صعود الدولة ونهاية الدعوة
إن الدولة ليست نهاية الدعوة فحسب، بل إنها قد تطرد للانسلاخ من الملة والمروق من الدين جُملة؛ في سبيل الحفاظ على المكتسبات والمصالح الدنيوية التي تسبغ عليها شرعيّة دينية، وهو تطوّر سوسيومعرفي يحدُث غالبًا بغير وعي، وإن كان مدفوعًا بحرصٍ واضح على ما حُصِّل من متاع. ساعتها تصير الدولة/التنظيم كنيسة حقيقية
بين النظام والثورة
وأقصى ما تحلُم به الحركة الإنسانيّة، أية حركة؛ أن يطول عُمرها نسبيًا في بناء قواعدها الاجتماعيّة والمعرفيّة؛ فهذا هو ما يؤخر شيخوختها الحتمية بعض الشيء، ويُبقي بعض آثارها في ميزانها، بعد أن تدول دولتها؛ تصديقًا للناموس الإلهي: فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.
إيران بعيون علمانية
إن محاولة بناء دولة "إسلاميّة" على نفس أُسس الدولة الحديثة، وبذات الالتزام الصارم بمؤسساتها وآليّات عملها؛ ستؤول حتمًا إلى إخفاقٍ إسلامي رهيب.
من طهران إلى قُم .. وبالعكس
هذه المسافة التي يقطعها راكب السيارة اليوم في حوالي الساعتين؛ قطعها الإمام في أعوام. لكنه لم يكُن انتقالًا شاقًا داخل نطاقات الجغرافيا فحسب، بل انتقالٌ أشق في دروب التاريخ والوعي الإنساني، وطفرة هائلة في الوعي والوجدان الشيعيين، وتغيير اجتهادي نوعي في الفكر والممارسة السياسية الإسلامية في العصر الحديث.
الطريق إلى الرِي
كان طريقي إلى الرِي مُجهِدًا ليس بسبب أثقال التاريخ أو وعورة الجغرافيا، فقد تغلبت عليهما منذ زمن؛ بل بسبب ما بقي في النفس من حظوظها، ومن أدران الهوى