اختيار الأفضل أمر صعب للغاية، خصوصًا إن كنا نتحدث عن تفضيل فني، فلا أحد يمكن أن يجزم من عبر خط النهاية أولًا، هو دائمًا وأبدًا تفضيل شخصي، سواء كنا نتحدث عن لجان تحكيم أو اختيارات الجماهير المحبة للفن، هنا في باب الفن والأدب في «إضاءات» نحاول قدر الإمكان أن نقلل ما هو ذاتي ونعزز ما هو موضوعي، لكنك كما تعلم عزيزي القارئ، يمكنك أيضًا اختيار ما تشاء، طالما أنك ستسوق حججًا موضوعية لتبرير اختياراتك.

كتبت في هذا الموقع حتى اليوم 199 مقالًا نقديًا، تمت قراءتهم أكثر من مليون مرة، وهو شرف كبير ومسؤولية أكبر، وفكرت طويلًا في ما يصلح كعنوان للمقال رقم 200، وبعد ترشيحات بعض الأصدقاء قررت أن أكتب مقالًا جمعت فيه 10 أدوار رجالية هي المفضلة عندي في تاريخ السينما، أدوار من أفلام أحببتها وأعادت مشاهدتها. لا يعني الاقتصار على الأدوار الرجالية هنا تجاهلًا للأدوار النسائية، ربما سأخصص مقالًا آخر للأدوار النسائية، وهذا التقسيم وإن كان تم إلغاؤه مؤخرًا في بعض المسابقات -مهرجان برلين على سبيل المثال-، فإنه يصلح بشكل أكثر دقة للأفلام التي تمت صناعتها في المائة عام الماضية، ربما بعد 100 عام أخرى سيختفي هذا التصنيف.

أيضًا يجب التنويه بأننا هنا نتحدث عن اختيارات أفضل أداء وليس أفضل ممثل، قد يقدم ممثل أداءً عظيمًا واحدًا في تاريخه وسط مجموعة من الأداءات المتواضعة، في حين يقدم آخر عشرات الأدوار الجيدة دون أن يحظى بأداء عظيم واحد طوال تاريخه. 

1. مارلون براندو – The Godfather

يحضر وجه مارلون براندو في دور الأب الروحي قبل أن نسمع صوته، يجلس مستمعًا لشكوى رجل تم اغتصاب بنته، يطالبه بالعدالة، يتحدث براندو بصوت مبحوح على مهل ويربت بلطف مهيب على قطة تجلس بهدوء على حجره، لا يحتاج أحد إلى تعريفك بعد هذا المشهد على الأب الروحي في هذه الحكاية، هذا هو العراب. 

تم تقليد براندو آللف المرات في هذا المشهد، يظهر التقليد كوميديًا بمجرد محاولتك الحديث بهذه النبرة، لكن براندو يبدو أصيلًا وحقيقيًا، يعتمد على خليط من الأداء الجسدي، التحكم في ملامح الوجه، اختيار نبرة الصوت، والأهم ثقل معنوي لا يمكنك اصطناعه. 

من الصعب للغاية ألا تبالغ في التعبير الجسدي وأنت تؤدي دورًا كهذا، لكن حركات وقسمات براندو هنا تم الاقتصاد فيها بعناية، لكل نظرة معنى، لكل حركة يد أثر، ورغم ذلك لا يمكنك أن تشيح بنظرك عنه حتى لو كان الكادر يجمعه بعشر شخصيات أخرى. 

جوهر دون فيتو كورليوني ليس كونه رئيسًا لمافيا إيطالية، جوهره في أنه رجل يحب عائلته، أب، وعظمة براندو هنا في إمساكه بهذا الجوهر، بحيث يصبغ الحب هيبته، تنظر في عينيه فيختلط الحنان بالقسوة في الهالة المحيطة به. 

اقرأ أيضًا: فيلم «The Godfather»: قداس جنائزي للحلم الأمريكي

2. آل باتشينو – The Godfather

يبدأ ألفريدو جيمس باتشينو ثلاثية العراب في دور مايكل، بزي عسكري نظيف وعيون بريئة ومتسعة، يمر مرور الكرام وسط جمع حفل الزفاف في بداية الجزء الأول، ألباتشينو هنا هو أحد أصغر ممثلي الفيلم وأقلهم خبرة، حينما تحدث لحظة التحول ويجد نفسه مسؤولًا عن حماية عائلته، يصبح هذا الشاب رجلًا آخر. 

في نهاية الجزء الأول يصبح حضور آل باتشينو ثقيلًا للغاية، لا يمكنك أن تشيح بنظرك عنه، تمامًا مثل أبيه، يصبح الجميع حوله ممثلين ثانويين، يسمو ليحل محل براندو، كما يسمو مايكل ليجلس على كرسي أبيه. 

لا يوجد تحول واحد في تاريخ السينما يمكن حتى أن تتم مقارنته بتحول باتشينو بين مشهد البداية ومشهد الختام، يبدو باتشينو بعد ساعتين من مرور أحداث الفيلم وكأنه أكبر بـ10 سنوات، يبدو وكأنه ممثل آخر. 

هذا هو الدور الوحيد في القائمة الذي يمتد لثلاثة أفلام، لأن لحظات توهج آل باتشينو في دور مايكل في الجزء الثالث غير المقدر نقديًا، لا تقل أصالة عن لحظات توهجه الأولى في الجزء الأول، أو سطوته التامة في الجزء الثاني.

جوهر شخصية مايكل أنه رجل لم يستطع أن يحفظ إرث أبيه، حاز على سطوته وقوته، لكنه لم يحم عائلته، فبينما جلس ڤيتو كورليوني على مائدة مليئة بأبنائه ومات وهو يلهو مع أحفاده، جلس مايكل وحيدًا ومات وحيدًا، ألباتشينو يلتقط هذا الجوهر، تراه في نظرة عين تجمع القوة الشديدة ولمعة الحزن الشديد. 

اقرأ أيضًا: «آل باتشينو»: السنوات الأربع الأولى تكفي

3. محمود المليجي – الأرض

https://www.youtube.com/watch?v=UETsooxnHq0

الصورة النمطية لمحمود المليجي هي أنه ممثل يلعب دور الشرير دائمًا في سينما الأبيض والأسود المصرية، الأرقام غير الرسمية تذكر أنه شارك في أكثر من 700 عمل فني، وأكثر من 300 فيلم سينمائي، صورته النمطية بعيون مفتوحة على اتساعها ونظرة تفيض شرًا كلاسيكيًا، لكن المليجي أكبر من هذه الصورة النمطية. 

يحسب ليوسف شاهين أنه قدم لنا المليجي بصورة أخرى، المليجي تحت إدارة شاهين هو واحد من أفضل الممثلين الذين شاهدتهم في تاريخ السينما.

هنا في «الأرض» يقدم المليجي في دور «أبو سويلم» التجسيد الأصدق والأكثر إنسانية لرجل مصري على الشاشة، فلاح يحب أرضه وأسرته، أعز ما يملك هو كرامته وعزة نفسه، لكنه أيضًا يفيض بالأصالة والتواضع، ورغم كل ذلك فهو «ابن بلد» وصاحب نكتة.

حينما يتم قهر أبو سويلم، القبض عليه وحلق شاربه، يشعر بالخزي، يقترب منه «محمد أفندي» ليعطف عليه ببعض المال، تقف الدموع في عين أبو سويلم ولا تنزل، لا بكاء ولا عويل، لكنه مشهد يكسر قلبك كمشاهد. 

لم يجد المليجي تقديرًا كافيًا في مصر، لكن الأرض يبقى كتحفة شاهدة على ممثل عظيم.

4. روبرت دينيرو – Taxi Driver 

عادة ما يحضر دينيرو ضمن القوائم المشابهة بدور «جاك لاموتا» من فيلم سكورسيزي الشهير «raging bull»،  هنا وبعد حيرة كبيرة بين دوره في فيلم سيرجيو ليون متعدد النسخ والتأويلات «حدث ذات مرة في أمريكا» ودوره في «سائق التاكسي» لمارتن سكورسيزي يبرز دور «ترافيس بيكل» بشكل أكبر. 

إذا قرأت حبكة «سائق التاكسي» سيصبح الوصف الأمثل لترافيس بيكل أنه شخص مضطرب مثير للريبة، يصبح رد فعلك الأول على النص منفردًا شبيهًا برد فعل «بيتسي»، الفتاة الشقراء التي حاول «بيكل» مواعدتها فذهب بها لسينما البورنو، ستحاول أن تتحاشاه بكل ما يحمل من ريبة. 

استثنائية أداء دينيرو هي تلك القدرة على إظهار روح «بيكل» الطيبة خلف كل هذه الريبة، هذا محارب عاد من ڤيتنام بروح مبعثرة وحالة نفسية مضطربة، لم يفهم دوره في العالم الجديد، ولم يجد طريقة لقتل الوقت بها سوى التجول في شوارع نيويورك المظلمة والقذرة، نيويورك «تاكسي درايفر» تشبه جوثام إلى حد كبير. أداء دينيرو يعطينا بطلًا ليس مثاليًا، لكنه ما تستحقه المدينة. 

5. آل باتشينو – Dog Day Afternoon

كيف تحول مايكل كورليوني بكل السطوة والرعب الذي يفيض من عينيه لسوني بكل التشكك والقابلية للكسر التي تغمره، عام واحد بعد ملحمة العراب مع كوبولا يظهر آل باتشينو في ثوب مختلف تمامًا مع سيدني لوميت في «dog day afternoon». 

فيلم تدور معظم أحداثه في يوم واحد، سوني يدخل رفقة صديقيه سال وستيفي لسرقة بنك، تتعقد الأمور سريعًا ويجد نفسه مجبرًا على اختطاف الموجودين داخل البنك للتفاوض للحفاظ على حياته. 

يمسك آل باتشينو بتلابيب سوني فيقدم صورة لرجل يحاول أن يخفي ضعفه، ترى في عينيه طوال الوقت دموع خوف يحاول تمويهها وسط الصخب والهتافات، سوني يخفي سرًا عن هويته الجنسية كما أخفى عن أسرته تورطه في كل هذا، عبقرية التجسيد هنا تأتي من المشاعر التي يولدها سوني لديك كمشاهد، هو رجل هش تمامًا، نقيض مايكل كورليوني، لكنه يحظى بكاريزما من نوع خاص، تتعاطف معه وتحبه، وفي نفس اللحظة ترى ضعفه. 

6. جيم كاري – Eternal sunshine of spotless mind

اختيار قد يكون مفاجئًا للبعض، لكن جيم كاري هو أحد أفضل ممثلي التمثيل المنهجي في الخمسين عامًا الماضية، كاري معروف عنه التجسيد المكتمل لشخصياته داخل وخارج أوقات التصوير، له دور شهير في the man on the moon، حيث أخذ التجسيد خارج أوقات التصوير لخطوة بعيدة وقد تكون مزعجة، لكنه في «إشراقة أبدية للعقول الطاهرة» يقدم أداءً استثنائيًا دون أية مبالغة. 

نص تشارلي كوفمان وإخراج ميشيل جوندري يقدمان حكاية شاعرية عن حبيب يحاول مسح حبيبته من ذاكرته ليتخلص من ذكرياتهما معًا بعد أن قامت هي بحذفه مكتملًا من حياتها أولًا، النسيان هو العقاب الأشد قسوة بين المحبين، وجيم كاري هنا يبكيك بنفس سلاسة قدرته على إضحاكك. 

لا يمكن تخيل ممثل واحد ليحل محل جيم كاري هنا، كما أنه أداء داخل فيلم يمكنني مشاهدته يوميًا دون ملل.

 اقرأ أيضًا: الجانب الآخر من «جيم كاري»

6. كيسي أفليك – Manchester by the Sea

بنفس الدرجة من المفاجأة ربما يحضر كيسي أفليك في هذه القائمة، كل الممثلين في هذه القائمة أبطال شهيرون ومحبوبون، ربما بطلنا الإيراني -يأتي لاحقًا- هو أقلهم شهرة، لكن كيسي ليس كذلك، حتى لو كان رجلاً هوليووديًا وأحد أفراد عائلة هوليوودية، ربما لم تبدأ العائلة بشكل هوليوودي، لكن الأمر قد تغير، على كل حال فالاختيار هنا هو الأقل هوليوودية.

بدأت مشاهدتي لفيلم «كينيث لونرجان» البديع وأنا متحفز ضد كيسي أفليك وشخصيته، لا يعجني الأداء الذي يبدأ بهذا القدر من انعدام رد الفعل وغياب المشاعر. استمر رأيي سلبيًا حتى نرافق «لي» في مشهد «الفلاش باك» داخل مكتب المحامي، ينتهى المشهد ويخرج «لي» من باب المكتب وأنا متعلق في يده، تحول رأيي من النقيض للنقيض في لحظة واحدة، يصبح التجسيد منذ هذه اللحظة صادمًا وصادقًا حتى بأثر رجعي، حينما يلتقي لي بزوجته السابقة «راندي»، ونراها تبكي فيرد عليها: «there’s nothin’ there. There’s nothin’ there» نرى حزنًا لا يمكن التعبير عنه بالبكاء.

هي جملة ثقيلة، خصوصًا لشخص قد تعرض لفقد شخصي كبير مثلي، لكن هذا هو التجسيد الأصدق للحزن الذي شاهدته في تاريخ مشاهداتي السينمائية.

7. محمود عبد العزيز – الكيت كات

تم تمثيل دور الأعمى آلاف المرات منذ بداية السينما وإلى اليوم، يمكنك تأدية الدور بشكل نمطي بأن تختار نسخة من بضعة نسخ، الأعمى الغاضب والناقم، تذكر معي مثلًا أحمد زكي في بداياته في دور طه حسين، أو ألباتشينو في لحظات غضبه في «scent of a woman»، وهناك الأعمى خفيف الظل، تذكر حسن حسني في «ليه يا بنفسج» أو سيد مكاوي في شخصيته الفنية على المسرح في أثناء الغناء، لكن محمود عبد العزيز في «الكيت كات» لا يمكن احتواؤه في أي من هذه الأنماط. 

جوهر شخصية الشيخ حسني، كيفما طورها المخرج المصري «داود عبد السيد» من شخصية هامشية في رواية «مالك الحزين” لإبراهيم أصلان، هو أنه رجل أعمى يرفض الاعتراف بأنه أعمى، يحاول نسيان ما خسره بالغناء واللهو والمخدرات، وهو أسهل ما يمكن تقديمه بالنسبة لمحمود عبد العزيز، لكنه أيضًا يأسرك عاطفيًا حينما يمر بلحظات الشجن بين غفوة وأخرى، لحظات شجن «الشيخ حسني» هي لحظات إفاقته، لحظة مواجهته لابنه حينما يدرك أنه باع البيت، واللحظة ربما الأبرز في تاريخ التمثيل المصري في حقبة الواقعية الجديدة بين الشيخ حسني وعم مجاهد بائع الفول، بين الأعمى والميت. 

اقرأ أيضًا: «الكيت كات» و«مالك الحزين»: الزمن بين السينما والأدب

8. هيث ليدجر – The Dark Knight

ليس لأنه جلس شهرًا أو أكثر منعزلًا في غرفة فندق بشكل مكتمل للتدرب وكتابة يوميات متخيلة لشخصيته، وليس أيضًا لأنه أفنى روحه فيها حرفيًا فمات بجرعة زائدة من مضادات القلق والمنومات قبل أن يشاهد ما أحدثه أداؤه وسط الجماهير، وبالتأكيد ليس لأنه حصد الأوسكار التمثيلي الوحيد في تاريخ أفلام الأبطال الخارقين. 

السبب الرئيسي لوجود هيث ليدجر في هذه القائمة نفس السبب لوجود وهو استثنائية التجسيد، يمكنك تقليد جوكر «هيث ليدجر» طوال اليوم، يمكنك تقليد مكياجه، شعره، ضحكته، ستظهر بشكل مسرحي مبالغ فيه دائمًا، لكن خصوصية تجسيد ليدجر هي الأصالة، لا يمكن التعرف على ليدجر هنا ليس فقط بسبب مساحيق التجميل والجروح التي تزين وجهه، لكن بسبب نظرة الجنون المكتمل التي تطبع وجهه، الجنون هنا أيديولوجية وليس مرضًا نفسيًا، وهو ما يختلف مع تجسيدات أخرى. 

يمكن لكثيرين القول إنهم يريدون حرق العالم، لكنه وحده جوكر هيث ليدجر يعني ذلك حقًا. 

اقرأ أيضًا: سيناريو صحفي: الأيام الأخيرة في حياة «هيث ليدجر»

وأيضًا: جوكر «The Dark Knight» على أريكة التحليل النفسي

9. حسين سابزيان – close up 

في فيلم المعلم الإيراني الكبير «عباس كيارستمي» الذي يحمل اسم «كلوز أب» نتتبع رحلة «حسين سابزيان» الرجل الإيراني البسيط الذي يحاول انتحال شخصية المخرج الإيراني الشهير «محسن مخملباف». الانتحال هنا يأتي حبًا في مخملباف، حبًا في التمثيل، وحبًا في السينما. 

اقرأ أيضًا: جماليات المعاناة في فيلم «Close Up»

أراد سابزيان أن يمثل فجسد ما يريد تمثيله في واقعه، فتم القبض عليه بتهمة الاحتيال، في close up تختفي الحدود الفاصلة بين ما هو تسجيلي وما هو روائي، لم يمهل القدر سابزيان ليمثل في فيلم روائي، فمات مبكرًا، لكن مشهد اعترافه في المحكمة ومشهد لقائه بمخملباف قد يكونان أجمل ما شاهدت طوال ما يقترب من ثلاثة عقود من مشاهدة السينما. 

اقرأ أيضًا: عباس كيارستامي: الإيراني الذي غير وجه السينما في العالم

وأيضًا: سينما «عباس كيارستمي»: الشعر أقدر على مجابهة الزمن

10. شارلي شابلن – modern times 

الأداء في عصر السينما الصامتة مختلف تمامًا عن الشكل الحالي لمهنة التمثيل، هو أداء أقرب لمؤدي البانتومايم في الشوارع، حركات جسد مبالغ فيها تحاول شرح كل ما لا يمكن نطقه، لأن الوسيط لا يسمح. 

رغم ذلك فأداء شابلن في بعض الأحيان ينفض كل هذا الأداء الحركي المبالغ فيه ويصبح رقيقًا للغاية، من أبرز هذه اللحظات أداؤه في الفصل الأخير من «city lights». 

لكن الأداء الذي نركز عليه اليوم هو الأداء الحركي الاستثنائي حتى بمعايير شابلن في «modern times»، هنا يقدم شابلن شخصية الصعلوك للمرة الأخيرة، وفي زمن ظهور الأفلام الناطقة، يتحدث الصعلوك بكلمات غير مفهومة وللمرة الوحيدة تاريخيًا، لكن الأكثر استثنائية هو أن الأداء الحركي يلعب دور البطولة في الحبكة، الفيلم يدور حول عامل يتم سحقه ليصبح أداة في ترس الرأسمالية، فيحول شابلن شخصية الصعلوك حرفيًا إلى جزء من آلة، مشاهد كثيرة أيقونية هنا، لكن مشهد شابلن في دور الصعلوك وهو يتناول غذاءه رغمًا هنا في راحة الغذاء القصيرة في المصنع تظل حتى اليوم مثيرة للضحك والألم في نفس اللحظة. 

اقرأ أيضًا: شارلي شابلن: السينما والنقد الاجتماعي

أداءات تستحق الإشارة لها:

التفضيلات الشخصية تتغير بتغير السنين، وربما حتى بالفصول، هنا نذكر بعضًا من الأداءات التي ربما لو كُتب المقال في الشتاء بدلًا من الصيف لكانت وسط القائمة أو على رأسها.

  • جون بول بيلموندو – le Professional
  • توني لونغ تشيو واي – in the Mood for love
  • مارشيلو ماستروياني –  8½
  • جاك نيكلسون – one flew over the cuckos nest
  • دانيل داي لويس – in the name of the father
  • جين هاكمان – the conversation
  • أنطوني هوبكنز – silence of the lambs