كيف تختار أفضل تجميعة كمبيوتر للألعاب؟
بالفعل نحن في عصرٍ توارى فيه الكمبيوتر الشخصي كثيرًا، أمام اللابتوب، الأخف وزنًا، والأكثر مرونةً في النقل والاستخدام من أي مكان، واستحوذت فيه منصات الألعاب القوية كالبلاي ستيشن بأجياله المتعاقبة، والإكس بوكس .. الخ على القطاع الأكبر من سوق ألعاب الكمبيوتر الذي يتجاوز عشرات المليارات من الدولارات سنويًا، ويستقطب عشرات الملايين – أو مئات – من عشاق الألعاب حول العالم.
لكن ما يزال للكمبيوتر الشخصي مريدوه، خاصة من عشاق الألعاب الإلكترونية، أو من يسمّون بالـGamers، والذي يرون أنه بالإمكان الحصول منه على أقوى أداء لأحدث الألعاب، إذ يتميَّز بمرونة أكبر كثيرًا من منافسيه كاللابتوب ومنصات الألعاب، في إمكانية استبدال قطعٍ أحدث وأقوى أداءً، بتلك التي تجاوزتها قوة رسوميات وتفاصيل الألعاب الأكثر حداثة. وكذلك يمتاز الكمبيوتر الشخصي بمعادلة سعر مقابل أداء أفضل كثيرًا من اللابتوب الأغلى ثمنًا.
اقرأ أيضا: اقتصاد الألعاب .. عالم خفي ينافس أقوى اقتصادات العالم.
ويمتاز الكمبيوتر الشخصي عن منصات الألعاب، بأن استخداماته لا تقتصر على الألعاب فقط. فمصممو «الجرافيكس» مثلًا يحتاجون أجهزة قوية كالتي تتطلبُها الألعاب الحديثة. هناك كذلك أنواع خاصة من الألعاب، لايمكن لعبها إلا على الكمبيوتر الشخصي، مثل الألعاب الإستراتيجية، فمنصات الألعاب تختص أكثر بألعاب الرياضة، والألعاب القتالية من نمط الشخص الأول، أو الثالث … الخ.
والآن سنقدم عبر 5 نقاطٍ أساسية، دليلًا مرجعيًا لكيفية تجميع أنسب كمبيوتر شخصيٍّ للألعاب ..
أولًا: لماذا الألعاب؟
لماذا نجعل للألعاب خصوصية أثناء تجميع الكمبيوتر الشخصي؟ ببساطة لأن الألعاب الحديثة، رائعة الرسوميات، هي من أكثر التطبيقات استهلاكًا لموارد الجهاز، فهي تحتاج لمعالج قوي، وكارت شاشة بمعالج قوي، ومواصفات خاصة سنذكرها لاحقًا في فقرة خاصة. وكذلك مساحة ذاكرة عشوائية كبيرة (رامات)، ومساحة تخزين كبيرة على القرص الصلب، وكذلك سرعة أكبر في نقل البيانات عليه.
قد يتعجب البعض من الكلام السابق، فكيف نسمح لنشاطٍ ترفيهي أن يتطلب كل هذا؟ دعوا إجابة هذا السؤال لمحبي الألعاب الحديثة، وعشاق تفاصيل الرسوميات المتقنة، وواقعية محاكاة الانفجارات وغيرها، طبقًا لقواعد الفيزياء … الخ
ثانيًا: الميزانية أولًا وأخيرًا ..
رغم بداهة تلك النقطة، تجد الكثيرين لا يضعونها في الحسبان. بالنسبة لظروف 99٪ منا، لا معنى لسؤال من قبيل: أريد أقوى جهاز للألعاب في العالم! فهذا قد يكلف مبلغًا فلكيًا بالدولار، قد يصل إلى 30 ألف دولار أو أكثر (550 ألف جنيه مصري) خاصةً إذا كان الشخص سيستخدمه على شاشة عملاقة حديثة، عالية الجودة 4K.
لكن لا تقلق، إذ يمكن تجميع أجهزة ألعاب متميزة الأداء بميزانيات أقل من هذا كثيرًا، قد تصل إلى ٢٥٠٠ دولار (٤٢ ألف جنيه مصري) فما دون. وهناك أجهزة جيدة جدًا في معظم الألعاب الحديثة، وعلى مستوى رسوميات متوسط إلى عالٍ، على الشاشات الكبيرة، بتكلفة تقدر بحوالي ألف دولار.
إذًا فالسؤال الصحيح هو: معي المبلغ الفلاني كميزانية، ما أفضل جهاز كمعادلة سعر مقابل أداء، يمكن تجميعه لتشغيل الألعاب في حدود هذا المبلغ؟ سيضيق هذا دائرة الحيرة في الاختيار، ويساعد في الوصول إلى أفضل ما نريد. وستجد دائمًا على المواقع الأجنبية المتخصصة تركيزا على نقطة السعر .. أفضل كمبيوتر شخصي للألعاب بسعر – مثلًأ – ألف دولار، وهكذا .. .
ثالثًا: المكونات
في السطور التالية، سنعطي بعض التفاصيل حول أهم مكونات الكمبيوتر الشخصي التي يجب انتقاؤها جيدًا، ليكون صالحًا لتشغيل الألعاب الحديثة، بأعلى جودة ممكنة، وسنصحح بعض المفاهيم الخاطئة حول بعض تلك المكونات. أهم القطع التي تحدد أداء الألعاب بشكلٍ مباشر، هو كارت الشاشة، والذي يعتبر معالجًا خاصًا بالرسوميات، لكن لكي يعمل كارت الشاشة بكفاءة، ويخرج أفضل أداءٍ ممكن، فلا بد من حسن انتقاء باقي المكونات، والتي تسهم بشكل غير مباشر في أداء الألعاب.
ستجد في المعلومات الخاصة بكل لعبة، مواصفات الحد الأدنى التي يمكن أن تشغلها بأقل مستوى رسوميات، وكذلك المواصفات القادرة على تشغيلها بأعلى مستوى رسوميات ممكن، وعلى أكبر الشاشات. فإذا كان دافعك من أجل اقتناء كمبيوتر شخصي قوي للألعاب، هو لعبة معينة أحببتها، فاستعن بتلك ال
1. اللوحة الأم motherboard
هي القطعة الأساس في الكمبيوتر، والتي يتم تركيب باقي قطعه عليها، وتعتبر الجندي المجهول في تشغيل الألعاب، فعبر موصلاتها، يتكامل ويتواصل عمل باقي المكونات في معالجة البيانات، ونقلها، بين المعالج، والذاكرة العشوائية، والقرص الصلب، وكارت الشاشة .. الخ. أشهر الشركات المصنعة لها هي جيجابايت، MSI، Asus .. الخ، وجميعها تقدِّم إصداراتٍ عديدة تتدرج في الأسعار كثيرًا، حسب الإمكانيات.
أهم ما تتفاضل به اللوحات الأم المختلفة، هو نوع المعالج الذي يمكن تركيبه عليها، وهناك لوحات خاصة بمعالجات Intel وأخرى بمعالجات AMD. وبالطبع من كلتا الشركتيْن، هناك درجات عديدة من المعالجات تتفاوت كثيرًا في قوة الأداء. يجب في كمبيوتر الألعاب، أن يتم اختيار اللوحة الأم القادرة على استيعاب أحدث، وأقوى، المعالجات، والقادرة أيضا على حمل أكبر حجم بالجيجابايت من قطع ذاكرة الوصول العشوائي (الرامات). وبالطبع، القدرة على حمل أكثر من كارت شاشة حديث، وقوي، في نفس الوقت. وهناك مزايا أخرى كمالية، مثل عدد فتحات الـ USB وسرعة نقل البيانات عبرها.
2. المعالج Processor
يتقاسم سوق إنتاج المعالجات حول العالم، كل من العملاقيْن Intel و AMD. دائمًا ما كانت معالجات Intel تعتبر الأفضل أداء، والأكثر مبيعًا حول العالم بشكل كبير، رغم أنها ليست الأفضل كسعرٍ مقابل أداء. لكن مؤخرًا نجحت AMD في زيادة حصتها من السوق، عبر إصداراتها الحديثة الناجحة، مثل الجيل الثالث من المعالج ryzen، والذي تجاوزت مبيعاته نظراءَه في إنتل، في عدة دول آسيوية، وألمانيا. وAMD عمومًا، تقدم معادلة سعر مقابل أداء أفضل نسبيًا من إنتل.
إن استطعت الحصول على أحدث بروسيسور/معالج إنتل، وهو core i9 9900، أو منافسه ذي الـ 12 فصًّا من AMD وهو الجيل الثالث من Ryzen، فافعل. أو على الأقل الأجيال الأحدث من intel core i7 و core i5، أوأيٍ من الإصدارات الأقدم قليلًا من AMD Ryzen. وهناك العديد من المواقع التقنية التي تقدم إحصائيات مقارنة بين أنواع المعالجات المختلفة، وتقييم لأدائها في مختلف التطبيقات القوية، وفي مقدمتها الألعاب الحديثة.
3. ذاكرة الوصول العشوائي (RAM)
القاعدة هنا، الأكبر هو الأفضل. حاول ألا تقل مساحة الرامات عن 16 جيجابايت، لكي تحصل على سرعة أداء متميزة، وحبذا لو كانت أكثر. ولا تنسَ سرعة نقل البيانات، والتي يفضل ألا تقل عن 3200 ميجاهرتز. ولا تنسَ اختيار نوع الرامات المناسب للوحتك الأم. فمثلًا رامات DDR4 لن تعمل على اللوحات الأم الأقل حداثة التي تعمل برامات DDR3. وبالطبع كلما كان الرقم أكبر، كان هذا أفضل في أداء الرامات والجهاز ككل، فاختر لوحة أم ملائمة لأحدث أنواع الرامات.
4. كارت الشاشة
ما زال الكثيرون يعتقدون خطأ أن أهم مواصفات كارت الشاشة هو ذاكرته، فيسألون البائع عن كارت شاشة ذاكرته 2 جيجابايت، أو 4 جيجابايت .. الخ، بغض النظر عن الشركة المنتجة، ونوع معالج كارت الشاشة. وهذا خطأ فادح، فذاكرة كارت الشاشة واحدة من عدد آخر من الإمكانات في كروت الشاشة، والتي تحدث الفارق في الأداء أكثر منها بكثير.
وهناك آخرون يعتقدون أن كروت Nvidia عمومًا أفضل، وهذا أيضًا خطأ. لدينا شركتان تتقاسمان صناعة معالجات كروت الشاشة، وهما Nvidia وAMD، ويتم تصنيع باقي الكارت بمعرفة العديد من الشركات التي تنتج أيضًأ اللوحات الأم كجيجابايت و MSI وغيرها. كلا النوعيْن يحتويان عشرات الإصدارات المتدرجة على كافة مستويات الأداء والأسعار، وهناك منافسة شرسة بين الإصدارات المتناظرة. إذًا فيمكن أن يكون كارت AMD أحدث كثيرًا من كارت Nvidia أو العكس، أو يكون هناك تقارب في الأداء.
لاختيار الكارت المناسب، يجب تحديد الميزانية الخاصة بكارت الشاشة من مجمل ميزانية الكمبيوتر، والبحث عن أفضل أداء في تلك الشريحة السعرية. ابحث باسم الكارت (مثلا Nvidia Geforce RTX 2060) وستجد عشرات المواقع التقنية التي تصف أداءه في أحدث الألعاب.
ستجد على الإنترنت العديد من المواقع التي تقدم مقارنات نظرية وعملية بين كروت الشاشة المتناظرة من كلتا الشركتيْن، وأي أداء حصل عليه كل منها في تشغيل اللعبة الفلانية أو العلانية، على مستوى الرسوميات المختلفة وعلى أبعاد شاشاتٍ عديدة ودعم تقنيات HDR ودقة 4K بمعدل لقطات غير محدود.
5. مكونات أخرى
من أهم تلك المكونات، علبة الجهاز case والتي يجب أن تكون جيدة التبريد عبر عدد من المراوح القوية، للحفاظ على مكونات الجهاز، ولضمان أفضل أداء، إذ إن سخونة الجهاز أثناء عمله، قد يعرض بعض القطع للتلف، أو على الأقل يقلل من أدائها. كذلك لا بد من ضمان اختيار مزود للطاقة قادر على تشغيل كارت الشاشة القوي بقدرة كهربائية ثابتة، تخرج أفضل أداءٍ منه.
من المكونات الأخرى الهامة بالطبع القرص الصلب. فبجانب المساحة الكبيرة الضرورية لاستيعاب الألعاب الحديثة كبيرة الحجم، لا بد من اختيار قرصٍ صلب سريعٍ، بعدد دوراتٍ لا يقل عن 7200 دورة في الدقيقة، حتى لا يعطل عمل باقي المكونات أثناء تشغيل الألعاب الحديثة، ويا حبذا لو كانت الميزانية تسمح بقرص بتقنية SSD.
كذلك يساعد اختيار لوحة مفاتيح، وماوس احترافية، في الحصول على تجربة ألعاب متميزة، وهناك أنواع منها مخصصة للألعاب، بأزرار انسيابية، ومزايا إضافية تسهل على اللاعب مهامه. أيضًا لا تنس سماعات صوتٍ نقية واحترافية، لكي تحلق بتجربة الألعاب إلى مستوى جديد، فللأذن نصيبها من الألعاب أيضًا، خاصة من التطور اللافت في الموسيقات التصويرية، وصخب وضوضاء الألعاب، والتي تساهم في إضفاء الكثير من الواقعية.
الخلاصة ..
حدد هدفك (مجرد الاستمتاع بالألعاب ولو بمستوى رسوميات أقل أو الاستمتاع بالرسوميات الأعلى)، وميزانيتك القصوى، واستفِد من المقارنات في الأداء التي يمتليء بها المواقع التقنية. سيساعدك كل هذا على اختيار الأنسب لك.