نعم، تمت دعوة غيلفويل وبقي دينيش في المنزل -مثلنا- يشاهد حدث جوجل عن طريق البث المباشر!

بدأت جوجل الحدث اليوم بمقطع فيديو يظهر فيه نجما Silicon Valley ينتظران بداية الحدث الذي ستعلن فيه جوجل عن هاتفها الجديد Pixel، لكن البطل الأوحد في رأيي الشخصي في هذا الحدث هو مساعد جوجل الشخصي الجديد، الجديد القديم؟

افتتح ساندر المؤتمر الذي كان يُعقد في قاعةٍ غريبةٍ نوعًا ما، لماذا بهذا الصغر؟ كانت القاعة جزءًا من معمل شوكولا،تشارلي ومصنع الشوكولا، هل ساندر هو ويلي وونكا الجديد؟ ربما!

عرض ساندر لمحةً سريعةً عن تطور التقنية في العقود الأربعة الماضية، منذ ظهور الحواسيب الشخصية في منتصف الثمانينات، ثم ثورة الإنترنت في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، وصولًا إلى الهواتف المحمولة، التي تكاد لا تفارق كفّ صاحبها طوال اليوم في بداية هذا القرن، ولكنه يرى أنّه قد آن وقت ثورةٍ جديدة، وهي تحصل بالفعل حسب ساندر، ثورة الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة!

Sundar

وقد استجابت جوجل لهذه الثورة الرقميّة الجديدة بتطويرها لمساعد جوجل الجديد -الذي لا يحمل اسمًا مثل كورتانا أو سيري- والذي تسعى جوجل لجعله «جوجل» خاص بالنسبة لك، ليكون مساعدك الشخصي حقًا في حياتك اليومية، وليس داخل هاتفك المحمول أو حاسوبك الشخصي، بل في كلّ دقيقةٍ من حياتك الشخصية وحياة أحبائك.

وفي سياق الحديث عن تطور الذكاء الاصطناعي الخاص بجوجل، بلغت قدرة التعرف على الصور رقمًا جديدًا لتصل إلى 93.9%، بهذه الدقة تنقل جوجل عالم التعرف إلى مستوًى جديدٍ كليًّا، ولم يكن ذلك التطوّر الوحيد بل استطاعت جوجل تحسين الترجمة الخاصة بها للوصول إلى خوارزميات تقوم بترجمة الجمل بشكلٍ كامل، لتساهم بهذه الطريقة في نقل «المعنى» Context بدلًا من الترجمة الحرفيّة السيئة، وطبعًا كلّما ذكرت التحسنات في ترجمة جوجل يتم ذكر خاصية تحويل الكتابة إلى صوت Text To Speech والتي تطوّرت أيضًا للوصول إلى صوتٍ يكاد يماثل الصوت البشريّ في معظم الأحوال.

إعلان جوجل الأساسي اليوم كان عن منتوجين جديدين: Pixel و Home، لكن في الواقع بطل الحدث بلا منازع كان هو المساعد الشخصي الجديد.


لماذا الانتقال إلى صنع العتاد التقني الآن؟

كانت جوجل تعمل دومًا في مجال البرمجة والخوارزميات والأنظمة، كلّ ذلك هو عبارة عن برامج وSoftware، لماذا الانتقال إذًا لصنع هاتفها الخاص؟

حسب رئيس قسم العتاد الجديد في جوجل، فإنّ هذا الوقت هو الوقت الأنسب، لأنّ المطلوب من الشركات هو تقديم خدمات تجمع بين البرامج والذكاء الاصطناعي والعتاد في آن واحد، وعندما تقدّم جوجل الجهاز الخاص بها، فإنّها تتحكم بشكلٍ أكبر بكلّ إمكانياته وبإمكانها أن توظفه بشكلٍ أفضل لخدمة الشركة والمستخدم في الوقت ذاته.

سؤال جانبي يطرح نفسه هنا، هل جوجل تتحول إلى آبل في هذه الطريقة؟ أعتقد أنّ هذا بعيد المنال فعلًا، فجوجل تتعاون مع كثير من الشركات مثل إل جي وسامسونج وسوني، وهي لن تقوم في الوقت الحالي بقطع أي من هذه العلاقات التي تجلب للشركة ولشركائها الكثير من الأرباح والأهم من ذلك: المعلومات والمعطيات من مستخدمي تلك الشركات كلّها.


مرحبًا Pixel

خمسة أشياء مهمّة حول هذا الهاتف ذو الخلفية الزجاجية وجسم الألمنيوم، فهو حسب جوجل:

  1. الهاتف الأول الذي يحصل على مساعد جوجل بشكل تلقائيّ.
  2. أفضل كاميرا في الهواتف المحمولة على الإطلاق ودقة تصل ل12.3 ميجا بكسل.
  3. الاستخدام الأمثل لخدمات جوجل السحابية.
  4. استخدام برنامجيّ Duoو Allo في البرنامج بشكل مباشر.
  5. استخدام تقنية Day Dream بشكل مباشر للواقع الافتراضي.

بطل هذا المؤتمر بشكلٍ عام، والميزة الرئيسية في الهاتف الجديد بشكلٍ خاص هو المساعد الجديد لجوجل، الذي يتميز بالبساطة والذكاء، كما وصفه برايان من قسم البرمجيات في جوجل، فيمكنك -كما يمكنك استخدام Google Now حاليًا- استدعاء المساعد واستخدامه من أيّ شاشةٍ خلال تعاملك مع الهاتف، خلال استخدامك للتطبيقات المختلفة، ويمكن للمساعد فعل أشياء عديدة، من تشغيل الموسيقى بواسطة يوتيوب أو الإجابة على أسئلتك المختلفة، والمميز هنا هو قدرة الذكاء الاصطناعي الخاص بجوجل على الإجابة عن الأسئلة المتتالية بشكلٍ محادثةٍ غير منقطعة، فمثلًا قام برايان بالسؤال عن حفلةٍ قريبةٍ من مكان سكنه، ثم سأل عن المسافة التي يحتاجها للوصل إلى الحفلة من منزله، فأجابه المساعد بشكلٍ مباشر وتلقائي.

ميّزة الحديث بشكلٍ مباشر هي ميزة مهمة، والأكثر تشويقًا من ذلك هو قدرة المساعد على قراءة المعلومات الموجودة في الشاشة التي استدعيته فيها ليظهر لك معلومات مناسبة ومفيدة لك.

ميزة HDR+

وحسب DxOMark، وهي شركة تقوم بتقييم الكاميرات والعدسات المختلفة، فإنّ كاميرا الهاتف الجديد من جوجل حصلت على تقييم 89 وهو تقييم يفوق كلّ هاتفٍ محمول قبله، حتى هاتف آيفون الجديد، iPhone 7. ويتمتع الهاتف بخصائص جديدةٍ في هذا المجال، مثل Smart Burst حيث يلتقط الهاتف عددًا من الصور للمشهد المراد التقاطه، ومن ثم يقوم الذكاء الاصطناعي الخاص بجوجل باختيار الصورة الأفضل لتقديمها لك، كما يقدم الهاتف ميزّة HDR+ لتقديم الصور بألوانٍ عالية الدقة، دون التخليّ عن تفاصيل الصورة المختلفة.

ومن الخصائص المهمة للهاتف، بالتأكيد، هي قابلية شحن البطارية بشكلٍ سريع، فخلال 15 دقيقةٍ فقط من الشحن تستطيع استخدام الهاتف لسبع ساعات متواصلة. وبما أنّ الهاتف من جوجل، فبالتأكيد سيكون مجهزًا بآخر أنظمة أندرويد: أندرويد نوجيت، وسيقوم بالتحديث بشكلٍ مستمرٍ لكن هذه المرة : في الخلفية، دون إزعاج للمستخدم.

ميزةٍ مميزة أيضًا في هذا الهاتف هي القدرة على التواصل مع خدمة المستخدمين بشكلٍ متواصل 24\7 من خلال الهاتف، ولتسهيل عملية الخدمة فإنّه بإمكانك مشاركة شاشة هاتفك مع خدمة المستخدمين لتحلّ المشكلة بصورةٍ سهلةٍ وسريعة.

ستطلق جوجل الهاتف بمقاسين 5 إنش و5.5 إنش، وبثلاثة ألوان: Real Blue, Quite Black وVery Silver، وسيكون سعره649$ لPixel و769$ للأخ الأكبر Pixel XL، وذلك بمساحة تخزينية تصل إلى 32 جيجابايت، وإذا أردت المساحة الإضافية فسيزداد السعر إلى 749$ لPixelو869$ل Pixel XL بمساحة 128 جيجابايت.

المواصفات التقنية لهاتف جوجل الجديد : Pixel

وسيكون Pixel الهاتف الأول المجهز لخدمة Day Dream للواقع الافتراضي، وسيتبعه الكثير من الهواتف الأخرى من شركاء جوجل ومشغلي أندرويد، لكن جوجل هي الأولى حتمًا، ومن أجل ذلك فقد عملت على شراكات مختلفةٍ مع Warners Bros لنقل تجربةٍ جديدة، تجربة عالم هاري بوتر وج.ك رولينغ السحري إلى الواقع الافتراضي.

ولن يقتصر الأمر على الألعاب بل يتعداه إلى فيديوهات يوتيوب المخصصة للواقع الافتراضي، وشبكات البرامج التلفزيونية مثل Netflix وHulu وغيرها. بل يمكنك حتى مشاهدة الأخبار من NY Times في الواقع الافتراضي و360 درجة.

لكن ما هو جهاز الواقع الافتراضي الخاص بجوجل؟ Daydream Veiw والتي بعكس جميع أجهزة الواقع الافتراضية السابقة، مصنوعة من مواد طريّة تلائم وجهك، بل وتسمح لك حتى باستخدام نظارتك الطبيّة. ترافق Daydream Veiw جهاز تحكم صغير يمكنك من التنقل خلال الواقع الافتراضي ويساعدك في رحلتك الشيقة هناك.


جوجل تقتحم المنزل

يمكننا تقسيم ما عرضته جوجل هنا لجهازين مختلفين: جوجل هوم وجوجل واي فاي.

جوجل واي فاي هو التطوّر المُرتقب لجهاز جوجل:on Hub، فهو router جوجل الجديد المخصص، الذي يسمح بسرعةٍ أكبر وتحكم أكبر، لكن ربما تحتاج في بيتك الكبير إلى أكثر من جهاز. لا تقلق، جوجل لديها الحل: تستطيع خلال تنقلك في منزلك الاتصال بالشبكة الأفضل تلقائيًا، ويمكنك أيضًا إن أردت إلغاء هذه الميزة للبقاء متصلًا بجهاز جوجل واي فاي واحد فقط. وبواسطة التطبيق الخاص بالجهاز، فإنّه بإمكانك فصل أي جهاز أو إيقاف خدمة الإنترنت بشكل مباشر، بضغطةٍ زرٍ فقط (أعرف الكثير من الناس شخصيًا يودون إيقاف الخدمة عن جهازي، لكن تلك قصة أخرى!).

https://www.youtube.com/watch?v=P0GoYzq_KAY

تم عرض Chromecast Ultra الجديدة أيضًا، لكنها ليست بقدر الأهمية مثل Google Home، والذي يمكننا اعتباره الرد الأقوى من جوجل على أليكسا الخاص بأمازون.

هدف جوجل من هذا الجهاز هو نقلك إلى المستقبل، حيث تستيقظ صباًحًا لتشرب قهوتك وتسأل جوجل عن يومك، فيرد عليك «المساعد» الشخصي، ويذكر لك الوقت والحرارة والمدة المستغرقة للذهاب إلى عملك، ثم يذكرك بالمواعيد الهامة في جدولك -عند السماح للمساعد بالدخول إلى المفكرة الخاصة بك- وتستطيع ببساطة تشغيل الموسيقا، فقط من خلال «الصوت»، وبما أنّ الجهاز، مكبر الصوت الذكي، من جوجل ، فيمكنك أن تقوم بالبحث من خلال أرشيف جوجل كاملًا صوتيًا، دون الضغط على أيّ زر.

يمكنك الجهاز أيضًا من بث الصوت من أي جهاز هاتف متصلٍ به، فهو يعمل كمكبر صوتٍ أول وأخيرًا، لكن مع ذكاء جوجل الاصطناعي الجبّار.

https://www.youtube.com/watch?v=r0iLfAV0pIg

ولأنّ جوجل تهتم بالتفاصيل الصغيرة، فإنّه بإمكانك تبديل لون القطعة السفلية من جهازها لتناسب البيئة التي تتواجد فيها.

وبالتأكيد يوجد زرٍ لإيقاف خاصية السمع الدائم (الميكروفون) الخاص بالجهاز، من أجل … «الخصوصية».

لا تريد جوجل التوقف هنا، بل تريد دفع الشركات الأخرى لاستخدام تطبيقها، مساعد جوجل الذكي، لتقديم خدمة «المحادثة» مع المستخدم بشكلٍ أفضل، ولتقلل شعور المستخدم بأنّه يتكلم مع «آلة ذكيّة». وقدم سكوت هوفمان، الرجل المسؤول عن مساعد جوجل الشخصي، عرضًا شرح فيه الفرق بين الطلب المباشر من المساعد الشخصي وخاصية المحادثة، حيث قام بطلب سيارةٍ من أوبر، وعندها قام تطبيق أوبر بالتواسط من خلال المساعد الشخصي للدخول في المحادثة، وعرض أقرب سيارةٍ والتوقيت اللازم لوصولها إلى المستخدم.

يمكنك مشاهدة العرض التقديمي الكامل هنا، فقط تجاوز أول عشرين دقيقة للبدء بالعرض مباشرةً. صحيح، هل أخبرتكم؟ يتمتع هاتف جوجل بميزةٍ مهمة: مأخذ يسمح لك باستخدام سماعات الرأس! (ضربة قوية لآبل! )