طوفان الأقصى: ما نعرفه عن العملية العسكرية داخل «إسرائيل»
في لحظة تاريخية نادرة، أعلن القائد العام لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، محمد الضيف، صباح اليوم السبت، انطلاق عملية «طوفان الأقصى» لوضع حد «للانتهاكات الإسرائيلية».
وقال في بيان له: «الضربة الأولى والتي استهدفت مواقع العدو ومطاراته وتحصيناته العسكرية تجاوزت 5 آلاف صاروخ وقذيفة»، داعيًا الشعب الفلسطيني إلى «إخراج بنادقهم اليوم، ومن لا يملك بندقية فليخرج سكينًا أو ساطورًا أو بلطة».
واعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأن الهجوم فاجأه، وذكر، في مقطع فيديو نشره على حسابه الرسمي في منصة إكس (تويتر سابقًا): «نحن في حالة حرب، ولسنا في عملية.. شنت حماس هجومًا قاتلًا مفاجئًا ضد دولة إسرائيل ومواطنيها».
وانتشرت على شبكة الإنترنت فيديوهات توثق هروب الإسرائيليين إلى الصحراء بعد نجاح كتائب القسام في اقتحام المستوطنات والمعسكرات بشكل مفاجئ، فهرع المستوطنون وجنود الاحتلال فزعين بملابسهم تاركين أغراضهم وأسلحتهم خلفهم.
وأظهرت فيديوهات الإعلام الحربي للمقاومة الاستيلاء على مدرعات ودبابات إسرائيلية، بينما ظهرت الكثير من جثث قتلى جنود الاحتلال ملقاة على الأرض، وعدد من الأسرى الذين استسلموا للمقاومة وهم ممددين على الأرض أيضًا أمام قوات حماس، ووقعت اشتباكات بين الطرفين من المسافة صفر داخل الخط الأخضر.
وقد أعلنت دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى الآن عن مقتل أكثر من 20 مستوطنًا على الأقل، وإصابة نحو 200، فضلًا عن أسر ما لا يقل عن 35 جنديًّا ومستوطنًا إسرائيليًّا.
«وقت عصيب»
أعلنت إذاعة الاحتلال سقوط عدد كبير من القتلى والمصابين بعد اقتحام منطقة غلاف غزة، وأعلن قائد شرطة الاحتلال عن وجود اشتباكات في 21 نقطة جنوب فلسطين.
ونشرت حماس صورًا للأسرى، فيما أظهرت لقطات وصول جنودها إلى القطاع بالآليات العسكرية الإسرائيلية التي غنموها من الهجوم.
وتداول نشطاء مقاطع فيديو رصدت جنودًا إسرائيليين محاصرين داخل قاعدة عسكرية في منطقة غلاف غزة، كما أظهرت مقاطع أخرى بعض المستوطنين رجالًا ونساءً وهم يختبئون في صناديق القمامة خوفًا من رجال المقاومة الإسلامية.
وأكدت سلطة المطارات الإسرائيلية إغلاق عدد من المطارات في مناطق الجنوب والوسط أمام بعض الرحلات، واستمر انطلاق صفارات الإنذار في جميع أنحاء إسرائيل لأكثر من ساعتين من القصف الحمساوي، وفي رسالة مسجلة له، دعا محمد الضيف، القائد العسكري لحركة المقاومة الإسلامية، إلى انتفاضة عامة، قائلًا: «إذا كان لديك مسدس، أخرجه، هذا هو الوقت المناسب لاستغلاله، اخرجوا بالشاحنات والسيارات والفئوس».
وأعلنت كتائب القسام، اليوم السبت، عن السيطرة على مواقع عسكرية للجيش الإسرائيلي قرب حدود قطاع غزة.
ونشرت كتائب القسام مشاهد سيطرة رجالها على كيبوتس وموقع كرم أبو سالم العسكري شرق رفح جنوب القطاع.
وقال الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، إن «إسرائيل تمر بوقت عصيب»، وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، حالة الطوارئ في نطاق 80 كيلومترًا من قطاع غزة، بعد أن صدق على استدعاء جنود الاحتياط للخدمة العسكرية.
وأوردت الإذاعة الإسرائيلية أن مقاتلي كتائب عز الدين القسام أسروا 35 إسرائيليًّا على الأقل واقتادوهم إلى داخل غزة، فيما أكد مسئول طبي في كيان الاحتلال أن عدد القتلى كبير ولا يُمكن إحصاؤه.
بينما عمت الفرحة في المناطق الفلسطينية بعد عودة مقاتلي غزة بأسراهم وغنائمهم وانطلقت المسيرات الاحتفالية في الضفة الغربية، واحتفل سكان القطاع بالمقاتلين العائدين بعد تنفيذ الهجمات.
وانتقامًا من الهجوم، شن سلاح الجو الإسرائيلي غارات على مواقع في القطاع، وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال شن عملية «السيوف الحديدية» ضد حركة حماس، مشيرًا إلى أن عشرات الطائرات تقصف بالفعل أهدافًا تابعة للحركة في داخل القطاع، ونقلت وكالة «معًا» الفلسطينية عن مصادر محلية، أن إسرائيل قصفت مناطق حدودية بالقطاع بشكل مكثف، بسبب توافد المواطنين إلى تلك المناطق.
وأفاد مراسل وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، بتعطيل الدراسة في الجامعات والمدارس ورياض الأطفال في غزة التي تحكمها حركة المقاومة الفلسطينية.
وشهدت الأيام الماضية تصعيدًا كبيرًا من جانب الحكومة الإسرائيلية والمستوطنين اليهود ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشريف، وشكلت تلك الاستفزازات الخلفية التي أتت عملية طوفان الأقصى بناءً عليها.
ونقلت وكالة معًا الفلسطينية عن الضيف قوله: «العدو دنس الأقصى وتجرأ على مسرى الرسول – صلى الله عليه وسلم – واعتدى على المرابطات، ودنس جنوده الأقصى وسبق أن حذرناهم».
وأضاف: «ارتقى المئات من الشهداء والجرحى هذا العام بسبب جرائم الاحتلال … قوبلت دعواتنا لصفقة تبادل إنسانية برفض، وفي كل يوم بالضفة تستمر الانتهاكات».
وأشار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، إلى أن عملية طوفان الأقصى بدأت من غزة، لكنها سوف تمتد للضفة الغربية والخارج و«كل مكان يتواجد فيه شعبنا وأمتنا».
وأضاف في تصريح نشرته وكالة الصحافة الفلسطينية «صفا»، أن المقاومة تخوض في هذه اللحظات التاريخية ملحمة بطولية عنوانها الأقصى ومقدساتنا وأسرانا، «إذ إن سببها المركزي والأساس العدوان الصهيوني الإجرامي الذي تم على المسجد الأقصى المبارك، وبلغ ذروته خلال الأيام الماضية».
ولفت هنية إلى أن العدو خطط لمفاجأة غزة بالهجوم «وتصعيد العدوان على شعبنا في القطاع، فضلًا عن الاستيطان والعدوان المستمر كل لحظة في الضفة، الذي يسعى لاقتلاع شعبنا وطرده من أرضه وجرائم الاحتلال ضد شعبنا في الثمانية والأربعين (أي فلسطينيي الداخل) حيث يقف وراء كل عمليات القتل والاغتيال هناك».