لقد أصبحت حفلات الجوائز ظاهرة عصرية واسعة الانتشار تظهر في مختلف الصناعات في شكل معارض تجارية ومؤتمرات مهنية ومسابقات تقنية وما إلى ذلك. وقد تحولت هذه التظاهرات التي يتم الترويج لها على نطاق واسع، إلى أيقونات ثقافية عالمية، بما في ذلك على سبيل المثال جوائز «الأوسكار» الأمريكية، و«البافتا» البريطانية في السينما، وجوائز «غرامي» في الموسيقى، وجوائز «توني» في المسرح، وجوائز «إيمي» في التلفزيون.

هذه الأحداث ومراسم توزيع الجوائز مناسبات لرواد الصناعة للقاء والاحتفال بأنفسهم ومنتجاتهم، وبناء الهويات الثقافية، وخلق الفروق والتصنيفات من خلال الترشيحات ومنح الجوائز.

أما المهرجانات السينمائية، فينظر إليها على أنها نوع محدد من التظاهرات الفنية واحتفالات الجوائز، والتي تعمل كأحداث رائدة لتأسيس سمعة المهنيين السينمائيين وأيضًا اجتماع لصناعة السينما، وساحة للوساطة بين الفن والأعمال التجارية، بحيث أصبحت المهرجانات السينمائية تشكل مجالًا راسخًا في حد ذاته مع هيكل تبلور بشكل كامل على مدار العقود الماضية.

في كل الدول التي لها باع طويل في فن وصناعة السينما، كانت المدن التي تقام باسمها المهرجانات السينمائية على مدار العقود الستة أو السبعة الأخيرة مثل البندقية في إيطاليا، وكان في فرنسا، وبرلين في ألمانيا، وموسكو في روسيا، وبالطبع القاهرة في مصر، تؤسس لخصوصية فنية وجغرافية.

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي هو أحد أقدم المهرجانات المعتمدة من قبل الاتحاد الدولي للمنتجين السينمائيين، وهو ثاني أقدم مهرجان عربي بعد مهرجان قرطاج التونسي. على مدار تاريخه البالغ أربعة عقود ونصف، مر مهرجان القاهرة بفترات صعود وهبوط متعددة، ثم شهد لحظة مضيئة في الدورة 36 عام 2014 التي ترأسها الناقد الكبير سمير فريد والمعروفة حتى اليوم باسمه «دورة سمير فريد»، أعقبها ثلاث دورات برئاسة الناقدة ماجدة واصف، عانى فيها المهرجان من القيود البيروقراطية ومحدودية الميزانية، ثم تولى المنتج والسيناريست محمد حفظي رئاسة المهرجان ليتحول معه المهرجان تحولا ثوريا في الدورة الأربعين، لتأتي الدورة 41 التي أقيمت في الفترة من 20 – 29 نوفمبر هذا العام، والتي كانت بحق دورة استثنائية على أكثر من مستوى، لتؤكد مكانة هذا المهرجان العريق ومحورية الدور الذي يمكن أن تضطلع به القاهرة في صناعة السينما في الوطن العربي والشرق الأوسط.

لماذا نصف هذه الدورة بالاستثنائية؟ وكيف نقرأ من خلالها التطور الذي شهده هذا الفن الحديث، وموقع السينما المصرية من هذا التطور؟ هذا ما سنحاول الوقوف عليه في السطور القادمة.

استعادة الجمهور دون مناظر

يمكننا القول إن المهرجانات العالمية تكتسب سمعتها بشكل كبير من قدرتها على اجتذاب أهم الأسماء في عالم صناعة السينما وعرضها لأهم إنتاجات العام على مستوى العالم، وهو المعيار الأهم بالنسبة للجمهور المحلي على وجه التحديد. في نسختيه الأخيرتين، استطاع مهرجان القاهرة السينمائي أن يوفر عدداً من أبرز الأعمال السينمائية العالمية لجمهوره المحلي.

شهدت الدورة الأربعين عرض أفلام مثل Roma للمخرج المكسيكي ألفونسو كوارون والفائز بأسد فينيسيا الذهبي في عامه، وBlacKkKlansman للمخرج الأمريكي المخضرم سبايك لي، والفائز بجائزة لجنة التحكيم بمهرجان كان الفرنسي، وفيلم At Eternity’s Gate للمخرج الأمريكي جوليان شنابل، والمرشح للأسد الذهبي بمهرجان فينيسيا.

أما الدورة 41 فقد تضمنت عدداً كبيراً من أهم الأعمال السينمائية على مستوى العالم، وعرض خلالها أكثر من 150 فيلماً، من بينهم 35 فيلماً في عروضها العالمية والدولية الأولى، و84 فيلماً في عرضها الأول بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من بين أبرز هذه الأعمال أفلام The Irishman للمخرج الأمريكي الكبير مارتن سكورسيزي، A Hidden Life لتيرانس ماليك، About Endlessness للسويدي روي أندرسون، وIt Must Be Heaven للفلسطيني إيليا سليمان. العروض التي تزاحمت الجماهير على شباك التذاكر للفوز بإحدى تلك الفرص الثمينة التي لن تتكرر كثيراً.

أصبح لدينا أخيراً مهرجان كبير مساير للمعايير الدولية، ولذلك هي دورة استثنائية.

في حوار خاص مع «إضاءات»، يقول الناقد أحمد شوقي، القائم بأعمال المدير الفني للمهرجان في الدورة 41 ونائب المدير الفني في الدورات الأربعة الماضية، إنه «على مدار السنوات الماضية كانت هناك مسافة تفصل الطموح عن النتائج، بسبب ضغوط الميزانية والعمل داخل الإطار الحكومي وتعقيدات العمل الثقافي في مصر وغيرها. الدورة 41 هي المرة الأولى التي تكاد النتيجة تتطابق مع الطموح، وأصبح لدينا أخيراً مهرجان كبير مساير للمعايير الدولية، ولذلك هي دورة استثنائية».

أما الناقد أندرو محسن، مدير مسابقة سينما الغد للأفلام القصيرة (إحدى مسابقات مهرجان القاهرة السينمائي) وأحد مبرمجي الدورة 41، فيرى أن «هذه الدورة كانت مختلفة رغم أن الدورة السابقة عليها كانت قوية ومهمة كذلك»، ولكنه يرجع الفضل في التطور الذي شهدته الدورة 41 في الاهتمام بالدعاية وبشكل خاص الدعاية لأفلام بعينها، وبالنسبة للمشاهد فإن «المهرجان استطاع أن يقدم مجموعة متميزة من الأعمال السينمائية في عروضها الأولى عالمياً وإقليمياً، كما أن برنامج العروض أتاح للجمهور مشاهدة أكثر من عمل هام كل يوم».

منذ اليوم الأول للعروض اصطف الجمهور بأعداد كبيرة على شباك التذاكر لحجز فيلم الافتتاح The Irishman، وهو المشهد الذي استمر طوال أيام المهرجان وإن قلت حدته بعد زيادة عدد شبابيك الحجز.

بعد انتهاء فعاليات الدورة 41 أصدر المهرجان بياناً صحفياً جاء فيه أن عدد التذاكر المباعة قد تجاوز 40 ألف تذكرة. وفقاً لشوقي فإن عدد التذاكر المباعة في الدورة 39 بلغ 15 ألف تذكرة، وفي الدورة 40 تضاعف هذه العدد تقريباً ليصل إلى 29 ألف تذكرة. يرى شوقي أنه رغم هذا التطور الكمي الملحوظ فإن الرقم لا يزال أقل بكثير من المتوقع في مدينة كبيرة كالقاهرة، واستدرك قائلاً: «الانعكاس الأهم بالنسبة لي أن دورة هذا العام لم تشهد عرضاً مخجلاً، في السنوات الماضية كان من الممكن أن نجد عروضاً لا يتجاوز جمهورها 6 أو 7 أفراد، خاصة العروض خارج المسابقات، وهذا لم يحدث على الإطلاق هذا العام».

أما محسن، فيؤكد ضرورة الربط بين إنجاز دورة هذا العام والدورة السابقة عليها والتي كانت بمثابة تمهيد هام للنجاح الكبير لدورة هذا العام، ويقول:

«في العام الماضي كانت هناك دعاية جيدة، واهتمام كبير بعرض أفلام هامة ينتظرها الجمهور استطاع المهرجان من خلالها أن يتفوق على تظاهرات سينمائية محلية مثل مهرجان الجونة وبانوراما الفيلم الأوروبي، وهذا بالتحديد هو ما قرب الجمهور أكثر من مهرجان القاهرة. اختيار الأفلام وتنوعها كان من أكثر العوامل المحفزة للجمهور، فأفلام صناع كبار مثل مارتن سكورسيزي وروي أندرسون وإيليا سليمان، بالإضافة لعدد كبير من أهم الأفلام العربية، كل هذا خلق للمهرجان جمهوره الخاص».

يتفق شوقي مع محسن في محورية الاهتمام بالدعاية والتركيز على العروض العالمية الأولى ومدى أثر ذلك على الجمهور فيقول: «من الواضح أن الجمهور أحس بالتغيير وبالاهتمام، وقد وفقنا من خلال الدعاية وبشكل خاص على السوشيال ميديا، وحاولنا قدر الإمكان أن يكون البرنامج متنوعاً بحيث تكون التجربة شخصية ويكون لكل فيلم جمهوره». يضيف محسن عاملاً لا يقل أهمية وهو «الدعاية الشفوية word of mouth» فيقول:

«من اعتاد حضور المهرجان وخاصة في دورته السابقة أصبح لديه القدرة على دعوة الآخرين، ففي أي وقت تذهب إلى المهرجان ستجد أكثر من فيلم جيد لمشاهدته ولن يخيب ظنك أبداً، كما أننا لأول مرة نرى هذا الكم من الجمهور الذي يقوم بمشاركة عدد كبير من تذاكر المهرجان على السوشيال ميديا».

ارتبط مهرجان القاهرة في ذروة نجاحه في الفترة ما بين منتصف الثمانينيات ومنتصف التسعينيات، بسمعة أفلام المناظر، حيث تزاحمت الجماهير على قاعات وسط القاهرة لمشاهدة الأفلام التي تحتوى على بعض المشاهد الإباحية، أما اليوم، فنحن بصدد تطور كبير لا نتوانى عن وصفه بالتاريخي، إذ إن هذا العدد الكبير من المشاهدين قد تزاحم على قاعات دار الأوبرا ووسط البلد لمشاهدة أفلام فنية بالأساس، وهو ما نستدل منه بالتأكيد على تطور واضح في ذائقة المشاهد المصري، واتساع شريحة الجمهور المثقف سينمائياً التي يزداد حجمها بشكل مضطرد.

يتفق شوقي مع هذا الطرح ويضيف: «هناك مجتمع من محبي السينما (السينيفليون) ينشأ في مصر ويتطور، وأصبح له وجود وتأثير على الإنترنت وعلى أرض الواقع في الأنشطة المختلفة، وهنا يجب أن نتوقف عند حقيقة أن هذا النوع من المشاهدين اعتاد على التعامل مع مهرجان القاهرة كما لو كان غير موجود أو غير موجه إليه وإنما موجه لأناس آخرين، وعلى سبيل المثال لو قارنا بين حجم الإقبال على فاعلية مثل بانوراما الفيلم الأوروبي منذ 3 أو 4 أعوام واليوم سنجد أنه لم يتغير كثيراً، بينما لو قارنا بين حجم الإقبال على مهرجان القاهرة في الفترة نفسها سنجد أنه تضاعف 3 مرات على الأقل، وهو ما يؤكد أن هناك جمهوراً ينشأ يجب أن نخاطبه بشكل مباشر ونحافظ على وجوده».

السينما المصرية اللاهثة

https://www.youtube.com/watch?v=5wRk7uMNOpc

ارتبطت النشأة التاريخية للمهرجانات السينمائية بالتأسيس للهوية القومية ولخدمة المصالح السياسية والأيديولوجية للأنظمة السياسية، ولكنها لم تلبث أن تحولت وأصبحت تتمحور حول كونها منصة للتواصل بين أطراف صناعة السينما من منتجين وموزعين وصناع أفلام، وأصبح أكثر أهدافها أولوية هو دعم التجارب الجديدة والمختلفة التي تساهم في تطور هذا الفن الحديث. وعلى هذا الأساس، فإن سمعة المهرجانات وتراتبيتها تتحدد بشكل كبير بناء على المساحة الممنوحة للتبادل التجاري من خلال أنشطة مثل سوق الفيلم الأوروبي بمهرجان برلين، وسوق الفيلم بمهرجان كان.

إن أبرز الملامح الملموسة لتطور مهرجان القاهرة السينمائي في دورتيه الأخيرتين يتمثل في استعادة هذا النشاط التجاري ولو بشكل محدود من خلال منصة «أيام القاهرة السينمائية» والتي عقدت في دورة هذا العام 25 محاضرة وجلسة نقاشية حول مختلف الموضوعات والمجالات المهمة قدمتها أسماء بارزة في صناعة السينما على مستوى العالم من بينهم المنتج الهوليوودي البارز ووكيل المبيعات الدولية للأفلام ستيوارت فورد، والمخرج المرشح للأوسكار والفائز بزمالة الأكاديمية البريطانية لفنون السينما تيري جيليام، والمخرج والكاتب الحاصل على جائزة الأوسكار ستيفن جاجن، وغيرهم الكثيرون.

يرى شوقي أنه من الصعب أن نتحدث عن ناتج مباشر للدور الذي يقوم به مهرجان القاهرة في دعم السينما المصرية والعربية فيؤكد: «نحن لسنا كمهرجان كان أو برلين، فمثل هذه المهرجانات الكبيرة تستطيع أن تقف على عدد العقود المبرمة من خلال السوق، أما القاهرة، فهناك عدد من المؤشرات مثل حضور عد من أهم المنتجين في العالم، ومجموعة من أهم مديري المهرجانات وصناديق التوزيع والدعم، كل هذا الحضور يساعد في خلق حالة من التشبيك التي أظنها ثرية للغاية لصانع السينما المحلي والتي تؤتي ثمارها على المدى البعيد ولكن ليس بشكل مباشر».

ما حدث في «أيام القاهرة لصناعة السينما» هو طفرة بلا شك، إذ إنه يعتبر خلقاً جديداً وليس تطويراً لأمر كان موجوداً بالفعل.

أما محسن، فيرى أن ما حدث في «أيام القاهرة لصناعة السينما» هو طفرة بلا شك، إذ إنه يعتبر خلقاً جديداً وليس تطويراً لأمر كان موجوداً بالفعل. تنعكس هذه الطفرة بشكل واضح في حجم الدعم المقدم من المهرجان من خلال ملتقى القاهرة السينمائي Cairo Connection في 15 جائزة بلغت قيمتها الإجمالية 200 ألف دولار، تنافس عليها هذا العام 16 مشروعاً تنوعت بين الروائي والوثائقي في مرحلتي التطوير وما بعد الإنتاج، وفازت بها مشروعات من: مصر ولبنان والأردن واليمن وفلسطين والعراق وسوريا وتونس.

وبسؤاله عن مسابقة «سينما الغد» والتي تولى إدارتها في الدورتين الأخيرتين، وعن مدى أثرها في دفع عجلة الصناعة المحلية، نفى محسن أن يكون هناك تأثير مباشر قائلا: «بالتأكيد عرض فيلم قصير لمخرج مبتدئ في مهرجان بحجم القاهرة هو شيء جيد، لكن في النهاية المهرجان ليس جهة إنتاج، ولكنه مجرد نافذة عرض قد تشجع أحد المنتجين على الانتباه لهذا المخرج، ولكنه ليس أمراً مضموناً، ولكن القيمة الأكبر تكمن في الإطلاع على تجارب مختلفة والتواصل مع صناعها بشكل مباشر، خاصة في ظل اهتمامنا في الدورتين الأخيرتين بالتنوع الشديد في البرنامج وإعطاء مساحة أكبر للأفلام التسجيلية وأفلام التحريك».

كل هذه المؤشرات تدل بلا شكل على اضطلاع المهرجان بدوره الأبرز والأهم على خريطة المهرجانات العالمية وهو دعم السينما، خاصة في ظل ما تمر به السينما المصرية من تراجع واضح، فمن بين 15 فيلماً تنافست على جائزة المهرجان الكبرى في مسابقته الرسمية، و12 فيلماً في مسابقة آفاق السينما العربية، و7 أفلام في مسابقة أسبوع النقاد، لم تشارك السينما المصرية سوى بفيلمين هما «إحكيلي» لماريان خوري في المسابقة الرسمية، و«نوم الديك في الحبل» في مسابقة آفاق السينما العربية، في حين بلغت إجمالي المشاركات العربية في جميع المسابقات 20 فيلماً.

يعلق شوقي على هذا الأمر بقوله: «هذا أمر يجب أن نعتاده في ظل الظروف الحالية للإنتاج في مصري، إذ إنه إنتاج متذبذب إلى حد كبير لا تحكمه أي معايير وإنما تحكمه الصدف، في العام الماضي كان لدينا 6 أفلام مصرية في المسابقات المختلفة، هذا العام لا يوجد أي أفلام في الجونة، وفيلم وحيد في القاهرة، خاصة وأن هذا النوع من الأفلام الفنية هي صناعة قائمة بالكامل على كفاح أصحابها الذين يقضون العديد من السنوات من أجل إنتاج فيلم واحد، وقد يتصادف أن ينتهي مجموعة منهم من أفلامهم في نفس العام كما حدث في العام الماضي».

أكد شوقي أن التوجه الرئيسي للمهرجان هو دعم الأفلام المصرية قدر المستطاع، لكن المهرجان ليس جهة إنتاج، وعدد كبير قد يصل إلى الثلث من المشاريع المشاركة في ملتقى القاهرة السينمائي كان أفلاماً مصرية، وبعضها فاز بجوائز، كما أن الأغلبية من المشاركين في النقاشات والحوارات وعمليات التشبيك هم من المصريين، وهو بالتأكيد ما يعود بالنفع على السينما المصرية بشكل مباشر من خلال المشاريع الفائزة بجوائز ودعم مادي، وغير مباشر من خلال حضور الفعاليات وتكوين شبكة علاقات.

لحظات مضيئة بطعم الأوسكار

بالإضافة لكل ما سبق، فقد شهدت الدورة 41 من مهرجان القاهرة السينمائي، العديد من اللحظات المضيئة منها توقيع برتوكول تعاون مع جامعة القاهرة لاستقطاب شريحة أكبر من الجمهور الأصغر، وتطوير برنامج «أفلام الواقع الافتراضي» الذي تم استحداثه العام الماضي ليعرض للجمهور 20 فيلماً مجاناً، وكذلك إعادة افتتاح سينما راديو التي عرض من خلالها برنامج كلاسيكيات السينما المصرية 21 فيلماً مصرياً مرمماً بالإضافة إلى أفلام المكرمين: (شريف عرفة ومنة شلبي) وهي فرصة عظيمة للجمهور الأصغر الذي لم يتح له مشاهدة هذه الأفلام في السينما من قبل.

أما أهم التطورات التي شهدها المهرجان في هذه الدورة، فهو اعتماد أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة مهرجان القاهرة السينمائي ليكون مؤهلاً لأفلامه للمنافسة على جوائز الأوسكار في فئة الأفلام القصيرة (روائي وتحريك) بدء من دورته المقبلة التي تقام في نوفمبر 2020 لينضم بذلك إلى قائمة المهرجانات الدولية التي تؤهل أفلامها للأوسكار مثل برلين وكان وفينيسيا.

كل هذه المؤشرات والإنجازات تؤكد تفرد واستثنائية الدورة 41 التي حملت اسم الناقد السينمائي الكبير والمدير الفني التاريخي لمهرجان القاهرة السينمائي يوسف شريف رزق الله، وتؤكد كذلك تطور مواز في ذائقة وثقافة الجمهور المصري، وتضيف المزيد من علامات الاستفهام حول وضع السينما المصرية الذي يواصل تراجعه رغم هذا التقدم الملحوظ من حوله.