أحمد أمين: لو لم أكن عرفات لوددت أن أكون هو
كان هو الحالة الجاذبة المختلفة خلال شهر رمضان الكريم، حيث تعايش وتفاعل معه الجمهور بكافة جوارحه، ليتفاجأ به الجميع، فهي المرة الأولى على شاشة التلفزيون التي يظهر بها فنانًا كاملًا شاملًا،بعيدًا عن الكوميديا وبشخصية خالية من الإفيهات.
إنه الفنان أحمد أمين، أو «عرفات»، كما اشتهر خلال الأسابيع الماضية، بسبب دوره في مسلسل «جزيرة غمام»، الذي شارك به مع كل من طارق لطفي وفتحي عبد الوهاب ومي عز الدين، ومن تأليف عبد الرحيم كمال، وإخراج حسين المنباوي، والذي لم يكن الأول له في عالم الدراما بعد أن قدم مسلسل «ما وراء الطبيعة»، ولكن كان ذلك لمنصة «نتفيلكس» العالمية، وبالتالي يعد «جزيرة غمام» هو الأول لمعرفة الجمهور به تلفزيونيًا بعيدًا عن الكوميديا.
حلّق أحمد أمين من خلال هذا العمل منفردًا بشكل كبير، فكان الباحث في ملكوت الله، الزاهد ممثلًا النقاء في النفس البشرية وجانب الخير في مواجهة الشر، لهذا أحبه الجمهور وترك بصمته معهم من خلال العمل، بعد أن أثبت ذاته خلال السنوات الماضية في الأعمال الكوميدية من خلال برامجه المختلفة وهي «البلاتوه»، «أمين وشركاه»، وأخيرًا مسلسل «الوصية»، برفقة صديقه أكرم حسني، ولهذا كله كان لنا في «إضاءات» هذا الحوار الخاص مع أحمد أمين لمعرفة تفاصيل دوره في مسلسل «جزيرة غمام»، ولسؤاله عن أعماله المقبلة.
ما الذي شجع أحمد أمين لقبول دور عرفات بمسلسل «جزيرة غمام»؟
أولًا النص الرائع الذي كتبه الأستاذ عبد الرحيم كمال، فهو كان أول من تواصل معي بخصوص العمل في المسلسل، وثانيًا ثقتي في باقي عناصر العمل فجميعهم أسماء يشرفني الانضمام إليها والعمل معها.
هل قرر أحمد أمين تغيير جلده والابتعاد عن الكوميديا لإظهار قدراته الفنية؟
لقد أجبت على هذا السؤال من قبل، حين قدمت دور رفعت إسماعيل في مسلسل «ما وراء الطبيعة»، والذي كان أول أعمالي بعيدًا عن الكوميديا، وكانت إجابتي أنني ممثل وما يحركني هو وجود قصص جيدة، يتم تقديمها من خلال مخرج ومؤلف جيدين سواء كانت هذه الحكاية كوميدية أو تراجيدية أو أي نوع آخر من الدراما، فأنا لست ممثلًا لنوع واحد فقط من الأعمال الفنية.
تلقيت دعمًا فنيًا من أصدقاء يقدمون معك أعمالاً فنية في ذات الموسم أو يشاركونك المنافسة بمعنى آخر، هل ترى هذا شئيًا صحيًا وكيف يؤثر فيك؟
بالفعل تلقيت دعمًا كبيرًا من أصدقاء قدامى وأساتذتي وفريقي وزملائي في المسلسل، وكان تعليقي على ذلك هو، الحمد لله أني محظوظ ومحاط بكثيرين ممن ينصحونني بمنتهى الحب، وتأثير ذلك بالتأكيد إيجابي، أن تشعر بأنك محاط بمن يحبك ويدعمك دائمًا.
ما التحديات التي خضتها خلال مشاهد مسلسل «جزيرة غمام»؟
لم يكن هناك تحديات استثنائية، ربما يمكن القول إنه كان هناك تحديات مثل، أن أحافظ على تركيزي ونشاطي رغم المجهود بسبب ضغط جداول التصوير، وحتى هذه النقطة تجاوزتها ولم تؤثر كثيرًا عليّ.
الشخصية الطيبة المستفزة.. تم وصف «عرفات»، بذلك لم تجد أن هناك مشاهد قامت باستفزازك أنت شخصيًا أثناء تجسيدها؟
أنا لا أراها مستفزة، بالعكس تمامًا، فشخصية عرفان كان لها منطقها ومبررها في التعامل طوال الحلقات، وهو النقاء الخالص، وحتى عندما ترك الرجل الذي اعترف بسلب منزل والديه تركه لأن الرجل كان صادقًا ولأنه يعلم أن النزاع لن يُجدي، وأن كل شيء مقدّر وهو طموحه الأكبر في الحياة أن يظل في حالة من الرضا والسلام النفسي.
أصعب المشاهد التي تمنيت أن تكون بها شخصية غير عرفات؟
بصراحة، ومن دون رياء في الأمر، إن لم أكن عرفات لوددت أن أكون عرفات، وليس فقط في «جزيرة غمام»، بل في الحياة أيضًا من كثرة ما وجدت به من صفات طيبة من وجهة نظري.
مباراة تمثيلية قوية بين أبطال العمل.. فما المخاوف التي واجهتك؟
أنا ينتابني بشكل عام، خوف قبل كل عمل أقوم بالمشاركة به، ولكن هو خوف صحي، حول هل سأستطيع أن أكون إضافة جيدة لهذا العمل أم لا؟ لكن وجود ممثلين أقوياء إلى جانبي بالعمل جعلني لا أشعر أنها مباراة بل شعرت أنني ضمن فريق رائع يعزف مقطوعة واحدة قد أحببناها جميعًا.
يواجه الكاتب عبد الرحيم كمال بعض الانتقادات بسبب العبارات الرنانة في أعماله.. ودورك به كثير من ذلك.. ما تعليقك؟
أظن أن من يواجه الانتقادات هو من له حق التعليق عليها، وننتظر الإجابة من الأستاذ عبد الرحيم، أما عن عرفات فوجهة نظري المتواضعة، أنه يقدم النصيحة في إطار درامي ذكي وغير مُقحم وكنت أحب كل كلامه بصدق.
لديك شعبية كبيرة في الكوميديا وبرامج الاسكيتشات الكوميدية.. ألم تخش من مواجهة الجمهور بدورك في مسلسل «جزيرة غمام»؟
الخوف هذه المرة كان أقل بعد أن شجعني كثير من الجمهور والزملاء بعد مسلسل «ما وراء الطبيعة»، والذي تم عرضه على منصة «نتفيلكس» منذ عامين.
هل ستُكمل تجربة الفاميليا؟ أم ستكون هناك تجارب مشابهة؟
طبعًا ستكتمل، أنا مهتم جدًا بموضوع العائلة والتربية، وأقدم بالفعل مشروعًا مشابهًا حاليًا اسمه «اسأل مجرب»، وهو برنامج تقوم فكرته على طرح سؤال له علاقة بنفسية البشر والعقل والسلوكيات وإجراء تجارب حتى نصل إلى جزء من الإجابة، وهناك حلقتان بالفعل على «يوتيوب»، وحاليًا أقوم بتصوير باقي الحلقات.
ما رأيك في رحمة أحمد فرج، وما الذي تود توجيهه لها؟
شهادتي في رحمة مجروحة، لأنها اختياري منذ سنوات، وكانت ضمن فريق «أمين وشركاه»، ورشحتها للفنان أحمد مكي عندما طلب مني ترشيح ممثلات، وهي لديها الكثير لأنها موهبة من نوع خاص، وعن نصيحتي لها ولكل فنان أن يعرف جيدًا، هي أن النجاح مربك تمامًا مثل الفشل، وفي الحالتين لا تنظر لما يُقال وقم بالتركيز في مشروعك وأهدافك ورسالتك التي تود تقديمها.
ما رأيك في تحريم الجمهور لبعض المشاهد والأعمال الفنية؟
السؤال واسع.. دعيني أنا أسأل هذه المرة، أي تحريم هو المقصود، هل هو أخلاقي أم ديني أم ماذا، وأي جمهور؟ هل هو جمهور حقيقي متابع فعلًا، جمهور واع، وأي مشاهد وأعمال؟ أعمال وافدة من الخارج أم مصرية؟ فالمفهوم واسع جدًا، ويحتاج إلى كثير من الإجابات حتى يمكننا التصنيف، وإذا قمنا بالإجابة على الأسئلة الماضية سنصل إلى رد الفعل المناسب.
كيف ترى مستقبل الدراما والسينما إذا استمر دور الرقيب أكثر من الرقابة بواسطة الجمهور؟
كل فترة زمنية ولها محاذير خاصة بها، يحاول الفنان الذكي أن يُبدع رغم وجودها، وأنا أعلم أن الكوميديا مثلًا أصبحت مُحجمّة، وهناك فئات طوال الوقت تشعر بالإهانة أحيانًا من بعض النكات وفي كثير من الأحيان أرى أنها مبالغة، وبالمناسبة هذا ما يحدث في العالم كله وليس في مصر فقط، وسخر من ذلك العديد من الكوميديانات الأمريكان مثلًا.
ورأيي أن تقبل المجتمعات للسخرية حتى من أنفسهم دلالة على ثقة المجتمع في نفسه، وهذا ما يحدث مع الأيام ومع علاقة سليمة بين الفنان الواعي وجمهوره.
متى سنرى أحمد أمين في السينما؟
هناك عدة مشاريع في مراحلها الأولى، ربما يظهر أحد هذه الأفلام مع بداية العام المقبل، الله أعلم.
رغم الانشغال في التصوير.. ما الأعمال التي شاهدتها في شهر رمضان؟
شاهدت بضع حلقات من مسلسل «مكتوب عليا»، وفرحت جدًا لحبيبي وصديق الكفاح أكرم حسني، لأن ما شاهدته أعجبني وسأكمل، وشاهدت معظم حلقات الكبير وطبعًا رأيي لا قيمة له مع ما حققه الكبير من نجاح،برضه قلبي بيحن للكوميديا.
هل هناك جزء ثان من مسلسل ما وراء الطبيعة؟
هذا السؤال أصبح يطاردني على أي منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ طرح الجزء الأول، ولكن حتى الآن لا يوجد أي حديث عن جزء ثان.