بخلاف بليغ: أبرز 7 شخصيات «توكسيك» في دراما أسامة أنور عكاشة
في الحلقة الرابعة عشرة من مسلسل «راجعين يا هوى»، والذي يعتمد على مسلسل إذاعي للكاتب الراحل «أسامة أنور عكاشة»، وكتب نصه الدرامي المؤلف «محمد سليمان عبد المالك»، تصف ماجي الطبيبة النفسية [والتي قامت بدورها نور] بطل العمل «بليغ أبو الهنا» [والذي قام بدوره خالد النبوي] بأنه «توكسيك»، أي شخص سام يُسبِّب الأذى لمن حوله، وذلك بسبب علاقته العاطفية بـ «فريدة» [والتي قامت بدورها هنا شيحا]، وجرَّاء هذه العلاقة، سبَّب لها أذًى نفسيًّا ومعنويًّا كبيرًا.
إن المتتبع لدراما عكاشة يمكنه فورًا وضع مقارنة درامية على مستوى الشخصيات ورصد عدد كبير منها يحتوي على خلطة بليغ نفسها أو جزء كبير منها، لذا فمن خلال هذا المقال يمكن معرفة أشهر الشخصيات التوكسيك في مسلسلات أسامة أنور عكاشة.
1. بدرية: في مسلسل «المشربية»
يدين عكاشة للمخرج «فخر الدين صلاح» بإدخاله إلى عالم الدراما، لقد اكتشفه ليُقدِّما معًا مسلسلهما المشربية عام 1978، وتظهر فيه بدرية [قامت بدورها نسرين] كشخصية توكسيك، فهي تُظهر الحب لصبري الرسَّام [قام بدوره محمود الحديني]، ليفكر في الارتباط بها والابتعاد عن رشا [قامت بدورها فردوس عبد الحميد] زميلته في الجامعة، يظل صبري يحلم بملهمته بدرية ويصبح أسيرًا لها حتى يعلم استحالة استكمال ذلك، لكون بدرية مخطوبة لشخص يدرس في الخارج.
2. مصطفى جعفر: في مسلسل «أبواب المدينة ج2»
استأنف عكاشة مسلسله أبواب المدينة عام 1983 مع شريك نجاحه الأول المخرج فخر الدين صلاح، ومن شخوصه مصطفى جعفر [قام بدوره أحمد بدير]، ويظهر فيه مثالًا حيًّا للشخصية السامة المؤذية التي تشير من خلال كل ما تقدمه لشريفة [قامت بدورها نسرين] بحب جارف، لكنه لا يفصح عن ذلك تاركًا الباب مواربًا أمامه للاختفاء في أي لحظة، ليجعلها تتعلق به بشدة، مما يتسبَّب لها في أذى نفسي.
3. أحمد شوقي: في مسلسل «الشهد والدموع ج2»
استكمل أسامة أنور عكاشة مسلسله الشهد والدموع عام 1985 بجزء ثانٍ، استأنف فيه الصراع بين عائلة شوقي وعائلة رضوان.
تربَّى أحمد [قام بدوره خالد زكي] على كراهية عمه وأبنائه، هذا ما أصرَّت أمه [قامت بدورها عفاف شعيب] على تعليمه إياه، كان يفكر دائمًا في الانتقام لاسترداد حق العائلة الضائع من عمه حافظ [قام بدوره يوسف شعبان]، ولم يجد وسيلة إلا بالارتباط بابنة عمه ناهد [قامت بدورها نسرين] وتعليقها به حتى يضغط على عمه.
إن ما فعله أحمد بناهد كان مؤلمًا للغاية، كان يضغط عليها طوال فترة علاقتهما، يعاملها بعنف، يبتعد ويقترب بشكل غير مبرر حتى تزوجا، ليتركها بعد الزواج بيوم واحد، ويتسبَّب لها بصدمة اضطربت إثرها لفترة وساءت حالتها النفسية.
4. مجدي البشري: في مسلسل «رحلة السيد أبو العلا البشري»
بينما كان محمود مرسي مُصرًّا على محاربة طواحين الهواء خلال مسلسله أبو العلا البشري الذي أخرجه محمد فاضل عام 1986، كان مجدي ابن أخيه [قام بدوره محمد العربي] نموذجًا للبطل السام، يتشاجر مع خطيبته نجوى [قامت بدورها نسرين]، ويبتعد عنها، ثم يعود ليجدها تنتظره، حتى اللحظة التي استطاعت فيها التخلص منه وتجاوزه بالزواج، ليجد مجدي نفسه تائهًا، ويقرر الزواج من راقصة.
5. زهرة غانم: في مسلسل «ليالي الحلمية»
جسَّدت آثار الحكيم دور زهرة في الجزأين الثاني والثالث من المسلسل الدرامي الملحمي ليالي الحلمية للمخرج إسماعيل عبد الحافظ، وذلك خلال سنتين متتاليتين 1989 و1990.
زهرة ابنة سليمان غانم، العمدة، ونازك السلحدار، الهانم الأرستقراطية، أحبَّت ابن ألد أعداء والدها، علي البدري [قام بدوره ممدوح عبد العليم] الذي رغب في الارتباط بها، لكن زهرة كانت شخصية سامة آذت علي وتخلَّت عنه في أكثر من مرة، أولها حين جعلته يرفض البعثة لتُضيِّع عليه فرصة كبيرة، وحين دخل إلى المعتقل، ثم كانت سببًا كبيرًا لتحوله لشخصية عملية حينما تزوَّجت سرًّا رئيسها في العمل [قام بدوره محمود الحديني].
كثيرًا ما ألح علي على زهرة بالزواج وتحدي صعوبات كثيرة، أهمها تجاوز العداء التاريخي بين آل سليمان وآل البدري، لكن زهرة كانت مترددة، لا تقابل عرضه بقبول مطلق ولا ترفض بشكل تام.
6. حسن النعماني: في مسلسل «أرابيسك»
قدم صلاح السعدني أحد أجمل أدواره في مسلسل أرابيسك عام 1994، حينما جسَّد حسن فتح الله النعماني، طبقًا لشهادة الميلاد، أو حسن أرابيسك، طبقًا لصنعته، أو حسن أبو كيفه، كما تسميه شلة القهوة التي يجالسها.
كانت علاقة حسن بأنوار [قامت بدورها لوسي]، وعلاقته بتوحيدة [قامت بدورها هالة صدقي] علاقات توكسيك من العيار الثقيل، فنجد مشاهد مقاربة جدًّا لمشاهد بليغ مع فريدة حين يذهب أسفل منزلها ليتحدث معها، وذلك لتقترب منه مُجددًا بعدما قرَّرت الابتعاد عنه.
أخذت أنوار وتوحيدة تدوران في فلك حسن، حتى قرَّرت إحداهما الزواج من زوج أختها المتوفاة لتُربي ابنتها وتهرب من هذه العلاقة السامة، التي امتدت حتى يوم الزواج، حينما رقص حسن في فرحها الذي أقامه على نفقته، بينما ظلَّت توحيدة قريبة منه حتى دخلت في غيبوبة حين تعرضت لهجوم مع تعرض منزلها للسرقة على يد سامبو [قام بدوره محمد شرف] ليتم اتهام حسن بذلك.
7. بشر: في مسلسل «زيزينيا»
عام 1997 كان هناك تعاون جديد بين المخرج جمال عبد الحميد والكاتب أسامة أنور عكاشة من خلال مسلسل زيزينيا، حيث قدَّم يحيى الفخراني شخصية البطل بشر أو بوتشي، الشاب مصري الأب إيطالي الأم.
اعتمد خط أصيل بالمسلسل على علاقة بشر بعايدة، التي جسَّدت دورها آثار الحكيم في الجزء الأول من العمل، وهالة صدقي في جزئه الثاني. لقد كانت العلاقة بينهما شبيهة جدًّا بعلاقة بليغ وفريدة من حيث الشد والجذب، الابتعاد والاقتراب، فكم مرة اتجه بشر لعايدة وأشار لها بفكرة ارتباطهما لتتعلق به، لكنها في لحظة ظنَّتها خلاصًا من هذا الحب المضطرب، اتجهت لتتزوج من آخر، وهو عادل أبو ليلة [قام بدوره عبد العزيز مخيون]. كان اختيارها خاطئًا، فقد اكتشفت بعد ذلك أنَّه نصَّاب ولا يعرف شيئًا عن الوطنية ولا يناضل ضد الإنجليز كما أوهمها، وقد كان هذا الاختيار السريع السيئ نتيجة متوقعة لرغبتها في التخلص من علاقتها السامة ببشر.