6 نقاشات يجب خوضها قبل الزواج
محتوى مترجم | ||
المصدر | ||
التاريخ | ||
الكاتب |
ما لم تكن صفحة فيسبوك الرئيسية لديك مختلفة كثيرًا عن خاصتي، بالتأكيد لاحظت أن موسم الزواج والخطوبة يجري على قدم وساق. بالنظر إلى الصور – للعرائس المبهجة بفساتينهن البيضاء، الأزواج متشابكي الأيادي، الآباء الفخورين، والضيوف المهللين – أتساءل كم من هؤلاء الأشخاص سيبقون معًا على المدى الطويل، وما إذا كانوا قد تحدثوا بشأن ما يجب الحديث عنه، على الأقل حسبما تقول الأبحاث العلمية.
للمفارقة، قبل أن يصبح الحب الرومانسي أساسًا للزواج – وهو تغير كبير يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر، وفق المؤرخة ستيفاني كونتز – كان الزواج قائمًا على الحديث، لأنه كان ربطًا تعاقديًا للأشخاص، الأملاك، والعائلات. (ولا يزال الزواج يمثل عقدًا، مثلما يدرك أي شخصٍ مر بعملية الطلاق).
لتركيزنا على الحب الرومانسي كأساسٍ للزواج جانب سلبي مؤكد، رغم أنه يرسم صورة جميلة في البداية. فمن ذا قد لا يُعجِب بشابٍ استعان بدخان طائرة ليتقدم لمحبوبته أو خبأ خاتم الخطوبة فوق حلوى الكاب كيك الضئيلة؟ من لا يحب قصص الأصدقاء الذين تسكعوا معًا لسنوات ثم، فجأة، أدركوا أنهم مغرمون ببعضهم؟ نتجنب خوض الكثير من المحادثات التي نحتاج إلى خوضها مع شركاء حياتنا المستقبليين لأنها تحديدًا غير رومانسية تمامًا. تتضمن هذه المحادثات موضوعات يمكن أن تكشف عن الشقوق في العلاقة، التي يجعلنا الحب الرومانسي نتجاهلها. ورغم أن معدل فشل الزواج، الذي يبلغ حوالي 40 بالمئة، معروف، جميعنا متأكدٌ من أنه لا ينطبق علينا لأن حبنا حقيقي وصلب.
لكن الزواج معقد، لأننا معقدون. كلٌ منا يجلب إلى بيت الزوجية الكثير من الأفكار غير المتمفصلة حول معنى أن تكون متزوجًا بناء على ما رأيناه، سمعناه، عشناه، أو استنبطناه على النقيض من نموذج آبائنا – تؤثر هذه الأفكار اللاواعية على سلوكنا وردود أفعالنا. للزواج أساطيره الخاصة، والتي تشمل أسطورة أن أيًا ما كان الخطأ في علاقتك العاطفية فإن الزواج الملتزم سيصلحه.
تسلط الأبحاث بعض الضوء على تعقيد الزواج. على سبيل المثال، يصِف الناس العيش معًا لأول مرة كتجربة جيدة ليروا كيف سيؤول الزواج. أعترف بسهولة بأنني قد صدقت ذلك أيضًا رغم أنه لم ينطبق على زواجي المبدئي. اتضح أن العيش معًا يمثل فكرة رديئة لأنه، حسبما أظهرت أبحاث سكوت ستانلي وآخرين، يميل الناس عند ذلك إلى الانزلاق إلى الزواج كخطوة تالية منطقية، بدلًا من النقاش بشأنها بوعي. لا يمثل الأمر مفاجأة أن هذه الزيجات يرجح أن تكون متوترة، ألا تطور نوع حل المشكلات التعاوني الذي يتطلبه الزواج بعيد المدى، ولها معدل فشلٍ أعلى.
فيما يلي أقدم توصياتي بشأن المواضيع الستة التي ينبغي على المرتبطين الحديث بشأنها قبل ربط العقدة، بناء على أبحاثي عن الزواج والطلاق. (أعتقد أنني أيضًا أتمتع ببعض الحكم الشخصي لأنني تزوجت أكثر من مرة).
1. الشؤون المالية
تعد الشؤون المالية أحد الأمور التي لا يريد أحد الحديث بشأنها لأنها تبدو فجة، غير رومانسية، وربما حتى سطحية. قيل لمعظمنا خلال نشأتنا أن الشؤون المالية للفرد شخصية ولا تُشارك أبدًا.
وفي ضوء ذلك، تظهر الأبحاث أن الاختلاف بشأن الأمور المالية هو السبب الأول للطلاق، وتتجاوز حتى الخيانة الزوجية. الأموال حقيقية ورمزية، وقد لا يدخل ذلك ضمن نطاق اهتمامكما في فترة الخطوبة، أثناء امتلاك كل منكما لحسابٍ بنكي منفصل. ربما لاحظت أن للطرف الآخر موقفًا مختلفًا عنك تجاه المال.
فقد يكون هو أو هي أكثر حذرًا أو تبذيرًا منك، أو قد تكون مهملة قليلًا أو ديونها أكبر مما قد تظنه صحيًا، لكن ذلك يصبح مشكلة مشتركة بعد زواجكما. يشمل الحديث بشأن الأمور المالية النقاش حول من سيجني المال وكيفية اتخاذ القرارات بصدد الإنفاق، استكشاف المواقف تجاه الديون والادخار، وما ستفعلونه في حال تغير وضعكم – كأن يفقد أحدكما وظيفته أو أن يقرر إعادة التنظيم والدراسة مجددًا، أو إن تخلى أحدكما عن العمل للعناية بطفل. من المهم أيضًا أن تكونا قادرين على الاتفاق على الأهداف المالية.
اكتشف الباحث جيفري ديو وزملاؤه أن الحديث عن المال هامٌ لأن النقاشات المتعلقة بالمال ليست دائمًا متعلقة بالمال فقط؛ فقد تعكس شعور الطرفين بشأن القوة، الالتزام، الاحترام، والإنصاف في العلاقة. تشير أبحاث ديو إلى أنه أحيانًا ما يكون الجدال بشأن المال أسهل من معالجة الصراعات المتأصلة وخيبات الأمل التي هي في قلب الزواج الفاشل.
2. كيفية الجدال
ليس المهم أن تتجادلا أم لا، بل كيف تتجادلان، ويؤكد الكثير من الأبحاث ذلك. كونكما واعيين ومدركين لأنماط جدالكما هامٌ بشكل رائع، مثلما أوضح خبراء مثل جون جوتمان. ينبغي عليكما الانتباه لوجود أحد الأنماط السامة حقًا للجدال، مثل نمط (الطلب/الانسحاب). يصف هذا النمط سيناريو يطلب فيه أحد الطرفين شيئًا، وينسحب الطرف الآخر، حرفيًا وعاطفيًا.
عادة ما تكون المرأة في وضع الطلب لكن ليس دائمًا – ويمكن أيضًا أن يكون الأمر اختلالًا في توازن القوى بالعلاقة. على سبيل المثال، إن كان أحد الطرفين يكسب معظم أو كل الأموال ويعتقد أن ذلك يبيح له أو لها اتخاذ جميع القرارات، يرجح أن يكون الشخص المطالب بالتغيير هو الأقل قوةً. على غرار ذلك، الشخص الذي يريد التغيير – سواء أكان في هيكل العلاقة، توزيع المسؤوليات، أو أي شيء آخر – سوف يجد نفسه أو نفسها في موقف المطالب.
مشكلة هذا النمط أنه مبني على التصعيد. فبينما الشخص أ، الذي يطالِب، يصبح محبطًا أكثر بسبب انسحاب الشخص ب، يرجح أنه سيحتد. يجعل ذلك بدوره الشخص ب أكثر ميلًا للانسحاب، وقد يصبح عدوانيًا أو ساخرًا – وبالتالي يشعر الطرفان بأنهما مظلومان.
كما يحدد جوتمان ما يطلِق عليه «الفرسان الأربعة للانهيار»، وهي السلوكيات التي ستؤدي حتمًا إلى تراجع زواجكما. ينبغي عليكما أن تتعرفا عليها، وأن تكونا حذرين إن ظهرت، وأن تكونا مستعدين لإصلاحها: الانتقاد، أو مهاجمة الآخر بسبب طبيعته أو شخصيته، وليس سلوكه؛ الازدراء، أو اعتزام الإساءة إلى الطرف الآخر أو إهانته بوعي؛ الدفاعية، التي قد تشمل رفض تحمل المسؤولية، الانسحاب، أو مقاطعة حديث الطرف الآخر أو تكرار الكلام؛ والمماطلة، التي تمثل عنصرًا في نمط (الطلب/الانسحاب).
إن سقطت جدالاتكم في هذه الأنماط، أو تبدأ في السقوط، فلا تعتمدا على وعودكما بإصلاحها. بل يتعين عليكما إصلاحها معًا بشكل واعٍ.
لأن البشر مخلوقون ليكونوا أكثر تفاعلية تجاه الأنباء والنقاشات السيئة مقارنة بالجيدة، تتكرر نسبة جوتمان (5 إلى 1) في أبحاثٍ أخرى، والتي تقول أنه يتطلب الأمر خمسة نقاشات جيدة لتعادل تأثير نقاش سيء. تذكر هذا الرقم جيدًا في المستقبل إن أردت لزواجك أن يستمر.
3. كيفية فهمك للشخصية
تعد هذه النقطة أقل وضوحًا لكن تأثيرها حقًا قوي. سيمر كل زواج بفترات من التوتر، وفترات تغير لاحتياجات أو أهداف الشخص، أو أن طرفًا يريد النمو بطرق لا يريدها الآخر.
أو قد يكون الأمر ببساطة أن طرفًا غير سعيدٍ بالوضع الحالي للعلاقة ويريد تغيير الأمور. تكشف أعمال كارول دويك وآخرين أن معتقداتك بشأن الشخصية – سواء أكنت تعتقد أنها ثابتة وغير قابلة للتغيير أو مرنة وقابلة للتغيير – تعد محورية في توجيه هذه الفترات من التوتر.
لا يعد ذلك غير منطقيٍ تمامًا: فكلما اعتقدت أن الطبيعة، السلوك والشخصية مرنين؛ ستتمكن من التفاوض بشكل أفضل بشأن الأوقات التي تتطلب تغييرًا. سوف تكون مستعدًا للتعلم والمحاولة، بذل الجهود، معالجة الفشل، وزيادة التفاهم. بينما الأشخاص الذين يعتقدون أن الشخصية ثابتة لن يبذلوا الكثير من الجهد أو يؤمنوا كثيرًا بالتغيير – ويمكن لذلك أن يتسبب في إنهاء الزواج.
4. أفكارك عن الشراكة
الزواج عبارة عن شراكة يمكن أن تتخذ أشكالًا مختلفة عديدة بناء على الاحتياجات العاطفية لطرفيها. المهم هو توضيح وتحديد كيف تريان زواجكما المستقبلي: هل سوف يُرسم بطول الخطوط التقليدية، مع تركيز أحدكما على الأمور المالية والآخر على إدارة المنزل، حتى وإن كان كلاكما يعمل؟ أم هل تبحثان عن علاقة أكثر مساواة؟ كيف ستوازنان بين احتياج كلٍ منكما للاستقلالية مع الحفاظ على حميمية العلاقة؟ البعض يتزوجون ويُجرون تحولات قليلة عن حيواتهم العزباء السابقة – أي، لا يزالون يختلطون بأصدقائهم ويبقون على أموالهم منفصلة – ويكتفون بالعيش على مسارات منفصلة تتلاقى أحيانًا.
بينما يريد الآخرون دمج حياتيهما عبر خلط الاهتمامات، الأصدقاء والأصول ضمن تجمع واحد مشترك. ينبغي لوضوحك بشأن احتياجاتك – تطلعك إلى الحميمية، الاستقلالية، الدعم – أن تسبق الحديث.
رغم أن الاعتماد على الطرف الآخر يحمل سمعة سيئة – لأنه أصبح مرادفًا لزواج الخمسينيات المتكون من الرجل كاسب الأجر والمرأة المشتغلة بالمطبخ – لكن كونهما كوكبين يدوران حول بعضهما مع كونهما مستقلين قد لا يكون أفضل إجابة أيضًا.
هناك معضلة متعلقة بالاستقلال ينبغي النظر بشأنها: على خلاف الاعتقاد الشائع، معرفة أنه يمكنك الاعتماد على أحد يجعلك أكثر استقلالية، أكثر استعدادًا للمخاطرة، أكثر مرونة إن فشلت الجهود الأولية، وأكثر اهتمامًا باستكشاف الفرص، حسبما تظهر أبحاث بروك فيني.
5. تجارب طفولتك
لا أقصد هنا فصول الصيف أثناء طفولتك أو ألعابك خلالها، أو الكلب الذي امتلكته بينما كنت طفلًا. فعلى الأرجح قد سمع شريكك هذه الحكايات أو على الأقل رأى صورًا ومقاطع فيديو مُطرية.
بل أقصد الأمور الأصعب، خصوصًا إن كانت طفولتك غير مثالية. يميل الناس لتجنب خوض هذه النقاشات لعدة أسباب، لكنها جزء مهم من فهم طبيعة شريكك.
إن لاحظت أن قراءتكما لردود أفعال الناس أو حالاتهم العاطفية مختلفة، فقد تكمن الإجابة على ذلك في أساليبكما المختلفة في التعلق، وهو ما يرجع إلى فترة الطفولة.
6. تربية الأطفال
لا يتعلق الأمر بالأطفال البديعين الذين قد تنجبونهما في يومٍ ما، لكن النقاش الحقيقي متعلق بتربيتهم. مع الأسف، لأننا نفكر في الزواج من حيث الرومانسية، لا نركز عادة على نوع الأم أو الأب الذي سيكون عليه شركائنا الذين يفتنوننا.
لكن لا أظن أنني في حاجة للتذكير بأن الخلاف بشأن تربية الأطفال يعد سببًا رئيسيًا للطلاق. ينبغي لهذا الحديث على نحو مثالي أن يلي نقاشكم بشأن مرحلة الطفلولة. هل من المرجح أن تكرر طريقة تربيتك من حيث النظام، التوقعات والمعاملة، أم أنك ستتمرد عليها بالكامل؟ استكشف ما إذا كنت تعتقد أنك ستفضل أسلوب تربية غير تقليدي مؤيدٌ لعدم التدخل، ما إذا كنت ستصبح نوع الوالد الذي سيدرس الأمور ويقرر الأفضل لطفله، أو ما إذا كنت تريد أن تجرب المشاركة في التربية قدر المستطاع وأن تتجاهل الأدوار التقليدية. إن كان لديكما صور مختلفة لكيفية تربية طفل، فهذا أمر ينبغي الانتباه إليه.
ليس هناك طريق يؤدي إلى زواجٍ محصنٍ من الطلاق، لكن أفضل ما يمكن الوصول إليه هو القدرة المُحسنة على نقل الأفكار والمشاعر. عليكما خوض مناقشات جادة عن المشكلات الحقيقية قبل أن تبدءا رحلتكما، للمساعدة في إيصالكما إلى الطريق المناسب.