تحدين الطغاة: في رحاب مناضلات القرن الأول الهجري
شهد القرن الأول الهجري تحولاتٍ كبرى وملاحمَ جِسام، رسمت مسار تاريخ الأمة الإسلامية في قرونها اللاحقة. كان مدار الصراع في ذلك القرن حول شرعية الحكم، فحفلَ بالعديد من حلقات النضال الفكري والسياسي والحربي من أجل استعادة دولة العدل والشورى وحرمة الدماء والأموال، التي انقلب عليها المُلك الجبري العضوض كما يصفه اللفظ النبوي.
وقد لعبت المرأة المسلمة في أجيال الصحابة والتابعين وتابعيهم أدوارًا بارزة مباشرة – إلى جانب تضحياتها غير المباشرة كأم وكزوجة لمناضلين شهداء ومصابين ومطارَدين ومنفيين – في هذا المُعتَرَك، باللسان وبالسِّنان، دُفِنَ الكثيرُ منها في غياهب كتب التاريخ، ولم يحظَ بالحفاوة اللائقة، لأسباب أكثرها سياسية سلطوية أو مذهبية، لاسيّما وأنّّ أكثر الفرق الإسلامية التي أعطت للمرأة مساحة في العمل النضالي على الأرض، كانت فرق الخوارج التي عادت الجميع تقريبًا في السلطة وخارجها.
وكان أيضًا لسان حال بعض من كتبوا التاريخ يدور مع البيت الشهير لعمر بن أبي ربيعة، أحد أبرز شعراء القرن الأول الهجري، الذي تعجَّبَ فيه من أن تجود بعض النساء بأرواحهن في ساحات المواقف والحروب، بدلًا من الاكتفاء بالتنعم بحرير الثياب، وترك هذا المصير للرجال الذين جُبلوا عليه، فلم يُعطوا نضالات النساء مساحتها اللائقة من كتاب التاريخ.
ولا نقول إن ما سنذكره هنا يَردُ على سبيل الحصر، إنما هي مجرد أمثلة معبِّرة، توخّيْنا أن تكون من بين الأبعد عن الأضواء، وعن معايير التاريخ الذي يكتبه المنتصرون، وألا تقتصر على مذهبٍ بعيْنه، فالنضال من أجل الحق ودفع الأثمان في سبيل ذلك في تاريخ أمتنا لا يحتكره جنسٌ أو عرقٌ أو مذهب. وغنيٌّ عن الذكر أن الإشادة بموقفٍ نضالي لشخصية ما، لا يعني تبنينا الكامل لوجهة نظرها السياسية أو المذهبية، ولكننا نضطر دائماً إلى مثل هذا التوضيح للواضحات في أجواء التربُّص وضيق الأفق الفكري.
البثْجاء: الثمن الباهظ لكلمة الحق
على جسامة ما قدمته تلك المرأة الاستثنائية من ثمن فادح لكلمة الحق، فلا يكاد يجود عليها أكثر من ذكروا قصتَها من المؤرخين المسلمين إلا بشطر صفحة، والأدهى من ذلك أننا لا نعرف حتى اسمها بالكامل، كلُّ ما نعرفه من هويتها أنها كانت تسكن في البصرة، ثاني أهم مدن العراق في ذلك الزمن، وأنها تنتسب إلى قبيلة بني يربوع.
كانت البثجاء تدين بمذهب الخوارج القَعَدة، وهم يومئذٍ أكثر أطياف الخوارج اعتدالًا، إذ كانوا لا يخرجون بالسيف إلا دفاعًا عن النفس، ولا يستحلُّون دماء مخالفيهم، ويكتفون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باللسان، ويجهرون بالاعتراض على مظالم الولاة والحكام.
في السنوات الأخيرة من خلافته، أوكل معاوية بن أبي سفيان ولاية البصرة بعبيد الله بن زياد – الذي سيرتبط اسمه بعد سنواتٍ بجريمة قتل الحسين بن علي وفرسان آل البيت في كربلاء عام 61هـ – إذ كان معاوية دائم الخشية من العراق، لأنها معقل المعارضين له منذ عهد الإمام علي بن أبي طالب. وفي عام 58هـ، شنَّ ابن زياد حملة أمنية شرسة ضد الخوارج في البصرة لم تميز بين من رفعوا السلاح ومن اكتفوا بالمعارضة باللسان، راح ضحيتها العشرات من الخوارج القعدة وفي مقدمتهم عروة بن حُديْر الذي جهر بالاعتراض على بطش ابن زياد أثناء سباقٍ للخيل كان يرعاه، وامتلأت سجون البصرة بالمئات منهم ومن غيرهم ممن أُخِذوا بالشبهة.
وكانت البثجاء في مقدمة أهداف تلك الحملة القمعية لأنها كانت كثيرة الجهر بالانتقاد لابن زياد ومعاوية، وكانت تحرض الناس في البصرة على عدم السكوت أمام مظالم ابن زياد وطغيانه، فلما ذاع صيتها، أمر ابن زياد بالتنكيل بها. رفضت البثجاء نصيحة كبير الخوارج القعدة أبي بلال مرداس بأن تختفي عن الأنظار، أو تختبئ عند بعض معارفها، إذ خشيت أن يُنكِّل ابن زياد ببعض الأبرياء أثناء بحثه عنها.
لم يكتفِ ابن زياد باعتقال البثجاء وسجنها، إنما ينقل ابن الأثير في الكامل في التاريخ أنه أمر بقطع يديْها ورجليْها وتركها تنزف حتى الموت في سوق البصرة لتكون عبرة لكل من يجرؤ على الاعتراض. ولما مرَّ بها أبو بلال مرداس وهي تحتضر على تلك الحال، حزن بمرارة، وعضّ على لحيته ألمًا وقال:
اقرأ: أبو بلال مرداس .. خارجي عارضَ الأمويين والخوارج
غزالة: المقاتِلة التي فرّ منها أعتى الولاة
الحجاج بن يوسف الثقفي هو أشهر الولاة الطُّغاة في تاريخ الأمة الإسلامية، حتى أصبح مضرب المثل في ذلك، لاسيّما وقد نجح في إخضاع العراق الملتهب بالثورة لحكم الأمويين لأكثر من 20 عامًا بفاتورة مفتوحةٍ من القمع والدماء. لكن يذكر التاريخ أن هناك امرأة أهانت الحجاج، وتسبَّبت له في (تجريسة) تاريخية، خلَّدها شاعر غير معروف – وإن رجّح البعض أنه عمران بن حطان الخارجي – ببيْتيْن من أشهر أبيات الشعر العربي:
هذه المرأة هي غزالة الخارجية، زوجة شبيب الشيباني، الذي يصفه الذهبي في (سير أعلام النبلاء) بأنه كان فارس زمانه. قاتلت غزالة إلى جوار زوجها في تمرده المسلح الذي اشتدّ عام 76هـ ضد مظالم الأمويين، وكانا ينتسبان إلى مذهب الخوارج الصفرية – مؤسسه زياد بن الأصفر – والذي كان أقل تشددًا في مسائل التكفير واستحلال الدماء من غلاة الخوارج الأزارقة، لكنه كان يطابقهم في تكفير مرتكبي الكبائر لاسيَّما من الحكام الظالمين وولاتهم، وفي وجوب محاربتهم متى توافر الحد الأدنى من القوة.
نجح الزوجان الخارجيان في هزيمة 5 جيوش أرسلها الحجاج لقمع التمرد، رغم الفارق العددي الكبير لصالح جيوش الدولة، وفي عام 77هـ هاجما بقواتهما مدينة الكوفة عاصمة العراق، وحاصرا الحجاج الذي فرَّ منهما وتحصَّن في دار الإمارة، وفي هروب الحجاج من مواجهة غزالة، قيل البيتان الشهيران.
وفي واقعة نادرة في التاريخ الإسلامي، أوْفت غزالة بنذرها، وصلت في جامع الكوفة الكبير ركعتيْن طويلتيْن، قرأت في الأولى سورة البقرة، وفي الثانية آل عمران. وقد وصف الزركلي في (الأعلام) مهارات غزالة في الحرب قائلًا إنها كانت تقاتل قتال الأبطال.
قُتلت غزالة عام 77 هـ، في معركةِ ضارية خاضتها مع زوجها وأم زوجها جهيزة – والتي كانت من المقاتلات الصناديد هي الأخرى – ضد جيش كثيف أرسله الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان من الشام لقمع ثورة الزوجيْن الخارجيَّيْن بعد أن عجز الحجاج بن يوسف عن ذلك، ولحق بها زوجها بعد أشهر قليلة عندما غرق في أحد الأنهار.
ولمزيد من التفاصيل عن حياة تلك المرأة الاستثنائية ونضالها يمكن الرجوع إلى مقالٍ سابق لنا هو: قصة غزالة التي جعلت الحجاج نعامة.
الزرقاء وسودة الهمدانيتان: خطيبتا صِفِّين الوفيّتان لماضيهما
يصفُها الزركلي في (الأعلام) بأنها كانت من أبرز خطباء الكوفة عاصمة العراق الأولى، وأنها كانت من أهل الشجاعة، فشهدت مع قومها همدان موقعة صفين، يحاربون تحت راية الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، واشتهرت بخطبها النارية أثناء الموقعة ضد معاوية بن أبي سفيان خصم الإمام، وكانت تحذر أهل العراق في جيش الإمام علي من أنهم إن تقاعسوا عن نصره ضد خصمه، وحسم المعركة ضد معاوية ومن معه، فيدفعون أثمانًا باهظة من الذل والتنكيل في قابل الأيام، وقد أثبت المستقبلان القريب والبعيد بُعد نظرها.
تذكر رواية تاريخية متداولة بأن معاوية إبان خلافته، قد تذكَّرها في أثناء أحد مجالس سمره مع رجال دولته والمقربين منه، فسألهم إذا كانوا يذكرون خطب الزرقاء النارية أثناء صفين، فأجابوا جميعًا بالإيجاب، فلما استشارهم في الإجراء الذي ينبغي أن يتخذَه معها، أشار البعض بقتلها، فلم يستحسن معاوية أن يصمَ حكومته بقتلِ امرأة، لاسيّما وقد اعتزلت الحياة العامة منذ نهاية عصر الإمام علي. لكن بدهائه المعروف، أراد معاوية أن يمحوَ سيرتها النضالية باحتوائها بالمنّ والفضل، فأرسل يطلب حضورها إلى مجلسه في صفوةٍ من رجال قومها، وأمر بأن تكون رحلتها مزودة بأقصى درجات الرفاهية المتاحة آنذاك.
أرادت الزرقاء الاعتذار عن القدوم، لكنها تراجعت في آخر المطاف أمام إلحاح رسول الخليفة، ثم حُملَت في هودجٍ وثير مبطنٍ بالحرير، وزُوِّدَت طوال الرحلة بأشهى الأطعمة وأعذب الأشربة. تلطَّف معاوية بالزرقاء عندما وصلت إلى مجلسه، وشكرته هيَ على حسن رعايتها في رحلتها. بعد تلك المقدمات، سألها معاوية عن سبب حدتها في تحريض الناس ضده في صفين، وإن كانت لا تزال تحفظ خطبها آنذاك، فحاولت التهرب من الإجابة الصريحة وذكرت أن هذا كان زمانًا قد مضى، وأنها قد نسيت تلك الخطب، ففاجأها بأنه يحفظها، ثم قصّ عليها بعض ما يتذكره منها.
ثم تذكر الرواية أنَّ معاوية قال لها في نبرةٍ لا تخلو من لومٍ ووعيد:
فردّت عليه في لهجةٍ لا تخلو من تحدٍّ:
فردَّ عليها متعجبًا من وفائها الكبير هي والكثير من أنصار الإمام علي له بعد سنواتٍ طوالٍ من وفاته، وإصرارهم على صحة مواقفهم في دعمهم له. وإزاء عجزه عن انتزاع ذمٍ مباشر أو غير مباشر منها لماضيها، سألها إن كان لها حاجة قبل عودتها، فأخبرته أنها قطعت على نفسها عهدًا ألا تطلب حاجة من الحكام، لاسيّما من سبق وأن حرَّضت ضده في يومٍ من الأيام. لكنّه أصر على إعطائها بسخاء، وتذكر بعض المصادر أنه قد منحها قطعة من الأرض تدر عليها معاشًا كريمًا.
ومن نفس قبيلة الزرقاء، كان لسودة بنت عمارة الهمدانية قصة شبيهة مع معاوية، وكانت أيضًا من أبرز مناصرات الإمام علي في صفين، وكانت تحرض أخاها على القتال ضد معاوية قائلة:
طلبت سودة أن تقابل معاوية إبان خلافته، فأذن لها، فواجهته بمظالم ولاته مثل بُسر بن أبي أرطأة، واستهانتهم بعصمة الأموال والدماء، فأخذ يوبخُها على ماضيها في دعم الإمام علي في حربه ضده، فذكرت أنها ما فعلت هذا إلا لنصرة ما تراه الحق، ولحبها لآل بيت الرسول عليه الصلاة والسلام. ثم في لهجةٍ لا تخلو من تهديد، ذكرت للخليفة أنها وقومها لولا التزامهم ببيعة الطاعة، لواجهوا مظالم ابن أبي أرطأة بالسيف، فغضب معاوية، وهددها بأن يرسلها إلى ابن أبي أرطاة فينتقم منها، فردت عليه مذكرة بعدل الإمام علي، وعزله لأحد رجاله عندما شكت إليه من ظلمه إبان خلافته، ثم أنشدت بيتيْن في رثاء الإمام علي وعدله:
اقرأ: بُسر بن أبي أرطأة: رجل المهام القذرة للأمويين.
أُحرِج الخليفة أمام منطقها، وأمر بإرسال رسالة إلى واليه يطلب بمراجعة مظالم سودة، فرفضت إلا أن يكون الأمر بمراجعة شاملة للمظالم لها ولغيرها، فأمر بذلك.
عمرة بنت النعمان: في مواجهة الجزار
الصورة النمطية للمناضل أو المناضلة، أن تكون حياته كلها رهنًا للنضال، ووقْفًا في سبيله، لكن هذا التعريف سيُهيل التراب على تضحيات جسيمة جاد بها البعض في موقفٍ واحد وُضعوا فيه على محكّ الاختبار، واختاروا فيه الأصعب والأقسى ثمنًا في سبيل ما يؤمنون به، وكانت هذه التضحية هي فصل الختام في حياتهم. وفي المقابل، لدينا نماذج أُخرى أفنت جُلّ عمرها في ساحة النضال، لكن طال عليها الأمد، وختمت بالنقيض.
اسمُها عَمرة، وهي ابنة الصحابي الأنصاري النعمان بن بشير، أما زوجها الذي ألقى بها طوعًا أو كرهًا في سجل التضحيات فهو المختار بن أبي عبيد الثقفي، واحدٌ من أكثر الشخصيات إثارة للجدل في التاريخ الإسلامي ولا يزال، فبينما يرفعه البعض لاسيّما الشيعة إلى مصاف الشهداء والقديسين، يلقي به آخرون في هاوية التطرف والتنطع والزندقة، بل وادعاء النبوة. وكانت عمرة بنت النعمان من سيدات نساء عصرها نسبًا وحسبًا، واشتهرت بجودة شعرها.
في مقالٍ سابق بعنوان (درس قَتْل قتلة الحسين .. الانتقام وحدَه لا يكفي) فصَّلنا في أحداث ثورة المختار في العراق والتي شنّها تحت شعار الثأر للحسين بن علي ولمصارع آل البيت معه في كربلاء، وكيف نجح في الانفصال بالكوفة، حاضرة العراق الأهم، عن حكم الخلافتيْن المتصارعتيْن، خلافة الأمويين والزبيريين. استغلّ الزبيريون انشغال معظم جيش المختار بصدامٍ عسكري عنيف مع جيش الأمويين في موقعة الخازر عام 67 هـ، فأرسل عبد الله بن الزبير جيشًا ضخمًا بقيادة أقوى فرسانه وواليه على البصرة أخيه مصعب بن الزبير، والذي اشتهر بلقب (الجزَّار)، والذي نجح بالتواطؤ مع خصوم المختار الموتورين داخل الكوفة في هزيمته وقتله، ثم ارتكاب مذبحةٍ مروعة بحق المئات أو الآلاف من الأسرى من أنصار المختار (التقديرات بين 500 و 7 آلاف) ، حيث قتلهم جميعًا رافضًا استجداءاتهم بأن يتركهم يذهبون إلى الشام لمحاربة الأمويين أعداء الجميع. ولم تكن تلك المذبحة نهاية ما سيُجلِّلُ به مصعب صفحَتَه في كتاب التاريخ.
اقرأ: إبراهيم بن الأشتر: أمير الانتقام الحسيني
أحضر مصعب زوجتيْ المختار المقتول، واختبرهما في رأيهما فيه. فأمَا أم ثابت بن سمرة، فلم تدافع عنه، وقالت لمصعب أنا مع رأيِكم فيه، فأطلقَ سراحَها. أما عمرة بنت النعمان، فلم تتردَّد في الدفاع عن المختار، ووصفته بأنًّه من عباد الله الصالحين، فاستشاط مصعب منها غضبًا وأمر بسجنها، فلم تتراجعْ أمام من قتل ألآلاف من أسرى زوجها، وتذكر أشهر الروايات أن مصعبًا أرسل إلى الخليفة عبد الله بن الزبير يدعي أن عمرة بنت النعمان قد ارتدت عن الإسلام، وادّعت أن زوجها المختار نبي، فأذن له عبد الله بقتلِها. لكن ينقل البعض أن مصعبًا أمر بقتل عمرة دون الرجوع إلى عبد الله، والذي وبَّخه بشدة عندما علم بالواقعة.
وفي عتمة الليل التي لم تدارِ قبح تلك الواقعة وها نحن نعيد روايتها بعد 14 قرنًا، وفي وحشة الطريق خارج الكوفة، ضربَها سيَّاف مصعب ثلاث ضرباتٍ أودت بحياتها. وكان لهذه الجريمة وقع شديد السوء على خلافة الزبيريين، فاق أحيانًا مذبحة أسرى المختار.
وقد رثاها عمر بن أبي ربيعة بقصيدة مشهورة، ذاع منها البيت الذي وضعناه في صدر هذا المقال، استنكر فيها قتل امرأةٍ كاملة الأوصاف المحمودة بغير ذنب يوجب هذا، فقال:
وينقل الطبري في تاريخه أن سعيد بن عبد الرحمن، حفيد شاعر الرسول حسان بن ثابت، قد رثى عمرةَ في قصيدة طويلة، وصم فيها قاتلها بأشنع الأوصاف، ولم تخلُ من سخريةٍ سوداء عن المكاسب السياسية والميدانية التي جنتها الخلافة الزبيرية من تلك الفعلة. ومن أبيات تلك القصيدة:
ويذكر ابن كثير الدمشقي أن الحجاج الثقفي – وهو من قبيلة المختار الثقفي وإن تباين ولاؤهما السياسي بُعدَ المشرقيْن – قد استغلَّ لاحقًا واقعة قتل عمرة، وقتل أنصار المختار، لتبرير تنكيله بعبد الله بن الزبير وأنصاره عندما تمكِّن منهم.