الحارث بن سُريج: ثائر مسلم حالف الترك ضد الأمويين
تحتقن حقبة الحكم الأموي في تاريخ الأمة الإسلامية بالعديد من الثورات العنيفة مختلفة المشارب ومتباينة الأفكار والوسائل ضد الأمويين، التي اتخذت من استبداد تلك الأسرة، واستئثارها عن الأمة بمقاليد السلطة والثروة، وقودًا للمواجهة، وللاصطفاف في مواجهتها.
في الربع الأخير من تاريخ الدولة الأموية التي أثارت – ولا تزال – الكثير من الجدل، برز اسم الثائر الحارث بن سُريْجْ، ورفيق ثورته، ومُنظّرها، الجهم بن صفوان، الذي تنتسب إليه فرقة الجهمية الكلامية التي يصِمُها أصحاب المذاهب السنية وغيرهم من المذاهب الإسلامية بالابتداع والزندقة.
كان يسيطرُ على وجدان الحارث بن سُريج أنَّه الذي ستتحقق به نبوءة كانت ذائعةً آنذاك حول الرايات السود التي ستسيل من الشرق إلى الغرب لتزيل مُلك بني أمية، ولذا جعل من السواد شعارًا لثورته، وشرع يحلم باليوم الذي تلتف حوله فيه الجموع لتعصف بدولة الأمويين، وتقتحم أسوار عاصمتهم دمشق، وتنصب فيها رايات الثورة السوداء.
اقرأ: قصة غزالة التي جعلت الحجاج نعامة
الحارث والجهم: القائد والمُنظر
في بحثنا عن خيوط سيرة هذا الثائر المثير للجدل، تأكدنا أنَّ جملة (التاريخ يكتبه المنتصر) ليست بالابتذال الذي يوحي به تكرارها حقًا وباطلًا، فهناك الكثير من الغموض الذي يلفُّ حياته، تمثَّل في شح ما تذكره المصادر عن سيرة هذا الثائر المهزوم سواءً في حياته المبكرة أو ما بعد دخوله إلى الساحة قائدًا ثوريًا، على الرغم من أنه ظلَّ لاعبًا سياسيًا مهمًا على مدار أكثر من 12 عامًا في منطقة خراسان (تشغل غربي أفغانستان وشرقي إيران حاليًا) ذات الثقليْن الجغرافي والسياسي، إننا لا نملك مصدرًا واحدًا يعبر بشكل مباشر عن رأي هذا الثائر، أو حتى مصدرًا محايدًا، فجُل المصادر التي نعتمد عليها – وهي مصادر تاريخية سُنية – تنظر بريبة إلى ثورة الحارث بن سريْج، وتُبدع أو تُكفّر كاتبه والمُنظّر لثورته الجهم بن صفوان.
يصف الذهبي في (سير أعلام النبلاء) الجهمَ بن صفوان بأنه كان ذكيًا يجيدُ الجدال، لكنًَه يسِمُه أيضًا – للخلاف المذهبي الكبير – بأنه أسَُ الضلالة، ورأس فرقة الجهمية المبتدعة، ويراه شيخ الإسلام ابن تيمية كافرًا مرتدًا، ويصف سبط بن الجوزي في (مرآة الزمان في تواريخ الأعيان) العلاقة الخاصة بين الرجليْن، فيذكر أن الجهم بن صفوان لم يكن الكاتب الخاص للحارث فحسب، إنما كان أيضًا قائد جيوشه، و«متولي أمره» بنص التعبير الذي استخدمه، والذي يدل على الحضور القوي الكبير في مشروع الحارث الثوري، كما كان الجهم يخوضُ المناظرات دفاعًا عن الحارث، ويكتب منشوراتٍ تروّج له ولأفكاره، ويوزعها في مختلف مناطق خراسان.
الثورة والانتكاسة
بدأ الحارث بن سريج ثورته المسلّحة عام 116هـ، في منتصف فترة آخر خلفاء بني أمية الأقوياء هشام بن عبد الملك، وكانت أول مشاهده الكبرى مهاجمة مدينة بلخ – قرب مزار الشريف بأفغانستان حاليًا – بـ 4 آلاف من أنصاره، فانتصر على 10 آلاف من جيش خصمه التجيبي، والي بلخ للأمويين، والذي وقع في أسره، ثم قتله الحارث باتهامه بجريمة قتل فعلها عندما كان واليًا على هراة.
يذكر الطبري في تاريخه أنَّ أقاليم خراسان الواحد تلو الآخر أخذت تبايع الحارث، متأثرين بدعوته للعدل والشورى على كتاب الله وسنة رسوله، واختيار من ترتضيه الأمة خليفةً من أئمة الهدى من آل بيت الرسول عليه الصلاة والسلام.
من أبرز تلك الأقاليم الجوزجان (في أفغانستان الحالية) والطالقان (في إيران الحالية)، وأوشك عاصم بن عبد الله والي خراسان أن يفرَّ إلى الشام ليستنجدَ بالخليفة الأموي هشام بن عبد الملك عندما بلغه أن بعض أعيان مدينة مرو عاصمة خراسان السياسية قد بدؤوا في مراسلة الحارث بن سريج، والذي توجه صوب مرو بجيش كثيف أضعاف ما هاجم به بلخ، وضمّ جيشه الكثير من الفرس – إلى جانب العرب – الذين صدقوا وعوده في إقامة العدل الذي أمر به الله ورسوله من دون تمييز.
أغدق عاصم الأموال على سكان مرو وجُندها لضمان ولائهم، وراسل بعض من انضموا حديثًا إلى الحارث فأغراهُم بالمال والمناصب وبالعصبية العربية، فلما اندلعت المعركة أمام مرو، انحاز الآلاف من هؤلاء إلى والي خراسان، مما أضعف أسهم الحارث وأضعف الروح المعنوية لقواته، وهُزم في المعركة، وتفرَّق عنه الكثير من أنصاره، ولم يبقَ معه عندما انسحب سوى 3 آلاف، لم يتتبعهم عاصم بن عبد الله اكتفاءً بما حققه من نصر.
في العام التالي 117هـ، عزل هشام عاصمًا عن ولاية خراسان، وضمَّها إلى والي العراق خالد القسري الذي كان يُشبَّه بالحجاج الثقفي في البطش والحزم، وكان هذا بناء على طلب من عاصم شديد الولاء للخلافة، والذي أرسل إلى دمشق ينصح بضم خراسان إلى العراق، لتستفيد من موارد العراق الكبيرة في مواجهة القلاقل.
وللمفارقة، أرسل خالد القسري أخاه أسدًا ليكون نائبًا له عن خراسان، ولم يكن أسد محبوبًا للكثيرين في خراسان ومنهم عاصم نفسه، وكان القتال قد تجدد بين الحارث وعاصم، فأراد عاصم أن يراسل الحارث لينضم إليه، ويرسلان إلى الخليفة هشام يدعوانه إلى كتاب الله وسنة رسوله وإقامة الشورى والعدل، فإن رفض، أعلنا خلع طاعته معًا، لكن عارضه بعض أهل مشورته، وأقنعوه بالاستمرار في طاعة الخلافة، ومواصلة حربه ضد الحارث، فأذعن لرأيهم، وقاتل الحارث حتى هزمه ونجا الحارثُ مصابًا بأعجوبة.
كان جزاء وفاء عاصم، أن حبسه أسد القسري عندما وصل إلى خراسان، وغرَّمه أكثر من 100 ألف درهم، ثم اشتدِّ أسد في تتبع الحارث بن سريج فيما بقي تحت سيطرته من مناطق، وحاصر بعض المدن الموالية له حتى اضطر أنصار الحارث فيها إلى طلب التسليم بشرط ألا ينتقم أسد من أهل تلك المدن لدعمهم للحارث وثورته، فأجابهم لذلك، وهكذا أخذت الدائرة تضيق حول الحارث أكثر فأكثر.
في عام 118هـ، واصل أسد القسري الضغط على ما بقي بحوزة الحارث، فوصلت جيوشه إلى مدينة بلخ التي شهدت انتصار الحارث الأول قبل عاميْن، فحاصرها حصارًا شديدًا، حتى طلب أهلها الأمان، لكن لم يمنع هذا الأمان قتل المئات من أنصار الحارث المستسلمين، وعُذِّبَ وصُلِب الكثيرون، وقطعت أيادي وأرجل آخرين (أقاموا عليهم حد الحرابة).
الاستقواء بالخارج
في عام 119هـ فرَّ الحارث بن سريج إلى منطقة طخارستان – شمالي أفغانستان حاليًا – وضاقت عليه الأرض بما رحبت، وتاهت منه الحلول والخيارات، فلجأ إلى خطوة خطيرة أثارت حولَه وحولَ ثورتِه ظلالًا كثيفة من الشك والريبة، وهي الاستنجاد بخاقان الأتراك في أواسط أسيا.
راسل الحارثُ الخاقان وشجعه على غزو خراسان قبل أن يحكم أسد القسري قبضته عليها، فاندفع الخاقان بجيشٍ كثيف، رافقه الحارث والمئات من أنصاره، واستغل أسد القسري الفرصة، وشهَّر بالحارث في خطبة عيد الأضحى آنذاك قائلًا:
التقى الجيشان بعد أيام، وتلقّى الحارث وحلفاؤه الأتراك هزيمةً مذلة، وسُحق جيش الخاقان، ومالبث أن قُتل بعد عودته إلى بلاده لخلاف مع أحد الأمراء هناك. وتوارى الحارث بن سُريج في بلاد الأتراك يراقب ما يحدث في خراسان، ويترقَّب اللحظة المناسبة ليُعيد الكرّة.
في تلك الأثناء توفي أسد القسري، وخلفه على ولاية خُراسان نصر بن سيار، والذي كان إداريًا جيدًا، وسياسيًا داهية، فأحكم السيطرة على الإقليم المضطرب، لكنه كان يتعصّب لقومه من العرب المُضَرية فوزَّع عليهم المناصب في الولاية لسنوات، مما أحفظ غيرهم من العرب اليمانية.
في عام 121هـ، غزا نصر بن سيار في بلاد التُرك في أواسط آسيا، فتصدًّى له أحد قادتهم واسمه كورصول ومعه الحارث بن سُريج، فهُزم كورصول، ثم أُسر وقُتِلَ، بينما تحصّن الحارث في منطقة الشاش الواقعة قرب سمرقند، فأرسل والي العراق الجديد يوسف بن عمر الثقفي إلى نصر بن سيار يأمره بمحاربة الحارث بن سُريج حتى استئصاله قائلًا:
وبالفعل غزا جيش نصر منطقة الشاش وأجبر واليها على طرد الحارث بن سُريج مقابل الأمان، ففر إلى عمق بلاد الترك في منطقة فرغانة، ولم تُسجّل له أنشطة بارزة خلال السنوات الأربع التالية.
إصلاحٌ لم يتم
توفي هشام بن عبد الملك عام 125هـ، فخلفه ابن أخيه الوليد بن يزيد تنفيذًا لوصية يزيد الذي سبق هشامًا في الخلافة، لكن خلال أشهر قليلة كره الكثيرون في الشام حاضرة الأمويين خلافة الوليد لانصرافه إلى جلسات الطرب والسكر، وكذلك لتنكيله بخصومه من البيت الأموي، فشهد عام 126هـ حدثًا استثنائيًا في تاريخ الدولة الأموية، فقد اندلعت ثورة مسلحة ضد الخليفة الأموي المثير للجدل الوليد بن يزيد، قادها الجناح الموتور منه من البيت الأموي، آلت إلى مصرع الخليفة، واعتلاء ابن عمه – معتزلي الهوى – يزيد بن الوليد سدة الخلافة الأموية.
حاول يزيد بن الوليد إجراء العديد من الإصلاحات السياسية والمالية في الدولة، وإنشاء حكومة عادلة على غرار ما فعل الخليفة الأموي العادل عمر بن عبد العزيز قبل ربع قرن، فكان مما اهتمَّ به لتخفيف الاحتقان والعداوات إعطاء الأمان لبعض الثائرين ضد الدولة، وكان منهم الحارث بن سريج، الذي استجاب لأمان يزيد بن الوليد، وترك بلاد الترك، وبايع الخليفة الأموي الجديد، ودعا أنصاره إلى مشايعته، ودعم خططه الإصلاحية.
لكن وكما يقول المثل الدارج (يا فرحة ما تمت)، لم يكد يزيد بن الوليد يُكمل العام على سدة الخلافة، حتى تمكِّن منه المرض، وتوفي قبل أن يتمكن من وضع اللبنات الأولى في مشروعه الإصلاحي، ومالبث خليفته إبراهيم بن الوليد أن خُلِعَ من الخلافة على يد آخر الرجال الأقوياء في المعسكر الأموي مروان بن محمد بن مروان، والي الجزيرة الفراتية وأرمينية.
وبعد أن نجح مروان بن محمد الأموي في انتزاع عرش دمشق المهتز، بادر إلى إرسال حملات عسكرية وأمنية في جهات عديدة لمحاولة استعادة القبضة الحديدية التقليدية للدولة الأموية، لكن لم تحققْ تلك الجهود المنشود منها، فقد اتّسع الخرقُ على الراتق كما يذكر المثل العربي القديم، لاسيّما في المناطق الأبعد عن حاضرة الأمويين في الشام، وعلى رأسها خراسان.
اقرأ: عمرو المقصوص .. علَّم الخليفة العدل فقتله الأمويُّون
الفصل الأخير
بعد وفاة يزيد بن الوليد، وانتزاع مروان بن محمد الخلافة، رأى الحارث أن الهدنة بينه والأمويين قد انتهت، فأرسل الحارث إلى الوالي الأموي على خراسان آنذاك نصر بن سيَّار يدعوه إلى إقامة الشورى وخلع طاعة الخليفة الأموي مروان بن محمد، لكن نصر رفض، وفي المقابل، وإدراكًا منه لضعف موقفه، تبادل المراسلات مع الحارث بن سريج، وأكد له أنه سيعين في المناصب من يعملون بكتاب الله وسنة رسوله، كما عزل قائد الشرطة التابع له نزولًا عند طلب الحارث.
ثم حاول ابن سيًَار استقطاب الحارث إليه بالتلويح بالجزرة قبل العصا، فعرض عليه أن يعود إلى طاعة الأمويين مقابل جعله واليًا على بلاد ما وراء النهر في وسط آسيا، ومنحه 300 ألف درهم، لكن رفض الحارث هذه الإغراءات، وطلب التحكيم بينَه ونصر، على نحو ما وقع بين الإمام علي ومعاوية عام 37هـ، فوافق نصر مضطرًا لكسب المزيد من الوقت ريثما يرسل له الخليفة الأموي الجديد دعمًا من الشام يُميل إلى جانبه كفة التوازن بينه وخصومه.
اتفق نصر والحارث على اسميْ الحكمين وكانا الجهم بن صفوان ومقاتل بن حيَّان، وكانت المفاجأة أن الحكميْن اتفقا على أن يستقيل نصر من ولاية خراسان، ويُترك الاختيار للشورى بين المسلمين في الإقليم، فرفض نصر نتيجة التحكيم، وأصبحت المواجهة العسكرية قاب قوسين أو أدنى.
اقرأ: عمران بن حطان .. تابعي ثقة انضم للخوارج.
تحصَّن نصر بن سيار في حاضرة ولايته مدينة مرو – في دولة تركمانستان الحالية في وسط آسيا – وجاءته الأمداد فيها من باقي القادة الموالين للأمويين في خُراسان، بينما حشد الحارث بن سريج أنصارَه، وكان هدفه حسم المعركة بالسيطرة على مدينة مرو.
هاجم جيش الحارث وحليف له اسمه الكرماني، مدينةَ مرو، ووقع قتال شديد، تأرجحت فيه كفة الانتصار بين الجانبيْن، وقاتل الكرماني بشراسة حتى يَئِس نصر من النصر، وفرّ من مرو مع بعض خاصة أصحابه إلى نيسابور، وترك نساءه في مرو، لكنّه طمأنهُنّ بأنه يثق في أن الحارث سيُعاملهُن بنبل الإسلام وأخلاقه ويحميهن.
لكن ما لبث الكرماني وأنصاره أن أسرفوا في تتبع من بقي في مرو من أنصار نصر، وهدموا بيوتهم، وقتلوا البعض، وصادروا الكثير من الأموال، وتوسعت دائرة الاعتداءات إلى الكثيرين من العرب المَضرية من دون تمييز، إذ كان الكرماني متعصبًا للعرب اليمانية ضد القبائل المُضرية التي ينتسب إليها نصر، والحارث كذلك فهو من بني تميم، وهي من أكبر قبائل مُضَر.
واستغل نصر ما حدث، وشنَّع على الحارث بأن ثورته وتحالفه مع الكرماني تسببا في إذلال العرب المُضرية جميعًا
اعترض الحارث على التجاوزات التي قام بها الكرماني ورجاله، وواجههم، وأدى هذا إلى مواجهةٍ عسكرية بين الطرفيْن انتهت بمقتل الحارث وأكثر من مائة من أصحابه، وهكذا انتهت حياة هذا الثائر العتيد على يد حليف غير موثوق بعد أكثر من 12 عامًا عجزت فيها جيوش جرارة من خصومه عن القضاء عليه، اختلفت الروايات التاريخية في مصير الجهم بن صفوان، والراجح أنه قُتل في آخر معارك الثورة في نفس السنة مع الحارث بن سُريْج.
ولم تمر أشهر قليلة على مصرع الثائر الذي تمكِّنت من عقله وقلبه نبوءات الرايات السوداء، حتى بدأت تلك النبوءات تحقق نفسها، واندفع السيل الأسود الجارف – وجلُه من المسلمين من الفُرس الذين ضجوا باضطهاد السلطات الأموية وأخذها الجزية من الكثيرين منهم على الرغم من إسلامهم – بقيادة الثائر الفارسي الشهير أبي مسلم الخراساني، القائم بدعوة الرضا من آل البيت التي احتكرها بعد حين العباسيون.
اكتسح السيل دولة الأمويين من الشرق إلى الوسط والغرب اكتساحًا، ووصل إلى دمشق عام 132هـ، وقد استفادت تلك الثورة من تراكمات إحباطات وخبرات وأحداث وآلام ما سبقها من ثوراتٍ ضد الأمويين، لكنها أسرفت في الكيل لهم بمكياليْن وأكثر، ودارت رحاها بعنفٍ حتى سحقت الكثير من رجال الثورة أنفسهم وفي مقدمتهم أبو مسلم الخراساني، وأعادت بعد انتصارها استنساخ الكثير مما ثارت ضده من المظالم وغياب العدل والشورى وهضم الحقوق، حتى حنّ بعض المعاصرين لتلك الأحداث لظلم بني أمية بعد أن ذاقوا عدل بني العباس الذي لم يكن أبدًا العدل النبوي الذي حلموا به.