الكأس: حل أزمة المهاجمين بسيط وهذا رأيي في قائمة كأس الأمم
كل مشجع له الحق تمامًا أن يتحدث عن لاعبي فريقه القدامى بشكل من التعظيم، إنها النوستالجيا الكروية التي لا مفر منها. لكن هناك بعض اللاعبين الذين تخطى حبهم والإعجاب بهم حدود مشجعي الفرق التي لعبوا لها.«أحمد الكأس» دون شك واحد من هؤلاء. كاسو كما كان يلقب هو اللاعب المفضل لجماهير الزمالك خلال التسعينيات، اللاعب الذي لم تشكك أبدًا جماهير الأهلي وباقي أندية مصر في موهبته المميزة، وعلى الرغم من ذلك فهو لم يحصل على التقدير المستحق؛ ذلك أن أرقام أحمد الكأس تضعه في مصاف أساطير مصر الحية.هو هداف الدوري المصري لثلاثة مواسم متتالية وواحد من بين سبعة لاعبين فقط تخطوا حاجز المائة هدف في الدوري المصري، رغم أنه لا يلعب في مركز المهاجم الصريح، كما أن أغلب تاريخه كان برفقة الأوليمبي صاحب الإمكانيات المحدود، كما أنه أحد أهم أفراد جيل 90 الذي شارك في كأس العالم رفقة محمود الجوهري.تواصلت إضاءات مع كابتن «أحمد الكأس» وهو المدير الفني للنادي الأوليمبي حاليًا، ودار الحديث حول منتخب مصر ونادي الزمالك والدوري المصري.
قبل بداية الحوار بارك أحمد الكأس لجماهير الزمالك وجماهير مصر الفوز ببطولة الكونفيدرالية خاصة أنه يحمل داخله حبًا كبيرًا لنادي الزمالك ومشجعيه.قائمة منتخب مصر الأخيرة لخوض بطولة أمم أفريقيا القادمة واختيارات المدير الفني خافيير أجيري كانت محل انتقادات كبيرة، فما رأيك؟دعنا نتفق في البداية أن اختيار عناصر المنتخب هو حق أصيل للمدير الفني فقط، هو من يختار اللاعبين طبقًا للتكتيك الذي سيستخدمه وطبقًا للمواصفات التي يراها في كل لاعب، لكن طبقًا لتلك الاختيارات هناك سؤال أساسي: هل سيحاسب اتحاد الكرة أجيري إذا أخفق في الوصول لنهائي البطولة على الأقل، أم سيتم التبرير بأنه كان يعد الفريق للوصول لكأس العالم؟أرجو عدم الاستخفاف بعقول الناس، تلك قائمة تم اختيارها للفوز بالبطولة حيث استعان بلاعبين أصحاب خبرات عكس اختياراته الأولية والتي كانت تعتمد على الشباب. لذا فالأمر ببساطة أن للمدير الفني الحق في الاختيار بشرط محاسبته على تلك الاختيارات طبقًا للنتائج التي سيحققها.من هو مهاجم مصر الأول في رأيك؟لقد تحدثت عن تلك المشكلة منذ 4 سنوات، ولطالما ناشدت اتحاد كرة القدم بضرورة إصدار قرار بعدم انتداب أي مهاجم أجنبي للدوري المصري. لقد تم اتخاذ قرار مماثل من قبل خاص بمركز حراسة المرمى، وقد أتت ثمار القرار بالفعل وتحسن مستوى حراسة المرمى في مصر كثيرًا.نحن نملك في مصر مهاجمين جيدين لكنهم لا يحصلون على فرصة مناسبة لملشاركة. مروان محسن مهاجم جيد لكن كيف سيثبت ذلك وهو يجلس بديلاً لازارو وأجاي؟ عمر السعيد كذلك مهاجم جيد لكنه يجلس بديلاً لأبو طيب.الأمر لم يقتصر على الأهلي والزمالك فقط بل إن معظم أندية الدوري تملك مهاجمين أجانب وذلك يتم على حساب المهاجم المصري. يجب معاملة الدوري على أنه لخدمة المنتخب المصري لا العكس.لكن هل ستوافق الأندية على اقتراح كذلك خاصة أن طبيعة كرة القدم تتغير في مصر؟اتحاد كرة القدم هو الذي اتخذ قرار منع حراس المرمى المحترفين وهو مستمر للآن ولذا فهو قادر على اتخاذ قرار مماثل خاص بـرؤوس الحربة. الاتحاد المصري لكرة القدم هو المسؤول عن مجريات كرة القدم وتنظيم المسابقات ويجب أن يضع القواعد التي يراها ضرورية.هل تعلم لماذا انضم أحمد علي للمنتخب؟ لأنه ببساطة هو المهاجم الأول والأساسي لفريق المقاولين العرب، لكن باقي اللاعبين كيف يتطورون دون مشاركة؟ أنا أحذر أن تلك المشكلة ستتفاقم بشكل كبير جدًا في الفترة المقبلة.في ظل الاختيارات الحالية للمنتخب من سيكون مهاجم مصر الأساسي؟مروان محسن رغم أنه ليس مروان محسن الذي أعرفه جيدًا أو ربما كوكا لأنه محترف. تبقى فرصة أحمد علي ضئيلة لأنه جديد على المنتخب ولم يمثل مصر منذ فترة كبيرة، إلا أنه يستحق فرصة.ننتقل للدوري المصري، العديد من البيانات والتهديد بعدم اللعب في ظل عدم انتظام المسابقة، من المخطئ في رأيك؟في الدوري الإنجليزي استطاع فريق ليستر سيتي أن يصعد من دوري الدرجة الثانية ثم بعد موسمين فقط كان هو الفائز بالدوري. ما أود قوله هنا أن وجود نظام عادل يتم تنفيذه على الجميع يمنح كل الفرق فرصًا متساوية للفوز بالبطولة وهو ما لا يتم تطبيقه هنا.تلك مسئولية اتحاد الكرة بالطبع وهو معذور بخصوص التأجيلات، فأندية مثل الأهلي والزمالك تلعب باسم مصر وتأجيل مباريات تلك الفرق أمر منطقي بالطبع.أنت لست ضد تأجيل المباريات إذن لكن مع العلم بها منذ بداية الدوري؟أنا مع تطبيق التجربة التي تم تطبيقها في السعودية والمغرب من قبل، حيث يتم تطبيق جدول دوري منتظم أسبوعيًا. وفي حالة وجود مباريات للمنتخب أو ارتباطات أفريقية تلعب كل الفرق بدون الدوليين أو بالرديف ثم يتم إقامة دوري مصغر من 6 فرق بالفرق الكاملة لتحديد بطل الدوري، هذا يساهم في ظهور المواهب وتصعيد الناشئين.لكن هل ستوافق الأندية التي تمد المنتخبات بأكثر من لاعب على اقتراح مثل ذلك؟لو الخوف من فقدان اللقب فهناك دوري مصغر من ستة فرق سيتم لعبه لتحديد البطل. ثم لا تنسَ أن القائمة كبيرة والأندية تلك تضم أكثر من لاعب دون مشاركات حقيقية، كما أن قرارًا مثل ذلك سيدفع قطاع الناشئين في أندية الأهلي والزمالك للعمل بجدية وتفريغ لاعبين سيتم الاستفادة منهم بالفعل.ما تقييمك لتجربة نادي بيراميدز في الدوري المصري؟تجربة جيدة جدًا لكنها حملت عيبًا خطيرًا للكرة المصرية وهو الجانب المادي. مع احترامي التام لجميع لاعبي مصر وهم إخوتي لكن لا يوجد لاعب مصري يستحق أن يدفع فيه تلك المبالغ التي تدفع. آفة الكرة في مصر أن الاحتراف يتم تطبيقه في الشق المادي فقط لكن الشق الفني لا يلتفت إليه أحد.بمناسبة الاحتراف وكابتن الكأس كان على وشك الاحتراف في أكثر من مناسبة أثناء فترة لعبه، هل اللاعب المصري قادر على خوض تجربة الاحتراف بشكل جيد أم أن محمد صلاح هو الاستثناء؟ محمود تريزيجيه على سبيل المثال رغم إمكانياته إلا أنه لم يحقق نجاح صلاح، فلماذا؟تريزيجيه عانى من سوء الحظ فقط، هو انتقل لفرق غير معروفة للجماهير ولذا فالزخم الجماهيري حوله أقل، لكنه لا يقل كإمكانات عن محمد صلاح والسبب في ذلك أنهم خرجوا للاحتراف في سن صغير.هل خروج تريزيجيه من النادي الأهلي أثر في مسيرته كمحترف كونه معتادًا على الاهتمام الجماهيري؟الأندية الأوربية لا تهتم بالنادي الذي كان يلعب به المحترف الذي انتدبته. أنا عرض علي اللعب في تشيلسي أثناء لعبي للنادي الأوليمبي. ما أود قوله أن إمكانات اللاعب هي الأساس.لكن هل يتأثر اللاعب نفسه كونه اعتاد على أن تتم معاملته كنجم؟ربما، ذلك لأننا نفتقد ثقافة الاحتراف. ثقافة الاحتراف تعني أن تتمسك بالفرصة. إذا كنت بديلاً في البداية فلتجتهد أكثر. يجب أن تتفهم أن هناك عائقًا في البداية بسبب اللغة والعادات وطريقة اللعب. يجب أن يسافر اللاعب وهو يعلم كل ذلك. حياة الاحتراف هي حياة متكاملة في اللحظة التي تستيقظ فيها وصولًا لنومك، يجب أن تتعامل بالشكل الاحترافي مع الكرة.وما هو تقييمك لتجربة الزمالك مع مرتضى منصور؟لم أرَ من المستشار مرتضى منصور إلا كل خير، وأنا أحبه لأنه يحب الزمالك كثيرًا ويريد دومًا أن يرى الزمالك في أفضل حال.ولكن اسم أحمد الكأس لا يتم طرحه عادة ضمن أسماء يتم طرحها عادة خلال فترة مرتضى منصور؟هذا لا علاقة له بالأمر. تلك وجهة نظر لا تقلل مني أو من الأسماء المختارة.بالطبع لكن اسم أحمد الكأس الكبير وخبراته الفنية لماذا لا تؤهله لشغل منصب في الإدارة الفنية لناديه الزمالك أو في فرق المنتخبات للمراحل السنية الأصغر مثل منتخب الشباب والأولمبي؟دعني أخبرك بالأمر، أنا ببساطة لست «مياس». أنا أعرف الناس دون غرض، ولا أشكر في الشخص بمناسبة وبدون مناسبة. ومن المفترض أن يتم تقييم المدرب طبقًا لقدراته التدريبية لا معارفه الشخصية، لكن أنا راضٍ تمامًا بكل ذلك.من أفضل حارس مرمى في مصر حاليًا؟لا أرى أي أزمة في مركز حراسة المرمى في مصر. شناوي الأهلي وشناوي بيراميدز وجنش وعواد جميعهم لعبوا مباريات جيدة. وهناك حراس مرمى شباب في الدوري أيضًا يقدمون مستويات جيدة.كابتن أحمد الكاس أحرز أكثر من مئة هدف وهو لا يلعب في مركز المهاجم الصريح. من يملك تلك الميزة في الجيل الحالي؟تريزيجيه يتشابه مع صلاح في تلك الميزة لكنه يحتاج للتحرر من بعض الواجبات الدفاعية تمامًا مثلما يحدث مع صلاح. كهربا وعبد الله السعيد أيضًا. لكن العائق الأساسي في استمرارية اللاعب المصري في التهديف ليس الإمكانات بل لأن الاعب المصري مزاجي وهو عيب يجب التخلص منه عن طريق التعامل النفسي الجيد.هل المدرب أحمد الكأس مع وجود أخصائي نفسي للاعبين؟بالطبع، منذ عشر سنوات في بداية مسيرتي التدريبية طالبت بوجود أخصائي نفسي. دوره مهم للغاية مثل أخصائي العلاج الطبيعي أو مخطط الأحمال البدنية.وهل تجاوبت الأندية مع ذلك الطلب؟لا بالطبع. عرضت ذلك على رئيس نادي الأوليمبي حينئذ الدكتور كرم كردي لكنه أجابني ساخرًا: نحن نحتاج لأخصائي نفسي لمجلس الإدارة. ثم عاد ووضح لي أنه يمزح فقط لكنه يؤيدني تمامًا في ذلك لكن الإمكانيات المادية لم تسمح.من بطل الدوري القادم؟مباراة القمة هي التي ستحدد البطل.هل منتخب مصر قريب من إحراز بطولة أفريقيا القادمة؟أتمنى لكنها بطولة صعبة وتحتوي على منتخبات قوية للغاية.أي منتخب ترشحه ليكون منافسًا قويًا على البطولة؟السنغال والمغرب ونيجيريا منتخبات قوية للغاية وتستطيع دومًا تجديد دمائها بلاعبين متميزين.نحن سعداء بالحوار معك ونتمنى لك التوفيق والعودة بالنادي الأوليمبي للدوري الممتاز.إن شاء الله وأنا سعيد للغاية بهذا الحوار.