في ذكرى مولده: من أهم 8 كتب لقراءة سيرة النبي محمد ﷺ
تشرق شمس الهداية للبشرية ببعثة النبي ﷺ في الجزيرة العربية، وتنشر في الأرض أنوار الوحي من مشكاة النبوة المطهرة، ويهتدي من شاء بهداها، وتحيا قلوب من سار على نهجها.
يقول الله تعالى:
ويقول تعالى:
إن النظر في سيرة النبي ﷺ، والارتكاز عليها كمصدر رئيسي تالٍ وشارح في مواطن كثيرة للقرآن الكريم؛ من أهم الأسس التي ينبغي على المسلم أن يعتقدها وأن يعمل بها في دينه ودنياه.
فقد تواتر عن السلف الصالح العناية بسيرة النبي ﷺ يقول زين العابدين بن علي بن الحسين: «كنا نُعلَّم مغازي النبي كما نعلم السورة من القرآن»، ويقول إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص: «كان أبي يعلمنا مغازي الرسول ويعدها علينا وسراياه، ويقول يا بني هذه مآثر آبائكم فلا تضيعوا ذكرها»، ويقول الزهري: «في علم المغازي علم الآخرة والدنيا».
وسنسعى ههنا لتقديم عدد من الكتب التي تقرب سيرة النبي ﷺ وحياته، وهي على سبيل التعريف به وبحياته ومماته، رغبة في تقريب سنته وسيرته العطرة.
1. «الشمائل المحمدية» لأبي عِيسى التِّرْمِذِيِّ
صنف الإمام محمد بن عيسى الترمذي، صاحب السنن، والمتوفى عام 249هـ، كتابه هذا مبوبًا في 56 باب، ودرج تحت هذه الأبواب جل ما يتعلق بالنبي ﷺ من أحاديث مسندة تخبر عن خلقه وخلقته وهيئته وطعامه وشرابه، وحشد فيها الترمذي أخبار ما يتعلق بدقيق تفاصيل حياته ﷺ من الحركات والسكنات والسلوكيات، مقتصرًا على الأحاديث والأخبار فقط من دون أي حرف منه.
طبع الكتاب عدة طبعات، واختصر اختصارًا غير مخل، فكانت أجود طبعاته إلى الآن طبعة دار المنهاج بتحقيق الدكتور محمد عوامة، وأوفى مختصراته مختصر الشيخ الألباني.
2. «تهذيب سيرة ابن هشام» لعبد السلام هارون
تعد سيرة ابن هشام من أهم مصادر السيرة النبوية الوافية والجامعة، والتي اعتمد فيها على سيرة ابن إسحاق، المصنف الأول للسيرة، وقد قام الدكتور عبد السلام هارون بتهذيب سيرة ابن هشام رغبة منه في تقريبها وتسهيل الاطلاع عليها، حيث تناول الكتاب عرضًا موسعًا لنسب النبي ﷺ وتفاصيل مرحلة ما قبل بعثته، وحياته بعدها، وغزواته ومراسلاته، ومواقفه في مسيرته في الدعوة للإسلام، والأحداث المفصلية في بناء مجتمع الصحابة رضوان الله عليهم، حتى وفاته.
طبع التهذيب في مجلد واحد عن مؤسسة الرسالة ودار البحوث العلمية.
3. «الرحيق المختوم» لصفي الرحمن المباركفوري
فاز هذا الكتاب بجائزة السيرة النبوية العالمية التي نظمتها رابطة العالم الإسلامي عام 1396 هـ، وانتشر الكتاب في ربوع العالم الإسلامي، وترجم إلى الكثير من اللغات، وذلك لما حواه من تغطية متميزة لسيرة النبي ﷺ وعرض مبسط ومستوعب لتفاصيلها، مع تناول مواقف السيرة أحداثها بالشرح والبيان، واستوعب الكتاب في فصوله الأولى تاريخ الحياة الاجتماعية والسياسية في الجزيرة العربية قبل البعثة، وسار بالسرد التاريخي بدءًا من نسبه وحياته الأولى ﷺ ودعوته وغزواته ومواقفه الحياتيه والدعوية والسياسية، وختم بأحداث وتفاصيل وفاته عليه الصلاة والسلام.
4. «الرسول: حياته وتطور الدعوة الإسلامية في عصره» لعبد الرحمن سالم
يسلط هذا الكتاب الضوء على مواطن معينة من سيرة النبي ﷺ ومن قلم متخصص خبير بمصادر السيرة وفنيات سردها وتأريخها، كونه أستاذًا للتاريخ والحضارة الإسلامية بكلية دار العلوم.
يغطي الكتاب غالب السيرة النبوية منذ البعثة وحتى الوفاة، لكنه يتميز بملاحظات واستدراكات منهجية على عدد من الأخطاء التي وقع فيها بعض المستشرقين والمؤرخين للسيرة، بلغة سهلة تناسب المتخصص وغير المتخصص.
5. «فقه السيرة» للشيخ محمد الغزالي
يمكن اعتبار كتاب الشيخ الغزالي هذا من أمتع كتب السيرة النبوية المعاصرة وأعذبها لغة وأكثرها تشويقًا، بل إن الشيخ الغزالي، رحمه الله، أودع الكتاب حبكة متماسكة تشد القارئ لمتابعة القراءة والاشتباك مع الأحداث، ومثلت لغته العذبة أداة مهمة لتحقيق مراد الشيخ من كتابته للسيرة، إذ حرص رحمه الله على تقديمها كنموذج إيماني أخلاقي عملي، واجتهد في تلمس مواطن الاستفادة والعمل من سيرته عليه الصلاة والسلام.
طبع الكتاب طبعات عدة، أبرزها وأدقها الطبعة التي خرجت بتحقيق الشيخ ناصر الدين الألباني، رحمه الله.
6. «السيرة النبوية الصحيحة» لأكرم ضياء العمري
يعتبر الكتاب خلاصة لمشروعات متعددة قام بها وأشرف عليها المؤلف، سعى من خلالها لتطبيق منهج المحدثين على مرويات السيرة في عشرات الرسائل الجامعية، وليحاول أن يولد منهجًا تاريخيًا توثيقيًا في التعاطي مع السيرة النبوية يتحرى فيه الدقة والصحة، ولينتج قراءات يراها أكثر دقة للسيرة.
طبع الكتاب في مجلدين، لكنه لم يغطِ كل أحداث السيرة نظرًا للإنشغال بتوثيق المرويات ونقدها وفق المنهج الذي وضعه المؤلف، لكنه في الجملة مفيد جدًا في تقريب منهج النظر للسيرة ومروياتها.
7. «محمد رسول الله: منهج ورسالة بحث وتحقيق» لمحمد الصادق عرجون
يعد هذا الكتاب من أوعب الكتب المعاصرة للسيرة النبوية الشريفة، فالمؤلف هو العميد الأسبق لكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، وقد حشد في مصنفه هذا عصارة علومه ووظفها في سرد وتحليل السيرة بصورة مفصلة، مع بيان أخطاء العقلانيين والمشككين في السيرة وأحداثها في كل موضع، وبسط وشرح السيرة المطهرة وإرهاصات الرسالة الشريفة وتوابعها وتفاصيلها.
توقف المؤلف، رحمه الله، عند وفادة وفود نجران على النبي ﷺ حيث يذكر راقم الكتاب (الذي كتب عن المؤلف) أنه توقف عن الاستكمال لوفاة المؤلف، رحمه الله، بعد جهد مضن ووافر في استقصاء وتتبع أحداث السيرة وتحقيق مواقفها وروايتها، ونقد ما رآه من الروايات التي خالفت منهجه في التأريخ.
طبع الكتاب في 4 مجلدات عن دار القلم بسوريا.
8. «وأظلمت المدينة» للشيخ نزار ريان
كتب الدكتور نزار هذا الكتاب بروحه وقلبه، وسطر بقلمه الساعات التي سبقت دنو أجل النبي ﷺ وأيام مرضه، ولحظات سمو روحه الشريفة إلى بارئها عليه أفضل الصلاة والسلام.
صنف الشيخ نزار ريان الكتاب بمزيج من الدقة العلمية والتدقيق الحديثي، ولأن الشيخ، رحمه الله، أكاديمي متخصص في علوم الحديث وحاصل علي درجتي الماجستير والدكتوراه في علوم الحديث الشريف، بالإضافة إلى سكناه في مدينة غزة بفلسطين المحتلة، واشتغاله الأكاديمي بعلم الحديث تدريسًا في الجامعة الإسلامية بغزة، بالتوازي مع عمله الميداني في المقاومة الفلسطينية بحركة حماس؛ كل ذلك جعل من كتابه وسرده لوقائع وفاة النبي المصطفى عملًا مليئًا بروح المحدث والمجاهد والمعاين للشهادة في كل ساعة، وكذا كانت وفاته، رحمه الله، على يد طائرات العدو الصهيوني.
طبع الكتاب طبعة أنيقة بدار المنهاج ببيروت، واقتصر فيه الشيخ، رحمه الله، على وقائع مرضه ﷺ وآخر أيامه ببيت عائشة، رضي الله عنها، واحتضاره ووصاياه، ووصف غسله ﷺ، وأثر وفاته على الصحابة، رضوان الله عليهم.