بين السينما والأدب: 7 روايات ناجحة تحولت إلى أفلام
هناك صراع أبدي بين الرواية المقروءة والمرئية، دائمًا عندما تتحول الروايات إلى أفلام يبرز السؤال السرمدي: هل الفيلم أفضل أم أنه انتقص من جمال الرواية؟ وتتضارب الآراء، وفي الغالب فإن هذه الآراء تكون مبنية على الذوق الشخصي للمتلقي، هناك من يفضلون أن يقوم خيالهم بالعمل كله فيخلق الشخوص والأماكن ولا يريدون لمخرج وممثلين أن يتدخلوا في الأمر فيفسدوه، وهناك من يفضلون رؤية أبطالهم المفضلين أمامهم من لحم ودم فتكتمل متعتهم، اليوم نستعرض معًا 7 روايات ناجحة تحولت إلى أفلام أشاد بها المتلقون، ونترك لك الحكم بالكامل.
1. The Remains of The Day
بقايا اليوم، هي رواية للكاتب البريطاني الياباني كازو إيشيجورو الحاصل على نوبل في الآداب، والتي صدرت في أواخر الثمانينيات، رواية هادئة ورصينة استطاعت ببراعة تقمص شخصية الراوي الأساسي للأحداث مستر ستيفنز رئيس الخدم الإنجليزي في منزل أحد القادة صانعي القرار إبان الحرب العالمية الثانية، مستر ستيفنز الذي هو فيلسوف بشكل ما دون أن يدري ذلك، والذي يستعرض وجهات نظره في الحياة طوال الرواية، حصدت الرواية جائزة المان بوكر عند صدورها عن استحقاق كامل.
تحولت الرواية إلى فيلم في أوائل التسعينيات من بطولة أنتوني هوبكنز وإيما طومسون، والتزم الفيلم بالخطوط الدرامية الأساسية للرواية، وقد أضفى أداء أنتوني هوبكنز على الفيلم بعدًا رائعًا ليس مستغربًا عليه، فقد استطاع أن يجسد شخصية مستر ستيفنز ببراعة وينقل لك كل ما شعر به وفكر فيه على مدار عقود طويلة، ترشح الفيلم لجائزة أوسكار أفضل فيلم، ولكننا نترك لك الحكم النهائي بعد قراءة الرواية ومشاهدة الفيلم بغض النظر عن آراء النقاد.
2. The Girl on the Train
فتاة القطار، رواية بوليسية درامية للكاتبة الإنجليزية باولا هوكنز صدرت عام 2015، تحكي قصة امرأة مدمنة على الكحول تصبح ضحية حادث غامض لا يسعفها ذهنها ولا ذاكرتها المشوشة من أثر الكحول في فك غموضها، وفي رحلة استكشافها لما حدث تكتشف الكثير عن زوجها السابق وعن حياتها، الرواية حصدت ردود فعل جيدة جدًا وترجمت لأكثر من لغة وكانت الرواية الأكثر مبيعًا لأكثر من عشرين أسبوعًا في الولايات المتحدة.
تحولت الرواية لفيلم في العام التالي مباشرة استثمارًا لنجاح الرواية، كان الفيلم بطولة إيميلي بلانت التي لعبت دور البطلة الرئيسية رايتشل واتسون، الفيلم من إخراج تيت تيلور وسيناريو إيرين ويلسون، وقد التزم الفيلم بالمعالجة الدرامية لرواية هوكنز مع تغيير مكان الأحداث لتدور في الولايات المتحدة بدلاً من إنجلترا، وتغيير بسيط في طريقة كشفها لحقائق الأمور فجعلها الفيلم تحدث صدفة بينما في الرواية بذلت جهودًا أكبر بنفسها، حقق الفيلم نجاحًا جماهيريًا، ولك أيضًا الحكم الأخير.
3. Love in the Time of Cholera
الحب في زمن الكوليرا، رواية ناجحة للكاتب الكولومبي جابرييل جارسيا ماركيز، تنتمي لنوع من الأدب يسمى الواقعية السحرية، تدور في أواخر القرن التاسع عشر وتحكي قصة حب أسطورية بين فلورنتينو أريثا الشاب الفقير القبيح وفيرمينا داثا الفتاة الجميلة التي تتركه لتتزوج من طبيب لامع هو خوفينال أوربينو، وتستمر الأحداث الغريبة طوال حوالي سبعين عامًا حتى تكتمل قصة الحب بعد عقود.
تم إصدار الرواية في منتصف الثمانينيات، ثم تحولت لفيلم يحمل نفس الاسم عام 2007 من بطولة خافيير بارديم وجيوفانا ميدزوجورنو، الفيلم يلتزم بالخطوط الدرامية الأساسية للرواية دون تحريف، فقط بعض الاختصارات لبعض تفاصيل الرواية التي لم يكن الفيلم ليستوعبها، ورغم أن الفيلم حصد ردود فعل نقدية سيئة إلا أننا نترك لك الحكم النهائي بعد مشاهدته، ربما أعجبك.
4. The Color Purple
اللون الأرجواني، هي رواية للكاتبة الأمريكية أليس ووكر، صدرت في بدايات الثمانينيات، تتناول فيها الكاتبة حياة النساء الأمريكيات من أصل أفريقي في ثلاثينيات القرن من خلال قصة حياة سيلي التي تتعرض هي وقريناتها لشتى أنواع الإساءات سواء من المجتمع أو القوانين الوضعية الظالمة غير الإنسانية، أو حتى المستوى الأسري والعائلي، أدرجت الرواية ضمن قائمة البي بي سي لأفضل الروايات على المستوى الجماهيري عام 2003.
تحولت الرواية لفيلم يحمل الاسم نفسه في منتصف الثمانينيات من بطولة ووفي جولدبيرج في دور سيلي، والتي منحت الشخصية روحًا حقيقية وكان أداؤها لدور المرأة المقهورة التي تغير مصيرها أكثر من رائع، الفيلم من إخراج ستيفن سبيلبرج، التزم الفيلم بالخطوط الدرامية للرواية ومصائر الشخوص فيها، وقد ترشح الفيلم لجائزة أوسكار أفضل فيلم.
5. Gone Girl
عودة مرة أخرى لروايات الإثارة ذات الحبكة البوليسية والتي يمكننا أن نطلق عليها تجارية بضمير مستريح، الفتاة المفقودة، رواية للكاتبة الأمريكية جيليان فلين والتي صدرت عام 2012 وتربعت سريعًا على عرش الأكثر مبيعًا، تحكي عن زوجة تختفي دون أثر ويبحث عنها الجميع ويتهم زوجها في قتلها وإخفائها، بينما تتكشف الحقيقة للقارئ أن المجرم الحقيقي لم يكن أيًا ممن يحيطون بتلك الزوجة.
تحولت الرواية لفيلم بعد سنتين من صدورها، وقد حصد الفيلم ردود فعل إيجابية على المستوى النقدي والجماهيري، وقد ترشح لجائزة جولدن جلوب لأفضل مخرج وأفضل ممثلة، كان الفيلم بطولة بين أفليك وروزاموند بيل، والتزم الفيلم بالخط الدرامي للرواية وكان من إخراج ديفيد فينشر.
6. The Mist
الضباب، رواية رعب من تأليف ستيفن كينج، صدرت في الثمانينيات، رواية كابوسية تحكي عن محاصرة بعض الناس في مركز تجاري نظرًا لهجوم كائنات غريبة تأتي في ضباب كثيف، المجموعة المحاصرة تتكون من عدة أطياف من الناس أشبه بمجتمع صغير يحمل كل تنوع وتناقضات وصراعات المجتمع الكبير، تناقش الرواية إلى جانب الجزء الكابوسي الخاص بطبائع البشر، التجارب الخطرة التي يجريها الجيش الأمريكي بمساعدة الحكومات والتعتيم الإعلامي على هذه التجارب والتي يروح ضحيتها المواطنون.
تحولت الرواية لفيلم عام 2007 يحمل الاسم نفسه، من بطولة توماس جين وأندريه بروير، ومن إخراج فرانك دار آبوت، فيلم كابوسي بامتياز، خاصة نهايته التي تتركك محملاً بأسئلة وجودية عميقة وألم حقيقي، رغم أن أحداث الفيلم تعتمد بشكل أساسي على الرعب المعوي إلا أن الأكثر إرعابًا هو الرعب النفسي الذي سوف تضعك فيه نهاية الفيلم.
7. The Help
المساعدة، رواية من تأليف الكاتبة الأمريكية كاثرين ستوكيت صدرت عام 2009، تتناول فيها الكاتبة حياة الخادمات الأمريكيات ذوات الأصل الأفريقي في أوائل الستينيات، والإساءات التي تتعرض لها هذه الفئة من قوانين الولايات المتحدة في هذا الوقت جنبًا إلى جنب مع الظلم المجتمعي من أفراد المجتمع أنفسهم، وكيف يمكن أن يؤثر ذلك ليس على الخادمات فقط، ولكن على شكل المجتمع نفسه، تربعت الرواية على عرش الأكثر مبيعًا في الولايات المتحدة لحوالي مئة أسبوع مما جعلها من أكثر الروايات مبيعًا على الإطلاق.
تحولت الرواية إلى فيلم عام 2011 يحمل الاسم نفسه من إخراج تيت تايلور، وبطولة فيولا ديفيس وأوكتافيا سبنسر التي حصلت على جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة مساعدة عن دورها في الفيلم، حظي الفيلم بردود فعل إيجابية سواء على المستوى النقدي أو الجماهيري، وكان استمكالاً موفقًا لنجاح الرواية.