أعادت مجزرة الواحات، في العشرين من أكتوبر الماضي، لحملة أمنية شرطية، وما تبعها من إعلان تنظيم «أنصار الإسلام» مسئوليته عن المجزرة على قناة قريبة من تنظيم القاعدة على التليجرام، «التنظيمات» القريبة من تنظيم قاعدة الجهاد في مصر، للأضواء مرة أخرى بعدما بعدت عنها بعد مبايعة أنصار بيت المقدس لتنظيم الدولة في أواخر 2014.بغض النظر عما إذا كانت هذه تنظيمات حقيقية يجمعها ولاؤها للقاعدة، أم أنها مجرد مسميات لتنظيم واحد، نركز في هذا التقرير على الوجود الإعلامي للتنظيمات القريبة من القاعدة، بعد بيعة أنصار بيت المقدس لتنظيم الدولة وخاصة جماعة المرابطين التي يتزعمها ضابط الصاعقة هشام عشماوي، إذ إنها أكثرهم تواجدًا.

الظهور الأول لجماعة المرابطين: «ويومئذ يفرح المؤمنون»

في نوفمبر 2014 أعلن تنظيم أنصار بيت المقدس بيعته لتنظيم الدولة الإسلامية؛ وهو الأمر الذي رفضه هشام عشماوي مسئول التنظيم بالوادي، فجاء الإعلان الأول عن تنظيم المرابطين عبر منتديات الفداء الإسلامية القريبة من تنظيم القاعدة بعد شهرين من بيعة أنصار بيت المقدس لتنظيم الدولة.ثم ظهر الإصدار الأول «ويومئذ يفرح المؤمنون» لهشام العشماوي الملقب بأبي عمر المهاجر المصري على اليوتيوب بعنوان بداية انشقاق ضباط الجيش المصري (تم حذفه لاحقًا)، وتم تعريفه في التسجيل بأمير جماعة المرابطين في 21/7/2015.
بدأ التسجيل بكلمة مأخوذة من تسجيل سابق لأيمن الظواهري يقول فيها «على الأمة الإسلامية عامة والحركة المجاهدة خاصة أن تقود معركة البيان كما تقود معركة السنان»، ثم كلمة لهشام عشماوي يهنئ فيها الأمة الإسلامية بعيد الفطر ، ويدعو فيها المسلمين بمصر لـ«الجهاد» ضد السيسي، الذي وصفه بأنه فرعون مصر الجديد الذي يستخدم «أشد أنواع العذاب والتنكيل بالمسلمين، ومستخدمًا لسحر الإعلام بكذبه وخداعه وتغييره للدين والحقائق في عقول الناس»، ويختتم بنشيد وصور عن المسجد الأقصى وشعار قادمون يا أقصى وتحته شعار التنظيم.
ومع أن الإصدار يعتبر إعلانًا عن دخول الجماعة الميدان الإعلامي والاهتمام به؛ إلا أنه مع ذلك لم يحمل أي إعلان عن كيفية متابعة أخبار وبيانات الجماعة عكس الإصدارات التالية كما سنبين.وحمل الإصدار رسالة وحيدة وهي ولادة تنظيم جديد موالٍ للقاعدة في مصر تحت زعامة هشام عشماوي.

الإصدار الثاني والأهم : «ولا تهنوا ولا تحزنوا»

تم نشر هذا الإصدار في 1/10/2015 على اليوتيوب (تم حذفه لاحقًا)، أي بعد شهرين تقريبًا من الإصدار الأول، بدأ الإصدار بكلمة مأخوذة من لقاء لمؤسسة السحاب الإعلامية التابعة لتنظيم القاعدة مع أيمن الظواهري في شهر تموز/يوليو 2014 يتحدث فيها عن العمل الجهادي في مصر فيقول: «نحن نبارك أي عملية ضد الصهاينة والجيش المتأمرك الذي يحمي حدودهم ومجرمي الداخلية وضد المصالح الأمريكية المعتدية على المسلمين طالما كانت هذه العملية ملتزمة بالضوابط الشريعة من عدم التعرض للدماء المعصومة من المسلمين وغيرهم أو التعدي على حرماتهم».
ثم تبدأ كلمة الضابط هشام عشماوي والذي يهنئ في بدايتها المسلمين بعيد الأضحى، ثم ينتقل للحديث عن الأحداث التي شهدها المسجد الأقصى في هذه الفترة، وهو ما عرف وقتها بانتفاضة السكاكين، و نعى هديل الهشلمون التي قتلها جنود الاحتلال الصهيوني على أحد حواجز التفتيش، ثم يوجه خطابه لجمهور الإسلاميين الرافض للانقلاب العسكري، وأورد هنا بعض المقاطع لأهميتها في فهم طريقة تفكير عشماوي ولغته التي تعتبر تحريضية وغير صدامية:«يا أهلنا في مصر المسلمة الحبيبة، يا من قدّمتم التضحيات لدين الله – عز وجل – يا من بِعتم الدماءَ والأرواح رخيصةً في سبيِل الله، يا من صدعتم بالحق وتصدعون به في وجه الخونة الطغاة، يا من أعجزتم الطغاةَ بثباتِكم وصمودكم واعتصامكم بربِكم في ملحمتي الصمود برابعة والنهضة، والتي قُتل فيها جمع من أطهر الناس وأشرف الناس، وأكرم الناس أهل رابعة والنهضة، أولئك الذين اشتملت مكارم أخلاقهم على العفة والحياء، وعُرفوا بالصدق والوفاء».«يا أهلنا في مصر المسلمة الحبيبة، لطالما رأيت في الكثير منكم الحرص على أن يكون نور الشريعة الإسلامية حاكمًالمصر وهاديًا لأهلها، ومليونيات الشريعة الإسلامية بميدان التحرير وغيره خير شاهد على ذلك، رأيت هذه الأمالعجوز وهي تخرج من بيتها رافضة حكم هؤلاء الطواغيت الجبابرة وباحثة عن من يمثل الشريعة الإسلامية، باحثة عمن سيحكم البلاد بشر ع الله، باحثة عمن سيُنير للبلاد طريقها بنور الشريعة الإسلامية».ثم ينتقل لنقد الديموقراطية، وما يسميه الإسلام الديموقراطي بلغة غير صدامية أيضًا:
يا أهلنا المسلمين بمصر إن الديموقراطية التي سعى إليها الكثير خلال المرحلة الماضية أثبتت لكل عاقل لبيب مدىفسادها قدرا، فضلا عن فسادها شرعًا، وأن كل من اجتهد وتأوّل من أهل العلم بأن الصورة المسماة بالإسلامالديمقراطي هي الإسلام المبني على الشورى قد أخطأ في ذلك خطأ كبيرًا، وأسأل الله أن يغفر لأهل العلم الذيناجتهدوا في ذلك وأن يأجرهم أجر المجتهد المخطئ.
ثم ينتقل للحديث عن حقيقة المعركة مع النظام المصري، ويرى أن النظام لم يحسمها بعد، ويتحدث عن السلمية بشكل لافت أيضًا قريب من لغة الظواهري في لقائه المشارإليه سابقًا:
إن السلميةَ التي خضناها وإن كنا قد صمدنا فيها صمودًا معجزًا، لكنها أبدًا لن تحسم صراع الحق مع الباطل، فلوكانت السلميةُ ستَحسم هذا الصراع؛ لكان أولى الناس بذلك نبيُنا مُحمد صلى الله عليه وسلم
الذي واجه قوىالكفر والاستكبار بالقوة والسلاح بعد أن أصُّروا على مُحاربة الإسلام والكيد له، لذلك فقد آن لنا أيها الأحبة أننمسك بزمام المبادرةِ وأن نخوض المعر كةَ الحاسمة، معركةَ البأس الشديد لا بد أن نُذيقهم بأسنا وشدتَنا، لا بد أن يعلموا أن مرحلة (فاعفوا واصفحوا) قد انتهت، وأنها لم تكن الوصف والحل الحقيقي للصراع.
ثم ينتقل لدعوة جماهير الإسلاميين الرافضين لانقلاب الثالث من يوليو إلى رفع شعارات إسلامية واضحة في المظاهرات، وذكر في سياق حديثه عن ذلك أنه كان في الخدمة وقت أحداث العباسية في مايو 2012.ثم ينتقل للدعوة الأهم في هذا الإصدار وفي إصدارات التنظيم بشكل عام، وهي الدعوة إلى استهداف ضباط الجيش والشرطة والإعلاميين بشرط تجنب الدماء المعصومة، بحيث لا يستهدفون ومعهم أبناؤهم أو زوجاتهم، واعتبرها خطوة أولى لها ما بعدها، وطلب ممن يفعل ذلك توثيق عمليته والتواصل مع التنظيم لنشرها، ومن لا يستطيع يمكنه إعطاء ما لديه من معلومات للتنظيم عبر حساب جنود الشريعة «اللجنة الإعلامية للتنظيم» على التيليجرام .وقد كانت هذه دعوة صريحة لتبني تكتيك الذئاب المنفردة اقتداء بانتفاضة السكاكين في القدس المحتلة، في محاولة لجذب جمهور الإسلاميين الغاضب من النظام خاصة الشباب، وكسر حاجز العمل العنيف لديهم.ويمكن اعتبار هذه الدعوة إشارة أيضًا لفشل التنظيم في التواجد الفعلي والحقيقي على الأرض في هذا التوقيت؛ خاصة أن هذه الدعوة سبقتها جملة لعشماوي يفهم منها ذلك:
واعلموا يا أهلَنا في مصَر المسلمِة الحبيبة أن هناك رجاًلا يتمنَّون لو كان معهم سلاح ليدفعوا به عن دمائِنا وأعراضنا،وليثأروا به لقتلانا وأعراضنا، فلعل ذلك يكون قريبًا بإذن الله تعالى، ونكون بإذن الله تعالى كتفًا بِكتِف نُقاتلُ هذا العدو الصائل على دينِنا ودمائِنا وأعراضنا.
ثم يحث ضباط الشرطة والجيش على الانشقاق، وذكر في هذا السياق الضابط وليد بدر الذي وصفه عشماوي بأنه صاحب العملية «الاستشهادية» ضد وزير الداخلية الأسبق محمد إبراهيم، وتعتبر هذه هي الإشارة الوحيدة لعشماوي في تسجيلاته لعملية متهم بالضلوع فيها.ثم ينتقل التسجيل إلى إرشادات للتواصل مع التنظيم عبر حساب تواصل خاص على التيليجرام، ومنتديات الفداء الإسلامية وعرين المجاهدين القريبين من القاعدة، ثم يختتم الإصدار بالمقطع المعتاد في تسجيلات عشماوي لصور من المسجد الأقصى وأنشودة تحث على الدفاع عنه. يعتبر الإصدار الثاني «ولا تهنوا ولا تحزنوا» هو الإصدار الأهم على الإطلاق للتنظيم، فهو الإصدار الأطول حيث بلغت مدته 42 دقيقة، كما أنه الإصدار الذي دشن به التنظيم حسابه الخاص؛ وليس العام؛ للتواصل على التيليجرام؛ وهو الحساب الموجود حتى الآن للتواصل المباشر مع التنظيم، على ما يبدو بهدف تجنيد شباب من الإسلاميين الغاضبين على النظام والمؤمنين بضرورة المواجهة المسلحة.

الإصدار الثالث: الطريق إلى الثورة الإسلامية

ظهر في 2 مارس 2016 الإصدار الثالث للجماعة وهو عبارة عن الحلقة الأولى من سلسلة «الطريق إلى الثورة الإسلامية لتحكيم الشريعة الإسلامية» تحت عنوان «العلماء ورثة الأنبياء»، وهو تسجيل صوتي عبارة عن محاضرة منهجية دعوية عن أهمية دور العلماء في مواجهة النظام وإعلان «الجهاد ضده»، ولم تظهر الحلقة الثانية للسلسلة والتي جاءت بعنوان «أعيدوا حق الله» إلا في 18 يناير 2017، وهي محاضرة منهجية أيضًا عن ضرورة تحكيم الشريعة الإسلامية.وفي الفترة بين هاتين الحلقتين تم نشر تسجيلين آخرين لعشماوي، الأول بتاريخ 6/6/2016 تعزية في الملا أختر منصور زعيم طالبان الذي قتل في أواخر مايو 2016، والثاني بتاريخ 30 يونيو بعنوان «انصروا بنغازي» يدعو فيه للنفير ونصرة «المجاهدين» المدافعين عن بنغازي، وأثنى عن توحد التنظيمات المدافعة عن المدينة تحت لواء واحد؛ يقصد سرايا الدفاع عن بنغازي؛ وهو ما يعطي إشارتين:-الأولى: أهمية ليبيا كمرتكز للتنظيمات القريبة من القاعدة في مصر.الثانية: تفهم عشماوي للتعاطي السياسي والتحالفات التي تبنتها تنظيمات قريبة من القاعدة في بنغازي وهو ما قد يعمل عليه في مصر. وبذلك يكون مجموع تسجيلات عشماوي الصادرة حتى الآن ستة تسجيلات.

أبو حمزة الأنصاري: البطل الثاني لإصدارات التنظيم

هناك وجه آخر في التنظيم تفوق على عشماوي في عدد تسجيلاته بأربع سلاسل منهجيه ودعوية، بلغ عدد حلقاتها 71 حلقة، بدأ نشرها في 14 مايو 2016 وكان آخر ما نشر له في 19 أكتوبر من هذا العام، وهو كما تلقبه الإصدارات «الشيخ المجاهد أبو حمزة الأنصاري»، وهو مصري كما تظهر من لكنته.
في 14 مايو 2016 كان الظهور الأول لمن يبدو أنه شرعي التظيم، في سلسلة حلقات منهجية شبه يومية بعنوان «إن الدين عند الله الإسلام»، وهي سلسلة من 18 حلقة ابتدأ نشرها كما ذكرنا في 14 مايو 2016، ثم توقفت بعد الحلقة السادسة لإصدار سلسلة يومية أخرى (لا توجد لها روابط عبر اليوتيوب ولكن يمكن مشاهدتها عبر قناة التنظيم على تيليجرام) بمناسبة شهر رمضان تحت عنوان «وأن تصوموا خير لكم» ، تكونت هذه السلسلة من 30 حلقة وصدرت بشكل يومي خلال شهر رمضان 1437 هجريًا.ثم استؤنفت سلسلة «إن الدين عند الله الإسلام» في 9 يوليو وانتهى نشرها في 5 أغسطس من نفس العام. ثم بدأ أبو حمزة الأنصاري سلسلة ثالثة بعنوان «بل مكر الليل والنهار» تكونت من 15 حلقة (يمكن مشاهدة الحلقات الست الأولى من قناة التنظيم الرسمية التي سبق الإشارة إليها، وبقية السلسلة يمكن مشاهدتها على قناة البلاغ)، صدرت يوم 26 ديسمبر 2016، وانتهى إصدارها في 5 أغسطس 2017، وخلال هذه السلسلة؛ تحديدًا من الحلقة السادسة التي نشرت في يوم 25 يناير 2017، تم إيقاف النشر على القناة العامة للتنظيم على التيليجرام وانتقل لقناة أخرى تسمى البلاغ، واستؤنفت السلسلة من يوم 16/4/2017، ولم تعد الإصدارات تحمل أي إشارة للتنظيم عكس الإصدارات السابقة.وفي الأول من سبتمبر صدرت سلسلة جديدة لأبي حمزة الأنصاري تحت عنوان «إنما وليكم الله ورسوله»، ولم تنتهِ حلقات السلسلة إلى الآن، وكان آخر ما نشر منها الحلقة الثامنة يوم 19 أكتوبر على قناة البلاغ العامة، وآخر ما نشر على اليوتيوب الحلقة السادسة بتاريخ 24 أكتوبر .

هذا بخلاف كلمة له عن مآسي المسلمين في بورما سجلها في الخامس عشر من محرم 1439هـ الموافق السادس من أكتوبر 2017، كما ذكر في بداية التسجيل، وتم نشرها في الحادي عشر من أكتوبر على قناة البلاغ العامة.وبالبحث ظهر اسم أبوحمزة الأنصاري كمعد لفيديو لقوات راف الله السحاتي في ليبيا في سبتمبر 2011، ونشر تحت عنوان مؤسسة المرابطين للإنتاج الإعلامي: تقدم: الإصدار المرئي الثاني «أمة الإسلام بشرى»، وهو نفس اسم المؤسسة الذي ستحمله فيما بعد لجنة النشر بتنظيم المرابطين المصري، وكذلك ظهر الاسم في سؤال على منبر التوحيد والجهاد التابع لأبي محمد المقدسي المنظر الجهادي المعروف عن حكم قتل قيادات النظام الليبي السابق بعد اعتقالهم أثناء الثورة الليبية على القذافي.

لا يمكن بالطبع تحديد ما إذا كان لقب أبوحمزة الأنصاري للشخص نفسه أم لا، حيث إن هذا اللقب يكثر في أوساط التنظيمات الجهادية، ولكنه احتمال لا يعد مستبعدًا خاصة لما يثار عن علاقات التنظيم ببعض التنظيمات القريبة من القاعدة في ليبيا، ولو صح ذلك الاحتمال فهذا يعطي لأبي حمزة الأنصاري مكانة رفيعة في التنظيم لسبق عمله في ليبيا مع تنظيمات قريبة من القاعدة أثناء الثورة الليبية.


تواجد التنظيم عبر الشبكة العنكبوتية

نظرا لملاحقة المنتديات الجهادية عبر شبكة الإنترنت لم أتمكن من رصد بدايات ظهور التنظيم على الشبكة وتطوراته بشكل مُرضٍ، ولكن من الواضح أن التنظيم اعتمد بشكل مطلق على المنتديات الجهادية في الأشهر الأولى خاصة منتديي الفداء وعرين المجاهدين القريبين من القاعدة، وكان له حساب للتواصل الخاص باسم جنود الشريعة، نشره التنظيم مرفقًا مع التسجيل الثاني لعشماوي الذي دعا فيه لاستهداف ضباط الشرطة والجيش والإعلاميين كما ذكرنا سابقًا.أنشأ التنظيم قناته العامة على التيلجرام في 16 مايو 2016، وأعلن عنها في الحلقة الرابعة من سلسلة حلقات «إن الدين عند الله الإسلام» لأبي حمزة الأنصاري، ثم أخذت القناة الدور الرئيسي في نشر إصدارات التنظيم، وتوقفت القناة عن نشر أي جديد في 26 يناير 2017، ثم نشرت رسالة تدعو متابعيها لمتابعة مؤسسة البلاغ 22/7/2017، وهي المؤسسة التي ستنشر إصدارات التنظيم، ولكن دون الإشارة بشكل مباشر إليه، حيث إن إصدارات أبي حمزة الأنصاري لم تعد تحمل شعار التنظيم، ولم تعد تحمل سوى شعار قنوات البلاغ، وهو على ما يبدو تكتيك جديد للتنظيم لمنع متابعة إصداراتها على اليوتيوب وحذفها، وهو الموقع التي يركز عليه التنظيم بشكل أساسي في نشر تسجيلاته لتصل ربما لأكثر عدد من المتابعين.تم إنشاء قناة البلاغ الرئيسية في 13/4/2017 وآخر نشر لها كان في 20/10/2017، وتفرع عنها:-قناة البلاغ أخبار هامة: أنشئت بتاريخ 3/7/2017 وآخر نشر لها كان بتاريخ 21/10 وفيه نقلت عن صحيفة الوطن خبر احتمال تورط عشماوي في هجوم الواحات.- قناة البلاغ مصر الإخبارية: أنشئت 6 أغسطس 2017 وآخر ما نشر عليها كان بتاريخ 21 أكتوبر، حيث نقلت خبر الوطن عن احتمال تورط عشماوي في الهجوم، ونقل عدة منشورات منقولة من الفيسبوك عن فشل الداخلية في التعامل مع الهجوم.وقنوات أخرى مثل مكتبة البلاغ الفقهية، والجهادية، والأمنية، ومكتبة البلاغ لأصول الفقه، وعلوم الحديث، وعلم التوحيد الخ. تواجد التنظيم على الفيسبوك و تويتر في النصف الأول من عام 2016 عبر صفحة أنصار المربطين على الفيس بوك، وجنود الشريعة على تويتر، وقد أغلقت إداراتي الفيسبوك وتويتر الصفحتين.


ملاحظات على أداء التنظيم الإعلامي

1.التنظيم متواجد عبر السنتين السابقتين بإصداراته الإعلامية، وشهدت الفترة الزمنية الممتدة من شهر مايو 2016 إلى شهر يناير 2017 النشاط الإعلامي الأكبر للتنظيم، عبر طرح محاضرات أبي حمزة الأنصاري وتدشين قناة التنظيم الرسمية على التيليجرام، وصفحة على الفيسبوك، وحساب على تويتر، ثم تليها الفترة الممتدة من أبريل 2017 إلى 21 أكتوبر 2017 وهي الفترة التي شهدت تدشين مجموعة قنوات البلاغ على التيليجرام.2. يعتمد التنظيم في نشر إصداراته على اليوتيوب، ربما لتحقيق نسب مشاهدة أعلى لضعف آلة النشر الإعلامية للتنظيم، ومع ذلك يعتبر انتشار إصدارات التنظيم ضعيفا للغاية، وهو ما يشير لضعف لجنة الإعلام والنشر بالتنظيم وهو ما قد يؤشر على ضعف التنظيم نفسه، بالإضافة لضعف قاعدة مناصريه.3. تعتمد إصدارات التنظيم على تسجيلات صوتية تفتقد للإبداع، وهي تسجيلات في غالبيتها الكاسحة دعوية منهجية، لم يتبن خلالها التنظيم أي عملية تذكر.4. اعتمد التنظيم في بداياته على المنتديات الجهادية القريبة من القاعدة، ثم مع ملاحقة هذه المنتديات لجأ التنظيم لموقع التيليجرام وهو الموقع الذي يحتل الركن الأساسي في تكتيكات الجماعة الإعلامية.

جند الإسلام في سيناء: التنظيم الأقدم

الظهور الأول : «غزوة رفح»

ظهر اسم جند الإسلام لأول مرة من خلال بيان على منتدى شموخ الإسلام القريب من القاعدة في 12 سبتمبر 2013 يتبنى فيه التنظيم تفجير مبنيين أمنيين من بينهما مبنى المخابرات الحربية برفح، ووعد بنشر تفاصيل العملية في إصدار مرئي، وهو ما لم يحدث إلا في 12/8/2015 بنشر إصدار سبيل العزة الثاني : غزوة رفح، نشر فيه كلمات وتوصيات «الاستشهاديين» اللذين قاما بالعمليتين، وتسجيل لرصد مبنى المخابرات الحربية برفح قبل العملية، وتسجيل آخر لوقت التفجير، ويحتوي الإصدار على مقتطفات من كلمتين للظواهري عن التنسيق الأمني بين الجيش المصري والجيشين الأمريكي والصهيوني، وينتهي الإصدار بالتسجيل الثاني والذي يدعو الظواهري فيه قبائل سيناء لمساندة «المجاهدين» في غزة، ثم يختتم التسجيل بشعار التنظيم وتحته شعار «قادمون يا أقصى».ومن اللافت موعد نشر التسجيل الذي يأتي بعد بيعة أنصار بيت المقدس خاصة فرع سيناء لتنظيم الدولة، وما يحتويه من رسائل الولاء للقاعدة، وهو ما سيتم تأكيده من خلال الإصدار الثاني والأخير للتنظيم.

الظهور الثاني: رسالة انحياز واضحة لعشماوي

نشر التنظيم في 29 أكتوبر؛ أي بعد شهر فقط من نشر تسجيل عشماوي الثاني «ولا تهنوا ولا تحزنوا»؛ إصدارا مرئيا يعتبر الإصدار الأكثر تميزًا على الإطلاق من بين جميع إصدارات التنظيمات القريبة من القاعدة في مصر، ويحتوي الإصدار لتسجيلات لبعض الاستعراضات العسكرية، وبعض الأسلحة التي يملكها التنظيم، وكمائن على الطرق، ولكن تعد الرسالة الأهم في هذا الإصدار هو المقطع الصوتي لهشام عشماوي من تسجيله «ولاتهنوا ولا تحزنوا»، مما فيه إشارة واضحة لانحياز التنظيم للقاعدة وممثلها الأهم خارج سيناء عشماوي، وليس لتنظيم الدولة الذي بايعه تنظيم أنصار بيت المقدس في سيناء.ثم اختفى التنظيم من هذا الوقت ولم يظهر إلا في يوم 29/10/2017 من خلال بيان لدعم مبادرة بعض منظري السلفية الجهادية للصلح بين بعض التنظيمات الجهادية في سوريا.

التنظيم الأحدث: أنصار الإسلام

في التاسع عشر من أكتوبر؛ أي قبل يوم واحد فقط من عملية الواحات، وقبل يوم واحد فقط أيضًا من آخر نشر لقناة البلاغ العامة؛ أُنشئت قناة حراس الشريعة «مصر الكنانة»، ووصفت نفسها بأنها «قناة جهادية تحريضية حتى تعي الأمة الجهاد الشرعي بعيدًا عن فتنة الإرجاء والغلو» كما وصفت نفسها بأنها أول قناة جهادية عاملة من مصر الكنانة يكتب بها «أسود من ثغور العز» كما بشرت متابعيها «بمضي سفينة الجهاد في مصر نقية صافية خفاقة حتى تحرير بيت المقدس»، وهو ما قد يشير إلى تدشين التنظيمات الموالية لتنظيم القاعدة في مصر لمرحلة جديدة في مصر ستكون موجودة فيها على الأرض بشكل أكثر فاعلية.والقناة نشطة لم يمر يوم من إنشائها دون نشر، وقريبة من القاعدة ومناهضة تمامًا لتنظيم الدولة، وخطابها تجميعي حيث تعتبر حركة حسم من «أسود الكنانة المرابطون في مصر».وقد تابعها في خلال أسبوعين فقط ألف متابع، وهو رقم كبير لو قارناه بمتابعي قناة حركة حسم المنشأة من شهر يوليو 2016 البالغ 2000 متابع تقريبا، وكذلك لو قارناه بالقنوات التابعة لتنظيم المرابطين الذي لم يتجاوز أي منها الثلاثمائة متابع، ويعتبر نشر بيان تنظيم أنصار الإسلام الذي تبنى فيه عملية الواحات على القناة السبب الأهم في رواج القناة بالتأكيد.ولا يمكن تحديد هوية هذا التنظيم الجديد، هل هو مجرد مسمى جديدة لتشتيت الأم ، أم هو تنظيم موجود ويجمعه بالتنظيمات الأخرى ولاؤه للقاعدة، أم هو تنظيم نشأ من اندماج عدة تنظيمات؟والبيان يبعد عن وصف النظام المصري بالكفر والرد ، ويعتبر ترك التنظيم للجنود المشاركين في الحملة أحياء دون تصفيتهم «راجيا لهم الهداية» حسب تعبير البيان ، رسالة حرص عليها التنظيم فيما يبدو لجذب تعاطف شعبي معه، وتحييد المجندين .

ملاحظات عامة

من خلال ما سبق يمكن ملاحظة عدة نقاط بخصوص النشاط الإعلامي للتنظيمات القريبة من القاعدة:
1. الخطاب الذي تتبناه تلك التنظيمات من خلال إصداراتها خطاب غير صدامي أو هجومي ضد جماهير الإسلاميين الرافضيين للإنقلاب العسكر، وهو ما يتضح مثلا من لهجة عشماوي عند الحديث عن الديموقراطية والنهج السلمي ضد النظام.2. لا يتبنى تنظيما المرابطون وأنصار الإسلام خطابا تكفيريا صريحا للنظام،عكس خطاب جند الإسلام .3. تصاعد لهجة القنوات الإعلامية الموالية لتنظيم القاعدة في مصر ضد ولاية سيناء، وهو ما يظهر من لهجة قناة حراس الشريعة، وقناة منبر سيناء (تم حذف القناة لاحقا) القريبة فكريا من تنظيم القاعدة والتي تركز على أخبار سيناء؛ لكن لا يمكن تأكيد تبعيتها لتنظيم جند الإسلام من عدمه؛ وقد بثت الأخيرة يوم الخامس من نوفمبر تسجيل صوتي لأبي محمد السلفي السيناوي بعنوان «حقيقة خوارج البغدادي في سيناء»،وبتتبع الحساب الذي حمل الكلمة على موقع إنترنت أرشيف تبين أنه حساب نشط في تحميل إصدارات تنظيم القاعد ، مما يرجح أن القناة قريبة من تنظيم القاعدة.4. تعتبر لقاءات الظواهري وخطاباته عن مصر محورية في فهم استراتيجية هذه التنظيمات في العمل داخل مصر، فمثلا في لقائه مع مؤسسة السحاب المشار إليه سابقا أكد على محورية العمل ضد الصهاينة لجذب التأييد الشعبي ، وهو ما نجده محورا أساسيا في أغلب إصدارات تلك التظيمات حيث تختتم بلقطات للمسجد الأقصى ومقطع من أنشودة تدعو للدفاع عنه وشعار قادمون يا أقصى وهو نفس الشعار الذي كان يحمله تنظيم أنصار بيت المقدس سابقا. وكذلك نصيحته عن جذب التأييد الشعبي من خلال تجنب أي عملية قد تنفر الأمة منهم أو لا يستطيعون فهم دوافعها وهو ما قد يفهم من ترك المجموعة التي استهدفت الحملة الأمنية في الواحات للجنود أحياء. ومن خلال نبرة تجميعية للجمهور المؤمن بتطبيق الشريعة وهذا يظهر في إصدارات تنظيم المرابطين خاصة الإصدار الثاني وكذلك من لهجة منشورات قناة حراس الشريعة على التيليجرام.والتركيز على محور الدعوة والبلاغ وأنها قد تفوق محور العمل العسكري أحيانا، وهو ما يظهر من رصد أغلب إصدارات تتنظيم المرابطين التي تعتمد في الأساس على الجانب الدعوي والعقائدي.