كل ما تريد معرفته عن خطة ترامب لتصفية القضية الفلسطينية
بعد سنوات من الانتظار، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن خطته لإنهاء الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، والمعروفة إعلاميًا بـ «صفقة القرن»، معتبرًا أنها «الخطة الأكثر جدية وواقعية وتفصيلية التي قدمت على الإطلاق».
خطة ترامب، التي أُعلن عنها بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، جاءت لتؤكد ما بات معروفًا منذ أمد، من أن «صفقة القرن» ما هي إلا خطة لتصفية القضية الفلسطينية وشرعنة احتلال إسرائيل لمعظم أراضي فلسطين.
الخطوط العريضة لخطة ترامب
قدم ترامب ونتنياهو، في مؤتمر مشترك، أبرز بنود «خطة السلام»، وهي كالتالي:
1. ستكون هناك دولة فلسطينية بشرط الرفض الصريح للإرهاب.
2. القدس غير المقسمة ستكون عاصمة إسرائيل، ويمكن أن تكون هناك «عاصمة فلسطينية في القدس الشرقية».
3. ستعترف أمريكا بالسيادة الإسرائيلية على الأراضي المحتلة (المستوطنات) التي تعتبرها خطة ترامب جزءًا من دولة إسرائيل.
4. غور الأردن سيكون تحت السيادة الإسرائيلية.
5. الدولة الفلسطينية ستكون منزوعة السلاح.
6. نزع سلاح حركة حماس وتجريد قطاع غزة بالكامل من السلاح.
7. سيكون هناك تجميد للبناء الإسرائيلي لأربع سنوات في المنطقة المقترحة للدولة الفلسطينية.
8. حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين سيكون بعيدًا عن دولة إسرائيل.
9. تقديم استثمارات بقيمة 50 مليار دولار للدولة الفلسطينية الناشئة والدول المجاورة.
تفاصيل «صفقة القرن»
نشر الرئيس الأمريكي ترامب، على حسابه على «تويتر»، خارطة توضح «ما قد تبدو عليه دولة فلسطين المستقبلية» إذا قبل الفلسطينيون بخطته بالطبع.
وتوضح الخريطة أن الدولة الفلسطينية التي يريدها ترامب ستكون مقطعة الأوصال؛ الضفة الغربية ستكون مليئة بالبؤر الاستيطانية، وسيتم ربطها مع قطاع غزة عبر نفق، كما سيتم إنشاء منطقتين واحدة صناعية وأخرى زراعية منفصلتين عن الضفة وغزة.
ونشر البيت الأبيض تفاصيل خطة ترامب في وثيقة مكونة من 181 صفحة. وكان أبرز ما ورد فيها:
1. الولايات المتحدة ستدعم إقامة دولة فلسطينية لكن بشروط: الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، ورفض الإرهاب (في إشارة لأعمال المقاومة) بجميع أشكاله، والموافقة على «الترتيبات التي تُلبي الاحتياجات الأمنية الحيوية لإسرائيل والمنطقة»، وبناء مؤسسات فعالة واختيار حلول عملية.
2. أي حكومة فلسطينية ستتفاوض مع إسرائيل يجب ألا تضم أعضاء من حركتي حماس أو الجهاد الإسلامي أو غيرهما، ما لم تكن تلك الحكومة الفلسطينية (بما في ذلك أعضائها من حماس) تلتزم بشكل لا لبس فيه وصراحة باللا عنف، وتعترف بدولة إسرائيل، وترضى عنها إسرائيل تمامًا.
3. المستوطنات الإسرائيلية داخل أراضي السلطة الفلسطينية، ستبقى في مكانها وستدمج في الأراضي الإسرائيلية المتجاورة، والمستوطنات الصغيرة الموجودة في عمق الأراضي المحتلة سوف تظل جزءًا من دولة إسرائيل وستظل مرتبطة بها من خلال نظام نقل فعال، تحت حماية إسرائيل.
4. ستحتفظ دولة إسرائيل بالسيادة على المياه الإقليمية، التي تعتبر حيوية لأمن إسرائيل والتي توفر الاستقرار في المنطقة.
5. سيتم ربط أوصال الدولة الفلسطينية المقترحة مع بعضها البعض ومع المملكة الأردنية الهاشمية بمجموعة من الطرق والأنفاق والجسور.
6. سيتم إنشاء صندوق دولي لتطوير المناطق المخصصة لدولة فلسطين، وتحسين البنية التحتية والتدابير الأمنية المنصوص عليها في اتفاق السلام الإسرائيلي الفلسطيني، بما في ذلك مرافق الموانئ والطرق، الجسور والأنفاق والأسوار والجسور والسكك الحديدية والمعابر الحدودية وما شابه ذلك.
7. القدس غير المقسمة ستكون عاصمة لدولة إسرائيل، ويمكن لدولة فلسطين إنشاء عاصمة في القدس الشرقية في كفر عقاب أو شعفاط أو أبو ديس، ويمكن تسميتها القدس أو أي اسم آخر على النحو الذي تريدة دولة فلسطين، مع ضمان حرية العبادة للأديان الثلاثة في القدس.
8. ستشرف إسرائيل بشكل كامل على المعابر الدولية لحدود الدولة الفلسطينية المستقبلية، والتنسيق على معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة سيكون بين الدولة المصرية ودولة إسرائيل.
9. سيكون الحق في إنشاء جزيرة صناعية تكون ميناءً لقطاع غزة ومطارًا يستقبل الطائرات الصغيرة فقط، بعد توقيع الاتفاقية بخمس سنوات بشرط موافقة إسرائيل والأخذ باشتراطاتها الأمنية.
10. بالنسبة للاجئين الفلسطينيين، سيتم إعادة 50 ألف لاجئ بحد أقصى وعلى فترة تمتد لـ 10 سنوات، بمعدل 5 آلاف لاجئ كل عام.
11. سيتم توزيع 50 مليار دولار من القروض والمنح والاستثمارات على الدولة الفلسطينية المستقبلية وعدد من الدول في المنطقة على النحو التالي: – 27.8 مليار دولار للضفة وغزة. – 9.1 مليار دولار لمصر. – 7.3 مليار دولار للأردن.- 6.3 مليار دولار للبنان.
12. تنص خطة ترامب على ضرورة تعويض «اللاجئين اليهود» عن ممتلكاتهم في بلدانهم العربية والإسلامية التي طردوا منها، وتعويض دولة إسرائيل ماليًا بسبب استقبالها هؤلاء اللاجئين اليهود الذين تساوي أعدادهم اللاجئين الفلسطينيين.
13. تقول الولايات المتحدة إن خطتها تضمن للفلسطينيين إذا وافقوا عليها: نمو اقتصادي تاريخي، وتضاعف الناتج المحلي الإجمالي الفلسطيني خلال 10 سنوات، وخلق أكثر من مليون فرصة عمل جديدة، وتقليل معدل البطالة إلى أقل من 10%، وخفض معدل الفقر بنسبة 50%.
الفلسطينيون يرفضون والعرب يحضرون و«يُقدّرون»
أعلن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، رفضه لخطة السلام التي أعلنها ترامب، قائلا إن «الصفقة لن تمر مؤكدًا على التمسك بدولة فلسطين وعاصمتها القدس، وأن «مخططات تصفية القضية الفلسطينية سائرة إلى فشل وزوال».
عربيًا، حضر المؤتمر سفراء ثلاث دول عربية، هم الإمارات وسلطنة عمان والبحرين. ورحب بهم ترامب ترحيبًا خاصًا، خلال كلمته، قائلًا: «أود أيضًا أن أشكر سلطنة عُمان والبحرين والإمارات العربية المتحدة على العمل الرائع الذي أنجزوه، حيث ساعدونا كثيرًا وأرسلوا سفراءهم ليكونوا معنا اليوم. شكرًا جزيلًا على وجودكم هنا».
وأعربت جمهورية مصر العربية، في بيان أصدرته وزارة الخارجية، عن تقديرها للجهود المتواصِلة التي تبذلها الإدارة الأمريكية من أجل التوصُل إلى سلام شامل وعادل للقضية الفلسطينية، بما يُسهم في دعم الاستقرار والأمن بالشرق الأوسط، ويُنهي الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.
وترى مصر أهمية النظر لمبادرة الإدارة الأمريكية من منطلق أهمية التوصُل لتسوية القضية الفلسطينية بما يعيد للشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة من خلال إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفقًا للشرعية الدولية ومقرراتها.
ودعت مصر «الطرفين المعنيين بالدراسة المتأنية للرؤية الأمريكية لتحقيق السلام، والوقوف على كافة أبعادها، وفتح قنوات الحوار لاستئناف المفاوضات برعاية أمريكية، لطرح رؤية الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إزاءها، من أجل التوصل إلى اتفاق يلبي تطلعات وآمال الشعبين في تحقيق السلام الشامل والعادل فيما بينهما، ويؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة».
وقالت المملكة العربية السعودية إنها تقدر جهود إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، لتطوير خطة للسلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وحثت على البدء في مفاوضات مباشرة للسلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تحت رعاية واشنطن.