خارج موسم الجوائز: 7 أفلام تستحق المشاهدة
في الخامس والعشرين من فبراير الحالي أقيم حفل توزيع جوائز الأوسكار 91، المقدمة من أكاديمية علوم وفنون الصور المتحركة، وبذلك يسدل الستار على موسم الجوائز الأمريكي.
تحظى دائمًا الأفلام التي تنال الترشيحات أو الفوز خلال موسم الجوائز بنصيبها الوافر من المشاهدات والاهتمام النقدي. نقدم لكم في هذه المساحة قائمة بأهم الأفلام التي تستحق المشاهدة بعيدًا عن الزخم الإعلامي لموسم الجوائز.
Wildlife
التجربة الإخراجية الأولى للممثل بول دانو، في عمل مقتبس عن رواية تحمل نفس الاسم للروائي ريتشارد فورد. يحكي الفيلم عبر عيني صبي في الرابعة عشرة من عمره تداعي عائلة أمريكية بسيطة تكافح من أجل البقاء في ستينيات القرن الماضي، حيث تتفسخ العلاقة بين الأب والأم.
يعتمد النص، الذي كتبه دانو رفقة زوي كازان، على جاذبية وتعقيدات أبطاله أكثر من اعتماده على الحبكة. يمنح النص الكثير من التعاطف لأبطاله دون أن يحمل أي منهما مسؤولية التفسخ الذي يودي بعلاقتهما. دانو في تجربته الأولى كمخرج هو بالتأكيد موهبة إخراجية تعبر عن نفسها ببساطة وثقة.
Private Life
التجربة الإخراجية الثالثة للأمريكية تمارا جينكينز. كل ما يطمح إليه الزوجان ريتشارد/بول جياماتي، وراشيل/كاثرين هان هو أكثر الأشياء عادية: الإنجاب.
كلاهما في عقده الرابع من العمر وفرص إنجابهما صارت أقل. لذلك فهما يستنفدان الآن كل العلاجات والوسائل التي قد تمكنهما من ذلك. هذا الإلحاح من قبل الزوجين لتحقيق رغبيتهما في الإنجاب بقدر ما يفجر الكوميديا خلال مواقف عدة، فإنه يكشف أيضًا يأسهما، كلاهما يتشبث بالإنجاب كشيء أخير يمكن أن يصنع لزواجهما الطويل معنى.
جينكينز الخمسينية تصنع تقريبًا فيلمًا كل عقد من الزمن. أفلامها دائمًا شخصية وحميمية تضفر خلالها الفكاهة والألم معًا.
The Man Who Killed Don Quixote
الفيلم الذي يحاول المخرج تيري جيليام صنعه منذ ثلاثة عقود، لكن سلسلة طويلة من الصعوبات والأزمات مع حظ عاثر حالت دون ذلك. يعتبر الفيلم اقتباسًا حرًا عن واحدة من أكثر الكلاسيكيات الأدبية ذيوعًا «دون كيخوته» للإسباني ميجيل دي سيرفانتس، ويصفه النقاد بأنه أكثر أفلام جيليام ذاتية حتى الآن.
دون كيخوته، الرجل الذي يؤمن بأشياء لا يراها غيره، هو الأقرب للمخرج تيري جليام وعوالمه الغارقة في الفانتازيا. تحكي معالجة جيليام حكاية توبي/آدم درايفر، مخرج إعلانات يعود إلى إسبانيا حيث صور فيلم تخرجه المقتبس عن رواية «دون كيخوته»، ليجد صانع الأحذية الذي أدى دور البطولة في فيلمه صار يؤمن أنه دون كيخوته فعلًا، وحين يرى توبي يعتقد جازمًا أنه خادمه المخلص سانشو. فيلم وإن لم يكن كتحف جيليام السابقة إلا أنه يستحق المشاهدة بكل تأكيد.
The Other Side Of The Wind
الفيلم الأخير في مسيرة المخرج الأمريكي العظيم أورسون ويلز. توفي ويلز عام 1985 تاركًا خلفه 100 ساعة من مادة مصورة لفيلم يحمل اسم «الجانب الآخر من الريح»، لم تمكنه المشاكل المادية من اتمامه أثناء حياته.
بعد عدت عقود مولت نتفلكس اتمام مشروع ويلز الأخير. أتم بوب موراوسكي، في مهمة لا يحسد عليها، مونتاج الفيلم تحت إشراف المخرج الأمريكي الكبير بيتر بوجدانوفيتش الذي كان جزءًا من مشروع الفيلم منذ البداية. فيلم ويلز نفسه عن فيلم غير مكتمل تركه مخرج عظيم وتم إكماله بعد وفاته. يلعب المخرج جون هيوستن دور جيك هانافورد الذي يعرض نسخة غير مكتملة من فيلمه على ضيوف حفل عيد ميلاده السبعين قبل أن يلقى حتفه في حادث بعدها بساعات. فيلم تجريبي إلى حد بعيد، ساخر، يحكي فيه ويلز عن نفسه، عن هوليود، عن الحياة والفن.
يكتب «جوزيف ماكبرايد» كاتب سيرة ويلز:
The Old Man And The Gun
أحدث أفلام المخرج ديفيد لوري، واحد من أكثر الأصوات أصالة في السينما الأمريكية في الوقت الحالي. في فيلم لوري شيء ساحر كشخصية بطله. الفيلم مقتبس من قصة حقيقية عن لص بنوك سبعيني اسمه فورست تاكر يقوم بدوره النجم الأيقوني روبرت ردفورد. تاكر هرب من كل سجن أودع فيه ومستمر في هذا النشاط الإجرامي منذ كان في عمر الخامسة عشرة. الرجل يسرق بسحره أكثر من مسدسه، وحين تسأل الشرطة ضحاياه عن أوصافه فإن أول ما يجيبون به: «إنه جنتلمان». حتى ضابط الشرطة الذي يلاحقه جون هانت/كيسي افليك يقع في أسر شخصيته والطريقة التي يحيى بها.
يستفيد الفيلم كثيرًا من كاريزما ريدفورد التي لم تخفت مع الزمن. يمرر لوري التحية لريدفورد ببراعة فأثناء تصويره المرات العديدة التي هرب خلالها تاكر من السجن يورد مشهدًا لريدفورد وهو يهرب من السجن في فيلم من أفلامه. ربما يكون هذا الفيلم كلاسيكي الصنعة أفضل وداع سينمائي لريدفورد الذي صرح بأن هذا العمل سيكون آخر أعماله كممثل.
An Elephant Sitting Still
الفيلم الأول والأخير للروائي والمخرج الصيني هو بو. ابن التسعة والعشرين عامًا الذي أنهى حياته بعد أن أتم فيلمه.
يبدأ الفيلم بحكاية غامضة تصنع مجاز الفيلم كله. يحكي أن فيلا في مدينة مانتشولي يظل جالسًا طوال الوقت، لا يبالي بما يدور حوله ولا يثنيه شيء عن جلسته التي لا تتبدل، يأتي إليه الناس من كل مكان باحثين عن أعجوبة أو نكتة أو مفر من مصير يحدق بهم.
يتبع الفيلم، بكاميرا لا تتوقف عن الحركة وعبر لقطات طويلة زمنيًا، حكاية أربع شخصيات في مدينة صناعية صغيرة شمال الصين، تتقاطع مصائرهم معًا. فيلم عن الاغتراب والقسوة في عالم لا يبالي. فيلم قاتم وميلانكولي كما يليق بفيلم صنع على حافة اليأس.
Susperia
أحدث أفلام الإيطالي لوكا جوادينينو، اعتمادًا على كلاسيكية الرعب التي تحمل نفس الاسم والتي أخرجها الإيطالي داريو ارجنتو عام 1979.
تدور حكاية الفيلم حول فتاة أمريكية من أسرة محافظة اسمها سوزي بانيون/داكوتا جونسون، تسافر إلى برلين للانضمام إلى مدرسة رقص مرموقة. ينقل جوادينينو زمن الفيلم إلى نهاية سبعينيات القرن الماضي حيث الأوضاع السياسية الألمانية شديدة الاضطراب مما يضع الحكاية القديمة في سياق مختلف ويمنحها أبعادًا إضافية عند القراءة.
يغوص الفيلم في عالم السحر والعهود الشيطانية، عن قوى ظلامية مسيطرة محولة البشر إلى دمى. الفيلم يشبه وليمة مفتوحة للمخاوف والكوابيس. إنجاز تقني رائع، وفيلم يختلف كثيرًا عن العمل الأصلي لدرجة أنه من الصعب اعتباره مجرد إعادة إنتاج له. ربما يذكرنا أكثر بتحفة رومان بولانسكي «طفل روزماري Rosemary’s Baby».