6 نصائح لجعل «يوتيوب» أكثر أمانًا لطفلك

عندما كنت طفلًا صغيرًا، كانت وسيلة التسلية الوحيدة المتوفرة لدينا هي التلفزيون، وكمعظم أبناء جيلي، كنت أعود من المدرسة لأشاهد قناتي المفضلة «سبيس تون». بطبيعة الحال، لم يتوفر لنا إنترنت أو أجهزة ذكية مثلما يتوفر للأطفال في وقتنا الحالي.

تقريبًا انتهى عصر برامج التلفزيون أو أوشك على الانتهاء، وتم استبداله بمواقع المشاهدة المختلفة على شبكة الإنترنت، ومن أهم هذه المواقع حاليًا موقع «يوتيوب». وبينما تمسك أنت بهاتفك الذكي وتقرأ هذه الكلمات، أو تتابع صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، هناك احتمال لا بأس به أن أحد أطفالك يمسك هاتفًا أو جهازًا لوحيًا ويتابع مقاطع الفيديو المختلفة على «يوتيوب».

من الناحية النظرية، من المفترض أن يكون عمر الطفل أكبر من 13 عامًا قبل أن يتمكن من التسجيل والحصول على حساب خاص على «يوتيوب» أو أي موقع تواصل اجتماعي آخر، لكن بالطبع يظل هذا نظريًا على كل الأحوال، لأنه في الواقع يبدأ الأطفال في استخدام الأجهزة الذكية والإنترنت في سن أصغر بكثير. ليست المشكلة في الاستخدام نفسه، لكنها في جودة المحتوى الذي يشاهدونه، فكما نعرف جميعًا، قد تجد أي شيء يخطر لك على بال.

لا يكمن الحل هنا في منع الأطفال نهائيًا من المشاهدة، بل على العكس، هناك محتوى تعليمي وترفيهي مميز للغاية على «يوتيوب»، لكن بدلًا من ذلك، يمكنك أن تجرب هذه النصائح البسيطة لجعل «يوتيوب» أكثر أمانًا لطفلك.

1. إنشاء حساب خاص لكل طفل

لا تدع طفلك يشارك نفس حسابك الخاص أو حساب أشقائه الأكبر سنًا. هذه هي أسهل طريقة ليشاهد محتوى غير لائق أو غير مناسب لعمره. مثلًا، إذا كنت تشاهد فيديو يتضمن محتوى للبالغين، ستبدأ خوارزمية «يوتيوب» في توصية فيديوهات مماثلة لك. وهكذا، عندما يستخدم الطفل حسابك، سيحصل على هذه التوصيات غير المناسبة.

بدلًا من ذلك، يجب عليك إنشاء حساب Gmail خاص لكل طفل، لن يمنع هذا التوصيات الضارّة فحسب، لكنه سيتيح لك أيضًا المزيد من السيطرة على ما يشاهده؛ يمكنك معرفة مقاطع الفيديو التي يشاهدها، ومراقبة عادات المشاهدة، لتضمن أنه لا يشاهد أي شيء غير مناسب. بالإضافة إلى أنك تعرف كلمة المرور، لذا ستتمكن من إغلاق الحساب إذا أردت أو إذا بدأ الطفل في مشاهدة مقاطع فيديو غير مناسبة لعمره.

2. إنشاء حساب للعائلة

سواءً كان أطفالك صغارًا أو في سن المراهقة، فإن أول خطوة لتحقيق هدفك بحمايتهم من هذا المحتوى ستكون عن طريق إنشاء حساب جوجل للعائلة. مرة أخرى، يجب أن يملك كل طفل حساب Gmail خاصاً به، ثم تضيفه على حساب العائلة الذي تديره بنفسك عن طريق حساب Gmail الخاص بك، ويمكنك تحميل التطبيق على هواتف أندرويد من هنا، أو لهواتف آيفون من هنا.

ما يميز التطبيق هو أنه يعطيك القدرة الكاملة على مراقبة نشاط أطفالك على شبكة الإنترنت، بما في ذلك تاريخ المشاهدات لمقاطع الفيديو على «يوتيوب»، وسيعطيك تقريرًا بالوقت الذي يقضونه على كل تطبيق على هواتفهم. كما سيرسل لك إشعارًا إذا أراد طفلك تحميل أي تطبيق جديد على هاتفه، ويمكنك الموافقة أو الرفض على تحميل هذا التطبيق، ويمكنك أيضًا إخفاء التطبيقات التي لا تريدها أن تظهر لهم في متجر جوجل. وإذا كنت لا تعرف أي التطبيقات مفيدة لطفلك، فسيوفر لك ترشيحات مفيدة لعدد من التطبيقات الآمنة للأطفال.

3. استخدام «يوتيوب» للأطفال

الحل الأفضل للأطفال الصغار سيكون من خلال استخدام تطبيق «يوتيوب» للأطفال. يمكنك تحميل التطبيق على الجهاز الذي يستخدمه طفلك، للأندرويد من هنا، وللآيفون من هنا.

يسمح لك التطبيق بالموافقة على المحتوى الذي يشاهده الطفل، ويعطيك التحكم في انتقاء كل أنواع مقاطع الفيديو والقنوات المتاحة لطفلك، من خلال الذهاب إلى إعدادات التطبيق، ثم اختيار الحساب الخاص بالطفل، واختيار «approved content only»، ثم تبدأ في انتقاء مقاطع الفيديو والقنوات المناسبة لطفلك. في هذا الوضع، لن يتمكن الأطفال من البحث عن المحتوى بأنفسهم، لذا ستضمن أن كل ما سيشاهدونه مناسب لأعمارهم ومن اختيارك أنت.

المشكلة الأساسية في هذا التطبيق أنه غير متاح لكل الدول حتى الآن، وتعمل جوجل على توسيع نطاقه إلى بلدان جديدة، لذا يمكنك تغيير البلد في حسابك الخاص حتى تتمكن من تحميل التطبيق.

4. التحكم في إعدادات التطبيق

حتى يتوفر تطبيق «يوتيوب» للأطفال للجميع، هناك بعض الإعدادات في تطبيق «يوتيوب» على الأجهزة الذكية تجعله أكثر آمانًا للأطفال، لكن المشكلة هي أننا لا نستخدم هذه الإعدادات في الغالب. يمكنك التحكم في هذه الإعدادات، مثل:

1. تشغيل وضع تقييد المحتوى: يمكنك تشغيل وضع تقييد المحتوى (Restricted Mode)، حيث يساعد على إخفاء الفيديوهات المحتمل أن تتضمّن محتوى للبالغين، لن تكون النتائج دقيقة بنسبة 100%، لكنها خاصية فعّالة إلى حد كبير. يمكنك تفعيل الوضع من خلال الذهاب إلى إعدادات التطبيق، ثم تفعيل خيار (Restricted Mode).

2. إيقاف سجل البحث والمشاهدة: واحدة من الإعدادات الأخرى التي يمكنك استخدامها لجعل يوتيوب أكثر أمانًا لطفلك هي إيقاف سجل البحث والمشاهدة، من خلال الذهاب إلى إعدادات التطبيق، ثم تفعيل خياري (Pause watch history) و(Pause search history).

يحتفظ سجل المشاهدة بكل المقاطع التي شاهدها طفلك، لذا عند إيقافه سيتوقف «يوتيوب» عن إعطاء التوصيات بناءً على تاريخ المشاهدة. المشكلة في هذا السجل أن أحد مقاطع الفيديو قد يملك نفس الوسوم التي قد يملكها مقطعًا آخر، وربما يظهر هذا المقطع الثاني في التوصيات وقد يكون غير مناسب لعمر طفلك. بينما يحتفظ سجل البحث بكل شيء يبحث عنه طفلك على «يوتيوب». مرة أخرى، عند إيقاف هذه الخاصية سيتوقف «يوتيوب» عن التوصيات بناءً على عمليات البحث.

5. إنشاء قوائمك الخاصة من الفيديوهات

أحد الحلول السهلة للتحكم فيما يشاهده طفلك على «يوتيوب» هو أن تجمع له قائمةً خاصةً بالفيديوهات المناسبة. ويمكنك تقسيم هذه القوائم إلى أنواع، على سبيل المثال قائمة للفيديوهات التعليمية، وقائمة للفيديوهات الترفيهية، وقائمة لأفلام الكرتون، وقائمة لقصص الأطفال، وهكذا.

الأطفال يحبون تكرار مشاهدة نفس مقاطع الفيديو، لذا لن تحتاج إلى جمع قائمة تشغيل ضخمة. كما أنها حل بديل ومناسب حتى يتوفر تطبيق «يوتيوب» للأطفال.

6. الإبلاغ عن أي مقاطع فيديو غير لائقة

أخيرًا، يمكنك أن تساعد في جعل يوتيوب أكثر أمانًا لطفلك عن طريق الإبلاغ عن أي مقاطع فيديو غير لائقة قد تكون شاهدتها، أو شاهدها طفلك. وضع تقييد المحتوى، الذي ذكرناه سابقًا، يعمل في الأساس من خلال بلاغات الأشخاص عن هذه الفيديوهات. فعندما تخبر «يوتيوب» أن بعض مقاطع الفيديو ليست مناسبة للأطفال، سيتوقف عن عرضها لهم. بالإضافة إلى ذلك، لن يتمكن طفلك من رؤية المقاطع التي أبلغت عنها، وهو ما يضيف طبقة أخرى من الأمان.

بشكل عام، يمكن أن يكون «يوتيوب» منصة مفيدة للأطفال للترفيه وللتعليم أيضًا. لذا، لا يجب أن تمنع طفلك من مشاهدته، الأفضل أن تحاول جعله أكثر أمانًا.