ما قبل «Attack on Titan»: أصل العمالقة وبناء الجدران
بين الحين والآخر، يظهر أنمي مميز يضاهي بشكل واضح كل ما سبقه، ويصارع على مكانة مميزة بين الكبار، ويضرب بعرض الحائط قوانين وقواعد المشاهدة، بطبقات فوق طبقات من الصخب والشعبية، ويتحول إلى موضوع ثابت على ألسنة الجميع. بالطبع نتحدث عن مسلسل «هجوم العمالقة».
في هذا المقال نجمع ملخص الأحداث قبل بداية أحداث الأنمي، وكيف بدأ العمالقة، ومنْ بنى الجدران، والأحداث التي أدت لذلك.
منذ قرون، كاد البشر يُبادون إلى حد الانقراض على يد مخلوقات ضخمة، يُطلَق عليها العمالقة، ممّا أجبر البشر على الاختباء داخل جدران عالية متينة. لكن ما يصيب بالرعب فعلاً، أن هذه الكائنات لا تلتهم البشر بسبب الجوع، بل لأجل المتعة في المقام الأول، لذلك عاشت البشرية داخل تلك الجدران لمدة 100 عام في سلام نسبي، حتى ظهر عملاق ضخم لأول مرة منذ قرن، وسرعان ما تدمر هذا الجدار الهش الذي يفترض أنه منيع، وبدأ العمالقة في الدخول ومهاجمة البشر ونشر الخراب. تبدأ أحداث الأنمي عند هذه النقطة، لكن ماذا عن الحياة قبل كل ذلك؟
أصل العمالقة… والعملاق الأول
قبل 2000 عام من أحداث الأنمي، عاشت قبيلة تسمى «إلديا» تحت حكم ملك يُطلق عليه «فريتز». اعتمدت هذه القبيلة على الهجوم على القبائل المجاورة، واحتلال أراضيها واستعباد شعوبها. وفي إحدى القبائل المحتلة، قام فريتز بقطع ألسنة القرية بكاملها لكسر عزيمتهم وإنهاء أي فرصة للمقاومة.
وكانت «يمير» فتاة من تلك القبيلة، دخلت العبودية لصالح الملك، وتم تكليفها بحراسة حظيرة الحيوانات. في أحد الأيام هرب خنزير من الحظيرة، وعقاباً لها، تم إطلاق «يمير» في الغابة ليتم اصطيادها مثل الحيوانات.
وفي أثناء هروبها من الجنود سقطت في شق بالغابة تحت شجرة عظيمة، ووجدت نفسها في سائل عجيب، وخرج من السائل كائن غريب يشبه سلسلة الظهر والتصق بعمودها الفقري، وهنا حصلت على قوة العمالقة وأصبحت العملاق الأول، أو The Founding Titan.
عادت بعدها إلى الملك، وبالرغم من قوتها المهولة، إلا أنها عادت لخدمته، وقامت بشق الترع وبناء الأبراج وتشييد السدود، حتى أدرك الملك قوتها وقرّر استخدامها لتحقيق أطماعه الاستعمارية، وأطلقها على أعدائه والبلدان المجاورة، وقامت بتحويل بعض الناس إلى عمالقة تابعين لها عن طريق صرختها، ليتمكن الملك من تشييد الإمبراطورية العظيمة Eldian Empire.
كمكافأة لها تزوجها الملك، وأنجبت منه ثلاث بنات (ماري، وروز، وشينا). وبعد 13 عاماً من حصولها على قوة العمالقة، أُصيبت برمح أثناء حماية الملك، وكان الجرح عميقاً لدرجة أنها ماتت قبل أن تتحول إلى عملاق، بعد موتها أجبر الملك بناتها على أكلها للحفاظ على قوة العمالقة بين العائلة الملكية، وانتقلت إليهن القوة، واستمرت العائلة الملكية في توارث قوة العمالقة حتى أصبحوا 9 عمالقة أساسيين. تم توزيعهم على العائلات النبيلة، في حين احتفظت العائلة الملكية بالعملاق المُؤسس لحفظ التوازن بين العائلات.
أنواع العمالقة
تنقسم أنواع العمالقة لفرعين أساسيين، عملاق نقي أو Pure Titans، وهم العمالقة المعتادون الذين يهاجمون البشر من أجل الطعام، وهم بالأساس أسرى داخل تلك الأجساد الضخمة، ويملكون الذكريات لكن لا يمكنهم التحكم بأنفسهم، ويعملون أفضل بالصباح لأنهم يستمدون طاقتهم من الشمس، وبعضهم يمكن أن يمتلك صفات أخرى مثل قدر من الذكاء أو قدر من الوعي، ويمكنهم العيش للأبد.
النوع الآخر هم العمالقة التسعة، أو الذين يملكون القدرة على التحول لعملاق والعودة للهيئة البشرية، وهم: المُؤسس، والمهاجم، والوحش، ومطرقة الحرب، والفك، والضخم، والمدرع، العربة، والعملاقة الأنثى. تختلف قوتهم وأشكالهم من عملاق لآخر، ويحتفظون بالذكاء والوعي ويمكنهم التحكم في قوة العملاق، وهؤلاء العمالقة مُصابون بلعنة «يمير»، وهي أنهم يعيشون فقط 13 عاماً من بعد استلامهم قوة العملاق.
حرب العمالقة العظيمة
بعد تولي «كارل فريتز» منصب ملك إلديا الـ 145، وورث العملاق المؤسس، وبسبب التطاحن والصراعات المستمرة بين العائلات للسيطرة على قوة العمالقة، شعر الملك بالضيق والغضب، وأصابه الإحباط والعار مما تسبّبت فيه عائلته منذ أن حصلوا على العمالقة، وأراد أن يضع حداً للدمار والخراب والقتل، وكذلك لكي يُكفِّر عن ذنوب عائلته، فقرر إسقاط الإمبراطورية.
اتفق كارل فريتز مع إحدى أكبر العائلات النبيلة، وهي عائلة «تايبر» Tyburs ليساعدوا جمهورية «مارلي» المحتلة، للثورة على الإمبراطورية واستغلال الصراع الداخلي بين العائلات، وإيجاد بطل قومي يُلهِم العامة، أُطلق عليه «هيلوس» Helos، في حين أن الملك فريتز سيغادر المملكة.
ومع مغادرة الملك بالعملاق المؤسس، وقعت الحرب الأهلية بين النبلاء باستخدام العمالقة، وعمَّ الدمار والخراب في الإمبراطورية، وساعدت عائلة تايبر شعب مارلي، ونجحوا في إسقاط المملكة، وحصلت مارلي على 7 من العمالقة التسع، وسيطرت على كل الأراضي القديمة والجديدة.
وذهب الملك وشعبه إلى جزيرة بعيدة عن الصراع تسمى Paradis، وقام بتشييد ثلاثة جدران من أجساد ملايين العمالقة المدرعة، على أسماء بنات يمير العملاق الأول (ماريا وروز وشينا)، ومسح ذاكرة العامة داخل الجدران وأقنعهم بأنهم آخر منْ تبقى من البشرية، وأن خارج الجدران يوجد وحوش عملاقة تلتهم البشر، وكانوا السبب في اختفاء البشرية، بينما اتفق الملك مع عائلة تايبر على نشر أسطورة هيلوس وادعاء الانتصار، في مقابل أن يعيش الملك وشعبه في سلام بعيد عن الحرب، وحذّر أنه في حالة مهاجمة جزيرته، سيقوم بإطلاق ملايين العمالقة من الجدران على العالم لتدميره.
وللتأكد من تنفيذ وصيته، قام كارل فريتز بعمل ميثاق مع العملاق المُؤسِّس، بحيث لا يمكن لأي أحد من نسله الذين يملكون قوة العملاق، أن يُحاولوا استخدام العملاق المؤسس في إعادة الإمبراطورية، أو الدخول في حرب من جديد.
أمّا منْ فشلوا في اتّباع الملك ودخول الجدران وبقوا في مارلي، تم إنزال أشد العقاب بهم وتحميلهم آثام وجرائم أجدادهم، وغرقوا في وحلٍ من العنصرية والتفرقة، وأُجبروا على العيش في أحياء خاصة، وعانوا من الفقر والاضطهاد، عدا مجموعة معينة تم اختيارهم لحمل قوة العمالقة، وحصلوا على مكانة مختلفة في جيش مارلي.
مقاومة «إلديا»
قامت عدة محاولات للثورة على مارلي، وحاول بعض من تبقوا من إلديا استعادة كرامتهم وحريتهم، لكن معظمهم فشل، وتم تحويل المُدانين أو الثائرين من أقلية شعب إلديا إلى عمالقة بلا عقل، وتم إطلاقهم تجاه الجدران لتسليط الرعب على الجزيرة، ومن بينهم «جريشا» Grisha والد إيرين.
كان جريشا من قادة التمرد، وتزوج من أميرة سابقة من العائلة الملكية، وأنجب طفلاً منها، وكادت خطته في الثورة تُكلَّل بالنجاح، لولا أن ابنه الصغير «زيك» Zeke قام بالإبلاغ عنه وعن المتمردين، وأصيح زيك فيما بعد العملاق الوحش.
لكن بدلاً من التحول لعملاق بلا عقل، حصل جريشا على قوة العملاق المُهاجم، عن طريق أحد الجواسيس من أقلية إلديا في جيش مارلي، يُدعى «إيرين كروجر» Eren Kruger، الذي حصل بدوره على القوة بشكل عشوائي، قام كروجر بالتخلص من باقي الجنود وطمس الأدلة، قبل أن يمنح قوة العملاق لـ «جريشا»، وكلّفه بالحصول على العملاق المٌؤسس وإنقاذ شعبهم، وقام بعدها بنقل الاثنين إلى ابنه إيرين.
انتقام «مارلي»
خلال المائة عام التالية تحولت مارلي إلى قوة عظمى، واستخدمت نفس سلاح سابقها من العمالقة في غزو وتدمير الدول المجاورة، وحققوا من التقدم العلمي والتكنولوجيا ما لم يسبقهم إليه أحد، لكنهم لم ينسوا عدوهم الأكبر.
استمر السلام لمائة عام حتى اكتشفت مارلي وجود كنز من الموارد الطبيعية تحت جزيرة Paradis، ومع الحروب والصراعات الدائمة وقلة الموارد، قرّروا نقض العهد القديم وإنهاء السلام، ولتجنب رد العائلة الملكية بقوة العملاق المُؤسس، وإطلاق ملايين العمالقة الضخمة، قاموا بعملية سرية لسرقة العملاق المُؤسس وتدمير الجزيرة.
قامت مارلي بإرسال 4 من جنودهم الذين يملكون قوة التحول لعمالقة (المدرع والضخم والأنثى والفك)، على أن يدخلوا الجزيرة وينضموا للعامة في الداخل، ويتسللوا داخل الجيش ويعملوا كجواسيس، من أجل إسقاط المدينة من الداخل.
بدأ العمالقة الأربعة مهمتهم، لكن «العملاق الفك» مات في الطريق، التهمه عملاق قبل أن يتحول. وفي العام 845، قام العملاق الضخم بتدمير جزء من أجد جدران الجزيرة، مما سمح للعمالقة بالدخول وتدمير المدينة بالداخل، وكذلك وفّر الغطاء الأمثل لجواسيس «مارلي» لادّعاء أنهم أطفال هاربون من الهجوم.
وكانت تلك بداية أحداث الأنمي ومغامراته الشيّقة.