دليلك الشامل لاختيار الموبايل المناسب لاحتياجاتك
لم يعد مطلوبًا منك التجول وسط محلات الهواتف حتى تتورم قدماك لاختيار هاتفك الجديد، كل ما تحتاجه الآن يتم أونلاين، المفاضلة بين الهواتف والتحقق من الأسعار، بل ربما تفضل إتمام عملية الشراء من أحد المتاجر الإلكترونية كذلك ليصل الهاتف حتى عتبة منزلك بالفاتورة والضمان، فما أسهل الحياة الآن!
ومقابل هذه السهولة يقع على عاتقك مهمة ليست بالسهلة، وهي مهمة التحقق من مواصفات الهواتف التي أثارت إعجابك والمقارنة بينهم لاختيار الأفضل مقابل القيمة التي ستدفعها من أموالك، ولن يقتصر الأمر على ذلك فقط، بل يجب أن تضع في اعتبارك بعض النصائح العامة والهامة التي ستساعدك ألا تندم على اختيارك هذا بعدما يقع الفأس في الرأس.
لذلك سآخذ بيدك وأرشدك من خلال بعض النصائح الأساسية لشراء موبايل جديد بحيث يكون من السهل عليك انتقاء الموبايل المناسب لك بدون الدخول في تعقيدات تقنية كثيرة.
حدد أولوياتك
كل شخص لديه أولويات محددة في اختيار هاتفه، هناك من يريد هاتفًا ذا كاميرا أمامية جميلة تلتقط أفضل الصور له مع الأصدقاء وتوثق لحظاته الممتعة، وهناك من يفضل هاتفًا بكاميرا خلفية قوية لتصوير رحلاته وأماكن زياراته.
هناك من يحتاج الأداء السلس لنظام التشغيل لإتمام الأعمال، وآخر يفضل شاشة كبيرة عالية الوضوح لمشاهدة الميديا والاستمتاع بالقراءة والألعاب، بينما هناك المضطر إلى امتلاك بطارية قوية تصمد معه لأطول فترة ممكنة لوجوده الدائم بالخارج… إلخ.
فانتقِ أولوياتك التي سيمكنك على أساسها حصر الاختيارات في عدد محدود جدًا من الهواتف، وستكون بعدها المهمة سهلة من خلال مقارنة المواصفات التقنية واختيار الأفضل والمناسب لميزانيتك.
التصميم
هل أنت شخص ممن يهمهم الشكل الخارجي للهاتف قبل أي شيء آخر؟ عليك الانتباه إذن. فالشكل ليس كل شيء، بل جودة الخامات كذلك، فإن سمحت ميزانيتك؛ حاول انتقاء الهواتف ذات الخامات الراقية كالمعدن والزجاج، فهي تعطي شكلًا جماليًا للهاتف وعند حمله بيدك ستشعر بالفخامة والرقي.
وحاول استقراء المستقبل القريب قدر الإمكان، فاهتمامك بالشكل والتصميم يعني أنك تريد أن يظل هاتفك ذا شكل ملفت ومثير طوال فترة امتلاكك له، فلا تقع في خطأ شراء هاتف ذي تصميم شارف على الانقراض لتندم بعدها بشهور قليلة بعدما تنتشر تصميمات جديدة مستقبلية.
خذ مثالًا على هذا: الحواف الكبيرة للهواتف. جميع صناع الهواتف يحاولون الآن الوصول إلى الطريقة السحرية التي تجعل الجهة الأمامية للهاتف عبارة عن شاشة فقط بدون أي زيادات من جسم الهاتف، ولكن بعضهم لا يزال يصدر هواتف قوية المواصفات ولكنها بحواف سميكة. فإن كنت تهتم بالتصميم فلا تختر هاتفًا بحواف سميكة لأنه يجعل شكل الهاتف قديمًا.
الشريحة/المعالج
الشريحة SoC أو ما يطلق عليها بالخطأ «المعالج» هي أهم ما يجب عليك الانتباه له في المواصفات الداخلية للهاتف، فهي تتضمن عددًا كبيرًا من المكونات الداخلية مثل المعالج المركزي والمعالج الرسومي والذاكرة العشوائية وغيرها، وكلما كانت الشريحة أحدث وأقوى كلما كان أداء هاتفك أسرع بشكل عام ويحمل مميزات أكبر.
وهناك 5 أنواع من الشرائح المنتشرة هي التي ستجدها حتمًا في الهواتف التي تقارن بينها، وهم:
1. Apple A.
2. Qualcomm Snapdragon.
3. Samsung Exynos.
4. MediaTek Helio/MT.
5. Hisilicon Kirin.
فإن كنت تقارن بين هواتف تحمل شرائح من نفس الشركة سيكون الأمر سهلًا نظريًا، حيث لن يكون عليك سوى اختيار الشريحة صاحبة الرقم الأعلى لأنها ستكون الأقوى، ولكن عمليًا هذا ليس بشيء دقيق لأن هناك فئات تصدرها كل شركة، وربما تجد فئة أقل تساوت مع – أو تخطت – أداء الإصدارات القديمة من فئة أعلى.
حتى ولو كان أداؤها قويًا عندما طُرحت بالأسواق، فهناك سلبيات كثيرة لهذا الأمر مثل سرعة انتهاء الدعم الرسمي لنظام تشغيل الهاتف (هذا إن لم يكن قد انتهى فعلًا)، وصدور شرائح جديدة تحمل تقنيات أفضل وتوازي نفس مقدرة الشريحة الموجودة في الهاتف القديم حتى ولو كانت من فئة أقل، وأيضًا الشرائح الجديدة تتميز باستهلاك طاقة أقل من الأجيال السابقة لها، فستجد لديك هاتفًا ذا بطارية أطول عمرًا، بالإضافة إلى أسباب أخرى غير ذلك.
أما في حالة مقارنتك بين شريحتين من شركات مختلفة، فأمامك حل من اثنين:
الحل الأول: اكتب اسم الشريحتين في محرك البحث وبينهما حرفي vs، وستجد مواقع وفيديوهات تقارن بين هاتين الشريحتين وتريك النتائج أيهما أفضل في الأداء.
الحل الثاني: سيساعدك هذا الحل أيضًا في فهم أفضل للنتائج التي ستقرأها في الحل الأول، وهو أن تطالع مقالنا السابق المفصل والمُبسط عن ماهية الشرائح وكيفية عملها ومكوناتها، وذلك لكي تستطيع فهم أي الشريحتين ستعطيك الأداء الذي تصبو إليه بمجرد قراءة مواصفاتها التقنية.
يمكنك قراءة المقال من هنا: معالجات الهواتف الذكية: دليلك لاختيار الأفضل.
الشاشة
هناك عدد من الاعتبارات الواجب عليك الانتباه لها إن كنت شاشة الموبايل هي أولويتك في الهاتف.
الشاشة الأكبر ليست دائمًا الأفضل
تفضيلك للهواتف ذات أحجام الشاشة الكبيرة يخضع لما تصبو إليه من تلك الشاشة؛ فإن كنت تريدها لمجرد كبر حجم النصوص وعرض أكبر للتطبيقات وملفات الفيديو والألعاب فاختر ما شئت، أما إذا كنت تريد جودة أفضل للمحتوى المعروض من خلال الشاشة الكبيرة فلابد أن تضع الآتي في الاعتبار.
دقة الشاشة
هناك 5 أنواع مختلفة لدقة الشاشات المنتشرة اليوم، اختر منها المناسب لك.
1. دقة SD: مع التطور الكبير في شاشات الهواتف أصبحت تلك الدقة رديئة وانحسرت بشكل كبير ولم تعد موجودة إلا في الهواتف الرخيصة، لا أنصحك بها إلا مضطرًا.
2. دقة HD: دقة مقبولة يمكنك من خلالها الاستمتاع بمحتوى مرئي جيد.
3. دقة Full HD: وهي أكثرهم انتشارًا في فئة الهواتف المتوسطة والعليا وأفضل بمقدار الضعف عن الفئة السابقة، وهي كذلك الأفضل من حيث الموازنة بين عرض محتوى عالي الجودة مع الحفاظ على عمر البطارية قدر الإمكان.
4. دقة 2K أو QHD: الدقة الرائجة بين الهواتف الرائدة وتقدم محتوى بصريًا رائع الجودة، ولكنها أكثر استهلاكًا لطاقة البطارية.
5. دقة 4K أو UHD: لم يقدم مثل هذه الدقة العالية سوى هاتفين من نفس الشركة حتى الآن وهما Sony Xperia Z5 Premium و Sony Xperia XZ2 Premium، وهي دقة مرتفعة للغاية لا يجد أكثر صناع الهواتف ضرورة لتقديمها في منتجاتهم.
كيف تتعرف على دقة الهاتف؟ في مواصفات الهاتف عند جزء الشاشة ستجد رقمين مضروبين ببعضهما »الطول X العرض»، فإن وجدت الرقم الأصغر هو 480 فأكثر فهي شاشة بدقة SD، وإن وجدته 720 فأكثر فهي HD، بينما 1080 فأكثر ستكون Full HD، و1440 فأكثر هي 2K، أما 2160 فأكثر فهي 4K.
كثافة البيكسلات
لا يكفي فقط أن تعرف دقة الشاشة، فهناك ما يسمى كثافة البيكسلات وهي عبارة عن عدد البيكسلات في البوصة الواحدة من الشاشة، ويرمز إليها بالرمز ppi، وكلما زاد عددها كلما كانت الصورة المعروضة أوضح وأنقى.
تقنية الشاشة
المنافسة محتدمة بين نوعين من تقنيات الشاشة في الهواتف وهما IPS LCD و OLED، وبسبب التكلفة المرتفعة لصناعة الشاشات بتقنية OLED ستجدها فقط في الهواتف العالية والرائدة، ولكنها تتمتع بتشبع أكبر للألوان ودرجة تباين أفضل، كما أنها – نظريًا – موفرة للطاقة بشكل أكبر.
وذلك لأن تقنية OLED تجعل كريستالات الشاشة تضيء عند الأجزاء التي تعرض الصورة فقط؛ أي لو كنت تعرض نصًا وباقي الشاشة من حول النص أسود فلن تضيء الكريستالات الموجودة حول النص مثل الصورة التالية:
لذلك ستجد اللون الأسود أعمق في شاشات OLED والتباين بينه وبين أقصى درجات الأبيض أفضل، بينما شاشات IPS LCD تضيء جميع الكريستالات طالما يوجد شيء معروض على الشاشة، لذا فهي أكثر استهلاكًا للطاقة واللون الأسود لديها مضيء وفاتح.
ولكن عمليًا فإن موضوع توفير الطاقة يتوقف على اللون الأسود، لأن شاشات OLED ستكون موفرة فقط في حال ما إذا كان اللون الأسود هو السائد في المحتوى المعروض، أما إذا كانت ألوان أخرى فسيكون العكس؛ لأن إضاءة كريستالات شاشة OLED تستهلك مقدارًا أكبر من الطاقة بالمقارنة بشاشات IPS LCD.
ومن المعروف عن شاشات OLED أنها تعرض ألوانًا مبهرة وجذابة للعين، ولكنها ليست حقيقية تمامًا، بينما تعرض شاشات IPS LCD ألوانًا حقيقية للمحتوى المعروض.
لذلك فإن الاختيار في النهاية سيكون منوطًا بذوقك وتفضيلك، فلا يوجد فائز في هذه المقارنة، التقنيتان متنافستان ولكل منهما مميزاتها وعيوبها، وربما نفرد مقالًا خاصًا مفصلًا أكثر عن شاشات الهواتف للتعرف عليها بشكل أعمق وأشمل.
وأخيرًا هناك أسماء تجارية مشهورة لتقنيات الشاشات لا تبين نوعها الحقيقي، لذلك سأذكر أشهرها هنا للتعرف عليها:
1. Retina Display: شاشة بتقنية IPS LCD
2. Retina HD Display: شاشة بتقنية IPS LCD
3. Super Retina Display: شاشة بتقنية OLED
4. AMOLED: شاشة بتقنية OLED
5. Super AMOLED: شاشة بتقنية OLED
الذاكرة العشوائية
بإيجاز، الذاكرة العشوائية RAM هي الذاكرة التي تحمل الملفات المؤقتة التي يحتاج النظام أو التطبيقات إلى تشغيلها ليعمل بكفاءة، وبمجرد غلق التطبيق سيتم حذف تلك الملفات من تلك الذاكرة أوتوماتيكيًا، فما هي أهمية الذاكرة العشوائية في الأداء؟
كلما كانت لديك ذاكرة عشوائية أكبر كلما احتمل هاتفك العمل على أكثر من تطبيق في نفس الوقت بدون بطء في الأداء، فعندما تفتح تطبيقًا وتنشغل عنه بفتح تطبيقات أخرى عديدة ثم تعود للتطبيق الأول مرة أخرى ستجده لا يزال يعمل ومتوقفًا عند الجزء الذي كنت تعمل عليه، بينما إن كانت لديك سعة محدودة من الذاكرة العشوائية ستجد التطبيق قد أُغلق وبدأ من جديد، فإن كنت تعمل على شيء بهذا التطبيق ولم تحفظه فقد ضاع عملك إلى الأبد وستضطر للقيام به مرة أخرى.
فحاول أن تكون «طماعًا» في اختيارك للذاكرة العشوائية لأن ملفات الكثير من التطبيقات والألعاب تزداد حجمًا يومًا بعد يوم، وإن كنت لا تحتاج سعة ذاكرة عشوائية كبيرة الآن فالأكيد أنك ستحتاجها في المستقبل القريب.
السعة الداخلية
لن أحتاج إلى إقناعك بأهمية اقتناء هاتف ذي سعة ذاكرة داخلية كبيرة طالما توفرت لديك القدرة المالية لذلك، خاصة إن لم يكن الهاتف يقبل زيادة السعة عن طريق وضع ذاكرة داخلية SD Card، فالتطبيقات والألعاب أحجامها تزداد، وكذلك الملفات المتنوعة كملفات الفيديو والصور والملفات الصوتية؛ لكي تحصل عليها بصورة أنقى وأفضل عليك الاحتفاظ بها بجودة عالية تتطلب مساحة كبيرة بالهاتف.
وحتى إن كان هاتفك يدعم كروت الذاكرة الخارجية، فهي تكون أقل سرعة وأقل أمانًا، وأيضًا في عالمنا العربي لو كنت تعتمد على الخدمات السحابية في التخزين والبث المباشر فلا يمكنك أن تضمن جودة الإنترنت وتوفره بشكل دائم، فحاول قدر المستطاع اقتناء هواتف ذات ذاكرة داخلية كبيرة تلبي لك احتياجاتك.
الكاميرات
شركات صناعة الهواتف تدرك مدى أهمية الكاميرات للجيل الحالي، جيل إنستاجرام وسناب شات، الجيل الذي يفضل توثيق كل لحظات حياته بالصور والفيديو، حتى وإن لم يستمتع باللحظة نفسها في سبيل التقاط الصورة المناسبة، فلك أن تتخيل أن في عام 2016 كان هناك 95 مليون صورة وفيديو يتم رفعهم يوميًا من المستخدمين على إنستاجرام حول العالم. هذا كان منذ عامين، فما بالك باليوم؟ وما بالك لو أضفت بقية الشبكات الاجتماعية الأخرى؟
بيد أن اختيار الكاميرا المناسبة سواء أكانت أمامية أو خلفية لا يمكنك الحكم عليها بشكل مطلق إلا من خلال التجربة الفعلية، فمن السهل أن تجد مواصفات الكاميرا رائعة على الورق، ولكن أثناء الاستخدام العملي ربما تجدها أقل من كاميرا أخرى ذات مواصفات أكثر تواضعًا، فكلمة السر هنا هي: «المراجعات».
شاهد العديد من مراجعات يوتيوب للهواتف المختارة وقارن بين جودة الصور والفيديو بين كل منهم، بحيث ترى بنفسك أي كاميرا تفضلها عن الأخرى، وأقول لك «العديد» من المراجعات أي لا تكتفِ بمشاهدة مراجعة لشخص واحد فقط، لأن ظروف التصوير تختلف من شخص لآخر، وكذلك هناك بعض المراجعين الذين يبالغون في الاحتفاء بهواتف من شركات معينة عن شركات أخرى، لذلك فتنوع المراجعات مهم.
هناك أيضًا ذلك الموقع الإلكتروني الخاص بمراجعة واختبار كاميرات الهواتف الذكية، سيكون عونًا كبيرًا لك في تقييمك لكاميرا الهواتف المختارة. يمكنك الاطلاع عليه من هنا.
ولا يغرنك التوجه الجديد في كثرة عدد الكاميرات في الهاتف الواحد، فهذا لا يدل مطلقًا على أن الهاتف سيقدم تجربة أفضل من منافسيه، وأبسط مثال على ذلك هو هاتف Google Pixel 2 XL والذي كان هناك شبه إجماع من المراجعين على أنه يمتلك أفضل كاميرا بين جميع الهواتف بشكل مطلق وبفارق كبير عن أقرب المنافسين للعام الماضي، وكل هذا وهو يمتلك كاميرا واحدة فقط من كل جهة.
وأخيرًا، فلا تنخدع في عدد الميجا بيكسل للكاميرا فهي لا تدل على شيء إلا على قابلية الصورة الملتقطة للتكبير، فكلما كانت الكاميرا ذات عدد ميجا بيكسل أكبر كلما استطعت تكبير الصورة بدون التأثير بالسلب على تفاصيلها وبدون (بَكسَلة)، أي سيمكنك عرض الصورة على شاشة كبيرة بشكل واضح، وكذلك طباعتها بأحجام كبيرة بكفاءة.
أما العوامل التي تؤثر في جودة الصورة الملتقطة بالكاميرا فهي عديدة ولابد من أخذها في الاعتبار مجتمعة؛ مثل:
1. جودة وحجم حساس الصورة Image Sensor.
2. مثلث التعريض Exposure والمكون من:
3. فتحة العدسة Aperture.
4. سرعة الغالق Shutter Speed.
5. حساسية الضوء ISO.
6. نوع العدسات المستخدمة Lenses.
وإن كنت تريد فهم تلك العوامل بشكل واضح ومفصل، فأرجو منك انتظار مقال قادم سأتحدث فيه عن كاميرات الهواتف الذكية بالتفصيل وبشكل مبسط للمبتدئين.
البطارية
بطارية كبيرة تعني هاتفًا يصمد معك لمدة طويلة بدون الحاجة للشحن، نقطة، انتهى!
هل ترى العبارة السابقة؟ ليست صحيحة على الإطلاق! فالأمر ليس بتلك البساطة، بل بالإضافة لحاجتك لبطارية ذات حجم كبير هناك عوامل أخرى مساعدة للحفاظ على البطارية مثل تقنية الشريحة SoC كما أسلفنا، ومثل تقنية الشاشة كما أسلفنا أيضًا، ومثل برامج تحسين البطارية وتنظيم استهلاك الطاقة التي تلحقها شركات الهواتف بنظام التشغيل لتجعل استهلاك النظام والتطبيقات أقل من المعتاد.
لذلك عندما تكون كفاءة البطارية هي شغلك الشاغل، فلا يكفي الاعتماد على حجمها فقط وعليك فحص باقي العوامل التي تؤثر عليها.
هناك أشياء مساعدة ربما تكون مفيدة للبعض مثل قابلية الهاتف للشحن السريع، وهي تقنية مهمة بدرجة كبيرة الآن، وكذلك الشحن اللاسلكي وهو أقل أهمية ولكن إن وجد فسيكون إضافة جيدة، لكن ما سبق سيكون غير ذي فائدة فعالة لمن تضطره طبيعة يومه إلى المكوث لفترات طويلة بالخارج بدون إمكانية الوصول إلى شاحن، ساعتها سيحتاج إلى هاتف ذي بطارية قوية وفقط!
متفرقات أخرى
بالإضافة لكل ما سبق هناك أمور متفرقة قد تهم بعض المستهلكين مثل:
السماعات
هناك من يفضل أن تكون سماعات الهاتف Stereo وليست Mono؛ أي سماعتين وليست سماعة واحدة لتكون تجربة سماعية أفضل عند مشاهدة الأفلام وتشغيل الألعاب، ولكن يجب الوضع في الاعتبار جودة السماعات نفسها ومدى نقاء الصوت الصادر منها، وسيمكنك معرفة ذلك عن طريق مراجعات الهواتف على يوتيوب.
وبالنسبة للتوجه الجديد الذي بدأت تفرضه الشركات على المستهلكين بإزالة منفذ سماعة الأذن والاعتماد على سماعات البلوتوث أو وصلة من منفذ الشحن لسماعات الأذن السلكية، هو توجه لا يتناسب مع الكثيرين ويفضلون اقتناء الأجهزة التي لا تزال تحتفظ بمنفذ السماعة 3.5 مم، لعدم دفع المزيد من النقود في سماعات البلوتوث باهظة التكلفة أو التقيد بالوصلة وعدم إمكانية استخدامها وقت شحن الهاتف.
الحماية من الصدمات
طبقات الحماية الزجاجية على الشاشة من نوع Corning Gorilla Glass هي الأشهر على الإطلاق، وعلى الرغم من وجود طبقات حماية أخرى إلا أن Corning تمتلك نصيب الأسد من الهواتف المقرونة بمنتجاتها.
عن نفسي لم أقم أبدًا بتركيب لاصق خارجي للشاشة (Screen Protector) على أي من هواتفي السابقة لأنني أحرص دائمًا على اختيار هواتف تتمتع شاشاتها بحماية Gorilla Glass، وهي جيدة جدًا في منع الخدوش والصدمات البسيطة، أما لو كنت ممن ينزلق الهاتف من أيديهم كثيرًا فلابد لك من تركيب لاصق خارجي يساعد على زيادة حماية الشاشة من الصدمات القوية ويتلقاها بدلًا منها.
ومع انتشار الهواتف ذات الظهر الزجاجي والتي تساعد على إضافة تقنية الشحن اللاسلكي للهاتف، فأصبحت بعض الشركات تضع طبقة حماية على الزجاج الخلفي أيضًا، فاحرص على اختيار الهواتف ذات الحماية العالية من أحدث إصدارات Gorilla Glass، ولا تنس شراء أغطية/حافظات (جرابات) تحمي الهاتف بشكل كلي وتضفي عليه شكلًا جماليًا.
الحماية من الماء والغبار
كانت الحماية من الماء والغبار من الرفاهيات فيما مضى، ولكن مع إلحاح المستهلكين عليها والإقبال على شراء المنتجات التي تتمتع بها توجهت شركات صناعة الهواتف لإضافتها في هواتفها.
هناك نوعان منتشران من هذه الحماية وهما:
معيار IP67: هو معيار يُمنح للهواتف المقاومة للأتربة والغمر في المياه، فيمكنك غمر الهاتف في ظروف تحددها الشركة مُصنعة الهاتف لمدة نصف ساعة على عمق أقصاه 1 متر.
معيار IP68: هو معيار يُمنح للهواتف المقاومة للأتربة والغمر في المياه، ويمكنك من النزول بالهاتف في الماء لمدة نصف ساعة ولعمق حتى 1.5 متر، وذلك أيضًا بشروط تحددها الشركة، ويمكنك معرفة تلك الشروط من خلال صفحة الهاتف الرسمية على موقع الشركة المصنعة له.
ولكن في أي الأحوال لا يُنصح بالسباحة بالهواتف حتى وإن حملت معيارًا لمقاومة المياه؛ بسبب أن هذا المعيار يمنح من خلال اختبارات معملية وبمياه نقية، ولا يتم الاختبار في حوض سباحة أو مياه مالحة.
حماية الخصوصية
بدأت حماية الخصوصية عن طريق إضافة رموز PIN أو كلمة سر Password أو نمط Pattern، ثم كان هناك التعرف على الوجه عن طريق الكاميرا الأمامية Facial Recognition وكانت قديمًا كارثة وغير آمنة بالمرة، ثم ظهر حساس البصمة Fingerprint Scanner وأصبح الطريقة المفضلة والأكثر أمانًا للمستهلكين.
بعدها ظهر حساس التعرف على قزحية العين Iris Scanner من سامسونج ولحقها التطوير الثوري لتقنية التعرف على الوجه من آبل FaceID والتي وثقت في كفاءته لدرجة إزالة حساس البصمة من هواتفها الجديدة بدون رجعة، وبدأت شركات أخرى تسير على خطاها في إضافة التعرف على الوجه اعتمادًا على الشرائح الجديدة SoC التي تسمح بدقة أكبر بكثير مما سبق، ولكنهم لا يزالون يعتمدون على البصمة كخيار أساسي.
فانتقِ الهواتف التي تقدم لك حماية خصوصياتك ومعلوماتك كما تفضلها وكما ترتاح إليها.
مزايا إضافية
تحرص معظم الشركات على تزويد هواتفها بميزات إضافية لتبهر المستهلك مثل: قلم سلسلة Samsung Galaxy Note، المكونات الخارجية القابلة للإضافة في هاتف LG G5، التصميمات المجنونة كالكاميرا المنزلقة في هاتف Vivo Nex أو الظهر المنزلق أوتوماتيكيًا عند فتح تطبيق الكاميرا في هاتف Oppo Find X… إلخ.
فكل ما عليك هو سؤال نفسك: هل حقًا أحتاج إلى هذه الإضافات؟ هل هي مهمة في قرار الشراء وسأقوم باستخدامها بشكل أساسي؟ إن كانت الإجابة بنعم فضعها في الاعتبار، أما إن كانت الإجابة بـ لا فالأفضل تهميشها عند اختيارك لهاتفك القادم والتركيز على الأساسيات فقط.
نصائح عامة لشراء موبايل جديد
1. توقيت شراء الهاتف مهم جدًا في حالة عدم حتمية الشراء الآن، فتابع أخبار الشركات والمؤتمرات التقنية الخاصة بالهواتف حتى لا تبتاع هاتفًا ثم تجد الإصدار الأحدث والأفضل قد صدر بعد أسبوع من عملية شرائك! كما أنك لو أردت شراء هاتف أعجبك بسعر أرخص فالأفضل أن تنتظر صدور النسخة الأحدث منه في حال ما إذا كان إطلاقها قريبًا لكي تقوم الشركة بتقليل سعر الهاتف الذي تريده.
2. لا تشترِ الهاتف فور صدوره، فالمستحسن أن تنتظر حتى يتم تجربته من قبل المراجعين وعدد كافٍ من المستهلكين حتى تتأكد من خلوه من عيوب الصناعة.
3. اسأل قبل الشراء عن مستوى الدعم من التوكيل المحلي لهاتفك، فما أكثر العيوب التي تظهر بعد الشراء وتكون رحلة التصليح أو الاستبدال مع التوكيل المحلي كالجحيم.
4. لا تنخدع بالـ «براند Brand»، فالهاتف الذي سيلبي لك احتياجاتك ولديه توكيل محلي متعاون ومحترم سيكون جديرًا بالشراء، فقط ابتعد عن البراندات مجهولة الهوية أو المشهورة برداءة منتجاتها حتى ولو كانت تقدم لك هواتف أرخص.
5. لا تحاول استيراد الهاتف من الخارج إلا مضطرًا وسيكون على مسؤوليتك الخاصة؛ لأن أي عيب صناعة فيه أو أي مشكلة ستظهر بعد ذلك لن تجد ضمانًا يغطيها وستضطر إلى إصلاح الهاتف على نفقتك الخاصة.
في النهاية، أتمنى أن يكون المقال قد شمل جميع الجوانب الممكنة التي ستحتاجها عند اختيار الموبايل القادم، وإن غفلت – غير عامد – عن أي نقطة تراها مهمة، ففضلًا، شاركنا بها في التعليقات.