ما هي «الحرب الهجينة»؟ ولماذا يجب أن نفهمها؟
محتوى مترجم | ||
المصدر | ||
التاريخ | ||
الكاتب |
أعاد العدوان الروسي الأخير على أوكرانيا إبراز الجدل الدائر حول «الحرب الهجينة». مع ذلك، ما زال مفهوم «الحرب الهجينة» محل خلاف رغم أنه شائع في نفس الوقت. عندما يذكر الباحثون والعسكريون كذلك نموذج «الحرب الهجينة»، لا يشيرون دائمًا إلى نفس الشيء. وعلاوة على ذلك، فإن التعريفات المتعلقة بـ «الحرب الهجينة» التي تتبناها الدول والمؤسسات الغربية تظهر اختلافات كبيرة. لذا مصطلح «الحرب الهجينة» في النهاية يخلط الأمور أكثر مما يوضحها. نناقش في هذا المقال فكرة أن غموض مفهوم «الحرب الهجينة» يأتي من سببين رئيسيين:
أولاً، تمت مناقشة هذا المفهوم على نطاق واسع وانتقاده وإعادة صياغته بحيث يشتمل على عناصر جديدة كانت مفقودة في المفهوم الأول الذي قدمه فرانك هوفمان في كتابه: «الصراع في القرن الحادي والعشرين: صعود الحروب الهجينة» (Conflict in the 21st Century: The Rise of Hybrid Wars) عام 2007.
ثانيًا، تم استخدام مصطلح «الحرب الهجينة» كثيرًا للإشارة إلى ظواهر غير قابلة للتطبيق ووصف حالات جديدة تفتقر إلى السمات الأساسية للمفهوم الأصلي.
على هذا النحو، فإن فكرة «الحرب الهجينة» تعرضت باستمرار لتمدد في المفهوم، وبالتالي تبدو إلى حد ما مفهومًا غامضًا. مع ذلك، يمكننا تدقيق المعنى عن طريق وجود خمسة تفسيرات رئيسية لمفهوم «الحرب الهجينة» مرتبطة ببعضها لكنها مختلفة:
- «الحرب الهجينة» كتوظيف للاندماج التآزري للأسلحة التقليدية والتكتيكات غير النظامية والإرهاب والأنشطة الإجرامية في نفس ساحة المعركة.
- «الحرب الهجينة» كاستخدام مشترك للقوات النظامية وغير النظامية تحت قيادة موحدة.
- «الحرب الهجينة» باعتبارها استخدامًا لمختلف الوسائل العسكرية وغير العسكرية لتهديد العدو.
- «الحرب الهجينة» باعتبارها أنشطة ثانوية تتضمن مزيجًا من الوسائل العنيفة وغير العنيفة.
- «الحرب الهجينة» كطريقة لتحقيق أهداف سياسية باستخدام أنشطة تخريبية غير عنيفة.
هذا المقال له غرضان: تقديم نظرة عامة للمفاهيم المختلفة للحرب الهجينة في سياق تاريخي، ومناقشة الآثار المحتملة بالنسبة للغرب (أوروبا وأمريكا ومعهما إسرائيل) بسبب هذا الغموض المفاهيمي.
مفهوم يُمطّ دائمًا
يعود استخدام مصطلح «الحرب الهجينة» إلى التسعينيات. فعلى حد علمنا، ظهر ذلك المصطلح لأول مرة في كتاب توماس موكيتيس: «الأساليب البريطانية لمكافحة التمرد في عصر ما بعد الإمبراطورية» في عام 1995. في السنوات التي تلت ذلك، استخدم العديد من المؤلفين المصطلح للإشارة إلى مجموعة متنوعة من الحملات العسكرية حيث إن وصفهم لذلك المفهوم غير متشابه. ومع ذلك، يبدو أنهم استخدموا مصطلح «الحرب الهجينة» للإشارة إلى نمط من الحرب يمكن تصنيفها ببساطة على أنها ليست تقليدية بحتة، أو حرب غير نظامية. ومع ذلك، كانت العواقب النظرية والعملية للمؤلفين المذكورين أعلاه محدودة نوعًا ما.
كان أول تعبير منتشر على نطاق واسع لمصطلح «الحرب الهجينة» هو خطاب الجنرال جيمس ماتيس في منتدى الدفاع بدعم من المعهد البحري ورابطة مشاة البحرية في سبتمبر/أيلول 2005. بعد المؤتمر مباشرة، نشر ماتيس وهوفمان ورقة موجزة عن «الحرب الهجينة» في نوفمبر/تشرين الثاني 2005، يناقش فيها المؤلفان فكرة أن التهديدات المستقبلية ستكون مزيجًا من أنماط مختلفة من الحرب، وأطلقوا على هذا التوليف اسم «الحرب الهجينة». ولكن لم يتم تطوير المفهوم بالكامل في تلك المقالة، حيث وُصفت الخصائص الرئيسية لنموذج الحرب الهجينة، بدلاً من تعريفه المصطلح.
بعد ذلك بعامين، نشر هوفمان دراسته الأساسية، وصاغ مفهوم «الحرب الهجينة» الخاص به. وتم تأسيس مفهومه على أربعة محاور: «حرب الجيل الرابع» و«الحرب المركبة» و«الحرب غير المقيدة» و«إستراتيجية الدفاع الوطني لعام 2005». هذه المرة، قدم هوفمان تعريفًا جيدًا منظمًا ومفصلاً لـ «الحرب الهجينة». أيضًا، كانت دراسة هوفمان هي التي نشرت مصطلح «الحرب الهجينة» في الأوساط الأكاديمية والعسكرية في الولايات المتحدة. علاوة على ذلك، شكل تعريفه مفهوم الجيش الأمريكي للحرب الهجينة إلى حد ملحوظ. لذلك، أميل إلى رؤية كتابه لعام 2007 باعتباره «نقطة انطلاق» النقاش الكبير حول «الحرب الهجينة».
يقول هوفمان في كتابه (2007، 8):
وفقًا لهوفمان (2007، 36)، يمثل أسلوب حزب الله ضد الجيش الإسرائيلي خلال حرب 2006 أوضح مثال للحرب الهجينة. يذكرنا هوفمان بأن «استخدام حزب الله لصواريخ كروز C802 المضادة للسفن ووابل من الصواريخ يمثل عينة لما قد تبدو عليه حرب هجينة».
هدف هوفمان بشكل أساسي إلى زيادة الوعي بالقدرات العسكرية المتزايدة للمنظمات المسلحة من غير الدول في حقبة ما بعد الحرب الباردة. ومع ذلك، أشار إلى أن «الحرب الهجينة» يمكن أن تشنها الدول أيضًا. في هذا الصدد، أكد هوفمان على إمكانية تحويل الدول لقواتها النظامية إلى وحدات غير نظامية، واستخدام تكتيكات حربية غير تقليدية. لذلك في التحليل النهائي، يشير جوهر مفهومه إلى الجهات الفاعلة غير الحكومية التي تمتلك أسلحة عالية التقنية، والدول التي تتبنى تكتيكات غير نظامية.
أيضًا، مفهوم هوفمان للحرب الهجينة يصف جيدًا ما فعله متمردو القرن الحادي والعشرين مثل حزب الله وحماس وطالبان وداعش وحزب العمال الكردستاني خلال العقدين الماضيين. مفهومه يشير أيضًا إلى مقاتلين غير نظاميين تابعين للدولة، مثل القوات الروسية الملثمة المعروفة باسم «الرجال الخضر الصغار» (Russia’s Little Green men)، والميليشيات البحرية الصينية، وفيلق القدس الإيراني. لذلك، على الرغم من أن الجهات الفاعلة غير الحكومية التي تمتلك أسلحة متطورة والدول التي تستخدم تكتيكات غير نظامية ليست جديدة تمامًا، فإنها تبدو اليوم مهيمنة في النزاعات المسلحة، وهو ما توقعه هوفمان بشكل صحيح في عام 2007.
بعد نشر «هوفمان» دراسته بوقت قصير، حظي مفهوم «الحرب الهجينة» باهتمام كبير في المناقشات العسكرية الأمريكية، وقام العديد من المفكرين العسكريين بمراجعتها وإعادة صياغتها. من الناحية الأخرى، شكك العديد من العلماء في حداثة «الحرب الهجينة». ومع ذلك، يُظهر الفحص المتعمق أنه على عكس هوفمان -الذي يركز تعريفه بشكل خاص على اندماج القوات التقليدية وغير النظامية في نفس ساحة المعركة- فقد وصف بعضهم «الحرب الهجينة» بأنها الاستخدام المتزامن للقوات النظامية وغير النظامية في نفس العملية. على سبيل المثال، في كتاب بعنوان «الحرب الهجينة: القتال ضد خصوم مركبين من العالم القديم إلى الحاضر» (وهو أحد أكثر الأعمال شهرة بين أدبيات «الحرب الهجينة»)، أكدت مجموعة من المؤرخين العسكريين أن تاريخ الحرب مليء بأمثلة عن هذا الموضوع).
مع ذلك، يعرّف المؤلفان «الحرب الهجينة» بأنها «صراع يشمل مجموعة من القوات العسكرية التقليدية وغير النظامية (مثل حرب العصابات والمتمردين والإرهابيين)، والتي يمكن أن تشمل الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية لتحقيق هدف سياسي مشترك».
يركز هؤلاء الكتّاب بشكل أساسي على التنسيق المشترك للقوات التقليدية وغير النظامية دون الرجوع إلى فكرة هوفمان الأساسية، وهي دمج العناصر النظامية وغير النظامية في قوة موحدة. وانتشر ذلك الطرح (التنسيق المشترك دون الاندماج) في أدبيات «الحرب الهجينة»، حيث استمر العديد من المؤلفين في السنوات التالية في وصف الحرب الهجينة على أنها الاستخدام المنسق والمشترك للقوات النظامية وغير النظامية في ظل اتجاه إستراتيجي موحد.
من ناحية أخرى، هناك مجموعة أخرى من المفكرين العسكريين الذين وجدوا أن مفهوم «الحرب الهجينة» يتعلّق تمامًا في ساحة المعركة نفسها. وفقًا لهؤلاء المؤلفين، يتم تحقيق «الحرب الهجينة» على جميع مستويات الحرب. وبالتالي، فإن الاستخدام الإستراتيجي لـ «الحرب الهجينة» جدير بالملاحظة أيضًا. وانطلاقًا من هذا المعنى، قاموا بمراجعة المفهوم بإضافة بعض العناصر غير الحركية (غير المتعلقة بالعمل العسكري نفسه).
على سبيل المثال، يُعرِّف الخبير راسل جلين (2009) «التهديد الهجين» على النحو التالي: «إنه خصم يستخدم في نفس الوقت وبشكل يمكن أن يتكيف معه مزيجًا من (1) الوسائل السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والمعلوماتية،(2) الوسائل التقليدية، وغير النظامية، والكارثية، والإرهاب وأساليب الحرب التخريبية/الإجرامية». هنا، ما يميز هذه النسخة لمفهوم «الحرب الهجينة» عن تلك التي نوقشت سابقًا، هو التركيز على الأساليب والتقنيات غير الحركية. على هذا النحو وعلى عكس الفهم التكتيكي-التشغيلي للمفهوم، الذي بطبيعته ذو توجه عسكري، يجمع هذا التعريف لـ «الحرب الهجينة» بين أدوات عسكرية وغير عسكرية.
بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014، فضل حلف الناتو مصطلح «الحرب الهجينة» للإشارة إلى ما يسمى بالشكل «الجديد» للنزاع الروسي في أوكرانيا. يمكن القول إن هذا الاختيار هو أهم نقطة تحول في تطور المفهوم حيث إن: أولاً، زاد استخدام وشعبية مصطلح «الحرب الهجينة» بشكل كبير في المناقشات العسكرية والإستراتيجية في الغرب. ثانيًا، نظرًا لأن أنشطة روسيا في أوكرانيا لم تتناسب تمامًا مع المفاهيم السابقة لـ «الحرب الهجينة»، فقد تعرض المعنى للمطّ مرة أخرى.
باختصار، حققت روسيا أهدافها السياسية في أوكرانيا من خلال استخدام مزيج من الأدوات غير الحركية بما في ذلك الهجمات الإلكترونية والدعاية والمعلومات المضللة والإكراه الاقتصادي والضغط الدبلوماسي والأساليب العسكرية مثل إجراء عمليات سرية وتمكين المحاربين بالوكالة. بالإضافة إلى ذلك، نفت روسيا بشكل منهجي تورطها في أوكرانيا. لذا، فإن ما يسمى بـ «الحرب الهجينة» الروسية في أوكرانيا لم تتكون فقط من مزيج من العناصر النظامية وغير النظامية أو مزيج من الأدوات العسكرية وغير العسكرية، بل تكونت أيضًا من العمل السري والخداع. لذلك، خلقت الخصائص الرئيسية المحددة لحملة التخريب الروسية في أوكرانيا الغموض وتمكين الإنكار المقبول.
لذلك، في هذا السياق، ارتبط نموذج الحرب الهجينة إلى حد كبير بما يسمى بـ«عقيدة جيراسيموف» (نسبة إلى فاليري جيراسيموف، قائد أركان الجيش الروسي الحالي) التي تنطلق من ضبابية التمييز بين الحرب والسلام. على هذا النحو، تميز مفهوم «الحرب الهجينة» عمومًا بالأساليب الحركية وغير الحركية في كل من الأوراق العلمية والوثائق السياسية/الإستراتيجية للمؤسسات الغربية.
في الحقيقة، يبدو أن فهم «الحرب الهجينة» بهذا الشكل يؤدي إلى مزج الإصدارات المفاهيمية السابقة، حيث يشمل تقريبًا جميع الفئات المدرجة في أدبيات «الحرب الهجينة»: التقليدية وغير النظامية؛ العسكرية وغير العسكرية. ومع ذلك، كما لوحظ أعلاه، تركز هذه الصيغة للمفهوم بشكل خاص على الإنكار المستساغ ومفهوم البقاء على عتبة العمل الحربي الصريح (توجيه هجمات غير عسكرية وعدم الاعتراف بها). هذا يمثل بالتالي قطيعة مع المفاهيم السابقة لـ «الحرب الهجينة».
في السنوات التي تلت ذلك، استمر المفهوم في التطور واكتسب معنى جديدًا في الخطاب الإستراتيجي الغربي. هذا لأن السياسيين الغربيين وعلماء الجامعات وخبراء المؤسسات الفكرية ووسائل الإعلام غالبًا ما يستخدمون مصطلح «الحرب الهجينة»’ للإشارة إلى الأعمال التخريبية غير العنيفة مثل الهجمات الإلكترونية والإكراه الاقتصادي وحملات التضليل والتدخل في الانتخابات و مؤخرًا تسليح المهاجرين.
إذن من الواضح أن هذه النسخة من مفهوم «الحرب الهجينة» تمثل فرقًا كبيرًا جدًا عن النهج الأصلي لهذا النوع من الحرب التي تم تضمينها في الأصل في المعجم العسكري الغربي كمفهوم يتمحور حول ساحة المعركة خصوصًا. نتيجة لذلك، من الواضح أن مصطلح «الحرب الهجينة» قد استخدم لوصف مجموعة واسعة من الأنشطة العدوانية ذات الخصائص المختلفة، وهذا يجعلها مفهومًا غامضًا للغاية. دعونا نسأل أنفسنا: وماذا بعد؟ لماذا كل هذا مهم؟
آثار
لا شك أن تعريف «الحرب الهجينة» ليس مجرد مسألة نقاش فكري. فكما أوضحت سابقًا، لقد تم نشر المصطلح بعمق في المعجم العسكري والإستراتيجي الغربي وأصبح جزءًا منه، حيث استخدمت الحكومات والمؤسسات الغربية مصطلح «الحرب الهجينة» (أو «التهديدات الهجينة») للإشارة إلى التحديات الأمنية المعاصرة. ولكن كما ذكرنا سابقًا، لا يعتمد هذا الاستخدام على فهم متبادل لما ينطوي عليه المفهوم.
في كثير من وثائقه العقائدية، تبنى الجيش الأمريكي تعريف هوفمان أو النسخ المعدلة قليلاً منه. فعلى سبيل المثال، تعرِف النشرة التدريبية للجيش الأمريكي (TC) 7-100 «التهديدات الهجينة» على أنها مزيج ديناميكي ومتنوع من القوات النظامية والقوات غير النظامية و/أو العناصر الإجرامية الموحدة جميعها لتحقيق آثار تعود بالنفع المتبادل. ثم في الآونة الأخيرة، عرّف منشور عقيدة الجيش (ADP) 3-0 «التهديد الهجين» بأنه «مزيج ديناميكي ومتنوع من القوات النظامية أو القوات غير النظامية أو الإرهابية أو العناصر الإجرامية التي تعمل بشكل متعاون لتحقيق آثار تعود بالنفع المتبادل».
تعكس هذه التعريفات الفهم الموجه لساحة المعركة في مفهوم «الحرب الهجينة». ومع ذلك، قد يواجه المرء تعريفات مختلفة بشكل ملحوظ فيما يتعلق بالمفهوم في الوثائق العسكرية الأمريكية. فعلى سبيل المثال، يُعرِّف الأمر الخاص بعقيدة وتدريب الجيش الأمريكي (TRADOC) G-2 «الحرب الهجينة» على أنها «الاستخدام لوسائل سياسية واجتماعية وإجرامية وغيرها من الوسائل غير الحركية المستخدمة للتغلب على القيود العسكرية». من الواضح أن الوسائل غير الحركية قد ظهرت في المقدمة في هذا التعريف «للحرب الهجينة».
من ناحية أخرى، يصف حلف الناتو والاتحاد الأوروبي في وثائقهم الرسمية حاليًا «الحرب الهجينة» بأنها طريقة لتحقيق أهداف سياسية من خلال استخدام مزيج من الوسائل الحركية وغير الحركية مع البقاء دون عتبة الحرب التقليدية. فعلى سبيل المثال، وفقًا لموقع الناتو، يمكننا أن نقرأ: «تجمع التهديدات الهجينة بين الوسائل العسكرية وغير العسكرية وكذلك الوسائل السرية والعلنية، بما في ذلك المعلومات المضللة والهجمات الإلكترونية والضغط الاقتصادي ونشر الجماعات المسلحة غير النظامية واستخدام القوات النظامية. تستخدم الأساليب الهجينة لطمس الخطوط الفاصلة بين الحرب والسلام ومحاولة زرع الشك في أذهان السكان المستهدفين، والهدف هو زعزعة استقرار المجتمعات وتقويضها».
وبالمثل، أعلن الإطار المشترك للاتحاد الأوروبي عام 2016 بشأن مكافحة التهديدات الهجينة: «يهدف مفهوم التهديدات الهجينة إلى التقاط مزيج من الإجراءات التقليدية وغير التقليدية والعسكرية وغير العسكرية والعلنية والسرية التي يمكن استخدامها بطريقة منسقة من قبل الجهات الفاعلة الحكومية أو غير الحكومية لتحقيق أهداف محددة مع البقاء دون عتبة الحرب المعلنة رسميًا».
ومع ذلك، فقد ربط صانعو السياسة والميدانيون الغربيون المصطلح بعمليات زعزعة الاستقرار غير العنيفة. ففي هذا الصدد على سبيل المثال، تم تصنيف التدخل الروسي المزعوم في انتخابات الولايات المتحدة لعام 2016، والهجمات الإلكترونية الروسية ضد المؤسسات الغربية، و«تسليح بيلاروسيا للاجئين الشرق الأوسطيين» كحرب هجينة. يشير هذا إلى أن صانعي القرار الغربيين يستخدمون هذا المصطلح بطريقة غير متوافقة حتى مع تعريفاتهم الخاصة مما يفاقم من افتقار المصطلح للوضوح المفاهيمي.
اليوم، تؤكد الدول والمنظمات الغربية بقوة على أن الغرب يجب أن يكون مستعدًا لمواجهة «التهديدات الهجينة». ولكن كيف يكون ذلك ممكنًا بالنظر إلى أن الجهات الفاعلة/اللاعبين الرئيسيين في الهندسة الأمنية في الغرب لا يتفقون على معنى واضح لمفهوم «الحرب الهجينة»؟