تتشابه شخصية وحياة النبي إدريس في مصادر التأريخ الإسلامية، مع الإله أوزيريس في الموروث المصري القديم، وكونهما نفس الشخص يظل فرضا نظريا يستحق الاهتمام.

شب هاشم جد النبي في أسرة مفعمة بالرغبة في انتزاع السيادة، ونفذ مع إخوته اتفاق إيلاف قريش مع ملوك العالم القديم، وطاردته نبوءة الدم بين أبنائه وأبناء أخيه.

تبقى تجربة القضاء في العصر المملوكي تجربة رائدة في انضباطها وفي مراعاة التعددية والتيسير على المتقاضين، لكنها أيضًا تجربة لخطورة التلاعب باستقلالية القضاء.

ثمة عُرف التزم به مختلف السلاطين خلال الدولة المملوكية، هو أن يبقى المساس بالنظام الهيراركي الذي أرساه بيبرس محدودًا بما لا يعرض كيان الدولة ذاتها للانهيار.

والقارئ في التاريخ المملوكي يدرك أن بموت هذا الرجل وغيابه عن الساحة فقدت الدولة المملوكية آخر إنسان من جيل العظماء فيها، أي أننا نستطيع أن نقول أن وجود أزبك كان من العوامل التي أخرت سقوط وانهيار دولة المماليك.

بين المصرِّين على إسقاط نزاعاتهم الأيديولوجية على التاريخ، والموظفين لهذا الأخير في صراعاتهم، تتوه الحقيقة التي تقول -ببساطة- أن التاريخ غير مُطالَب بمجاملة أحد.