ما وراء الطبيعة ليست الأولى: نتفلكس تنتج دراما عربية أصلية
يتغير العالم، يتغير بسرعة شديدة فتجد فجأة سلسلة «ما وراء الطبيعة»، سلسلة الروايات الأحب لقلبك منذ كنت شاباً صغيراً، بصدد أن تتحول إلى مسلسل درامي. تنتابك غصة في حلقك كونك كنت تعرف أن تحويل السلسلة لعمل فني كان الحلم الأكبر والذي لم يتحقق لكاتبها الراحل د. أحمد خالد توفيق.
يتغير العالم بسرعة شديدة فتعرف أنه واسع جداً لدرجة أن السلسلة سوف تتحول إلى عمل درامي من إنتاج شبكة «نتفليكس»، منصة الترفيه الأشهر في العالم، رغم أن كاتب السلسلة كان يفخر أنه ظل طوال حياته من ساكني الأقاليم، ولكنه التغيير الذي يطال كل شيء، صحيح أنه يحدث متأخراً جداً، ولكنه في النهاية يحدث.
مسلسل «ما وراء الطبيعة» ليس المسلسل العربي الأول الذي تنتجه نتفليكس، بل إن منصة نتفليكس ليست المنصة الإلكترونية الأولى التي تنتج مسلسلات مصرية، فقد سبقتها منصة «فيو VIU» الآسيوية بالمشاركة في إنتاج 4 مسلسلات مصرية هذا العام هم: «الزوجة 18»، و«أنا شيري دوت كوم»، و«زودياك»، و«حدوتة مرة»، ولكن المختلف في منصة «فيو» عن منصة نتفليكس، أن منصة فيو لا تكتفي بعرض المسلسلات التي تنتجها عبر الإنترنت بل تعرضها الفضائيات وتكون منصة فيو إحدى الجهات المساهمة في الإنتاج.
نتفلكس بالعربي
بدأت شبكة نتفليكس في الالتفات إلى العالم العربي وإنتاج أعمال أصلية عربية بإنتاج مسلسلين أردنيين، أحدهما مسلسل رعب ما ورائي وهو مسلسل «جن»، والآخر مسلسل اجتماعي شبابي، هو مسلسل «مدرسة الروابي للفتيات». العملين هما باكورة إنتاج نتفلكس العربي، والذي تبدأ به المنصة بالاستحواذ على الجمهور العربي ليس فقط عن طريق الإنتاجات العالمية، بل عن طريق غزو الثقافة العربية نفسها للوصول لأكبر شريحة من المشاهدين، حتى لو لم يهتموا بالأعمال الفنية الغربية، فقد قامت الشبكة بإنتاج أعمال عربية أصلية.
مسلسل «جن» هو أول أعمال نتفلكس العربية الأصلية، ويدور حول مجموعة من المراهقين الذين يعانون من مشاكل اجتماعية ودراسية، يجتمعون معاً في تجربة ما ورائية عندما يستحضرون كياناً خارقاً للطبيعة وهو جن مكلف بحراسة مجموعة من الجن المذنبين، وهذه التجربة تضع علاقاتهم الاجتماعية والرومانسية الناشئة على المحك عندما يحتدم الصراع بين الخير والشر.
المسلسل من إخراج المخرج اللبناني ميران بوشعيا والذي اشتهر بفيلمه «شي كتير كبير»، وسيشاركه الإخراج أمين مطالقة مخرج فيلم «طابتن أبو رائد»، أما عن السيناريو، فهو من تأليف إيلان وراجيف داساني. مسلسل «جن» من بطولة مجموعة من الممثلين الصاعدين هم: سلمى ملحس، وحمزة أبو عقاب، وسلطان الخليل، وعائشة شاهالذو، وياسر الهادي وبان حلاوة، وهو مسلسل قصير مكون من ست حلقات فقط، من المفترض أن يبدأ بثه عبر منصة نتفلكس في منتصف يونيو المقبل.
العمل العربي الثاني الذي أنتجته نتفلكس هو عمل أردني أيضاً، وهو أيضا موجه للشباب بعنوان «مدرسة الروابي للفتيات»، وهو عمل اجتماعي يحكي عن فتاة تريد الانتقام من كل من تعرض لها بالتنمر أثناء دراستها بمدرسة الروابي، وفي طريقها تكتشف أنه لا يمتلك وجهاً واحداً فقط وأن كل شخص يحمل جزءاً شريراً بداخله حتى هي نفسها والتي كانت تعتبر نفسها ضحية.
المسلسل من تأليف وإخراج تيما الشوملي بالمشاركة مع الكاتبة شيرين كمال. ويعتبر المسلسل عملًا نسائيًا خالصًا، فبالإضافة لمخرجته وكاتبته، ورغم أنه لم يتم الإعلان عن طاقم العمل وأبطال المسلسل بعد، فإن سيمران سيثي مديرة الأعمال الأصلية العالمية في نتفلكس صرحت بأنه سوف تكون البطولة المطلقة للنساء في هذا المسلسل، قائلة إن:
ما وراء الطبيعة
لم تكن منصة نتفليكس هي المنصة الأولى التي تهتم بتحويل أحد أعمال الراحل د. أحمد خالد توفيق إلى عمل درامي، فمسلسل «زودياك» الذي أنتجته منصة فيو في رمضان هذا العالم كان مأخوذاً عن أحد كتب الكاتب الراحل، وهو مجموعة قصصية بعنوان «حظك اليوم»، وقد لاقى المسلسل نجاحاً عند عرضه. كذلك لم يكن مشروع تحويل سلسلة ما وراء الطبيعة جديداً على الطرح ولم تأت به منصة نتفلكس من العدم، فقد كان أحد مشاريع مخرجه عمرو سلامة الذي حاول جاهداً أكثر من مرة أن يخرجه للنور، منذ أن كان د. أحمد خالد توفيق ما زال حياً.
اقرأ أيضا: مسلسل «زودياك»: عوالم أحمد خالد توفيق على الشاشة
وقد صرح عمرو سلامة بأنه متحمس للعمل على هذا المسلسل قائلاً إن هذا كان حلمه منذ أن بدأ مشوار صناعة الأفلام أن يقدم سلسلة ما وراء الطبيعة برؤيته الخاصة محافظاً على الروح الأصلية للعمل، وقد صرح محمد حفظي، المنتج المنفذ للمسلسل، بأنه فخور بالعمل مع شبكة نتفلكس على تطوير سلسلة ما وراء الطبيعة وتقديمها للمشاهد العربي، وإنه متأكد أنه بالتعاون مع شبكة بحجم نتفليكس سوف يتمكنون من تقديم محتوى يليق بالدراما المصرية والعالمية.