أعلى 6 روايات مبيعًا في التاريخ

مهمة صعبة ولا شك، تحديد أسماء الروايات الأكثر مبيعًا في التاريخ، فعدم تحديد حقبة زمنية مُحددة والسعي لتوسيع النطاق أملاً في التوصل لأكثر رواية قرأها البشر عبر تاريخهم الطويل جعل الهدف من الموضوع أمرًا شاقًا ولا شك.

لكن الأمر يستحق المحاولة بكل تأكيد، فالتوصل إلى أكثر الكتب التي قرأها الناس على مدار الزمن هدف شيّق بلا شك، لذا سعت عدد من المؤسسات الثقافية إلى تحقيقه، ولو على سبيل التقريب.

استُبعدت من هذه القائمة الكتب المقدسة كالإنجيل والقرآن لأنها بطبيعة الحال جرى توزيعها بشكل مكثف في أقطار الأرض جميعًا بشكل يجعلها خارجة عن كل إطار المنافسة، لذا كان التركيز الأبرز على الروايات.

1. دون كيشوت (500 مليون نسخة)

ألّفها الروائي الإسباني ميخيل دي سرفانتس، ونُشرت على جزأين عامي 1605م و1615م، وتُعدُّ واحدة من أهم الأعمال الروائية في تاريخ الأدب الأوروبي.

تأثر ميخيل بعصر التنوير الذي عاشته أوروبا، فقرّر أن يؤرّخ للشخصية الأوروبية قبل دخولها تلك الحقبة العقلانية، وذلك عبر تجسيد مسيرة البطل «دون كيشوت» لا يزال يعيش باندفاعاته العاطفية وتوهماته غير العقلانية، وهوسه بالفروسية وعصرها الآخذ في الانحسار.

على الرغم من ضعف بنية «دون كيشوت» وتهالك سلاحه وهزاله حصانه/ فإنه قرّر أن يكون فارسًا مغوارًا يدافع عن المستضعفين متأثرًا بالروايات التي كان يعشق قراءته لدرجة أنه كان يبيع أجزاءً من أرضه للوفاء بثمنها.

التعبير عن شخصية «دون كيشوت» كرجل لا يعيش واقع العصر، خلّد به ميخيل- بشكل غير مباشر- النقلة المعرفية التي شهدتها أوروبا، وأثّرت ليست فقط على معارف البشر ولكن على سلوكياتهم وخيالاتهم.

وفي النهاية مثّلت هزيمة الفارس الإسباني أمام مقتضيات العصر إعلانًا من الروائي ميخيل بأن عصر الفروسية قد ولّى وأن المجد كله الآن للتنوير والعلوم فقط.

2. قصة مدينتين (200 مليون نسخة)

ثاني رواية تاريخية يؤلّفها الكاتب الشهير تشارلز ديكنز، وتخلّد أحداث الثورة الفرنسية.

تنقل الرواية الجذور الحقيقة لاندلاع الثورة الفرنسية بعدما تمرّدت الطبقة المهمشة في المجتمع الفرنسية على ما تعرّضت له من قمع متواصل على أيدي الأرستقراطيين الفرنسيين.

عبّر ديكنز عن هذه الفترة بأنها كانت حافلة بالتناقضات التي وصفها في مقدمة روايته بأنها «كانت أفضل الأوقات، وكذلك كانت أسوأ الأوقات»!

وفقًا لـ«قصة مدينتين»، فإنه وعلى الرغم من منطقية اندلاع الثورة الفرنسية ضد قسوة الأرستقراطية فإنها لم تأتِ بالخير كما وعد أصحابها، وإنما في أعقابها عاشت فرنسا أجواءً كابوسية من القمع والقتل وسفك الدماء.

3. سيد الخواتم، الجزء الأول (150 مليون نسخة)

العالم الملحمي الذي صنعه الكاتب جون تولكين، والذي حقّق رواجًا مذهلاً لدرجة دفعت صنّاع هوليوود لتحويلها إلى سلسلة أفلام مبهرة، إضافة إلى مسلسل إضافي يجري تصويره حاليًا.

نُسجت أحداث الرواية في عالم خيالي تمامًا، يمتلك فيه الشاب «فرودو» خاتم أمير الظلام، ويتعيّن عليه خوض رحلة شاقة من أجل تدميره، وخلال هذه الرحلة الفانتازية تشتبك حكايات الصداقة ورغبة البشر في البقاء مع صراعات جنود الظلام الراغبين في اكتساح الأرض ومَن عليها.

درّس جون تولكين الآداب الإنجليزية لفترة طويلة، وأبدى شغفًا مبكرًا بالأساطير وسعى مرارًا لدمجها في الحركة الأدبية الحديثة.

كُتبت تلك المغامرة الشيّقة خلال الفترة من 1937م و1949م، ونُشرت تباعًا خلال عامي 1954م و1955م، وحققت نجاحًا ساحقًا فور نشرها، وفي بداية التسعينيات وصفت بعض استطلاعات الرأي هذا العمل بأنه «أفضل كتاب في القرن العشرين».

4. الأمير الصغير (142 مليون نسخة)

ألّف الكاتب الفرنسي أنطوان إكزوبيري، وصنّفتها صحيفة «لوموند» الفرنسية باعتبارها واحدة من أفضل الروايات وأكثرها رواجًا حول العالم.

حتى الآن تُرجمت إلى 230 لغة، وهي أعداد مرشحة للتزايد بسبب الإقبال الهائل على الرواية بشكل دوري.

عُرف عن أنطوان انتقاده المستمر لقيم مجتمعه، ورغم ذلك فإنه أبدى مخاوف كبرى عقب اندلاع الحرب العالمية الثانية، متخوفًا من نجاح دول المحور في فرض أيديولوجياتها المتطرفة على العالم حال نجاحها.

وخلال زيارة له إلى الولايات المتحدة، وضع ذلك المؤلَّف صغير الحجم، والذي تضمّن العديد من الرؤى الفلسفية والقيم الإنسانية، التي اعتمد فيها على حبكة بسيطة قامت على لقاء فريد من نوعه بين بطل الرواية الذي تسقط طائرته في الصحراء و«الأمير الصغير» الذي أتى للأرض من كوكب آخر تفيض فيه مشاعر النُبل والرقي وحب الآخرين وتقدير الصداقة.

5. هاري بوتر وحجر الفيلسوف (120 مليون نسخة)

من المستحيل أن تخلو سلسلة الأعلى مبيعًا من دون إصدار واحدٍ على الأقل من تلك السلسلة الشهيرة التي حقّقت نجاحًا ساحقًا شغف به العالم بأسره.

عوالم هاري بوتر السحرية ومغامراته التي لا تنتهي رفقة صديقيه ضد عدوه الرهيب فولدمورت باتت حبكة أيقونية اعتمدت عليها روايات السلسة وكذا إصدارات الأفلام المتلاحقة التي استضافتها شاشات السينما بعدما تبنّت هوليود أعمال الروائية جوان رولينغ، التي بدأت كتابتها عام 1995م ونشرتها- لأول مرة- عام 1997م.

حققت سلسلة الكتب بأسرها مبيعات فاقت الـ500 مليون نسخة، احتل مركز الصدارة بها الجزء الأول منها والذي حقق مبيعات فاقت باقي أجزاء السلسلة، وبفضل هذه المبيعات الضخمة حجزت رولينج لنفسها مكانًا في قائمة الأشخاص الأكثر ثراءً في أنجلترا، كما كفل النجاح المتنامي لكتاباتها اعتبارها ضمن أكثر الشخصيات إلهامًا في المجتمع الإنجليزي.

6. ثم لم يبق أحد (100 مليون نُسخة)

واحدة من أنجح روايات الأديبة الشهيرة أجاثا كريستي، نُشرت لأول مرة في إنجلترا عام 1939م، وتتصدّر قوائم الأعلى مبيعًا حتى هذه الأيام بعدما تُرجمت الرواية لأكثر من 50 لغة، ما أهّلها لنيل لقب «رواية الجريمة الاعلى مبيعًا على مرِّ العصور».

تقوم حبكة الرواية على 10 أشخاص لا يعرفون بعضهم يتلقّون دعوة لزيارة جزيرة نائية في إنجلترا، وهناك يعرفون بشكل غير مباشر أن جميعهم مذنبون بسبب ارتكابهم جريمة لم يُعاقبوا عليها، وأنهم جُلبوا إلى الجزيرة المنعزلة خصيصًا ليدفعوا الثمن، وعقب ذلك الإعلان تتوالى جرائم القتل بحقِّ الأفراد المعزولين.

تحوّلت الرواية إلى فيلم وكذلك إلى مسلسل قصير حقق كلا العملين نجاحًا لافتًا. أيضًا خرجت إلى النور أعمال فنية مقتبسة من الرواية في الهند وفرنسا وكوبا، أما عربيًا فلقد قدّمتها الدراما اللبنانية مرتين؛ الأولى سنة 1974م والثانية في 2014م.