تشيلسي 1-2 ليفربول: كيف تترشح للقب في 6 خطوات؟
1- تسوق مبكرًا
ضع قائمة بما تحتاجه ولا تشتت تركيزك في أهداف مستحيلة، بهذا تحظى بما تريده في الموعد الذي تريده؛ تسوق مبكر يعني قائمة مكتملة لمعسكر الإعداد وتناغم أكبر بين عناصرها وهو ما يتفوق به كلوب على الجميع بما فيهم سيتي «جوارديولا».
آخر صفقات «كلوب» كانت بتاريخ 22 يوليو/تموز وقبل 5 أسابيع من إغلاق نافذة الانتقالات، بينما تأخر كل منافسيه في ضم احتياجاتهم للأيام الأخيرة من ميركاتو الصيف، وهي لعبة خطرة لأنها تهدد استقرار الفريق وثقته في نفسه أيًا كانت نتيجتها؛ السعي لاستبدال أي عنصر في آخر لحظة يدمر معنوياته بشكل يصعب التعافي منه، ويضع مزيد من الضغط على الوافد الجديد، إن نجحت في ضمه من الأصل.
2- حافظ على الهيكل
حتى لو كنت تنوي التخلص من القائمة بأكملها عليك أن تقسِّم ذلك إلى مراحل، تغيير كبير يعني بداية من الصفر وضياع كل المجهودات السابقة؛ «لوفرين» و«هندرسون» و«ميلنر» و«أوريجي» و«ستوريدج» لن يسيلوا لعاب أي من خصومك على الأغلب ولكن لا بأس بهم كعمود فقري يمكن البناء حوله.
3 لاعبين هو العدد المثالي لإحداث التغيير اللازم دون الإخلال بمنظومة الفريق.
3- عطِّل خصومك
أنت تعلم أن الأمر أكبر من 6 نقاط، الدفعة المعنوية لا تقدر بثمن، خاصة إن كنت تفعل ذلك بفريق بُني على نصف الميزانية.
4- ثبِّت الخطة
التجربة أثبتت أن الانسجام أقدر على سد الفجوات من أي تعاقدات جديدة، وأقل تكلفة كذلك.
5- تطوَّر
منذ انضمامك للـ«ريدز» والسؤال الأهم كان عن الاستحواذ الذي لا تجيد استغلاله لصالحك، وحتى مباراتين سابقتين فقط كان الفوز في معركة الاحتفاظ بالكرة لا يعني إلا فقدان المزيد من النقاط.
كل شيء تغير أمام «ليستر»، وكل الإحصائيات التي كانت ترتبط ارتباطًا وثيقًا بخسارة المباريات السابقة انعكست، ورغم ذلك فزت بنتيجة عريضة على فريق لم يعد بنفس شراسة الموسم الماضي ولكنه كذلك لم يعد بعد لحجمه الأصلي.
من 5 مباريات خضتها منذ بداية الموسم كانت مباراة «ليستر» الوحيدة التي كسرت فيها القاعدة؛ الـ63% نتج عنها 4 أهداف من لعب مفتوح بلا مرتدة واحدة، أنت تعلم الطريقة الآن؛ فقدت كثيرًا من سلبيتك أثناء التمرير وصرت قادرًا على صناعة طيف متنوع من الفرص سواء من الأطراف أو العمق.
قدرتك على استغلال الاستحواذ أمام خصوم أضعف يمنحونك الكرة طواعية يُقاس بعدة معايير، أهمها بالطبع هو النتيجة، لكن يمكنك إضافة إحصائية أخرى مهمة وهي الـ«Average Pass Streak» أو متوسط عدد التمريرات المتتالية قبل فقدان الكرة، والذي تعتمد عليه الأجهزة الفنية مع حزمة أخرى من الإحصائيات لتحديد قدرة أي فريق على صناعة الفرص أثناء احتفاظه بالكرة، ومن ثم قدرته على تفكيك دفاعات الخصم مستغلًا انسجام لاعبيه وسرعتهم في تناقل الكرة عوضًا عن المرتدات التي لا تتاح فرصتها في كل المباريات، فيما سبق تناسب عدد التمريرات عكسيًا مع نتيجة المباراة بشكل مدهش في دقته؛ 5-4 لـ«أرسنال» منحتك الفوز في الافتتاحية، 8-2 لصالحك كانت هزيمة «بيرنلي»، 4-4 تعادل «توتنهام»، ثم انكسرت القاعدة للمرة الأولى بـ7-5 لصالحك واكتساح «ليستر».
بدلًا من الإجابة على سؤال الاستحواذ بشكل مباشر قررت تجاهله وطرح السؤال الأشمل؛ ما هي الطريقة المضمونة للتسجيل والاحتفاظ بنظافة شباكك في نفس الوقت؟
الإجابة المثالية ستكون الزيادة العددية، من هنا بدأت خطتك أمام الـ«بلوز»؛ تقسيم المباراة لفترات صعود وهبوط وكأنها غارات متقطعة على نصف ملعب الخصم، وفي كل غارة يرتفع الإيقاع بشكل مجنون؛ تمرير سريع متتالي وقت الاحتفاظ بالكرة ثم ضغط عكسي كاسح عند فقدانها، وبين كل غارة وأخرى دقائق ثمينة تلتقط فيها أنفاسك وتمنح خصمك فرصة للصعود قبل أن يعتاد الضغط ويبدأ في ضربك بالمرتدات، تلك هي الطريقة الأمثل للاحتفاظ بالزيادة العددية في حالتي الدفاع والهجوم وفي نفس الوقت تنظيم جهدك للاستمرار لأطول فترة ممكنة، وكأنك قسَّمت المباراة لعشرة سباقات 100 متر تركض فيها بأقصى سرعتك بدلًا من الهرولة الرتيبة في 1000 متر متصلة.
حرِّر المبدعين
فلنقل أن فريقك على وشك ملاقاة «تشيلسي» و«ليفربول» في مباراتين متتاليتين، أي ثلاثي سيثير قلقك أكثر من الآخر؛ «ماني»، «لالانا» و«كوتينيو» أم «أوسكار»، «ويليان» و«هازارد»؟ الإجابة ليست سهلة ولكن إن اخترت الأول فأنت غالبًا على حق، لأن منظومة «كلوب» منحت ثلاثي صناعة اللعب مزيدا من الحرية والتورط في اللعب رغم التزامهم بأداء واجباتهم الدفاعية لحد كبير وهو ما أعطى الـ«ريدز» الأفضلية أمام الـ«بلوز»، الثلاثي سجل أكثر من نصف أهداف «ليفربول» حتى اللحظة بواقع هدفين لكل منهم، وبقليل من الخيال يمكنك الجزم أن النتيجة لم تكن لتتغير كثيرًا في غياب ثلاثي «تشيلسي» بينما العكس هو الصحيح مع نظرائهم الحُمر.
رغم أن البلوز تفوقوا في عدد التمريرات عمومًا؛ 778-687 (أعلى) إلا أن ثلاثي صناعة لعب الريدز تفوقوا على نظرائهم في تشيلسي من حيث القرب من المرمى، الانتشار، وعدد مرات لمس الكرة؛ 206-182 (أسفل) – المصدر www.whoscored.com
ماذا بعد؟
رغم كل ما سبق فلم يكن سبب الفوز هو تفوق «كلوب» التكتيكي على «كونتي»، ببساطة لأن أهداف «ليفربول أتت من لقطات فردية، بل إننا لو استثنينا الأهداف الثلاثة فإن كلا من الفريقين حظي بفرصة واحدة محققة للتسجيل تصدى لها حراس المرمى من قدم «كوستا» ورأس «أوريجي»، ولكن تفوق «كلوب» كان في قدرته على لعب مباراة متوازنة ومتكافئة مع خصم متمرس على أرضه، عن طريق إرهاق خطوطه الثلاثة بأداء أسرع مما اعتادوه.
بالطبع لم يخرج «كونتي» من سباق اللقب، لكن «كلوب» أضاف اسمه لقائمة المرشحين بعد أن آمن الجميع تقريبًا أنه لا يملك من الاستقرار وثبات المستوى ما يكفي لدخوله، وحتى إن لم تأتي أهدافه من جمل تكتيكية مكررة أو ثغرات واضحة في دفاع خصمه فإن الفرق كان واضحًا على مستوى الأداء، حتى أن الجزم بأن القادم أفضل للـ«ريدز» لن يُعَد مبالغة.
على الجهة الأخرى، يدفع «كونتي» ثمن تهاونه وتأخره في الميركاتو؛ دخول «ماركوس ألونسو» و«فابريجاس» للتشكيل فيما هو قادم سيعيد «أزبليسويتا» للجانب الأيمن و«أوسكار» للمكان الأجدر بوجوده؛ دكة البدلاء، خاصة أن «كانتي» و«ماتيتش» يمكنهما توفير الغطاء الدفاعي الكافي لتحرير صانع الألعاب الأسباني.