7 روايات عربية انطلقت إلى العالمية
لم تتمكن الرواية العربية من النفاذ إلى القارئ الغربي، على الأقل بالقدر الذي تنفذ منه الروايات الغربية إلى منطقتنا العربية، ولكن تظل هناك روايات عربية رائدة تمت ترجمتها إلى أكثر من لغة على مدار أكثر من عقد، حيث اهتم بعض الناشرين الغربيين بنشر الأدب العربي المعاصر.
وقد اهتمت دور النشر البريطانية بالأدب العربي، بينما انتشرت الترجمات الفرنسية لكُتاب من جنسيات متنوعة مثل تونس والمغرب والجزائر خاصة في الفلسفة العربية، وبالرغم من أن الكتب الأدبية العربية لم تحظ على انتشار واسع في الغرب مثل غيرها من اللغات الأوروبية الأخرى، لكن ذلك يرجع لضعف الترويج عن هذه الكتب في الصحف والمجلات، بالرغم من تزايد عدد دور النشر العربية، وبالرغم من كثرة الطلاب العرب الدارسين في الجامعات الأوروبية، بالإضافة لأزمة الترجمة غير المباشرة لعدم وجود مترجمين عن العربية، والذي يؤدي لنقل الغالبية العظمى من الأعمال المترجمة من الإنجليزية إلى اللغات الأخرى.
ومن بين الكُتاب العرب الموهوبين، حصل 25 كاتبا على فرصة ترجمة أعمالهم للغات الأجنبية منها الإنجليزية والفرنسية والروسية والإسبانية والنرويجية والإيطالية والألمانية والهولندية، ومن هؤلاء الكتاب: غادة السمان، واسيني الأعرج، أحلام مستغانمي، الطيب صالح، عبد الرحمن منيف، يوسف المحيميد، رجاء عبد الله الصانع، رضوى عاشور، أحمد توفيق، إميلي نصر الله، نجيب محفوظ، جبران خليل جبران، محمود درويش، أليفة رفعت، غسان كنفاني، محمد شكري، أدونيس، جنان جاسم حلاوي، بتول خضيري، علياء ممدوح، محمد خضير، خالد خليفة، سمير يزبك، طه حسين، مي التلمساني.
ومن التجارب الروائية التي وصلت للعالمية من خلال الترجمة لغير العربية:
1. اللص والكلاب
يعد كاتبها نجيب محفوظ من أهم الروائيين العرب الذين تميزوا بالواقعية، وحوّلوا أبطال رواياتهم لشخصيات حية، ورغم ذلك عانى نجيب محفوظ من تجاهل النقاد لمدة 15 عامًا، حتى انتشرت أعماله في الغرب في الأوساط الثقافية وتُرجمت للغات الأخرى، ثم تُوجت شهرته بحصوله على جائزة نوبل للآداب في عام 1988.
اشتهرت روايته اللص والكلاب باتخاذها للطابع الرمزي في مبناها ومضمونها، حيث صنفت رواية وجودية وحازت على اهتمام الكثير من النقاد والدارسين. وتقوم الرواية على خط الصراع الأساسي بين سعيد مهران بطل الرواية والمجتمع، وهي مستوحاة من قصة حقيقية شغلت الرأي العام لشهور وبطلها محمود أمين سليمان، الذي تعاطف معه الناس في ذلك الوقت، والذي عبرت عنه شخصية سعيد مهران، اللص الخارج من السجن لينتقم ممن حققوا الثراء على حساب الآخرين وزيفوا المبادئ وجاسوا قيم المجتمع الأصيلة، وذلك لكي يجعل من الحياة معنى بدلًا من العبثية، إلا أن حياته صارت عبثًا بلا معنى بعد أن وجد أن محاولاته تصيب الأبرياء، فلم يجد في النهاية سوى الاستسلام.
ومن اقتباسات الرواية:
2. ذاكرة الجسد
تعد الروائية أحلام مستغانمي أول كاتبة جزائرية تكتب بالعربية، وهي التي ولدت في المنفى كابنة لأحد المناضلين في سبيل الحرية، ومنها كونت منظورها الثقافي وكتاباتها، والتي عبرت بصدق عن حقوق المرأة.
تعد رواية ذاكرة الجسد من الأعمال السردية، التي تتحدث عن ذاكرة الأماكن، مُعبرة عن فترة استعمار الجزائر والنضال ضده من خلال تنوع في الأحداث بين فرنسا والجزائر، فهي تتحدث عن قصة حب تدور بين الرسام خالد طوبال والذي فقد ذراعه أثناء حرب الجزائر والفتاة الجزائرية حياة ابنة مناضل جزائري كان صديقًا له أثناء ثورة النضال ضد الاحتلال الفرنسي، ولكن تتحطم كل أحلامه، وتتزوج حياة من شخصية ذات نفوذ، مما يضعها في مواجهة مع تقاليد المجتمع.
ومن اقتباسات الرواية:
3. الخبز الحافي
كاتبها هو الروائي محمد شكري، كاتب مغربي الجنسية، اشتهر بالكتابات الجريئة، كما عمل في المجال الإذاعي من خلال البرامج الثقافية في طنجة، وتميز بالواقعية والتفاصيل الدقيقة.
تحدث محمد شكري في كتابه الشهير «الخبز الحافي» عن سيرته الذاتية، والذي أثار زوبعة في الأوساط الثقافية، وتم منعه بالمغرب لفترة طويلة لتناوله محظورات اجتماعية، ويشمل فصولًا مثيرة عن حياة الكاتب الشخصية من فقر وبؤس وعنف من خلال فترة طفولة تعيسة قضاها كمشرد بين شوارع طنجة، وسُطرت في ملحمة سردية وصفية مليئة بالمعاناة.
ومن أشهر اقتباسات الكتاب:
4. عائد الى حيفا
عُرف المناضل غسان كنفاني ككاتب وروائي فلسطيني، وكان الناطق الرسمي باسم جبهة التحرير الفلسطينية. عاش كلاجئ يحلم بالعودة واختار أن يكون نضاله على الورق لدرجة جعلته هدفًا ملحًا للموساد الإسرائيلي.
كتب في رائعته عائد إلى حيفا ما رواه مواطنو حيفا عن رحلتهم نحو عكا أثناء الخروج القسري، وتميل الرواية للروح النضالية، كما تكشف اللثام عن الوجع الفلسطيني من خلال أبطال القصة، وتتحدث عن عائلة سعيد وزوجته التي اضطرت للنزوح عن مدينة حيفا بعد الغزو الصهيوني للمدينة، وعند عودة الأسرة لبيتهم وجدوا أنه تحول لأسرة يهودية وأن ابنهم – الذي حالت الحرب بينهم وبين أخذه من المنزل – أصبح ابنًا للأسرة اليهودية، وتربى على عقائدهم.
ويرسم كنفاني من خلال هذه الرواية الوعي الجديد المتشكل بعد هزيمة 1967، وأن فلسطين ليست تاريخا وإنما قضية وصناعة مستقبل، وتعد الرواية من الأدب المقاوم الذي أبدع فيه الكاتب في استخدام الزمن ليربط بين الماضي والحاضر.
ومن اقتباسات الرواية:
5. كوابيس بيروت
غادة السمان هي إحدى أهم الروائيات العرب، وهي سورية الجنسية، واعتبرت من الكاتبات النسويات في الستينيات، وكان أهم نجمات الصحافة في بيروت.
تتحدث روايتها هذه عن الحرب الأهلية في لبنان، تسرد فيها الكاتبة فترة احتجازها أيام الحرب في أحد البيوت مع أخيها لأيام طويلة، ثم قتل حبيبها أمام عينيها لاختلاف طائفتهما، ثم تكتب عن القذائف التي تنهال على بيتها والكهرباء المقطوعة وكيف احترقت مكتبتها النفيسة أمام عينيها، وتناقش في الرواية دورها ودور المثقفين الثائرين في تأجيج هذه الحرب، ثم تتحدث عن الفساد والفقر في المجتمع، وكيف كانوا السبب وراء اشعال هذه الحرب، وكل ذلك من خلال لغة أنيقة ومجاز رائعين.
ومن اقتباسات الرواية:
6. ثلاثية غرناطة
كانت رضوى عاشور ناقدة أدبية وقاصة وروائية، تزوجت من الأديب مريد البرغوثي، وأنجبت الشاعر تميم البرغوثي، كانت دائمًا صوتًا قويًا في جيل ما بعد الحرب، وتبلور ذلك في أعمالها.
تلخص روايتها فترة سقوط غرناطة في يد الإسبان، وركزت الكاتبة على البسطاء من الناس والعاديين، كما تبرز جمال شوارع غرناطة وتفاصيلها وتفاصيل أهلها، ومثّلت من خلال شخصية أبو جعفر أحد المورسيكيين الذين كانوا يدافعون عن الهوية العربية وقتها ويرفض أن يغادر غرناطة.
ومن اقتباسات الرواية:
7. الأرواح المتمردة
يعد جبران خليل جبران شاعرا وفيلسوفا ورساما وكاتبا لبنانيا، تميز بالكتابات الجريئة التي أثارت الأوساط الدينية والحكومية في بلاده.
جمع جبران في روايته أربع قصص عن مجموعة من الأرواح التي تمردت على العادات والتقاليد والشرائع والقوانين التي تفرضها السلطة، ويرسم جبران في روايته معزوفة من عواطف لشخصيات متفاوتة ومتناقضة طوال الرواية.
ومن اقتباسات الرواية: