برشلونة 6-1 باريس: وما زال سؤال السيد مورينيو بلا إجابة!
التاريخ: 28 أبريل 2011
المكان : قاعة المؤتمرات الصحفية لملعب سانتياجو برنابيو
كانت تلك هي كلمات «جوزيه مورينيو» والحسرة تطغى على نبرة صوته بعد خسارة ريال مدريد أمام برشلونة 0-2 في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2011، في مُباراة كانت تسير في اتجاه التعادل إلى أن تم طرد بيبي.
التاريخ: 8 مارس 2017
المكان : ملعب الكامب نو ببرشلونة
الحدث: تجن واضح من الألماني «دينيس أيتكين» حكم مباراة برشلونة وباريس سان جيرمان على الفريق الضيف وحرمانه من ضربة جزاء في مُقابل منح فريق المُقاطعة ضربتي جزاء لا أساس لهما من الصحة سوى في خياله.
قد يعتقد الكثيرون أن هذا تقليل من حجم العودة التاريخية التي قادها زملاء ميسي أمام فريق العاصمة الفرنسي، فالهزيمة ذهابًا في فرنسا برباعية نظيفة قد قتلت التفكير في منطقية حدوث ما حدث اليوم، ولكن دون تدخل واضح من أيتكين لم يكن ليحدث هذا.
إيمري أعطى المُفتاح لإنريكي
بدأ إنريكي المُباراة بطريقة 3-3-1-3 ثلاثي دفاع بيكيه وماسكيرانو وأومتيتي أمامهم بوسكيتس وإنيستا وراكيتيتش أمامهم ميسي كصانع ألعاب وفي الهجوم رافينيها ونيمار وسواريز، بينما بدأ إيمري بطريقة 4-3-3 .
الفيصل لم يكن أبدًا هو طريقة اللعب ولا أسماء اللاعبين، ولكن التطبيق والرغبة فبدت من اللحظة الأولى تعليمات إيمري بتطبيق دفاع من ثُلث ملعب برشلونة وسمح لبرشلونة بالشيء الذي أراده وهو بناء اللعب ووضع الكرة بمنطقة جزاء باريس دائمًا.
إيمري في مُباراة الذهاب قدم درسًا في كيفية الضغط على الخصم في مناطقه واستخلاص الكرة في ملعبه والهجوم السريع، ولكن النتيجة الكبيرة التي حققها جعلته خائفًا من التفريط بها بدلًا من لعب مُباراة كالتي لعبها في باريس.
لم يكن تراجع إيمري فقط هو السبب للضغط الدائم عليه في مناطقه ولكن تواجد ميسي في مركز حر خلف خط الهجوم سبّب اضطرابًا كبيرًا لوسط الباريسيين وكذلك حرر نيمار الذي قدم مُباراة العمر ورافينها على الأطراف.
الشوط الثاني وإيمري يستيقظ
بعدما أعاد تصفيف شعره بين شوطي المُباراة قرر إيمري أن يُبادل برشلونة الضغط حتى ولو على فترات حتى يُجبر رافينها ونيمار على الرجوع للمساندة الدفاعية، وأملًا في الحصول على هدف يُسهل المُهمة بعدما تعقدت كثيرًا، وبالفعل بعد كُرة في العرضة من كافاني استطاع الأوروجواياني وضع الكُرة بشباك شتيجن مُعلنًا صمت الكامب نو.
مُباراة أخرى ما بعد الدقيقة 85
بعد الدقيقة 85 قام برشلونة بـ6 مُحاولات للتسديد على المرمى مثلما حاول باقي الشوط، الأدهى أنه من الـ6 تسديدات سجل برشلونة 3 أهداف بنسبة نجاح خُرافية نقلته للدور الثاني وسط ذهول كُل متابعي كُرة القدم في العالم وعلى رأسهم أوناي إيمري.
الخدعة
يجب على إنريكي ألا يثق في قدرة فريقه المُطلقة على الفوز في المُباريات الكبيرة هذا الموسم لأن الفريق فاز ولكن بضربتي جزاء وبركلة حرة مباشرة وهدف عكسي، برشلونة فعليًا لم يصنع هجمات مُحققة في المُباراة بقدر التي صنعها باريس، فباريس سدد في القائم وأهدر دي ماريا وكافاني انفرادين تامين بالمرمى، أحدهما اعترف ماسكيرانو أنه قد قام بضرب دي ماريا فيه ولم يُصفر الحكم شيئًا، الكُرة اليوم كانت تُريد برشلونة ولكن في يوم آخر قد يُعاقب إنريكي على أداء فريقه.
يوم نيمار
نيمار كان رجل المُباراة بامتياز فهو أكثر من لمس الكُرة بين لاعبي الفريقين بـ109 لمسات، سدد 6 مرات على المرمى، حصل على ضربة جزاء وسجل أُخرى وسجل ضربة حُرة مُباشرة ساحرة وقدَّم هدف التأهل على طبق من ذهب لسيرجيو روبيرتو. نيمار تقمص دور البطولة في ملعب الكامب نو وحمل علم كتالونيا مُخترقًا ضواحي باريس للعبور المُستحيل لدور الثمانية في يوم غاب فيه ميسي عن الدور الذي انتظره جمهور برشلونة أن يفعله للتغني به؛ لذلك استحق العلامة الكاملة 10/10 في تقييم موقع «whoscored» بعد المُباراة.
الأموال لا تصنع كل شيء
داني ألفيش مُتحدثًا عن مانشستر سيتي في 2014.
الموقف برُمَّته يتكرر مع باريس سان جيرمان النادي حديث العهد بالمُنافسات الأوروبية فالقميص الذي تُمثله يعطيك رصيده من الهيبة والثُقل الكروي، فمهما كانت مهارتك وقدرتك الفنية وأنت تلعب لفريق لا يمتلك التاريخ والهيبة اللازمتين ستقع في الفخ يومًا مهما صعدت.
الأمر ظهر في الوقت الحاسم من المُباراة، تشعر للحظات أن لاعبي باريس غير واعيين بما يحدث في الملعب غير قادرين على الرؤية أو على اتخاذ القرار، الثبات في تلك المواقف لن يُشترى أبدًا بالأموال.
دينيز أيتيكين.. كل شيء حولك يُذكرني بتوم أوفريبو
حكم ألماني لا يملك من الخبرة الشيء الكافي لإدارة مُباريات مثل هذه يتم تعيينه لمباراة كتلك من الأساس شيء يُثير الشبهات، أيتيكين لم يدير طوال تاريخه ولو مُباراة واحدة في كأس العالم أو اليورو، ولا مُباراة واحدة، وقام بإدارة 13 مُباراة في دوري أبطال أوروبا طوال تاريخه الذي يمتد لخمسة مواسم فقط وهي ثاني مُباراة فقط يُديرها في دور إقصائي في دوري الأبطال بعد مُباراة أرسنال وموناكو في 2015. حكم أكبر مُباراة أدارها في تاريخه كانت اليوفينتوس وإشبيلية في دور المجموعات تُسند له مُباراة كهذه؟
الحكم الألماني كان صاحب تدخل مُباشر في إعطاء برشلونة القدرة على الاستمرار في المُنافسة وقتل أي فرصة لباريس بداية من ضربة جزاء صحيحة وواضحة غير مُحتسبة إثر لمسة يد من ماسكيرانو، مرورًا بضربتي جزاء لا أساس لهما من الصحة منحتا برشلونة القدرة على التأهل المشكوك في نزاهته.
الأمر ذاته الذي حدث في الستامفورد بريدج في 2009 على يد المغمور النرويجي توم هينيج أوفريبو الذي لم يدر مُباريات في أي بطولة دولية للمُنتخبات وجعلوا منه حكمًا لمُباراة ستُحدد المُتأهل لنهائي أقوى بطولات العالم، والنهاية معروفة بواحدة من أسوأ ليالي كُرة القدم والتي عُرفت بفضيحة برشلونة 2009 فيما بعد.
عفوًا، مورينيو يُقرر الحضور هُنا مرة أخرى قائلًا: «لماذا دوبليكير؟ لماذا بوساكا؟ لماذا ستارك؟ لماذا لم يصعد تشيلسي إلى المُباراة النهائية؟ لماذا طُرد تياجو موتا؟»، لم يكن البرتغالي يدري أنه سيضطر لإضافة اسم أيتيكين إلى تلك القائمة المشبوهة يومًا ما.
الوضع أكبر من مُباراة تم الفوز بها أو صعود لم يكونوا الأجدر به، القضية هي تزوير للتاريخ الذي نشهده بل والتغني بالتزوير الذي سنحكيه لأحفادنا بعد سنوات طويلة، وستقصه الناس لأجيال وأجيال وستطوي الحقيقة المُزورة في قلب عجينة عفنة من الأكاذيب، تحت غلاف جميل من صور ميسي الذي لم يصنع شيئًا، وهو يحتفل مع الجمهور. قسمًا بعدد ضربات الجزاء التي لم تُحتسب على ماسكيرانو وبعدد قفزات نيمار في منطقة الجزاء أن القضية هي العبث بأجمل شيء يوجد على كوكبنا في سنين مُتردية في كل شيء، أرجوكم لوثوا كل شيء إلا هذا، اجعلوها للأفضل وصاحب الاستحقاق دون أي حسابات، أناشدكم بكل ما تحملونه من حُب لتلك اللعبة الجميلة أن تفرحوا بأي ما كان تريدون الفرح به دون تشويه تاريخ سيظل موجودًا لأجيال وأجيال. الوقاحة وصلت للحد الأقصى حيث اعترف ماسكيرانو بضربه لدي ماريا وسط غياب رد فعل الحكم، نحن في مستوى آخر من الفضائح الآن.
يجدر هنا تقديم التحية لإنتر ميلان وتشيلسي وبايرن ميونخ وريال مدريد لأنهم استطاعوا الفوز بدوري الأبطال في تلك الظروف التي لا يقوى عليها أحد.كل هذا وما زال سؤال مورينيو مُستمرًا، ولكنه ليس وحده الآن، لماذا؟