8 مخاطر يتعرض لها جسدك بسبب الحرمان من النوم
الطاقة المستنفدة والنعاس والتوتر الزائد، هذا ما يحدث عندما لا تحظى بساعات نوم كافية، فكثير منا يعاني من قلة عدد ساعات النوم، لكن ربما لا تعرف أن لهذا ثمناً باهظاً؛ فعلى مر التاريخ تسبب الحرمان من النوم في عدد من الكوارث، منها واقعة تشيرنوبل الشهيرة، وانفجار مكوك الفضاء تشالنجر وغيرها، فضلاً عن حوادث السيارات القاتلة التي تقع نتيجة غفو السائقين خلف عجلة القيادة.
قد تظن أن جرعة الكافيين الصباحية كافية بتعويض ما نقص من النوم، لكن في الحقيقة هذا ليس صحيحاً، فضلًا عن أن الحرمان من النوم يتسبب في اضطراب الأجهزة الداخلية للجسم؛ لذا ينصح الأطباء بالحصول على نحو سبع إلى تسع ساعات من النوم ليلًا.
فلنتعرف معًا ماذا يحدث لعقلك وجسدك وصحتك النفسية نتيجة الحرمان من النوم..
1. خطر على صحتك العقلية والجسدية والنفسية
يؤثر الحرمان من النوم في وظائف الدماغ الذهنية، فيصبح التعلم أكثر صعوبة، ويعاني الدماغ من صعوبة تخزين ما تم تعلمه وتذكره، وينخفض التركيز ويضعف الانتباه، مثلما تتأثر الذاكرة قصيرة الأمد، ويعاني هؤلاء الأشخاص صعوبة في تذكر ما تعلمونه أو تحسين المهارات المكتسبة مثلما يبلون بشكل سيئ في الاختبارات ويعانون بطء رد الفعل.
ويواجه الشخص صعوبة في اتخاذ القرار وإصدار الأحكام السليمة والتفكير وحل المشكلات، وتقييم المواقف، فقد وجدت الدراسات أن ليلة واحدة بلا نوم تسببت في زيادة عدد الأخطاء التي يمارسها الجراحون بنحو 20 إلى 32%.
ومع تفاقم الحرمان من النوم يمكن أن تتأثر الذاكرة طويلة الأمد، مثلما يؤدي الحرمان من النوم إلى شيخوخة الدماغ بنحو 3 إلى خمس سنوات، ويزيد من خطر الإصابة بالخرف بنحو 33%.
مثلما يتسبب في تزايد الإصابة بعدد من المشكلات الصحية الخطيرة، مثل أمراض القلب بنحو 48% والضغط المرتفع وعدد من السرطان، أبرزها سرطان القولون والمستقيم والثدي، بجانب السكتات الدماغية والسكري بنحو ثلاثة أضعاف، وهو كذلك يؤثر بالسلب في الرغبة الجنسية، ويضعف من المناعة وقد يسبب الإحساس بالألم أو يزيد من حساسية الأشخاص للشعور بالألم، ويزيد من خطر الإصابة بالتهاب الأمعاء والقولون العصبي.
وبمرور الوقت، يمكن أن يتطور الأمر إلى الإصابة بالاكتئاب والقلق خاصة لأولئك الذين ينامون أقل من ست ساعات، ووفقًا للدراسات العلمية، الأشخاص الذين يعانون من الأرق أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بنحو خمس مرات، ويتضاعف لديهم خطر الوفاة بنحو الضعف.
2. شيخوخة الجلد
أولى العلامات الظاهرة للحرمان من النوم هي البشرة الذابلة والعيون المنتفخة، وقد ثبت أن الحرمان المزمن من النوم يمكنه أن يؤدي إلى حدوث التجاعيد والهالات السوداء وشيخوخة البشرة.
فمع قلة عدد ساعات النوم، يفرز الجسم هرمون الكورتيزول؛ وتتسبب الكميات الكبيرة منه في تكسير الكولاجين الجلدي، وهو المسؤول عن مرونة البشرة ونضارتها. كذلك عندما تتعرض البشرة للأذى من الشمس أو غير ذلك يتأخر شفاؤها عند أولئك الذين لا يحظون بنوم كافٍ.
3. نوم أقل.. أكل أكثر
هل تقوم خلال الليل لتناول وجبة خفيفة أو تشتهي بشدة تناول الحلويات؟ انتبه! يمكن للحرمان من النوم أن يكسبك بضعة كيلوجرامات إضافية؛ فقد تبين أن الأشخاص الذين ينامون أقل من ست ساعات أكثر عرضة للإصابة بالبدانة بنحو 30%، ويعزا ذلك إلى أن الحرمان من النوم يرتبط بزيادة الجوع والشهية، وبالأخص تجاه الأطعمة الدسمة والمالحة والغنية بالكربوهيدرات والسكريات.
مثلما يتسبب الحرمان من النوم في اضطراب عمليات الأيض وزيادة إفراز هرمون الإنسولين، الذي يؤدي إلى تخزين الدهون في الجسم ويضاعف من خطر الإصابة بمقاومة الإنسولين وداء السكري من النوع الثاني.
مثلما يمنع التعب الناتج من الحرمان من النوم إلى التكاسل عن ممارسة الرياضة؛ مما دعا بعض الدراسات إلى التساؤل عما إذا كان ينبغي الإشارة إلى ضرورة الحصول على عدد ساعات كافية من النوم كضرورة في برامج إنقاص الوزن.
4. شفاء أقل.. عدوى أكثر
هل تساءلت لمَ يحتاج جسدك لفترة أطول من اللازم لشفاء الجروح والتعافي من الأمراض؟ حسنًا يمكن أن يعزا ذلك إلى الحرمان من النوم حتى لو لليلة واحدة، الذي يتسبب في إضعاف جهاز المناعة وقلة إنتاج السيتوكينات، التي تساهم في مكافحة العدوى ويجعل اللقاحات المتعاطاة حديثًا أقل فعالية؛ مما يؤدي كذلك إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة، مثل السكري فضلًا عن أمراض الجهاز التنفسي، ويضاعف الإصابة بالبرد لنحو ثلاثة أضعاف.
وعندما يحظى الجسم بما يكفيه من النوم يسهم ذلك في انتظام الضغط ومستويات السكر وشفاء الأوعية الدموية وإعادة البناء وكذلك السيطرة على الالتهاب. لذا يؤدي الحرمان من النوم إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض الالتهابية مثل الربو والتهاب المفاصل والتصلب المتعدد.
5. خلل في النمو
عندما ينام الشخص عدد ساعات كافية، يفرز الجسم هرمون النمو الذي تطلقه الغدة النخامية، ويؤدي النقص في عدد ساعات النوم إلى انخفاض معدلات إفراز هذا الهرمون؛ مما يؤثر في عمليات النمو وإصلاح الخلايا والأنسجة وبناء العضلات، خاصة لدى الأطفال والمراهقين، وعندما يحظى المرء بنوم هانئ يفرز الجسم هرمون النمو؛ لذلك ينصح مختصو اللياقة البدنية بالحصول على نوم كافٍ للحصول على القوام المثالي.
6. الضعف الجنسي
هل تساءلت لماذا لم يعد يجذبك الشريك الآخر؟ حسنًا يلعب هرمون التستوستيرون دورًا مهمًا في زيادة الرغبة الجنسية لدى كل من الرجال والنساء، ويزداد إفراز هذا الهرمون خلال النوم لذا تتأثر معدلات هرمون التيستوستيرون بالأخص لدى الرجال عند الحرمان من النوم، ويتزايد هذا الخطر لدى الذين يعانون من انقطاع التنفس خلال النوم.
7. هلوسات
هل تعاني من النوم وبدأت ترى أو تسمع أشياء غير موجودة؟ حسنًا هذا من تداعيات الحرمان من النوم، حيث وجد أن الأشخاص الذين يعانون من الحرمان من النوم قد يختبرون الرؤية المزدوجة والهلوسات، مثلما يتسبب نقص النوم أيضًا في زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب بنحو الضعف بجانب ازدياد السلوكيات المتهورة والبرانويا والأفكار الانتحارية.
مما دعا بعض الدراسات إلى الإشارة إلى ضرورة الحصول على نوم كافِ للمساعدة في علاج أعراض الاكتئاب. ويزداد كذلك شعور الشخص بالوحدة والذي يؤدي إلى نوم سيئ، وهكذا يدخل المرء في حلقة مفرغة، مثلما يعاني أولئك الأشخاص من ضعف التواصل الاجتماعي. كذلك يتضاعف خطر النوم المفاجئ حيث ينام المرء لبضع ثوانٍ أو دقائق دون أن يدرك، وتزداد خطورة الأمر عندما يقود المرء سيارة.
8. خلل في عمل الجينات
وجدت الدراسات أن النوم السيئ يعطل عمل الجينات بشكل طبيعي، ومنها الجينات التي تتحكم في المناعة والسيطرة على التوتر، وقد كشفت هذه الدراسات أن هذا الاضطراب في عمل الجينات يمكن أن يحدث بالحرمان من النوم لمدة أسبوع وحسب.
وأخيرًا، مثلما يتسبب الحرمان من النوم في بعض الأمراض، قد تؤدي بعض الأمراض إلى مشكلات في النوم، لذا لا تتردد في معالجة السبب الذي يقض مضجعك، وحاول تجربة تقنيات الاسترخاء والتأمل لمساعدتك في الحصول على مزيد من النوم الصحي العميق.