم جهود التسويق الهدف منها هو المساعدة في زيادة الأرباح، لكن تسويق المحتوى يخدم أيضًا غرضًا أكبر مثل اكتساب وبناء الثقة بين العلامة التجارية والعملاء، بسبب تقديم محتوى ذي قيمة حقيقية، ولا يقتصر المحتوى هنا على الشركة أو خدماتها، ولكن يمكن أن يكون المحتوى في المجال التي تعمل به الشركة، ويبحث عنه العملاء مثل أن تكون شركة تعمل في تقديم الدورات التعليمية في مجال التربية على سبيل المثال، فيمكن أن يكون المحتوى الذي تقدمه:

• نصائح عامة في التربية موجهة للعميل الذي تستهدفه.
• بعض من الطرف والمواقف المضحكة التي تعاني منها الأمهات في تربية أطفالها.
• مصادر وأدوات يمكن للأم أن تعتمد عليها في زيادة معارفها أو كي تساعدها في عملية التربية والتعليم.

كل ذلك حين يتم تقديمه في شكل احترافي، سيجعل العميل (الأم في هذا المثال) يرى أن هذا المكان (البراند) يقدم أشياء موثوقًا بها في المحتوى، ومن ثم هو مكان ثقة، مما يعني أن الدورات التي يقدمها (منتجك الأساسي) هو كذلك أمر موثوق به، وهذه هي دورة الثقة التي يقوم المحتوى بصنعها لك.

2. ولاء العملاء

إذا اكتسبت الثقة تكتسب الولاء، لنأخذ ذا كوبي رايتر مثالًا، «ذا كوبي رايتر» هي صفحة متخصصة في تعليم الكتابة الإبداعية، وعلى مدار السنتين الماضيتين قدمت «ذا كوبي رايتر» كثيرًا من المحتوى التعليمي الذي يبحث عنه كل من يريد دخول مجال الكتابة الإبداعية وصناعة المحتوى، تقديم محتوى قيم والمحافظة على الجودة ومساعدة الجميع والبقاء بالقرب من الجمهور، كلها عوامل ساعدت ذا كوبي على اكتساب ثقة متابعيها.

هذه الاستمرارية من العمل على المحتوى وتقديمه للجمهور، يجعل الجمهور ينتمي للكيان، فهو ينتظر منه كل جديد، وهو يثق في أن هذا الجديد سوف يكون مفيدًا له، لأنه يثق في المكان الذي يقدم المحتوى (البراند).

3. التفاعل الطبيعي

لنرجع إلى المثال السابق وننظر إلى الصورة المرافقة له «كيف تكتب الخليجي يا طعمية» محتوى جذاب يبحث عنه كثير من صناع المحتوى الذين ينتجون محتوى موجهًا للخليج (وهم من مصر أو خارج الخليج بوجه عام)، هو محتوى تعليمي يناقش جميع ألوان الكتابة الخليجية واللهجات، قدم على هيئة محتوى مرئي سهل القراءة والتعلم منه، فاكتسب التفاعل الطبيعي بسبب ثقة العملاء في المحتوى وولائهم لما يقدم بجانب جودة المحتوى العالية.

بل إن هذا المثال تحديدًا، قد اكتسب اهتمام من هم خارج الشريحة المستهدفة (منتجي المحتوى) نظرًا لكونه كتب بطريقة جيدة، وهنا نقطة خطيرة، وهي أن المحتوى قادر على الوصول بالبراند الخاص بك لفئات أكبر من المستهدف، مما يعني إمكانية توسيع الشرائح المستهدفة والدخول في شرائح جديدة.

4. محركات البحث للمواقع

هناك ارتباط كبير بين عناصر التسويق الرقمي ومنها التسويق بالمحتوى وطرق تحسين محركات البحث، أظهرت إحصائية المدونات المقدمة من موقع techclient أن مواقع الويب التي تنشر محتوى بشكل منتظم تزيد فيها حركات المرور بنسبة 434% أكثر من تلك التي لا تنشر المحتوى بانتظام. وأيضًا تتمتع الشركات التي تبذل جهودًا مستمرة في نشر المحتوى بحركة مرور على الويب تزيد بمقدار 3.5 مرة على تلك التي لا تفعل ذلك.

إضافة إلى ذلك، فإن طبيعة المحتوى، وكيف يدمج نفسه في مُحسّنات محرّكات البحث والويب، وطرق استخدام الكلمات المفتاحية تجعله العنصر الأساسي في أي تقنية تسويقية تُستخدم لتوليد حركة المرور.

والتصدر في محركات البحث للمواقع هو عنصر أساسي للغاية للزيارات الطبيعية، التي يحتاجها أي موقع من أجل زيادة أعداد المهتمين بالخدمات والمنتجات التي يقدمها وتقليل تكلفة الحصول على العميل على المدى الطويل.

5. التنوع

نظرًا للتنوع الذي يوفره المحتوى، من أشكال مختلفة، وهو ما يجعله مميزًا وسط طرق التسويق الأخرى، فاختيار الشكل الذي يناسب جمهورك وأيضًا المنصة المستخدمة يساعد على انتشار علامتك التجارية بشكل أكبر، وتنويع الطرق التي تذهب بها لعميلك.

وفي ظل تنامي العلامات التجارية، وكم الطرق التي تستخدمها للوصول للعملاء، فإنك دائمًا ما تكون بحاجة لتنويع طرقك أنت أيضًا في الوصول لعميلك، وطبيعة المحتوى الذي تقوم بتقديمه، وهذا يتطلب اجتهادًا ودراسة وفنًا، كما تجد في عنوان هذه الفقرة والذي كتب بشكل فيه طرافة كي يقوم بجذبك لقراءة المزيد من هذه المقالة، لذا فقد يكون من المناسب لك أن تستعين بأصحاب المواهب والمستقلين في بداية عملك من خلال خمسات أو مستقل لمساعدتك في هذه الخطوة، أو يمكنك أن تقوم بها بنفسك من خلال الخطة التالية.

خطة التسويق بالمحتوى: يعني أعمل ايه يا أستاذ غسان؟

قبل أن تبدأ في إنتاج المحتوى أنت بحاجة لعمل خطة له، وهنا تجد خطوات مرتبة لهذه الخطة:

1. البحث والاطلاع – Content Research

المرحلة الأولى، دائمًا ما تكون مهمة، خصوصًا إذا كانت تلك المرحلة هي البحث والاطلاع حول ما تقدمه وطبيعة السوق والعملاء، يمكنك طرح كثير من الأسئلة في تلك المرحلة لاكتساب المعلومات التي تبحث عنها مثل:

1.  ما الذي يثير اهتمام عملائك، وما احتياجاتهم وما يبحثون عنه؟
2. المنافسون وطرق تقديمهم المحتوى.
3. ما المحتوى الموجود بالفعل في مجال عملك؟
4. ما نوعية المحتوى الذي يبحث عنها الجمهور للإجابة عن احتياجاتهم؟

وغير ذلك من أسئلة، وهنا يمكن الاستعانة بعدد من المسارات، منها البحث عن الكلمات الرئيسة المستخدمة في البحث في محركات البحث، في هذه المرحلة يمكنك الاستعانة بأدوات مختلفة مثل: Google Trend أو Google AdWords أو Soovle وغيرها.

كما يمكنك البحث في المحتوى المقدم من قبل المنافسين ودراسة طبيعته من خلال النظر في المواقع وحسابات التواصل الاجتماعي الخاصة بهم، وغير ذلك من المسارات. هذه الأدوات ستساعدك على إتمام عملية البحث بشكل أقوى وإعطائك البيانات التي ستساعدك في العمل على استراتيجية المحتوى بشكل أفضل، وذلك للوصول إلى شجرة الكلمات المفتاحية، وهي وسيلة جيدة كي تقوم بوضع الكلمات الرئيسية التي يهتم بها جمهورك، ثم تقوم بالتفريع عنها بأغصان من كلمات أو جمل فرعية تمثل مساحات داخل الكلمات الرئيسية يهتم بها جمهورك، وصولًا للورق والثمر، وهي الموضوعات التي يمكنك إنتاج المحتوى فيها بشكل مباشر.

2. تحديد الأهداف

من أهم جوانب تطوير خطة تسويق المحتوى تحديد الأهداف الفعلية التي تحاول تحقيقها من خلال جهودك، هناك ثلاثة أهداف أساسية يستهدفها التسويق بوجه عام، وهي المراحل الثلاث ضمن قناة التسويق Marketing Funnel، وهي:

1. تطوير الوعي بالعلامة التجارية – Awareness.
2. اهتمام العملاء المحتملين بالعلامة التجارية الخاصة بك – Consideration.
3. تحويل العملاء المحتملين لعملاء حقيقيين – Conversion.

بالطبع هذه المراحل الثلاث يمكن تقسيمها لمزيد من المراحل، فعلى سبيل المثال يمكن زيادة مرحلة التحويل لمرحلتين، الأولى، هي التحول لعميل، الثانية، هي الرجوع مرة أخرى للشراء Retention، وهكذا بالنسبة لبقية المراحل.

بجانب تحديدك تلك الأهداف، سيتطلب الأمر كثيرًا من البحث لقياس ما يحتاجه عملك بالتحديد وهذا يترتب على هل شركتك الناشئة في بدايتها وتريد تعريف جمهورك عليك، أم أنك في مرحلة المبيعات والنمو وترغب في زيادة العملاء، وهكذا.

3. مؤشرات الأداء – Key Performance Indicators

أفضل طريقة لتحقيق الأهداف هي جعلها محددة وقابلة للقياس. وهذا يعني تحديد مؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs) لاستراتيجية تسويق المحتوى الخاصة بك، وهناك طرق مختلفة وكلها تعتمد على هدفك الأساسي من المحتوى، مثلًا إذا كان هدفك الأساسي هو الوصول لأكبر قدر من الجمهور لتوعيتهم بالعلامة التجارية الخاصة بك، فستكون مؤشرات الأداء تتمحور حول:

1. عدد زيارات المقالات على الموقع.
2. الوصول على السوشيال ميديا لبوستات المحتوى.
3. مشاركة المقالات والمحتوى الذي تقوم بإنتاجه.

وغيرها، بينما ستختلف هذه المؤشرات إن كان المستهدف هو المبيعات، ويجب التنويه أن لكل مرحلة مؤشرات القياس الخاصة بها، أي أنه يمكن للشركة أن تقوم بالتركيز على مؤشر ما في مرحلة، ومؤشر آخر في مرحلة أخرى، كذلك من المهم الإشارة إلى أنه كممارسة جيدة، تحديد أهم مؤشر يجب متابعته One Metric That Matters (OMTM) حتى لا تتشتت بين المؤشرات المتنوعة.

ومن ثم، فهنا يجب أن تدرك علاقة المحتوى الذي تقدمه بالمؤشر الذي ستقيس عليه، حتى يمكنك أن تقوم بتطوير المحتوى طبقًا لنتائج المؤشر.

4. أفضل قنوات المحتوى – Content Channel

أين جمهورك، ما المنصات التي يستخدمها بشكل أكثر من غيرها؟ أفضل طرق للوصول إليه، كل هذا وأكثر يعتمد على اختيار قنوات المحتوى الخاصة بك.

أثناء العمل خلال هذه الخطوة، ستبدأ في التعرف على المكان الذي يتواجد فيه جمهورك، وأين يكون لديك بالفعل وجود ناجح، من الأفضل التركيز على ما ينجح والتوسع من هناك، بدلاً من محاولة القيام بكل شيء في وقت واحد.

يمكنك استخدام Buzzsumo كل ما عليك هو الدخول على الموقع وكتابة الكلمات المفتاحية أو إرفاق رابط الموقع في مربع البحث، وسيبدأ الموقع في البحث عن القنوات الأفضل لك، ويساعدك على العثور على البيانات التي تبحث عنها، والتي من خلالها يمكنك تحديد أفضل قنوات المحتوى الخاصة بمجالك، كل ما عليك فعله هو تحديد المجال والبدء في عملية البحث، وستقدم لك تلك المواقع البيانات التي تستطيع الاعتماد عليها فيما بعد.

5. خريطة المحتوى Content Map

أنت الآن حددت ما الذي يبحث عنه جمهورك، وما شجرة الكلمات المفتاحية التي ستقوم بالعمل عليها، وما مستهدفاتك، وكيف ستقيسها، وكيف ستصل لجمهورك، ينبني على كل ذلك خريطة المحتوى التي ستقوم بملئها بالمحتوى الذي ستنتجه.

فمن خلال معرفة أين جمهورك، ستتمكن بعدها من تحديد أنواع المحتوى التي سوف تستخدمها، فلكل منصة الشكل الأفضل لها في تقديم المحتوى، فكر في أنواع المحتوى التي تحتاج إلى إنشائها. هناك بعض أنواع المحتوى التي تتضمنها كل استراتيجية تسويق للمحتوى.

تعتمد معظم استراتيجيات تسويق المحتوى الناجحة على وجود جوهر مركزي يمكنك توجيه العملاء إليه بعد الانتهاء من قراءة أو مشاهدة المحتوى مثل الموقع أو غير ذلك، ولكن يجب عليك سؤال نفسك، ما أهمية هذا الشكل، وكيف سيساعدك في الوصول للعملاء بالشكل الأفضل، وما الأنواع أو الأشكال الأخرى؟ دعنا نعتمد على المراحل الثلاث الرئيسية التي ذكرناها من قبل:

المرحلة الأولى: التوعية Awareness

وهي كيفية جعل جمهورك على دراية بك أو بمنتجك، ويجب أن تخلو تلك المرحلة من أي محتوى الغرض منه حث الجمهور على الشراء بشكل مباشر، يجب أن يكون المحتوى الخاص بك في هذه المرحلة يجذب الانتباه، فهم لا يعرفونك وليسوا مهتمين بك بعد، الهدف من هذه المرحلة هو معرفة جمهورك بك، والوصول إليه بالشكل الأفضل والعمل على توعيتهم بالخدمات والمنتجات التي تقدمها، وبالطبع تعريفهم على الشركة، ويمكنك في هذه المرحلة استخدام أشكال مختلفة من المحتوى مثل:

1. التدوينات

امتلاك مدونة على موقع الويب الخاص بك تعد مصدر جذب للعملاء المحتملين الذين يبحثون عن بعض الإجابات التي تقدمها لهم، وأيضًا تعد مصدرًا قويًا للتسويق لمنتجاتك وعنصرًا مهمًا على تحسين محركات البحث، وتعد طريقة منخفضة التكلفة لزيادة عدد زوار موقعك واستراتيجية جيدة في حال كان طبيعة خدماتك موجهة للـB2B.

تعد شركة Buffer أحد الأمثلة القوية لتسويق المحتوى، Buffer مصمم لإدارة الحسابات مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال توفير الوسائل للمستخدم لجدولة المنشورات على: Twitter وFacebook وInstagram وInstagram Stories وPinterest وLinkedIn، وكذلك تحليل نتائجها.

يخبرنا Tyler Hakes مدير الاستراتيجيات في Optimist في مقالة عن Buffer’s Rise to 4 Million Users أن التسويق بالمحتوى عمل على نمو شركة Buffer بشكل حقيقي، سمحت الشركة في البداية للضيوف وأصحاب الحسابات بالتدوين، ومن ثم بدأ الانتشار واستقطاب صناع محتوى للكتابة من أجل استقطاب آخرين وهكذا، مع العلم أن الشركة كانت مسيطرة على الوضع، ساعد تدوين الضيوف على بناء الوعي بالعلامة التجارية وجذب الزيارات إلى موقعهم على الويب أثناء تطويرهم لجمهورهم. سمح لهم ذلك بالوصول إلى المستخدمين المستهدفين (المسوقين وأصحاب الأعمال الصغيرة، إلخ) دون إنفاق الأموال على الإعلانات، وهذه كانت فقط المرحلة الأولى.

والمرحلة الثانية كانت المحتوى ذا القيمة الفريدة، لم تسمح Buffer بنشر أي شيء لا يقدم قيمة حقيقية يبحث عنها العملاء في ذلك الوقت، حتى تعمل على اكتساب ثقتهم بسبب تقديمهم المحتوى الموثوق منه.

استخدمت الشركة المدونات الخاصة بها لدعم نموها الأولي، ركزت الشركة في البداية على الكتابة للأشخاص الذين أثروا في عملائهم، وإنتاج محتوى عالي الجودة قابلاً للمشاركة بشكل كبير.

2. مقاطع الفيديو

تعد مقاطع الفيديو أكثر جذبًا الجمهور من أي نوع محتوى آخر، يمكنك إنشاء مجموعة متنوعة من المحتوى في مجال عملك الذي يشاركك في السوق الخاص بك، وهو أيضًا من أكثر الطرق تفاعلًا مع الجمهور، سواء كان المحتوى تعليميًا أو تفاعليًا.

بحسب تقرير Cisco، فإن 80% من الزيارات (traffic) عالميًا سوف تكون موجهة ناحية المحتوى المرئي، الفيديو، وذلك في 2021. بينما تؤكد دراسة motioncue، بعد استطلاع رأي أكثر من 500 مسوق، أن المحتوى المرئي تزيد نسبة مشاهدته على بقية أنواع المحتوى بنحو 70%، وذلك في 2020، والمتوقع أن يزيد في 2021.

فمثلًا عندما قدمت لنا Microsoft النسخة الحديثة من برنامج Dynamic 365، كان في شكل مقطع فيديو، لشموله على أفضل شرح وتعريف للخدمة في شكلها الجديد.

3. الرسوم البيانية

يمكنك استخدام الرسوم البيانية ضمن أنواع المحتوى في خطة المحتوى الخاصة بك، خصوصًا أنها من أكثر الطرق لفتًا للنظر وتضمن إحصائيات وعمليات خاصة بشركتك أو بالسوق الخاص بك، وهي الأفضل في إيضاح أعمالك أو إيضاح حالة السوق في وقت ما، يبحث الكثير عن الرسوم البيانية التي تقلص لهم الوقت والمقارنات.

المرحلة الثانية: مرحلة التقييم Consideration

لقد جذبت انتباه جمهورك الآن، ولكن كيف تبقى في قمة اهتماماتهم؟ تعتبر مرحلة التقييم في إنشاء المحتوى أمرًا بالغ الأهمية، يجب أن تجيب في هذه المرحلة على الأسئلة الشائعة ونقاط الألم التي يشعرون بها، إضافة إلى ذلك، يتعلم العملاء المحتملون المزيد عن علامتك التجارية، مع الإشارة لمنتجاتك مثل كتابة تدوينة بعنوان «كيف تشتري لعبة لطفل الخامسة؟» وفيها تقوم بشرح المعايير التي يمكن للأم أن تشتري لعبة لطفلها على هذا الأساس، ومن ضمن التدوينة يكون هناك عرض لألعاب الأطفال التي تقدمها لهذا العمر والتي تستوفي المعايير التي ذكرتها.

يجب أن يكون المحتوى هنا ليس بالطويل، ويجب أن يحتوي على إشارة لمنتجاتك بشكل واضح ضمن سياق المحتوى.

يمكنك استخدام في هذه المرحلة أشكالًا مختلفة من المحتوى مثل:

1. دراسات الحالة

تعتبر دراسات الحالة فعالة بالنسبة للعملاء المتوقعين الذين يرغبون في معرفة المزيد عن عملك من العملاء أنفسهم. من خلال دراسات الحالة، يرى المشترون رحلة العميل من البداية إلى النهاية، ويرون حالات استخدام مماثلة في الحياة الواقعية، وهذا النوع أفضل للـB2B أو التسويق للشركات.

2. الكتب الإلكترونية

من الوسائل التي تمنح عملاءك معلومات ذات قيمة، إذا لم تكن أنشأت ففكر في الأمر، يعد الكتاب الإلكتروني محتوى مدونة طويلة، ويتوفر بالطبع بالشكل الرقمي ويتضمن نصوصًا أو صورًا أو كلتيهما، ويعد كذلك وسيلة جيدة للحصول على بيانات العملاء، بحيث يدخل رقمه أو إيميله للحصول على الكتاب أو التقرير، ومن ثم هدفها الأكبر ليس فقط في المحتوى، ولكن في البيانات الخاصة بالعملاء والجمهور المهتم بما تقدمه.

قدم لنا Linkedin مثالًا قويًا على الكتب الإلكترونية من خلال تقديمه The Secret Sauce، يتضمن الكتاب كثيرًا من النصائح وكيفية استخدام الموقع بأفضل شكل للوصول لأفضل النتائج، وبهذا فقد قدمت Linkedin لعملائها كتبًا تعليمية تساعدهم على التطور والمضي قدمًا.

3 .مراجعة العملاء

مراجعات العملاء هي محتوى يتم إنشاؤه مباشرة من جمهورك. جميع المراجعات المقدمة للعملاء مفيدة وهي أداة قوية لإعطاء الثقة للجمهور ، فإن الشهادات تقدم ملخصًا قصيرًا عن سبب تميز شركتك، وكذلك تعد محتوى تفاعليًا جيدًا جدًا.

يخبرنا تقرير mobile app daily المتخصصة في تطبيقات الهاتف أن 72% من العملاء يثقون في المراجعات على القدر من الترشيحات الشخصية، وأن 68% منهم يقرؤون أيضًا المرجعات الخاصة بالمنتجات أو الخدمات على وسائل التواصل الاجتماعي، وأن المراجعات الإيجابية تؤثر على قرار الشراء بنسبة 90%.

4. المؤثرون

يمكنك ترويج المحتوى الخاص بك أو بخدمات ومنتجات شركتك من خلال المؤثرين، أو أن تكون راعيًا لأحدهم، فبإمكان المؤثرين الجذب والوصول إلى جمهور لم تكن قادرًا على الوصول له من قبل.

هناك أنواع مختلفة من المؤثرين، ويتم تصنيفهم بحسب عدد المتابعين الخاصين بهم.

ولكن الأمر المهم هو كيفية اختيار المؤثر ومدى تأثيره على العلامة التجارية الخاصة بك، وكيف يساعد في تقديم محتوى يساعدك، يتم اختيار المؤثر على عدة عوامل، الصناعة، فإذا كنت تملك شركة ناشئة في مجال الملابس ستلجأ لمؤثر مهتم بذلك المجال، وثقة الجمهور به، فبعض المؤثرين رغم امتلاك عدد متابعين عملاق، ولكنهم يفتقدون ثقة المتابعين، خطة المحتوى الخاصة بك وعلاقتها بالمؤثر، وكيف يساعد في انتشار المحتوى، خصوصًا أن المحتوى الآن الخاص بك يقدمه غيرك وليس الشركة، وغيرها من الأمور التي تجعلك تختار الأفضل لعملك.

المرحلة الثالثة: اتخاذ القرار Decision

في تلك المرحلة يتحول المحتوى الخاص بك إلى محتوى إعلاني يستعرض قوة ومميزات منتجاتك أو خدماتك ويحث بشكل مباشر العملاء على الشراء، ويمكن أن تتم هذه العملية أيضًا ببعض الأمثلة الخاصة بالمرحلتين السابقتين مثل مقاطع الفيديو أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو إرسال رسائل البريد الإلكترونية وغيرها.

6- طريقة الحديث مع الجمهور – Tone of Voice

الـ Tone of Voice أو نبرة الصوت هي الطريقة التي تتحدث بها العلامة التجارية مع جمهورها، يستخدم صوت العلامة التجارية للتعبير عن شخصيتها، كيف يمكنك تحديد صور علامتك التجارية؟

من خلال معرفة من هم عملاؤك، ونوع المحتوى المقدم وقيمة علامتك التجارية، يمكنك تحديد الطريقة التي ستتحدث بها مع جمهورك المستهدف، يمكنك البدء في العمل على تلك الطريقة من خلال:

1. معرفة جمهورك المستهدف بعناية شديدة «أعمارهم، الفئة الاجتماعية، الجنس، وما إلى غير ذلك من معلومات عن الجمهور المستهدف» ومن ثم تحديد العميل المثالي الذي سوف تخاطبه.
2. لتحديد الأهداف والقيمة، وما تريد توصيله له يمكنك طرح أسئلة تساعدك على معرفة هذه النقطة مثل:
   • كيف تريد أن ينظر الجمهور لك؟
   • ما الذي يميزك عن المنافسين؟
   • ما الشعور الذي تريد أن يستشعره الجمهور؟
3. إنشاء قائمة حول ما يجب فعله، وما لا يجب فعله عند التواصل كعلامة تجارية مع الجمهور.
4. نوع المحتوى المقدم كيفية صياغته وتقديمه للعملاء.
5. اللغة المستخدمة في التواصل مع العملاء ما هي؟
6. النبرة المستخدمة في التحدث مع العملاء.

– صف صوت علامتك التجارية في كلمتين مثل «عاطفي- معبر» أو «جاد ومرح» وغيرها من الأصوات.

7- دليل نمط المحتوى – Content Style Guide

دليل نمط المحتوى عبارة عن مجموعة من المعايير لكتابة المحتوى وتنسيقه لمنشور أو منظمة أو موقع ويب أو مجال معين ككل. في النهاية، يحدد دليل نمط المحتوى قواعد الأسلوب وطرق الكتابة وغيرهما، خصوصًا أنه سيكون لديك أكثر من فرد لكتابة وإعداد المحتوى، فدليل نمط المحتوى يعتبر ميثاقًا على ثبات وإخراج المحتوى بنفس الجودة والشكل حتى لا يتشتت جمهورك، وحتى تصل رسائلك بنفس الجودة التي تعمل عليها، وهو ما يعد تلخيصًا لكافة النقاط السابقة بشكل مكثف وعملي وموجه لصانع المحتوى بشكل مباشر.

الآن يمكنك البدء … انطلق

أنت الآن قد قمت بالتحضير والتخطيط المحكم للمحتوى وكيفية التسويق به لمنتجاتك، يمكنك الآن أن تقوم بإنتاج المحتوى الخاص بك، سواء بنفسك أو عن طريق تعيين فريق عمل لديك، أو حتى من خلال الاستعانة بالمتخصصين من المستقلين من منصات مثل خمسات ومستقل.

رأي بنجامين فرانكلين أن المحتوى هو الطريقة الأفضل للوصول للعملاء والتحدث معهم من خلال العلامات التجارية المختلفة، وهو الطريقة الأفضل للبقاء بالقرب منهم أيضًا، اكتساب ثقة عملائك ووجودك بذاكرتهم هما الوسيلتان الأفضل للبقاء في السوق طيلة الوقت، وتذكر دائمًا بأن المحتوى هو الملك.