قبل البوح بأحلامك، تمهّل!
بين الحديث عن أهدافنا الشخصية أمام الآخرين والحاجة الطبيعية للدعم تضيع أحلام كثيرة لم تنتقل لخانة الأهداف بعد نظرًا لأنها تتطلب مثابرة ومجاهدة كبيرتين لفترة طويلة من الزمن وليس مجرد الإفصاح عنها.
ليس الحديث عن الرغبة في اقتناء قميص جميل ظهر أمامنا أثناء تصفحنا لموقع على الإنترنت كالحديث عن الرغبة في كتابة رواية مثلاً أو دراسة مجال ما بعيد عن تخصصك، مقالي حتمًا يشمل النوع الثاني، حديثي هنا عن قرارات حياتية مفصلية يمر بها جلنا وخصوصا أولئك الذين لا ترضيهم أوضاعهم الراهنة، سواء تعلق ذلك بعمل أو دراسة أو حتى علاقة مع شخص مهم.
يميل أكثرنا إلى الحديث بصوت عال عن هذه الأمور وباستهانة واضحة يؤثر ذلك على إنجازنا للعمل في خلط جلي بين آليات العمل في جماعة وآليات العمل على الصعيد الفردي، كأن الـ« Brain storming» أو «العصف الذهني» هو الآلية الوحيدة التي يمكننا اعتمادها لبلورة فكرة ما حيث تتدفق بين المجموعة وكل يضيف من عنده جزئية أو يعدل مسارها حتى تأخذ شكلها النهائي الذي يرتضيه الجميع، لا سيما أن مواقع التواصل قد أتت على الأخضر واليابس وصار حديث النفس من الأشياء التي نتشاركها مع غيرنا.
هنا يجدر التفرقة بين من يريد إنجاز شيء ما لحاجة ملحة في نفسه ومن يريد ذلك حتى يزداد حظوة عند المحيطين به أو ذاك الذي يلاحق غرضًا ما تدعمه دوافع نفسية كثيرة مثل الحصول على منصب ذي جاه وصيت ومال. ربما يحتاج الأمر إلى بحث جدي، ولكن يكفيني من خلال ملاحظة عينات من هذه الأصناف أن أستنتج أن النوع الثاني على العكس تمامًا قد يزيده إعلان هدفه أمام الملأ تشبثًا به وقدرة أكثر على تحقيقه حتى لا يوضع في خانة الفاشلين ويفوته هدفه الرئيسي وهو نيل الرفعة والحظوة.
أما إذا كان الهدف المعلن متعلقًا بغرائز طبيعية نفسية وبيولوجية يصعب الانسلاخ منها، عندها لن يكون الجمهور عاملاً مؤثرًا بصورة كافية قد تثنيه عن مطلبه، خصوصًا إذا كان لا يمثل عبئًا مادياً أو علميًا كبيرًا عليه وهو مؤهل له منذ البداية، غير أن الاستفادة قد تكون قليلة في أثناء ذلك وآليات التحصيل قد تكون غير مشروعة أيضًا أخلاقيًا أو دينيًا وهذا النوع أيضًا لا يشمله حديثي.
ما يعنيني هو تلك الفئة صادقة الرغبة في تحقيق هدف ما بعيد محبب للنفس وذي فائدة تتجاوز الواحد فيهم كفرد، قد يكون تحصيل وظيفة لطالما حلم بها لأثرها الفعال في المجتمع أو الحصول على درجة علمية في مجال شغفه حبًا منذ نعومة أظفاره ويتمنى لو يضع فيه بصمة نافعة لمن بعده، ترى ما الذي سيخسره هذا الفتى المتحمس عندما يعلن عنه للعموم ولو كان ذلك على نطاق ضيق، للأهل والأصدقاء مثلا؟
قد يستحضر أحدهم ما يُروى: «استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان» وينظر للأمر من منطلق الحماية من الحسد ونحو ذلك، ولكن الأمر مؤثر بطريقة واضحة وملموسة أكثر من هذه، سأحاول بيان أنه سواء كان رد فعل المحيطين بك سلبيًا أو إيجابيًا، فالنتيجة لن تختلف كثيرًا وتأثير ذلك عليك بالسلب هو الأرجح في الحالتين .
فلنأخذ المثال التالي: أنت شخص مستقر ماديًا تعمل بدوام كامل ومرتب جيد، ولكن عملك لا يلبي احتياجاتك الفكرية والنفسية، فتفكر بجدية في خطة تتبعها كي تغير مجالك بما يتطلبه ذلك من سنوات دراسة إضافية أو أخذ أجازة دون راتب لفترة محددة ونحو ذلك.
ولنفترض أن هذا المجال الذي تود خوض غماره جديد في السوق والعمل المتاح فيه لا يمكن أن يكون إلا من خلال الـ«freelancing» أو العمل الحر ولن يكون هناك في المستقبل راتب ثابت وكنت أنت من الحكمة بمكان مما يجعلك تقدر أنه بعد ثلاث سنوات من العمل الدؤوب سيكون بإمكانك الحصول على مقابل مادي يعادل ثلاثة أضعاف ما كنت تجنيه سنويًا من عملك الحالي ولكن البداية ستكون متواضعة وستجني أقل بكثير مما كنت تجنيه قبل أن تُعرف في السوق.
وتخيل أنك واثق بقدراتك في هذا المجال الجديد الذي تنوي اكتساحه بدرجة تجعل هامش الشك في هذه المقاربة لا يتجاوز الواحد في المائة وهذه طبعًا صورة مثالية فمن الطبيعي أن يلازمك إحساس الشك والخوف من الفشل في البدايات وربما لن يزولا حتى عند تثبيت قدميك في المجال الجديد.
لكن لنواصل مع الصورة المثالية ولنأخذ أقرب الأشخاص إليك في الوجود كوالديك، يفترض أحدنا أن عليهم تفهم كل هذا تمامًا بصورة تلقائية وأن حبهما اللامشروط سيجعلهما يدعمانك قولاً وفعلاً مهما كانت قراراتك وهذا الافتراض هو الثغرة التي قد تؤتى منها يا صديقي.
والداك يرونك الآن في صورة الشخص الناجح المستقر الذي حقق أخيرًا من انتظراه لسنوات وكلل سنين تعبهما وتضحياتهما بهذا العمل المحترم وقريبًا ينتظرون منه تكوين أسرة ثم تأتي وتخبرهم بما صورته في نفسيهما أنك ستلقي كل تعبك وتضحيتهما خلف ظهرك وتبدأ من جديد في مجال يعلمان أنك غير مؤهل فيه علميًا، ففي العادة الكفاءة العلمية تعني الحصول على شهادة ما في ذلك المجال حسب المنظور التقليدي، كما أنهما لا يعرفان عنه شيئًا تقريبًا إلا ما ذكرته لهما من تعريف عام ثم تتوقع فرحًا وتهليلاً بهذا القرار بل حتى بمجرد الفكرة قبل أن تصبح قرارًا؟ ربما لا تريد الاعتراف بأن رد فعلهما المتمثل في مزيج من خيبة الأمل والغضب طبيعي وأن الخطوة التي قمت بها من إعلان عن هدفك هي خطوة حمقاء عليك مراجعتها.
الأمر سيان فيما يتعلق بالأصدقاء ربما تجد تهليلاً من بعض غير المهتمين بما تفعل ولكن أصدقاءك الحقيقيين سيلبسون فورًا ثوب الناصح وسيذكرونك بفشل قديم في مجال آخر لا تحسنه – كمبالغة منهم في حمايتك – وهذا طبعًا ما سيسبقهما إليه أبواك، ثم تجد نفسك لم تعد متحمسًا لتلك الخطوة كما كنت في السابق وربما وجدت صدًا عنيفًا من الأبوين خاصة إذا كانت لديهما سلطة قوية عليك ويصبح ما كان حلمًا ورديًا جميلاً، لم تضع بعد حتى لبنته الأولى.
موضوع صراع وأزمات نفسية كنت في غنى عنها، سأذكر لاحقًا معاني عليك استحضارها إذا كنت تواجه هذا النوع من المشاكل بعد أن تفوهت بما كان عليك كتمانه مقتبسة بتصرف من مقال لـ«لآلدن تان (Alden Tan)» بعنوان « سبعة أشياء عليك تذكرها عندما لا تجد دعمًا من الآخرين».
لكن قبلها سأذكر صورة أخرى تبدو مثالية وهي أنك وجدت استحسانًا ممن حولك وترحيبًا بالفكرة وإن كانوا غير ملمين بتفاصيلها وبمدى صعوبة تحقيقها على أرض الواقع، هذا على الأرجح سيولد لديك شعورًا بالرضى والثقة بالنفس لدرجة أنك لن تتعامل مع الهدف بعد ذلك بجدية ثم شيئًا فشيئًا سينجر عن عدم تقدمك في الهدف، هذا بالإضافة إلى إكثار من حولك لذكره، ضغطًا هائلاً يفسد عليك التفكير المتزن في الخطوات التي يجب عليك اتخاذها واستعجالا غير محمود قد يؤدي في النهاية إلى فشل الفكرة والهدف بل وخيبة قد تمنعك مستقبلاً من اتخاذ خطوات مشابهة.
لقد طرح «ديريك سيفرز (Derek Sivers)» في حديث له على «تيد (TED)» بعنوان «احتفظ بأهدافك لنفسك» هذه الفكرة وأوضح من خلال كلام علماء النفس أن أحدنا، في الصورة المثالية، لن يشعر بالرضى حتى يحقق ما عزم على إنجازه في البداية وهذا ما سيحثه على بذل المجهود اللازم لتحقيقه، أما إذا أخبر به من حوله وقوبل ذلك بالاعتراف بأهميته وبقدرته على إنجازه ونحو ذلك فعندها يحدث ما يسميه علماء النفس «واقعا اجتماعيا».
يخدعك عقلك من خلال الشعور بأن ذلك قد تم بالفعل وعندها، ونظرا لشعورك بالرضى، ستكون أقل تحفيزا للقيام بالعمل الشاق الذي يتطلبه إنجاز الهدف، وقد وصف ذلك «كيرت لوين» في سنة 1926 بالـ«التعويض» ووجدت «ويرا ماهلر» سنة 1933 أن الشعور يترسخ فعلاً في العقل إذا أقره الآخرون.
في سنة 1982، ألف بيتر جلوتزر كتابًا كاملاً حول هذا الموضوع، ثم قام في سنة 2009 ببعض الاختبارات الحديثة التي نشرها وخلاصتها كالآتي: شارك 163 شخصًا في أربع تجارب متفرقة، دون كل منهم هدفه الشخصي، ثم أعلن نصفهم أمام الجميع التزامه بتحقيق ذلك الهدف، أما النصف الآخر فلم يفعل، وقد مُنح كل منهم مدة 45 دقيقة من العمل الذي يوصلهم مباشرة لأهدافهم لكن أُخبروا بأنه يمكنهم التوقف عن المحاولة متى شاءوا.
النتيجة كانت أن أولئك الذين لاذوا بالصمت عملوا بجد، في المتوسط، طيلة الـ45 دقيقة الممنوحة لهم وعندما سئلوا بعد ذلك أكدوا شعورهم بأن الطريق أمامهم مازال طويلاً لبلوغ أهدافهم (لاحظ عدم الشعور بالرضى لأن الهدف لم يُنجز بعد) أما أولئك الذين أعلنوا أهدافهم، انسحبوا، في المتوسط، بعد 33 دقيقة فقط من المحاولة وعندما سئلوا بعد ذلك أكدوا أنهم كانوا يشعرون بمدى دنوهم من تحقيق هدفهم (لاحظ الشعور بالرضى رغم عدم تحقيق الهدف والانسحاب قبل انتهاء الزمن المحدد).
لذلك يجب عليك مقاومة إغراء الإعلان عن الهدف واعلم جيدًا صعوبة الكتمان في مجتمعاتنا وما يحاك حول الكتوم من فرضيات من نحو أنه متعال أو انطوائي أو أنه لا يحب أحدًا ويبغض الجميع، فالنسيج الاجتماعي العربي متشابك لدرجة تقصي مثل هذا الصنف إذ عليك أن تقدم قربانًا متمثلاً في الحديث عن حياتك الخاصة وحياة من تعرف حتى يُؤمَن جانبك، ولا تُعامل كالغريب ولعل من أبرز ما يحافظ عليه أفراد مجتمعنا للدلالة على ترابط شكلي، في أحيان كثيرة، هو تتبع أخبار بعضنا البعض وعرض الآراء حول كل شاردة وواردة وكل فكرة يتفوه بها أحدنا تصبح بين ليلة وضحاها واقعًا يتناقله الناس في مجالسهم فيتندر به بعضهم ويحيك بعضهم الآخر النظريات حوله، ومع التفشي الواضح لحب الظهور والتفاخر قد يصبح ما أسررت به للمقربين لك خبرًا يتناقله أشخاص لا يعرفون عنك إلا الاسم ويتيح ذلك لغرباء التدخل في شئونك بل ونصحك بالعدول عما تعتزم القيام به أو المضي فيه قدمًا بل والتهنئة حتى بما لم تنجزه مما يورث ذلك لديك إحساسًا بالرضى يثنيك عن العمل الجاد ويوهمك عقلك حينها بتحقيق العمل من خلال الحديث عنه فقط.
كخلاصة، عند إعلانك عن هدفك أمام غير المتخصصين لغير غرض الاستشارة فأنت قد تعرض نفسك للآتي:
1. نقاشات حول الفكرة قد تحاول ثنيك عن المضي قدما نحو هدفك وربما يصل الأمر لنزاعات مع الأهل والأقارب.
2. رد فعل إيجابي واستحسان من قبل الجميع يخلق لديك شعورًا قويًا بالرضى ويجعلك لا تتعامل بجدية مع الهدف ولا تبذل الجهد الكافي لبلوغه.
3. تشويش المحيطين بك عليك بقصد أو دون قصد والتدخل في خطوات العمل والتقليل من قيمة ما أنجزته من مهام قصيرة المدى بعد دراسة متأنية للمشروع (الهدف) وهذا قد يسهم في تشتيت جهودك وإبطاء تقدمك.
4. استعجالك في إنجاز ما تعلم يقينًا أنه يتطلب وقتًا أطول ليكون بالصورة التي ترضيك فقط لإظهار ثمرات عملية للمحيطين بك بعد «تورطك» في عرض حلمك وهو ما زال مجرد فكرة.
5. تحميل نفسك ضغطًا زائدًا على الضغط الذي سيتطلبه العمل وهذا ما قد يوقعك في إحباط عند عدم الوصول للنتائج المطلوبة وقد يثنيك ذلك عن إعادة المحاولة بعد إصابتك بخيبة ورؤية ذلك في وجوه الجميع.
أما إذا آثرت، بعد كل هذا، الدخول في معارك دونكيشوتية عوض الاحتفاظ بما لم يخرج لطور الإنجاز بعد لنفسك، فإليك هذه النقاط المهمة المستفادة من مقال لآلدن تان والذي قد يساعدك استحضارها مع شيء من الجهد والصبر على الخروج من هذه «الورطة».
1. الحياة قصيرة وشغفك هو أولويتك في الحياة:
يسير الكثير من الناس مع التيار في حياتهم ولا يفعلون ما يحبون، ثم ينتهي بهم المطاف ناظرين دائما للخلف متسائلين: «ماذا لو أننا…؟»
سواء وجدت دعمًا ممن حولك أم لا، هل تريد حقًا النظر إلى الخلف في نهاية المطاف نادمًا؟ وألا تعرف ماذا كان سيحدث لو أنك حاولت فعل ما تريده حقًا؟
قد يكون من المحبط فعلاً أن تحاط بأناس يثبطونك ولكن تذكر أن الحياة قصيرة وأنه من الأيسر لك الالتزام بقناعاتك واختياراتك عندما يخالفها الآخرون ويحاولون إحباطك، ويمكنك تعديل مسارك لاحقًا وفق تجربتك الشخصية، لن يلبس أحد ثوبك ولن يعيش أحد حياتك فلا تتركها مرتعًا لكل الأفكار والقناعات المتاحة، لا تلتفت لشيء لا يفيدك في طريقك الذي اخترته بعناية وكما قال بعض السلف «ملتفت لا يصل».
2. قد لا يتمكن الآخرون من فهمك كليًا:
قد يكون هؤلاء الذين لا يشجعونك أو يثبطونك ليسوا بذلك السوء ولا كل ما يريدونه هو تحطيم أحلامك بل لعلهم فقط لم يتمكنوا من رؤية الصورة الكاملة وبالتالي تفهم إقدامك على ما فعلت وكل ما فعلوه هو التعبير عن قلقهم بصوت مرتفع، حاول أن تتعامل مع هذا الموقف بتجرد ولا تأخذه مأخذًا شخصيًا فلعل كل ما يحتاجونه هو تثقيفهم أكثر حول الموضوع أو تقديم المزيد من الشرح فإن كان ذلك غير كاف كل ما عليك إذن هو التجاهل وهذا ليس بالأمر الهين لكن بشيء من الدُّربة يمكنك بلوغه حتما.
3. أحيانا لا يشعر الآخرون بالأمان:
في بعض الأحيان عندما لا يدعمك الآخرون قد يكون ذلك متعلقا بهم هم لا بك أنت أي أن رفضهم لقرارك نابع من مخاوفهم الشخصية فيرون فيه تهديدا لأمنهم واستقرارهم، هم يرفضون خوض تلك التجربة بأنفسهم لذلك يواجهونها بذلك الصد. مجددا، لا تحمل كل ما يُعرض عليك من نقد لغرض النقد لا الإصلاح محمل الجد.
4. تذكر أن أي شيء ممكن التحقيق:
لا أحد يمكنه توقع المستقبل بيقين.
قد يصور لك بعضهم صورة قاتمة لما يمكن أن يحدث في المستقبل إذا هممت بفعل ما عقدت العزم على فعله، ولكن هل يمكن لأحد الإطلاع على الغيب؟ هذا مستحيل قطعا وكل ما يمكننا فعله هو مجرد توقع قد يخطئ وقد يصيب، إذن لا تجعل اعتراضاتهم تصبح حقيقتك وتثنيك عن الإبداع.
5. يمكنك فعل ذلك دون دعمهم:
الحاجة للدعم والتشجيع ممن حولك هو أمر طبيعي ولكن إنجاز ما تريد دون توفر ذلك أمر ممكن عقلا وواقعا فلتنظر في سير الشخصيات الناجحة والملهمة التي سلكت أقل الطرق سيرا.
6. إرضاء الناس غاية لا تُدرك:
لا يمكن أن تجد جماعة من الناس متفقة في كل شيء وكلما قلت دراية هذه الجماعة بالموضوع الذي تطرح آراءها حوله تضاربت الآراء إلى درجة قد تصل إلى حد التضاد فتتراقص الحجج اللاعقلانية هنا وهناك مبرزة تحكما واضحا للأهواء والانطباعات الشخصية فيما يُعرض كأنه حق لا يأتيه الباطل من بين يديه. لا يمكننا إرضاء كل الناس، كثيرا ما ننسى هذا، لذلك خذ نفسا عميقا وركز فيما تحسنه وفيما أنت بصدد القيام به، إن ذلك لهُو أوجب الواجبات.
وفي الختام، أريد أن أسألك :هل مازلت تستهين بأثر إعلان أهدافك وبالتالي إهدار وقت ثمين كان الأولى استثماره في عملية دراسة آليات تحقيق هذا الهدف وفي إنجاز مهام حددتها بعد بحث متجرد (لا بأس ببعض الحدس في مثل هذا ولكن لا يُعول عليه وحده)؟