أوقاف محمد علي ومخصصات تكية مكة في أيام الشوربة والتوسعة
نصّت حجة وقفية الحاج محمد علي باشا التي أنشأها في سنة 1260هـ/1844م (تم التعريف بها في مقالة سابقة بموقع إضاءات) على أن نصيب تكية مكة المكرمة من ريع الأراضي الموقوفة ينقسم إلى قسمين: قسم للإنفاق على «لوازم كلية»، وقسم آخر للإنفاق على «لوازم جزئية»، وبيانهما هو الآتي:
القسم الأول
ما يصرف في ثمن «لوازم كلية لعملية الخبز والطبخ، مع ما يلزم من أجرة ما ينقل ويُحمل برًا»: مبلغ 227.677 قرشًا روميًا سنويًا، ويُشترى بهذا المبلغ 9 أصناف معلومة المقادير لإطعام 500 نفس من الفقراء والمساكين؛ سواء المقيمين منهم بالتكية أو الواردين عليها، وإطعام 17 رجلاً مقررين في وظائف هذه التكية، وإطعام 2500 نفس من الفقراء والمساكين في 110 يوم هي أيام أشهر الأربعة التي أولها غرة رمضان، وآخرها سلخ ذي الحجة الحرام، بعد إخراج يومَيْ النقص من الشهرين الناقصين، والثمانية أيام التعطيل وهي: ثلاثة أيام عيد الفطر، ويوم الوقفة ويوم عيد النحر، وأيام التشريق الثلاثة من ذي الحجة الحرام، فيكون إجمالي المستحقين في الإطعام 3017 نفسًا. وعدد أيام الشوربة 67 يومًا، وعدد أيام التوسعة باللحم والأرز 43 يومًا، وهي أيام شهر رمضان الثلاثون، والإثنى عشر خميسًا من غيره، ويوم التروية ثامن ذي الحجة من كل عام.
أما الأصناف التسعة المشار إليها وما هو مرتبٌ منها في مدة الأشهر الثمانية: التي أولها غرة المحرم، وآخرها سلخ شعبان البالغ عدة أيامها، خلا أيام النقص الأربعة، من الأشهر النواقص الأربعة، 236 يومًا: فمقاديرها عشرةُ آلاف أوقة، واثنتا عشرة أوقة، ونصف أقة، وبيانها التفصيلي هو الآتي:
- من الأرز 10.012.5 أقة.
- من السمن المسلي 2002.5 أقة.
- من اللحم 2563 أقة و80 درهمًا.
- من جراية الخبز 31506.
- من الملح المصلح للطعام 708 أقة.
- من الحمص 320 أقة.
- من البصل 2040 أقة.
- من الحطب 20476 أقة.
- من الزيت 17 أقة و280 درهمًا.
وتلك المقادير موزعة على أيام الشوربة. وأيام التوسعة باللحم والأرز.
فما خُصص بأيام الشوربة التي عدَّتُها 204 أيام هو: من الأرز 6808.5 أقة. ومن السمن 1361 أقة و280 درهمًا. ومن جراية الخبز 27234 أقة. ومن الملح 612 أقة. ومن البصل 2040 أقة. ومن الحطب 17340 أقة. ومن الزيت 15 أقة و220 درهمًا.
وتمضي الحجة في بيان ما يصرف من تلك المقادير والأصناف في كل يوم على حدة من أيام الشوربة، وهو: من الأرز 33 أقة و150 درهمًا. ومن السمن 6 أقة و270 درهمًا. ومن جراية الخبز 133.5 أقة. ومن الملح المصلح 3 أقة. ومن البصل 10 أوقق. ومن الحطب 85 أقة. ومن الزيت 30 درهمًا.
وزيادة في التدقيق والضبط للأصناف والمقادير، تمضي الحجة فتبين أساس تلك المقادير والأصناف في أيام الشوربة بنسبتها لكل واحد من الفقراء والمساكين الخمسمائة المذكورين، وهو: من الأرز 25 درهمًا. ومن السمن 5 دراهم. ومن جرايةِ الخبز 100 درهم. وترتيب 50 درهمًا من الأرز، 10 دراهم من السمن، 200 درهمٍ من الخبز، لكل واحدٍ من أرباب الوظايف السبعة عشر رجلاً المقررين في الخدمة.
وأما ما خُصِّصَ بأيامِ التوسعة باللحمِ والأرزِ، التي عدتُها 32 خميسًا؛ تشمل كل خميس من أيام الأشهر الثمانية الذكورة سابقاً، فهو: 3204 أقة من الأرز، و640 أقة و320 درهمًا من السمن. 2563 أقة و80 درهمًا من اللحم. و4272 أقة من الخبز. و96 أقة من الملح المصلح. و320 أقة من الحمص. و3136 أقة من الحطبِ. وأقتان اثنتان و160 درهمًا من الزيت.
وتمضي الحجة في بيان ما يوزع من تلك الأصناف والمقادير كل يوم على حدة من تلك الأيام وهو: من الأرز 203 أقة و50 درهمًا. ومن السمن 20 أقة و10 دراهم. ومن اللحم 80 أقة و40 درهمًا. ومن الخبز 133.5 أقة. ومن الملح المصلح 3 أقق. ومن الحمص 10 أقق. ومن الحطب 98 أقة. ومن الزيت 30 درهمًا.
وعلى نهج التدقيق والضبط الذي ورد بشأن أيام الشوربة، تمضي الحجة في بيان ما يخص كل فرد من تلك الأصناف والمقادير وهو بحسابِ ترتيب: خمسةٍ وسبعين درهمًا من الأرز، وخمسة عشر درهمًا من السمنِ، وستين درهمًا من اللحم، ومائة درهم من الخبز؛ لكل واحد من الخمسمائة نفس المذكورين. وترتيب مائة وخمسين درهمًا من الأرزِ، وثلاثين درهمًا من السمن، ومائة وعشرين درهمًا من اللحم، ومائتي درهم من الخبز؛ لكلِّ واحدٍ من الخدم السبعة عشر رجلاً المقررين.
ثم توضح الحجة ما هو مرتبٌ في الأشهر الأربعةِ المكملة للسنة (إضافة إلى الأشهر الثمانية السابق ذكرها) من تلك الأصنافِ المذكورة وهو: من الأرز 31.262 أقة. ومن السمن 6.252 أقة و160 درهمًا. ومن اللحم 16.460 أقة. ومن الخبز 70180 أقة. ومن الملح المصلح 1.650 أقة. ومن البصل 3.350 أقة. ومن الحمص 1.150 أقة. ومن الحطب 37 78.0 أقة. ومن الزيت 24 أقة و300 درهمًا. وذلك حسبما خُصص منها بأيامِ الشوربة، وما خصص لأيام التوسعة وهو:
في أيام الشوربة التي عدتها سبعة وستون يومًا يُصرف: من الأرز 10.686.5 أقة. ومن السمن المسلي 2.137 أقة و120 درهاً. ومن الخبز 42.746 أقة. ومن الملح 1.005 أقق. ومن البصل 3.350 أقة. ومن الحطب 21.440 أقة. ومن الزيت 15 أقة و30 درهمًا.
وتوضح الحجة أن تلك المقادير مقدرة بناءً على أن يُرتب في كلِّ يومٍ على حدة من أيام الشوربة: من الأرز 159.5 أقة. ومن السمن 31 أقة و360 درهمًا. ومن الخبز 638 أقة. ومن الملح المصلح 15 أقة. ومن البصل 50 أقة. ومن الحطب 320 أقة. ومن الزيت 228 درهمًا.
أما ما يخص أيام التوسعة باللحم والأرز فهو: من الأرز 32.026 أقة. ومن السمن 4.115 أقة و40 درهمًا. ومن اللحم 460 أقة و160 درهمًا. ومن الخبز 27.434 أقة. ومن الملح 645 أقة. ومن الحطب 16.340 أقة. ومن الحمص 2.150 أقة. ومن الزيت 9 أقق و270 درهمًا.
وتمضي الحجة في بيان ما يترتبَ في كلِّ يوم على حدة من أيام التوسعة وهو: من الأرز 478 أقة. ومن السمن 95 أقة و280 درهمًا. ومن اللحم 382 أقة و320 درهمًا. ومن الخبز 638 أقة. ومن الملح 15 أقة. ومن الحمص 50 أقة. ومن الحطب 380 أقة. ومن الزيت 90 درهمًا.
ثم تمضي الحجة في التدقيق والضبط على النهج السابق ذكره؛ فتوضح ما يخص كل فرد من الخدم الستة والعشرين رجلاً، وهو: من الأرز 75 أقة. ومن السمن 15 درهمًا. ومن اللحم 60 درهمًا. ومن الخبز 100 درهمٍ لكلِّ واحد من الفقراء والمساكين، الألفين والخمسين المذكورين. وترتيب مائة وخمسين درهمًا من الأرز، وثلاثين درهمًا من السمن، ومائة وعشرين درهمًا من اللحم، ومائتا درهمٍ من الخبز، لكل واحد من الخدم الستة والعشرين رجلاً السابق ذكرهم.
ثم تعود الحجة لحصر جملة جميع ما رُتب لإطعامِ الطعام في تكية مكة المكرمة في ظرف الإثني عشر شهرًا بأجمعِها من الأصناف التسعة المذكورة، وهو: من الأرز 41.274.5. ومن السمن المسلي 8.254 أقة و60 درهما. ومن اللحم 19.023 أقة و40 درهماً. ومن الخبز المصنوع قرصة 101.686 أقة؛ الذي قُدر أصله أربعة وستون ألف أوقة وسبعماية وعشرون أوقة من دقيق الحنطة. ومن الملح 2.358 أقة. ومن البصل 5.390 أقة. ومن الحمص 1.470 أقة. ومن الحطب 58.256 أقة. ومن الزيت 42 أقة و180 درهمًا.
وحتى لا يكون أمر تحديد نوعية تلك المقادير متروكًا لأهواء المنوط بهم شراؤها؛ وتفاديًا لأن يعمد المسئولون عن إدارة التكية لشراء أنوع غير جيدة؛ نصت الحجة على أسعار شراء كل منها وهو: أن تشترى الأوقة الواحدة من صنفِ الأرزِ بستين نصفَ فضةٍ، ومن صنف السمن بستة قروش، وواحد وعشرين نصف فضةٍ، ومن صنفِ اللحم بأربعة وأربعين نصف فضة، ومن الدقيقِ بإحدى وخمسين نصف فضة، ومن الملح بثلاثةٍ وعشرين نصف فضة، ومن البصلِ بثمانية عشر نصف فضة، ومن الحُمُّص بستة وعشرين نصف فضة، ومن الحطبِ بنصفين اثنين فضة، ومن الزيتِ بثلاثةِ قروش وثلاثين نصف فضة، فيكون جميعُ أثمانِها بهذا الاعتبار مبلغًا قدرُه من القروش الرومية: مائتا ألف قرش، وسبعة وعشرون ألف قرش، وستماية وسبعة وسبعون قرشًا، وزيادة على ذلك أحد وثلاثون نصفَ فضةٍ، وهذا المبلغ مطابق لأصل الإجمالي المخصص. وهذا كله حسب أسعارِ سنة تأسيس الوقفية، مع ضميمةِ ما يلزم ضمه إليها من أجرةِ ما يُنقل ويُحمل برًا. ويتبقى فيما يستقبل من الزمان أن تكونَ الأسعارُ بحسب أوقاتِها الواقعة فيها زيادةً ونقصانًا. والعبرةُ في كل سنة بدفتر المساحةِ الذي أشارت إليه الحجة.
القسم الثاني
ما يصرف في ثمن لوازم جزئية لتكية مكة سنويًا، هو مبلغ قدره 663 قرشًا روميًا، و20 نصف فضة، وذلك فيما يلزم من تبييض النحاس، وترميم الكوانين، وتنظيف بيوت الماء، وتعمير الطواحين، وما أشبه ذلك. ومبلغ آخر قدره: 34.932 قرشًا روميًا لأرباب الوظائف المستخدمين في التكية يقسم قسمين: مبلغ لــ 17 خادمًا مقررين للخدمة سنويًا وهو: 33.360 قرشًا، ومرتب لـ 9 مساعدين للخدم شهريًا مدة أربعة أشهر (أشهر الحج) هو: 1.572 قرشًا روميًا.
أما مرتبات الموظفين البالغ عددهم 17 موظفًا، فهي شهريًا: 1000 قرش لمدير التكية. و520 قرشًا لوكيل الخرج. 250 قرشًا للكاتب، و50 قرشًا للقباني، و200 قرش للكيلاءجي، و60 قرشًا لرفيق الكيلاءجي. 150 قرشًا للطباخ. و120 قرشًا لرفيقي الطباخ مناصفة بينهما. و90 قرشًا للخباز. و120 قرشًا لرفيقي الخباز مناصفة بينهما. و30 قرشًا للحمال. و120 قرشًا للسقائين الاثنين مناصفة بينهما. و70 قرشًا للبوابين الاثنين مناصفة بينهما.
وحب حصيد ما سبق هو: أن جملة ما رتب صرفه على تكية مكة المكرمة في السنة الواحدة من ثمن اللوازم الكلية، والمرتبات واللوازم الجزئية وأجرة المستخدمين هو: 263.273 قرشًا روميًا، ويكون مقدار ما فضل من ريع أراضي الوقفية على هذه التكية هو: 50.000 قرشًا روميًا وذلك كله بحسب مستويات أسعار سنة إبرام عقد الوقفية 1260هــ/1844م. ويلزم فيما بعد تلك السنة أن تكون مصاريف كل سنة بحسبها، وأن تحرر بها دفاتر محاسبة تشتمل على بيان ما صرف وما فضل بعد الصرف، حسب ما نصت عليه حجة الوقفية.
وتجدر الإشارة إلى أن القرش الرومي كان يساوي 40 نصف فضة بعملة ذلك الزمن، وكان النصف فضة قد حل محل «البارة»، والبارة = 1/4 مليم، وقد بدأ تداول المليم في عهد السلطان حسين كامل في سنة 1916م. ومنذ خمسينيات القرن العرشين اعتمدت وزارة الأوقاف المصرية أن كل 40 نصف فضة تعادل قرش صاغ واحد.