أحمد خالد صالح: الجمهور كان يشعر أن والدي واحد منهم
حالة فنية متفردة، استطاع أن يثبت وجوده على الساحة في فترة وجيزة، متكئاً على بعض من إرث والده الفني ومحبة الجمهور له،والتي لا تقل بأي حال عما استحقه سريعاً من خلال أدواره، فهو نصف المجنون، والشيخ المحب وصاحب الطاقة السينمائية التي تنذر بميلاد نجم قادم وبقوة، متخذاً من عباءة والده الفنية درعاً، ومن موهبته سلاحاً؛ لكي يخوض ويبحر في عالم التمثيل، ويصبح – ولمَ لا؟ – من نجوم الصف الأول.
أجرينا في إضاءات ومع ذكرى ميلاد الممثل المصري الكبير الراحل خالد صالح، هذا الحوار الخاص مع الفنان أحمد خالد صالح، بعد أن بدأ عرض مسلسله «أنصاف مجانين»، على منصة VIU، والذي يدور في إطار من التشويق والإثارة، للتعرف على تفاصيل العمل، وما هي خطته للفترة القادمة، ولسؤاله أيضاً عن إرث والده الذي ما زال حياً حتى اليوم.
كيف جاءت مشاركتك في مسلسل «أنصاف مجانين»؟
تم الاتفاق على هذا المسلسل منذ عام ونصف تقريباً مع المؤلفة مريم نعوم، وكنت في غاية الحماس له، حتى أعاد الاتصال بي مرة أخرى وعقدنا جلسات مع المخرج عمر رشدي حامد، وتم البدء في التصوير.
ألم تخشَ من البطولة المطلقة؟
لا أحب هذا المصطلح، ولا أعتبر أن الأمور تسير بهذا الشكل على الإطلاق، فلقب البطولة المطلقة يشعرني أنني أمثل في العمل منفرداً دون وجود أشخاص آخرين، وهذا يتنافى تماماً مع وجود أشخص آخرين لهم خطوط درامية داخل العمل.
هل تؤمن بتناسخ الأرواح؟
أومن بتلاقي الأرواح في الحياة والأشخاص على قيد الحياة، إنما تناسخ الأرواح بشكله المعروف، بالطبع لا.
لم تكن هذه مشاركتك الأولى في مسلسل بعيد قليلاً عن الواقع.. لماذا تفضل هذا النوع من المسلسلات؟
تتستهويني فكرة تقديم ما هو جديد وما هو غير مألوف بالنسبة للجمهور ولي أيضًا، فزودياك كان مسلسلاً مختلفاً عما هو مقدم، وأيضًا مسلسل “أنصاف مجانين” مختلف، وهذا ما أبحث عنه وأرغب في تقديمه بشكل عام.
ليست التجربة الأولى لك في عمل درامي محدود الحلقات.. أيهما تفضل الـ 30 أم الحلقات الأقل؟
أرى أن الفكرة هي ما يحكم عدد حلقات المسلسل، سواء كانت 15 حلقة أو 30 حلقة، فأنا قدمت أعمالاً تحمل الرقمين من الأعداد، ولا أرى مشكلة في هذا أو ذاك، فنحن أصبحنا حالياً نقدم أعمالاً ذات 10 حلقات أو أقل، وتنجح لأن فكرتها لا تتحمل عدد حلقات أكثر من ذلك، وهذا أمر جيد.
بالإضافة إلى أن الفكرة أصبحت مقصودة في تقديم عدد حلقات أقل، وسنرى هذا خلال شهر رمضان القادم، من خلال تقديم أعمال درامية ذات الـ15 حلقة، وهذا ما يؤكد أننا يمكن أن نقوم بإنتاج مسلسل ذو 5 حلقات ويحقق نسب مشاهدة عالية وينجح.
ننتظر مشاركتك في «العارف يونس»، «30 مارس»، «برا المنهج»، «المحكمة»، و«ليلة العيد».. نود معرفة بعض التفاصيل عنها؟
فيلم العارف يونس أشارك فيه إلى جوار الفنان أحمد عز، وقد تم تداول قصته كثيراً، وفيلم المحكمة يتناول عدداً من القضايا الاجتماعية، و«ليلة العيد» من إخراج سامح عبد العزيز، وستدور أحداثه في ليلة العيد، ولكن ما يمكن أن أقوله عن هذه الأعمال السينمائية هو أن أدواري فيها ستكون مفاجأة.
هل ترى أنك خرجت من عباءة والدك الفنية وأصبحت لديك شخصية مستقلة أم أن دمج الجمهور بينكما ما زال موجوداً؟
لا يمكنني أن أجيب على هذا السؤال، فسأتركه للجمهور، هو من يستطيع أن يحكم على هذا الأمر، بالإضافة إلى أنني لا أرغب في أن أبتعد عن الربط بيننا من الأساس، أما على سبيل الأداء التمثيلي فالجمهور هو من له الحكم في ذلك.
مع اقتراب الذكرى السنوية لوالدك.. ما الذي يمكن أن توجهه له اليوم؟
أرغب في تقديم الكثير والكثير له، ولكنها رسائل شخصية جداً، وكل ما يمكن أن أنطق به هو أني أتمنى أن تظل سيرته عطرة دائمًا بين الناس، وأن يضع الله حب الجمهور وذكرهم له بالخير في ميزان حسناته، وأن يجمعنا الله على خير.
ما هو الأثر الذي تركه فيك خالد صالح في التمثيل؟
ترك الكثير بالطبع، ولكن أهم هذه الأشياء، هو الإتقان والتفاني فيما أقدم.
ما شعورك تجاه فرحة الجمهور أثناء زفافك؟
حب الناس نعمة كبيرة، وكنت في غاية السعادة من رد فعل الجمهور.
ما الذي تخطط له في المستقبل فنياً؟
أنا طامع جداً فنياً، وبالتالي أسعى دائماً، وأتمنى أن أقدم كل ما هو جديد ومختلف، كما أنني أشعر بالرضا ومتوسم خيراً في خطواتي الفنية القادمة، وأتمنى أن تنال إعجاب الجمهور.
لو اخترت عملاً أدبياً ، قصة قصيرة أو رواية، لتحويلها لفيلم أو عمل تليفزيوني من بطولتك، فماذا تختار؟
هناك الكثير من الروايات التي كنت أتمنى تقديمها، منها بعض روايات الكاتب أحمد مراد، ولكن للأسف تم تقديمها على شاشة السينما، ويمكن أن أميل إلى رواية “100 عام من العزلة” لغابرييل غارسيا ماركيز.
هل ترى أن وجود جيل من أبناء الممثلين كنجوم حالياً نعمة أم نقمة؟
أرى أنه نعمة ونقمة في الوقت نفسه، فهو يضع الأبناء تحت ضغط كبير للحفاظ على ما حصلوا عليه من إرث آبائهم، وأجده أيضًا نعمة، حيث إننا نحمل هذا الإرث الفني، وهذا شيء عظيم.
لماذا في رأيك يحب الجمهور خالد صالح ولا يزال مرتبطاً به حتى اليوم؟
الحمد لله على هذا بالطبع، وأرى أن حب الجمهور لوالدي يأتي نتيجة أنه كان قريباً من الناس إنسانياً وعاطفياً، فهو كان كأي شخص يشبه من يحبونه ويشعرون أنه واحد منهم.
فقدنا في العام الماضي هيثم أحمد زكي، ومعه أدرك الجمهور الجانب المظلم من حياة النجوم، هل ترى أن الوحدة قدر الفنان مهما زادت شهرته؟
لا يمكن الجزم بهذا الأمر بالطبع، فحياة الوحدة ليست سبيل كل الفنانين، ولدينا الكثير من الأمثلة للذين لم تنتهِ حياتهم إلى هذا السبيل، ولكن قد تكون حياة الفنان أكثر تعقيداً طبقاً لنظرته لما حوله من أشياء وحوادث قد تختلف عن غيره.
قدم والدك أعمالاً ذات طابع اجتماعي وسياسي، منها “فبراير الأسود”، هل لديك طموح لتقديم أعمال مشابهة؟
بالطبع أود تقديم هذه الأعمال، فهي ما يعيش في ذاكرة المشاهد ويبقى له أثر على المجتمع، فما أتطلع إليه أن تكون الأعمال التي أقوم بتقديمها مغيرة في حياة أحد الأفراد أو مؤثرة بشكل ما، أو تشبه الأشخاص الذين نعيش معهم، كما حدث في فيلم “فبراير الأسود”، الذي لمس الناس وشخصياتهم وعاش مع الجمهور حتى اليوم.
مع حلول ذكرى ثورة يناير، في رأيك كيف تأثر الفن المصري بما جرى منذ ذلك الحين إلى الآن؟
بالطبع تأثر الفن بكل ما جرى بمصر من أحداث سياسية، والتي كانت منها ثورة يناير، وظهر هذا التأثير في أن الثورة جعلت القضايا التي يتم مناقشتها أدق، وغيرت حتى في نوعية الأعمال التي يتم تقديمها.