يوجد هناك احتمالان لا ثالث لهما، إما أننا وحيدون في الكون أو أننا لسنا كذلك، وكلا الاحتمالين مرعب بالقدر ذاته.

آرثر سي كلارك، كاتب الخيال العلمي.

شغلت الأسئلة الكبيرة البشر منذ مئات السنين، ومازالت تحتل أذهاننا حتى الآن، فمنذ أن رأينا الفضاء الواسع وأدركنا أنّنا نعيش على كوكب صغير لا يكاد يشكل ذرة غبار في مجرتنا الكبيرة، بدأن نبحث عن حياة أخرى تشابهنا في الخارج، وأرسلنا العديد من المهمات لاكتشاف العالم الخارجي الكبير حولنا.


خارجية لكن قديمة فعلًا

في 1992 اكتشفنا أول كوكب خارجي يدور حول نجم نابض، وبعد ذلك بوقت قصير اكتشفنا في عام 1995 أول كوكب يدور حول نجم يشابه نجمنا، ليشكل نظامًا شمسيًا صغيرًا خاصًا به. تابعت الوكالات الفضائية وعلى رأسها ناسا هذه المساعي لاستكشاف الكواكب الخارجية، وبالفعل فقد أحرزت مهمة كبلر الكثير من النجاح خلال السنوات التي قضتها في البحث عن الكواكب الخارجية ، فمع الإعلان الأخير في شهر مايو، وصل عدد الكواكب الخارجية المحتملة إلى 5000 كوكب، منها 3200 كوكب خارجي مؤكد.

لكن في عالم الفلك والكواكب الخارجية لا داعي للملل أبدًا، فهناك أخبار جديدة تستدعي إنصات العالم كله، ففي يوم الجمعة الماضي سربت مجلة Der Spiegel خبرًا من مصدرٍ غير معلوم حتى الآن، خبر استعداد العلماء عن كشفهم لكوكب خارجي جديد، مشابه للأرض، لكن المميز في الخبر فعلًا أنّ الكوكب يدور حول نجم قريبٍ منا، بل حسب المقاييس الكونيّة فإنّ هذا الكوكب يوجد في الحديقة الخلفية لنظامنا الشمسي.


التوأم القريب

بروكسيما قنطورس

الكوكب غير المسمى حتى الآن يدور حول نجم معروف يسمى بروكسيما قنطورس Proxima Centauri، التي تشكل جزءًا من نظام ألفا قنطورس (رجل القنطور) النجم الأقرب لنا بعد شمسنا الأم. وحسب المجلة فإنّ هذا الكوكب يشابه الأرض بدرجة كبيرةٍ، ويدور حول نجمه على بعد ملائم لتشكلٍ المياه بالحالة السائلة، أي ربما يهيئ ذلك هذا الكوكب لنشأة الحياة عليه فعلًا، ويعتقد أنّ يقوم المرصد الأوربي الجنوبي ESOبالإعلان عن هذه النتائج في نهاية شهر أغسطس/آب الحالي.

الكوكب الجديد يدور حول أقرب نجم للشمس ويبعد عنا 4.24 سنة ضوئية فقط

حاولت بعض الوكالات الإخبارية الاتصال بالمتحدث الرسمي للمرصد، ريتشارد هوك، الذي أقر بعلمه بانتشار هذا الخبر، ولكنه رفض التعليق عليه سواء بالإيجاب أو بالنفي.

بالتأكيد كما ذكرنا، الكواكب الخارجية ليست شيئًا جديدًا علينا، فقد أعلنت ناسا سابقًا عن الكثير منها، بعضها كان باردًا جدًا أو حارًا جدًا مما منع تشكل الماء السائل على سطحها، وبعضها الآخر كان مكوّنًا من الغازات، بشكل مشابه للمشتري وزحل.

وكانت آخر دفعة كبيرة من هذه الكواكب محطّ اهتمام عالمي فقد أعلنت ناسا عن اكتشاف 3200 كوكب خارجيّ، 1284 منها كواكب خارجية مؤكدة بنسبة موثوقية تصل إلى 99%، و1327 كوكبًا آخر تقع في خانةٍ تجعلها أكثر احتمالًا لكونها كوكبًا خارجيًّا لكن لا تحقق المعايير اللازمة للوصول إلى نسبة موثوقية الكواكب الخارجية المؤكدة، أما الـ707 الأخيرة فاحتمال كونها كواكب خارجية ضعيف جدًا.

كشفت مهمة كبلر عن أكثر من 5000 كوكب خارجي، أكثرها شبهًا بالأرض هو كبلر 452ب الذي يقع على بعد 1400 سنة ضوئية عنا

ولكن في السنة الماضية حصلنا على ما دعته الوكالة الأمريكية «الأخ التوأم» للأرض، وهو الكوكب كبلر 452 ب، الذي يفوق حجم الأرض ب60% ويعتقد بوجود براكين ومحيطات على سطحه، وبجاذبية مشابهة لكوكبنا وبسنة يصل عدد أيامها إلى 385 يومًا. وقد تكلمنا بشكل مفصل عن ذلك الاكتشاف في هذا المقال.

يبعد كبلر 452ب عنا حوالي 1400 سنة ضوئية، لكن بالمقارنة فإن الكوكب الخارجي الذي يدور حول بروكسيما قنطورس يبعد عنا 4.24 سنة ضوئية فقط.

هذه المسافة هي مسافة بسيطة في حجم الكون الهائل، لكنها ما تزال تشكل طريقًا بعيدًا للبشر وصواريخهم، وربما نختصر هذا الوقت عندما نصل لصواريخ مشغلة بالمادة المضادة، أوبطريقة أخرى توفر لنا السرعة وقلة الاستهلاك. وحسب موقع ناسا فإنّ هذا النجم يبعد عنا 39,900,000,000,000 كيلومترًا، أو ما يعادل 271000 ضعف المسافة بين الشمس والأرض.

اكتشفت بروكسيما قنطورس في 1915، وهي إحدى ثلاث نجوم في ألفا قنطورس، التي ترى بوضوح في النصف الجنوبي من الأرض، ويُصنف نجم بروكسيما كقزم أحمر أي أنه يتبع النسق الأساسي، وهو النجم الأقرب إلى الشمس، وقد تم اختيار بروكسيما قنطورس كأول هدف للسفر بين النجمي، فهو يتجه نحو الأرض بسرعة 22.4 كم\سا، لكن بعد 26700 سنة، فإنّ بروكسيما ستبتعد عن الأرض بعد أن تصبح المسافة بنهما 3.11 سنة ضوئية.

المراجع
  1. An Earth-like Planet Might Be Orbiting Proxima Centauri
  2. Scientists to unveil new Earth-like planet: report