من رابَطَ بالإسكندرية أربعين يومًا كتب الله له برْأَةً من النار ومن عذاب القبر. وخيار أهلها أفضل من خيار غيرها، وشرار أهلها خير من شرار غيرها. هي مدينة ذي القرنين مكتوبة في التوراة والزبور والإنجيل والفرقان، موصوفة في الكتب يعرفها أهل العلم، تسمى الخضراء، واسمها في الزبور البيضاء واسمها في التوراة المذهبة، وفي الفرقان مدينة ذي القرنين، يبعث الله منها ألف شهيد، وجوههم على ضوء القمر ليلة البدر، يغطي كل واحد منهم نورًا على الصراط، ويشفع لسبعين ألفًا، فطوبى لمن رابط فيها.

ما سبق هو حديث منسوب إلى النبي برواية أبي هريرة، وخرجه ابن الصلاح (تـ643هـ – 1245م) ضمن مجموعة أحاديث في رسالته عن «فضائل الإسكندرية».

وابن الصلاح هو المحدِّث المشهور في القرن السابع الهجري، من علماء الموصل، لكنه استقر في دمشق ومات بها، في عهد الدولة الأيوبية التي كانت تسيطر على مصر والشام والحجاز واليمن، وبالتالي كان الرجل حين يتحدث عن الإسكندرية يتناول إقليمًا يقع ضمن الدولة التي يقيم بها.

ما لاحظناه في رسالته عن فضائل الإسكندرية التي طالعنا مخطوطها المنسوب إليه، أنها تضفي أوصافًا أسطورية على مدينة الإسكندرية من ناحيتين، أولها الناحية الدينية، بإيراد أحاديث منسوبة إلى النبي، وأخبار منسوبة إلى الصحابة والتابعين تبين أن المرابطة فيها للجهاد خير من أي مدينة على الإطلاق، ومنها الحديث الذي أوردنا جزءًا منه في مقدمة مقالنا.

أما الناحية الثانية فهي أسطورية الإسكندرية من الناحية المدنية، كمعالمها ورقيها بالنسبة للقرون الوسطى، فالرجل نسب إلى المدينة أوصافًا أسطورية، وإن كان الكثير منها حقيقيًا وأكد عليه غيره.

ما الأوصاف والفضائل (الدينية والمدنية) التي ساقها ابن الصلاح في رسالته عن الإسكندرية؟ وهل أكدت كتابات أخرى هذه الفضائل والأوصاف؟ وما حقيقة ذلك؟ هذا ما نوضحه.

أرض الحشر: من أحب البلاد إلى الله

أغلب الأحاديث التي نقلها ابن الصلاح عن الإسكندرية ارتكزت على فضل المرابطة بها، أي الإقامة بها استعدادًا للجهاد العسكري، ومن هذه الأحاديث ما رواه أبو هريرة أنه سمع النبي يقول: إن المقيم بها ثلاثة أيام من غير رياء كمن عَبَد الله سبعين سنة ما بين الروم والعرب.

وينقل ابن الصلاح مجموعة أحاديث عن النبي، منها الذي يعتبر أن الإسكندرية ستكون أرض الحشر يوم القيامة، مع أرض فلسطين وغور الأردن، وأن هذه البلاد هي الأحب إلى الله.

قداسة الإسكندرية لا تقف عند الرسول بالنسبة لابن الصلاح، فيسرد أخبارًا عن صحابة وتابعين وشخصيات إسلامية مرموقة تؤكد على نفس المعنى، منها أن الصحابي أبا هريرة اعتبر أن الرباط بها لمدة ثلاثة أيام أفضل عند الله من عبادة ألف عام، صيام نهارها وقيام ليلها.

وكذلك ما رواه نقله عن التابعي عبد العزيز بن أبي رواد (تـ159هـ – 775م) إمام الحرم المكي، أنه قال:

ما من عبادة أحب إلى الله من عبادة الإسكندرية، ولا رباط أحب إلى الله تعالى من رباطها على سيف البحر، طوبى لمن رابط فيها واستشهد فيها وصلى فيها التماسًا للخير، فطوبى لهم ثم طوبى.

كما روى ابن الصلاح أن الخليفة عمر بن عبد العزيز تمنّى لو عاش ودفن فيها بين مينائيها.

مسألة الرباط في الإسكندرية مركزية في الأحاديث التي ساقها ابن الصلاح كما أوضحنا، ويبدو أن هذه الأحاديث التي توحي بأنها مُختَلَقة، قد جاءت في سياق كانت الإسكندرية تتعرّض فيه للهجوم، ويوحي بذلك هذا الخبر الذي يسرده ابن الصلاح عن التابعي كعب الأحبار، الذي يتحدث خلاله عن تفاصيل حربية دقيقة:

لقد وددت ألا أموت حتى أدرك الإسكندرية، فقيل له يا كعب الأحبار قد فتحت الإسكندرية، فقال ليس ذلك يومها، إذا جاءتها مائة سفينة حتى تتم سبعمائة ومثلها أيضًا، فذلك ألف وأربعمائة مركب، حتى ينزلوا بالإسكندرية، فعند ذلك الوقعة العظمى، طوبى لمن أدركها، ثم طوبى له، والذي نفس كعب بيده، ليقتلن بها من الخلق حتى يبلغ الدم أرساغ الخيل، فعندها الشهادة العظمى.

تبدو هذه التفاصيل مناسبة لموقف عسكري تعرضت له الإسكندرية، أو يحتمل أن تتعرض له، وهو ما يُمكن تفهّمه بسبب تعرّض المدينة الساحلية لموجاتٍ متتالية من الهجمات العسكرية، ما جعلها أيقونة لتجسيد الصراع بين الشرق والغرب.

 وفي هذا التوقيت كانت المدينة مستهدفة من الصليبيين، وبالتالي فإن نشر هذه الأحاديث يحفز الناس على الإقامة بها للجهاد، بصرف النظر عن كونها حقيقية أو مكذوبة على النبي.

في فترة ابن الصلاح وما قبلها وبعدها بقليل (زمن الحروب الصليبية)، تعرضت الإسكندرية لأكثر من غزو، ففي 562هـ – 1167 م، حاصرها الصليبيون واقتحموها ثم طُرِدوا منها في العام التالي على يد صلاح الدين.

وفي عام 1202م تعرّضت لغزو جديد من البنادقة. وفي 1250م بينما كان لويس التاسع ملك فرنسا يتباحث في أمر افتداء نفسه من سلطان مصر، استولى ملك قبرص عليها من جديد. وفي عام 767هـ – 1367م، غزا الفرنجة المدينة من جديد، حسبما وثق الفرنسي جراتيان لوبير ضمن دراسته عن الإسكندرية في موسوعة «وصف مصر».

وتحت تأثير الحروب الصليبية كان الناس في ذاك الزمان يميلون إلى أي نص ديني يدعم موقف المسلمين ضد الصليبيين، ومن ذلك أن الآيات الافتتاحية لسورة الروم شاعت قراءتها في هذا الوقت: «…غَلَبَت الروم في أدنى الأرض، وهم من بعد غَلَبِهم سيُغلَبون»، على عكس القراءة الشائعة: «غُلِبَت الروم في أدنى الأرض، وهم من بعد غَلَبِهم سيَغلِبون»، حسبما رصدت أستاذة التاريخ ناديا ماريا الشيخ في دراستها « Surat al-Rum: A Study of the Exegetical Literature».

فقد كان الناس يسقطون كلمة الروم على الصليبيين الفرنجة، الذين كانوا متغلبين على المسلمين، ويستبشرون بقراءة الآيات بالطريقة التي ذكرناها كوعدٍ من الله بأنهم سيَغلِبُون الروم الصليبيين، وهي قراءة قال بها بعض الصحابة لكنها لم تكن شائعة.

فإذا كان القرآن نفسه استخدم لصالح الجهاد ضد الصليبيين، فما المانع من استخدام الحديث كذلك، لدفع الناس لتحصين الإسكندرية، هذا الثغر الذي يعتبر مفتاح مصر، مقر السلطنة الأيوبية من الجهة الشمالية؟

خاصة وأن تلك الأحاديث والأخبار لم تعطنا مبررًا واحدًا لهذه الأفضلية الدينية للمدينة، وكذلك كان من طبع كتاب ما عرفت بـ«رسائل الفضائل» المبالغة في وصف المدن التي يحكون عنها، حسبما ذكر لنا الباحث في المخطوطات العربية بجامعة برلين الحرة يسري السعداوي.

منارة أطول من برج خليفة 5 مرات

بعد أن ساق ابن الصلاح هذه الأحاديث على مدار رسالته الطويلة، ذكر في نهايتها خبرًا طويلاً عن أوصاف المدينة، وكأنه بعد أن ساق المبررات الدينية، قرر أن يحبب الناس في المدينة بطريقة جديدة.

الخبر عن أوصاف المدينة رواه ابن الصلاح عن رجل من خراسان يدعى محمد بن عبد الوهاب وكنيته «أبو خزيمة»، قطع سفرًا طويلاً حتى وصل الإسكندرية ليرابط بها عام 560هـ، لِمَا سمعه عن فضل المرابطة بها، ولم يكن قد دخلها قبل ذلك، فلما دخلها انبهر بما شاهده وحكى عنها ما يلي:

  • شاهد الإسكندرية من على بعد 14 ميلاً لشدة بياضها ولمعانها، لأن جميع شوارعها مبلطة بالرخام الهيصمي (أشد بياضًا من الرخام العادي) عالية البناء، لا تبطل العمارة من أسوارها على الدوام.
  • للمدينة سور يحيط بها وله بوابات ضخمة مصفحة بالحديد، وحول السور خندق من الماء يلتف حول السور ليُحصِّنه. ولا يدخل المدينة غريب قبل أن يحصل على إذن من حاكمها، واستغرق ذلك 3 أيام بالنسبة لابن خزيمة.
  • لا تظلم ليلاً؛ فمساجدها وشوارعها بها مصابيح للإنارة، ولذلك فإن أهلها يعيشون نهارهم كليلهم، وهو أمر كان خارقًا بالنسبة للعصور الوسطى.
  • ضخمة واسعة، تضم 800 محراب، وكان بها 12 ألف مسجد قبل زمن ابن الصلاح.
  • الإسكندرية لا يعلوها دخان أبدًا ولا يُرى في شوارعها تراب ولا حصو.
  • بها قصر معلق، وبه سر يجعل المدينة نظيفة باستمرار، فأي شخص يلقي بمخلفات أمام منزله كانت تنتقل بشكل سحري إلى كومة للقمامة بجوار هذا القصر.
  • بها 360 قُلَّة مبيضة مرسومة بماء الذهب بِاسم الملك (والي المدينة)، ولكل وزير للملك قُلَّة مبنية بالزلط الهيصم.
    القُلَّة هي هذه الآنية الفخارية المعروفة، ولكن المقصود هنا كان شيئا ضخمًا لكنه على هيئة القُلّة، حيث يورد ابن الصلاح أن قُلة الوالي كان لها بابان أحدهما يفتح للشرق والثاني للجنوب، وعلى الباب الجنوبي للقلة عمودان مربعان من الزلط الأحمر مصور عليهما إرهاط وشخوص، طول كل عامود منهما سبعون ذراعًا، وهما متساويان في طولهما بينهما مسافة طولها سبعة عشر ذراعًا، وعليها شبكة من نحاس.
    وفي السابق على زمن الراوي، كانت الصور المنقوشة على العمودين إذا أتى عدو إلى المدينة من البحر، تتحول كل صورة على العامود إلى كائن حقيقي يصعد من البحر ويكثر الصراخ، فيعرف الناس أن هناك عدوًا يهاجم المدينة.
  • منارة الإسكندرية مربعة الأركان مرتفعة لدرجة أسطورية، يُصعد إليها بـ99 سلمًا، طول كل سلم أربعون ذراعًا، أي أن ارتفاع المنارة -بحسب الرواية- بلغ 4 آلاف و500م تقريبا، إذا ما حولنا الذراع إلى متر، أي أكثر من خمسة أضعاف ارتفاع برج خليفة (الأعلى في العالم حاليًا)!
    سلالم المنارة من النحاس الأصفر منقوش عليها أرهاط وشخوص، أيضًا للمنارة مرآة مزينة بالذهب وفوقها علَم من فضة يدور معها أين دارات، فإذا كانت الشمس شرقًا أو غربًا تدور آليًا إلى ناحيتها، فتعكس صورة من قابلها من على بعد ثمانية آلاف ميل، أي حوالي 15 ألف كيلومتر!

يروي ابن الصلاح عن أبو خزيمة أنه وجد المنارة على حالها، إلا أنها كانت معطلة عن العمل، بفعل جاسوس أرسله إمبراطور روما لخداع الحكام المسلمين وهدم المرآة، حتى إذا ما غزوا مصر لا يراهم المسلمون في المرآة وهم قادمون في البحر.

حقيقة ما نقله ابن الصلاح: كثير منه حقيقي

بإخضاع ما نقله ابن الصلاح للمقارنة مع ما ذكره مؤرخون آخرون ورحالة زاروا المدينة في هذه الفترة وما قبلها، يمكننا أن نقف على أن بعض هذه الأوصاف كان حقيقيًا، وبعضها كان دعائيًا، ربما شاع على ألسنة العامة الذين يميلون إلى تصديق الخرافات، وتضخيم كل ما هو قديم، وهو من سمات القرون الوسطى عمومًا.

لأجل ذلك طالعنا ما نقله المؤرخ والجغرافي المسعودي (تـ346هـ – 957م) في «مروج الذهب»، وما نقله الرحالة الأندلسي ابن جبير في رحلته التي زار خلالها الإسكندرية عام 578هـ – 1183م، وهي أقرب لزمن رسالة ابن الصلاح، وما ذكره الرحالة المغربي ابن بطوطة في رحلته التي زار خلالها الإسكندرية عام 725هـ – 1326م، وأخيرًا ما دونه الفرنسي جراتيان لوبير في دراسته عن الإسكندرية، والتي جاءت ضمن موسوعة «وصف مصر»، واستندت على مصادر إغريقية ورومانية وعربية، وكذلك من خلال مشاهدته المباشرة للمدينة، بعد أن زارها عام 1798.

ومن خلال هذه المصادر تعرفنا على أوصاف إضافية لم يذكرها ابن الصلاح، وتأكدنا من صحة بعض ما ذكره، كما تبين أن بعض الأوصاف الأسطورية التي ذكرها لم يقلها غيره، ما يشكك في صحتها، وخلاصة ما توصلنا له كان كالتالي:

حتى عهد صلاح الدين كانت المدينة في غاية التحضر والرقي والاتساع (ما شاهدنا أوسع مسالك منه، ولا أعلى مبنى، ولا أعتق، ولا أحفل منه، وأسواقه في نهاية من الاحتفال -الازدحام- أيضًا، بحسب وصف ابن جبير)، ثم أخذت في التراجع تدريجيًا من بعده.

كانت المدينة تضاء ليلاً بمصابيح، وأكد أكثر من مؤرخ أن ليل أهلها كان كنهارها.

أنشأت الحكومة بالمدينة فنادق ينزلها الغرباء، وحمامات عامة، وكان بها مسلات وسوار من العهود الرومانية واليونانية لا حصر لها، وذكر أكثر من مؤرخ أن عدد مساجدها تراوح بين 8 آلاف و12 ألف مسجد، بين أقل وأكبر تقدير، حتى وصفت بأنها أكثر بلاد الله مساجد.

كان بها نظام طبي متقدم، من خلال المستشفيات العامة التي أنشأتها الدولة، وكان المريض الذي لا يستطيع زيارة المستشفى يمكنه استدعاء طبيبٍ إلى بيته.

كانت تعج بالمدارس التي يفد إليها طلاب العلم من كل مكان، وخصصت الدولة لهم مدرسين وخدمًا لرعايتهم، ورواتب لإنفاقها، ومباني سكنية يقيمون ويطعمون بها، ونفس المساكن كان يمكن أن يقيم بها أهل التصوف المنقطعين للعبادة على نفقة الدولة.

كان بها موظفون للجمارك وجواز العبور، يتحصلون على رسوم على البضائع التي تدخلها عبر مينائَيْها.

اشتملت المدينة على ميناءين (شرقي وغربي)، كانا الأكبر في العالم حتى العهد المملوكي.

رغم ما سبق كانت المدينة في العهود الإسلامية أقل حالاً مما كانت عليه قبلها، فقد تقلص حجمها، وهدم الوالي عمرو بن العاص أسوارها القديمة، وبنى أسوارًا جديدة على مساحة أقل مما كانت عليه قبله بكثير، وبقيت آثار المدينة القديمة خارج الأسوار الجديدة حتى قدوم الحملة الفرنسية عام 1798.

فيما لم تتفق باقي مصادر التاريخ مع ما ذكره ابن الصلاح بأن شوارعها كانت مُبلّطة بالرخام الهيصمي، كما لم تكن القمامة تُجمع بالطريقة السحرية التي ذكرها ابن الصلاح، وإن شهد المؤرخون بنظافة شوارع المدينة ونظامها في العهود الإسلامية الأولى والوسيطة.

لم تكن المنارة بهذا بالحجم الذي وصفه ابن الصلاح، رغم ضخامتها فعليًا؛ فقد وصل ارتفاعها -وفقًا للمصادر الإغريقية والرومانية- إلى 400 قدم أي حوالي 122 مترًا، أي كانت تقترب من ارتفاع ناطحات السحاب بمقاييس عصرنا.

اعتلى المنارة شعلة كان يراها المسافر ليلاً من على بعد 10 فراسخ بحرية، أي ما يعادل 57.6 كيلومترًا تقريبًا.

وبجانب الشعلة، كانت هناك المرآة التي كانت بالفعل تعكس صورة القادم إلى الإسكندرية من البحر قبل أن تراه العين المجردة بكيلومترات، وتهدمت المرآة والشعلة في القرن الأول الهجري بعد دخول العرب مصر، بفعل زلزال.

لاحقًا تهدمت المنارة على مراحل بفعل أكثر من زلزال، وانتهى وجودها في عهد الناصر محمد بن قلاوون، الذي قرر إنشاء منارة جديدة لكنه مات قبل بنائها عام 741هـ – 1341م، ورممت المنارة في عهد أحمد بن طولون عام 880م، وأقام أعلاها قبة خشبية بعد انهيار المرآة والشعلة، ولكنها هدمت مع الوقت أيضًا.

الخراب الأكبر للمدينة كان في العهد العثماني الذي بدأ عام 1517م، فقد تراجع عدد سكانها من حوالي 600 ألف نسمة في عهد الرومان إلى 8 آلاف نسمة فقط حين دخلها الفرنسيون، الذين وجدوا أغلب المدينة عبارة عن خرابات ومقابر، يقيم الناس بينها.