9 قادة في مصر حصلوا على رتبة مشير آخرهم أصبح رئيسًا للجمهورية
9 أفراد فقط من القوات المسلحة المصرية هم من نالوا رتبة المشير؛ نالها بعضهم كرتب شرفية عقب وفاتهم أو عقب تقاعدهم من الخدمة، ونالها البعض الآخر أثناء خدمتهم لتمجيد دورهم في مصر. وتعد رتبة المشير هي أعلى رتبة عسكرية في الجيش المصري وبعض جيوش العالم، وينص قانون القوات المسلحة المصري في فصله الخامس أن رتبة المشير لا تُمنح إلا لرئيس الجمهورية إذا كان عسكريًا أو للقائد العام للقوات المسلحة.
رتبة المشير هي أحد الرتب العسكرية القديمة منذ العصور الوسطى وكانت تعني قديمًا حامي أحصنة الملك، وكانت كل من فرنسا وإنجلترا أول من منحا تلك الرتبة قديمًا، وتعد أعلى الرتب العسكرية في الدول التي تمنح تلك الرتبة، فعلى سبيل المثال لا تمنح الولايات المتحدة الأمريكية رتبة مشير وإنما أعلى رتبة لديها هي رتبة جنرال الجيش.
وفي الغالب لا تمنح تلك الرتبة إلا للعسكريين الذين يحققون بطولات في ميادين الحرب كأحد أعراف القوات المسلحة في العالم ولكن ليس كقانون متبع، إلا أن بعض الدول مثل مصر سلكت طريقًا آخر في منح رتبة المشير.
1. عبد الحكيم عامر
يعد المشير «عبد الحكيم عامر» أول وأصغر من حصل على رتبة المشير عقب قيام تحرك الضباط الأحرار في يونيو/ حزيران 1952، عقب تخرج عامر من الكلية الحربية عام 1941، أُرسل للعمل في السودان ضمن القوات المصرية، كما أنه شارك ضمن القوات المصرية التي تم إرسالها مع القوات العربية في حرب فلسطين عام 1948.
كان عامر أيضًا ضمن الهيئة التأسيسية لحركة الضباط الأحرار ممثلًا عن قوات المشاة مع الضابط «يوسف صديق»، وعقب نجاح الثورة تمت ترقية عامر عام 1953 من رتبة رائد إلى رتبة لواء متجاوزًا ثلاث رتب كان يجب أن يمر بها قبل ترقيته وإسناد قيادة القوات المسلحة ووزارة الدفاع إليه، وعقب إعلان الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسوريا تمت ترقية عامر إلى رتبة مشير، بالرغم من أنه لم يكن له أي تاريخ من الإنجازات العسكرية.
هذا بالإضافة إلى كونه رئيس الأركان والقائد العام للقوات المسلحة حين اندلعت حرب 7 يونيو/ تموز 1967 والتي انتهت بهزيمة مصر وسوريا واحتلال سيناء والجولان من البلدين، فلم يستطع عامر أن يدير المعركة مع القوات الإسرائيلية عقب قيامها بضرب الطيران المصري داخل مطاراته؛ مما أربكه وأصدر أمرًا بانسحاب القوات المصرية من سيناء دون وجود خطة انسحابية مما ضاعف من الخسائر المصرية.
وعقب شهرين من الهزيمة زعم النظام أن عامر قد انتحر بمنزله بعدما فرضت عليه الإقامة الجبرية بسبب إخفاقة في إدارة المعركة مع إسرائيل، وأنباء عن اعتزامه القيام بمحاولة انقلابية ضد الرئيس «جمال عبد الناصر».
2. أحمد إسماعيل
المشير «أحمد إسماعيل» هو ثاني من حصلوا على رتبة المشير، وقد حصل عليها نتيجة جهوده في حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973. تخرج إسماعيل من الكلية الحربية عام 1938، ثم شارك بالحرب العالمية الثانية عام 1945 كضابط مخابرات، كما شارك بحرب فلسطين كقائد سرية مشاة برفح وغزة، وشارك في إنشاء قوات الصاعقة المصرية والقوات الجوية.
عقب نكسة 67 صدر قرار من الرئيس عبد الناصر بإقالة إسماعيل هو وعدد آخر من كبار القادة، إلا أن عبد الناصر تراجع عن قرار إقالة إسماعيل وحده بعد 24 ساعة وعيّنه رئيسًا لهيئة عمليات القوات المسلحة، ثم عين في العام نفسه قائدًا عامًا للجبهة المصرية.
تولى منصب رئيس الأركان عام 1969 عقب استشهاد الفريق «عبد المنعم رياض»، وفي العام نفسه عزله عبد الناصر بسبب مخالفته لأوامره فيما يخص «حادثة الزعفرانة» حيث لم يستجب لأوامر الرئيس بالذهاب إلى موقع الحادثة وتفضيله إدارة العملية من غرفة العمليات بالقاهرة.
وفي 15 مايو/ آيار 1971 عُين إسماعيل كرئيس للمخابرات العامة المصرية، ومن ثم تم تعينه كوزير للحربية وقائد عام للقوات المسلحة عام 1972 ليظل بمنصبه هذا حتى حرب 1973 واسترجاع الأراضي المصرية؛ ليمنحه الرئيس السادات رتبة المشير في 28 يناير/ كانون الثاني 1974. على الرغم من عزل عبد الناصر له إلا أنه استطاع أن يعيد الأراضي المصرية مرة أخرى، وتم اختياره من قبل مجلة الجيش الأمريكي ضمن 50 شخصية عسكرية استطاعت أن تضيف للحرب تكتيكًا جديدًا.
3. المشير أحمد بدوي
لم تمنح رتبة المشير فقط لمن ما زالوا بالخدمة أو ما زالوا على قيد الحياة، فهناك اثنان من القادة المصريين الذين حصلوا على الرتبة عقب إنهاء خدمتهم، والثالث قد حصل عليها عقب وفاته.
ليس اشتراكهم في الحصول على نفس الرتبة العسكرية هو ما جمع بين المشير «أحمد إسماعيل» والمشير «أحمد بديوي»، حيث أن كليهما قد تم عزله من قبل عبد الناصر وعودتهم مرة أخرى للخدمة بقرار من السادات.
تخرج بديوي من الكلية الحربية عام 1948 واشترك مباشرة في حرب فلسطين ثم التحق بالعمل في الكلية الحربية وأصبح مساعد كبيري المعلمين عام 1958، وأثناء حرب 73 كان قائدًا لفريق مشاة ميكانيكي واستطاع مع قواته التصدي للقوات الإسرائيلية عقب حادث الثغرة، وأثناء المعارك الدائرة تمت ترقيته ليصبح قائد الجيش الثالث الميداني، وفي 4 أكتوبر/ تشرين الأول 1974 ترقى بديوي ليصبح رئيس أركان الجيش المصري، وفي 14 مايو/ آيار 1980 أصبح وزيرًا للدفاع وقائدًا عامًا للقوات المسلحة المصرية.
لقي بديوي مصرعه في 2 مارس/ آذار 1981 على إثر حادث سقوط طائرة مروحية كانت تقله هو و 13 عشر قائدًا من القوات المسلحة بمنطقة سيوة، وهو نفس اليوم الذي قرر الرئيس السادات ترقيته إلى رتبة المشير تكريمًا لبطولاته في الحرب.
4. مهندس معركة الدفاع الجوي
اللواء «حاييم هيرتزوج» في كتابه «الجولات العربية الإسرائيلية»
تخرج المشير «محمد علي فهمي» من الكلية الحربية عام 1939، وعُين قائدًا لقوات الدفاع الجوي عام 1969 وظل قائدًا لها حتى انتهاء حرب 73، وعقب توليه القيادة قام بإنشاء نظام دفاع جوي جديد بمنطقتي الجيش الثاني والثالث الميداني.
كما قام ببناء حائط صواريخ لردع طائرات الاستطلاع الإسرائيلية، ذلك الحائط الذي تمكن من ردع طائرات الاستطلاع الإسرائيلية ولعب دورًا محوريًا في حرب 73.
وفي عام 1975 عُين كرئيس أركان القوات المسلحة المصرية، ثم مستشارًا عسكريًا للرئيس السادات عام 1978، وفي عام 1993 عقب انتهاء خدمته تمت ترقيته إلى رتبة المشير تقديرًا لدوره في الحرب ثم دوره كرئيس أركان للجيش المصري.
5. المشير فؤاد ذكري
تخرج ذكري من الكلية البحرية عام 1946، وفي عام 1959 عُين ذكري كقائد للواء المدمرات حتى عام 1963 حيث ترقى بعدها وترأس شعبة العمليات البحرية، وعقب نكسة 67 تم تعينه كقائد للقوات البحرية المصرية، وعقب أربعة أشهر من توليه منصبه استطاع أن يثبت كفاءته في منصبه الجديد.
حيث قاد ذكري عملية إغراق المدمرة الإسرائيلية «إيلات» باستخدام لنشات لإطلاق الصواريخ والتي عُدّت كأول مرة يتم فيها استخدام ذلك التكتيك في العمليات البحرية، كما قام بحصار مضيق باب المندب أثناء حرب 73، وقد حصل على رتبة المشير عقب إنهاء خدمته العسكرية كرتبة شرفية.
6. محمد عبد الغني الجسمي
تخرج الجسمي من الكلية الحربية عام 1938 وشارك بالحرب العالمية الثانية 1945، ويعد آخر وزراء الحربية بمصر حيث استُبدلت بعد ذلك بوزارة الدفاع، تولى رئاسة أركان الجيش الثاني الميداني عام 1967 ثم رئيس هيئة التدريب عام 1971، ثم رئيس هيئة العمليات للقوات المسلحة المصرية عام 1972، وعقب عزل الرئيس السادات للفريق «سعد الدين الشاذلي» خلال حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973 تولى منصب رئيس أركان القوات المسلحة المصرية.
يطلق على الجسمي لقب مهندس حرب أكتوبر حيث أعد دراسة عن أنسب التوقيتات للقيام بالعملية الهجومية والتي على أساسها تم تحديد يوم 6 أكتوبر لبدء الحرب.
وفي عام 1974 عين كوزير للدفاع وقائد عام للقوات المسلحة، وكان يقود الوفد المصري في المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي عقب انتهاء الحرب، وفي عام 1980 تمت ترقيته إلى رتبة مشير تقديرًا لمجهوداته في تحقيق انتصار أكتوبر/ تشرين الأول.
7. محمد عبد الحليم أبو غزالة
آخر وزير دفاع بعهد الرئيس السادات، تخرج من الكلية الحربية عام 1949، شغل منصب مدير لإداراة المخابرات الحربية، عمل قبلها كقائد لقوات المفدعية بالجيش الثاني الميداني، عين كوزير للدفاع وقائد عام للقوات المسلحة المصرية عام 1981 وظل بمنصبه ذلك حتى عام 1989، تلقى خلالها ترقيته كمشير عام 1982.
وجهت إلى أبو غزالة اتهامات بأنه متورط في عملية اغتيال الرئيس السادات، حيث أنه كان المسئول عن العرض العسكري الذي اغتيل فيه السادات، وفي عام 1989 قام الرئيس مبارك بإقالته من منصبه.
8. محمد حسين طنطاوي
يعد المشير «محمد حسين طنطاوي» أطول من تولى منصب وزير الدفاع بمصر حيث ظل بمنصبه طوال 21 عامًا حتى عقب سقوط نظام الرئيس «محمد حسني مبارك»، تخرج من الكلية الحربية عام 1965 وشارك بجميع الحروب التي خاضتها مصر ضد إسرائيل منذ ذلك الوقت.
كما عمل ملحقًا عسكريًا لمصر ببكاستان وأفغانستان منذ عام 1975 وحتى توليه منصب وزير الدفاع عام 1991، وتمت ترقيته إلى رتبة مشير عام 1993، وتولى طنطاوي قيادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي تولى إدارة شئون البلاد عقب سقوط حسني مبارك من الحكم بعد ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011.
9. عبد الفتاح السيسي
لم يكن إنشاء حائط الصواريخ المصري في عام 1970 بغرض حل مشكلة المصريين في حماية قواتهم غرب القناة، وإنما كان تحولًا إستراتيجيًا لم نفهم معناه إلا بعد 3 سنوات فى أكتوبر 1973.
الرئيس «عبد الفتاح السيسي» آخر من حصلوا على رتبة المشير، تمت ترقيته من منصب فريق أول إلى مشير بقرار جمهوري من الرئيس المؤقت حينها «عدلي منصور» يوم 27 يناير/ كانون الثاني 2014، تخرج عام 1977 وعمل بسلاح المشاة، ثم عمل كملحق عسكري لمصر بالسعودية، كما شغل منصب قائد سلاح المشاة وقائد المنطقة الشمالية العسكرية بالإسكندرية ومديرًا للمخابرات الحربية، ثم وزير الدفاع في عهد الرئيس السابق «محمد مرسي».
ويعد السيسي هو أول من يحصل على رتبة المشير دون أن يكون قد خاض أية معارك حربية طوال فترة خدمته بالجيش المصري؛ مما فتح بابًا للتفسيرات حول أحقية حصوله على تلك الرتبة، فهناك من ذهب إلى أنها ربتة شرفية وهناك من رأى أنه حصل عليها بسبب خوضه الحرب ضد الإرهاب وجماعة الإخوان المسلمين، وفي يوم 26 مارس/ آذار 2014 أعلن المشير السيسي استقالته من وزارة الدفاع والقيادة العامة للجيش معلنًا عزمه خوض الانتخابات الرئاسية المصرية؛ ليصبح بعد ذلك أول رئيسٍ لمصر حاصل على رتبة المشير.
