7 روايات أفريقية: خفايا وعوالم القارة السمراء
ليس أقدر من الأدب على التعبير عن الشعوب، حياتهم وصراعاتهم ومعاناتهم، واقعهم وأحلامهم وطموحاتهم، ولا شك أيضًا أن دور الرواية والقصة في ذلك العرض يكون كبيرًا، فلطالما كانت الرواية مرآة للمجتمعات وخير لسان حال ومعبّر عن الشعوب.
ولفترةِ طويلة بقي أدب أفريقيا، تلك القارة التي تُعرف بالقارة السمراء، بعيدًا عن القارئ العربي رغم أن حركة ترجمة الأدب الأفريقي للعربية بدأت منذ وقتٍ مبكر. في الآونة الأخيرة ومع تزايد هذه الترجمات بدأ الاهتمام بذلك الأدب وبالروايات بشكلٍ خاص، لا سيما مع توفر طبعات خاصة منها في سلسلة الجوائز الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ومن ثم بدأ القراء يلقون النظر ويهتمون أكثر بأدب أفريقيا، ويتعرفون على أسماءٍ مختلفة وصل بعضهم للجوائز العالمية الكبرى، مثل نوبل وبوكر وغيرها.
في هذه الإطلالة السريعة نستعرض 7 من أهم الأعمال والروايات التي ترسم للقارئ صورة بانورامية حول هذه البلاد على اختلافها.
1. المفسرون – وول سونيكا
يعد الكاتب النيجيري وول سونيكا أول كاتب إفريقي يحصل على جائزة نوبل في الآداب عام 1986، وهو كاتب مسرحي وروائي ومناضل أفريقي ضد الظلم والعنصرية والفساد، كتب العديد من المسرحيات المناهضة للظلم والقمع الذي تعرض له شعب نيجيريا.
كتب روايته «المفسرون» عام 1965 والتي يمكن اعتبارها بمثابة صورة بانورامية للمجتمع النيجيري من خلال استعراض حياة ومواقف خمسة من المثقفين الأصدقاء الذين يعملون في الترجمة ويحاولون اكتشاف ذواتهم والتعبير عن أنفسهم ويسعون جادين للتغيير في بلادهم ومجتمعهم وما يلاقونه من صعوبات وتحديات. صدرت الرواية بترجمة الشاعر سعدي يوسف عن دار المدى.
2. الأشياء تتداعى – تشينوا أتشيبي
رواية من نيجيريا، وهي من أوائل الروايات الإفريقية التي تمت ترجمتها عن الإنجليزية للعربية، صدرت عام 1958 وتعد واحدة من أهم الروايات العالمية، ونموذجًا من نماذج الأدب المقاوم.
صوّرت الرواية بشكلٍ شديد الشاعرية والواقعية حياة النيجيريين ونضالهم أمام المستعمر، سجلت حياة البسطاء في نيجيريا والصراع القائم في مواجهة حملات التبشير التي قام بها البريطانيون في بلادهم، وكيف كانت المواجهة والمقاومة سلاحهم الوحيد لإثبات هويتهم واعتزازهم بثقافتهم وحضارتهم. صدرت هذه الرواية بترجمات عربية مختلفة كان آخرها ترجمة عبد السلام إبراهيم في الهيئة العامة لقصور الثقافة، كما ترجمت لأكثر من 50 لغة حول العالم.
اقرأ أيضًا: الأشياء تتداعى .. حكايات أخرى من تاريخ الصيد
3. في انتظار البرابرة – ج. م. كويتزي
تعد من أشهر الروايات الإفريقية، كاتبها الروائي القادم من جنوب أفريقيا جون ماكسويل كويتزي، الحاصل على نوبل في الأدب عام 2003.
في روايته الأشهر «في انتظار البرابرة» يقدم كويتزي عالمًا متخيلاً يرمز فيه للصراع الدائم بين قوى الحكم الظالمة والمستبدة وبين الشعوب التي ترغب في الحصول على حريتها. إمبراطورية غير محددة المكان ولا الزمان يحكمها قاضٍ مسالم في البداية حريص على حماية شعبه من خطر «البرابرة»، وفجأة يتحوّل الموقف في حضور بعثة عسكرية إلى تلك الإمبراطورية فتحوّل ذلك الحاكم القاضي إلى خائن وعميل وتأمر باعتقاله.
رواية ترسم بصدق كيف يصنع الحكام الخوف والرعب داخل نفوس الشعوب، وكيف يمكن أن تتحوّل تلك الفزاعة إلى غولٍ يفترسهم في النهاية. ترجمت الرواية أكثر من ترجمة عربية قدمها المركز الثقافي العربي بترجمة ابتسام عبدالله.
4. شعب يوليو – نادين جورديمر
من جنوب أفريقيا أيضًا جاءت نادين جورديمر وهي روائية ومناضلة سياسية حصلت على جائزة نوبل في الأدب عام 1991 عن مجمل أعمالها المناهضة للتمييز العنصري. في روايتها «شعب يوليو» نجد تصويرًا أدبيًا شديد الواقعية لمشكلات وعلاقات السود والبيض في جنوب أفريقيا، وعلى غير المعتاد والمألوف نجد عنصرية الرجل الأسود تجاه الأبيض وما يلقاه هناك من معاناة، وذلك من خلال تلك العائلة التي تهرب وتلجأ لعائلة سوداء أثناء الثورة وتلجأ للخادم الأسود «يوليو». صدرت الرواية بترجمة أحمد هريدي عن الدار المصرية اللبنانية.
5. زجاج مكسور – آلان مابانكو
رواية ترسم واقع المجتمع الأفريقي بصدق من خلال قصة بطلها واسمه الغريب «زجاج مكسور»، مدرس متقاعد تعدى الستين يلجأ له العديد من الجيران والأصدقاء ليحكوا له حكاياتهم ومشكلاتهم، ويسعى هو جاهدًا لإيجاد حلول لتلك المشكلات أو على الأقل السخرية منها وتبسيطها بشكلٍ هزلي.
تدور أحداث الرواية في الكونغو في أواخر القرن العشرين، وترسم صورة واقعية شديدة الثراء مفعمة بالتفاصيل لإفريقيا وما لا نعرفه عنها. حصلت رواية «زجاج مكسور» على الجائزة الدولية الفرانكفونية عام 2005 وصدرت، مؤخرًا، بترجمة احترافية للروائي عادل الميري عن سلسلة الجوائز في الهيئة العامة للكتاب.
6. نصف شمس صفراء – تشيماندا أديتشي
من نيجيريا مرة أخرى تطل علينا الكاتبة الشابة تشيماندا أديتشي في روايتها الشهيرة «نصف شمس صفراء» وفيها ترسم صورة حية لأجواء الحرب الأهلية النيجيرية منذ عام 1967 وما صاحبها من مذابح وجرائم قتل كبرى قام بها قبائل الهوسا والإييو أملاً في الحصول على الحرية والاستقلال من النظام الفاشي الذي كان يحكم بلادهم آنذاك.
نرى الأحداث بعيون البطل الطفل أجوو، الذي يسعى للتعرف على أخبار العالم من حوله من خلال التلصص على محادثات تدور في غرفة سيده، كل ذلك في محاولةٍ منه لفهم حقيقة ما يجري من حوله من حروب ومجازر، حتى تنشأ قصة حب بينه وبين فتاةٍ مثقفة يتغيّر خلال تعرفه عليها وعيه ويتعرف على العالم بشكل مختلف.
الرواية من ترجمة فاطمة ناعوت وصادرة عن سلسلة الجوائز بالهيئة العامة للكتاب.
7. نوتردام النيل – سكلاستيك موكاسونجا
من راوندا تقدم لنا سكلاستيك موكاسونجا روايتها التي تدور أحداثها داخل مدرسة داخلية «نوتردام النيل» التي تقع فوق قمة صخرية مرتفعة يجعلها أقرب للسماء، وهناك نجد نخبة نسوية جديدة لمجتمع رواندا وصورة واقعية لذلك المجتمع بمختلف أطيافه، إذ نجد الدبلوماسيين وأصحاب النفوذ وكيف يتعاملون مع الأقلية من ممثلي الشعب من البسطاء من قبال الهوتو أو التوتسي.
ترسم الرواية صورة دقيقة لذلك العالم على اختلاف أطيافه، وما يدور به من صراعات ومشكلات، كما يعد لوحة فنية عامرة بالتفاصيل الحية لصورة الطبيعة الخلابة هناك وما فيها من سحر وجمال. جمعت الرواية بين عرضها لشرائح المجتمع الراوندي من جهة وعرضها للتراث الإفريقي وما يزخر به من عادات وتقاليد وأساطير.
حازت الرواية على جائزة المعرض الدولي للكتاب في جنيف عام 2012، وصدرت، مؤخرًا، بترجمة لطفي السيد منصور عن سلسلة الجوائز.