6 حيوانات مهددة بالانقراض في مصر
من رسومات على الأحجار والجدران عمرها يمتد حتى 10000 سنة، يتضح أن مصر كانت يومًا مسكنًا للزرافات والفيلة، الثيران ووحيد القرن، الأسود والفهود المرقطة. مثل هذه الصورة للحياة البرية قد تهشمت إثر تعاقب عصور من الجفاف والحضارات البشرية حتى أصبحت الأراضي القاحلة والمستعمرات البشرية تغطي المشهد العام.
ومع ذلك، فإن طبيعة مصر الآن، من جبال وواحات ووديان إلى أراضٍ رطبة وأنظمة بحرية، لا تزال تحتضن عددًا كبيرًا من الكائنات البرية والمائية، تلك تحتاج في المقام الأول إلى معرفتك بها للحفاظ على ما تبقى من إرث.
طبقًا لبيانات وزارة البيئة لعام 2016، فإن أعداد الكائنات المدرجة تحت خطر الانقراض في مصر تبلغ 153 نوعًا من الحيوانات، 36 نوعًا من الحشرات، و 14 نوعًا من الطيور. إليك أمثلة من حيوانات تقطن مصر معرضة أو مهددة عالميًا بخطر الانقراض.
1. الرَخَمة المصرية
قد لا يبدو أنيقًا في الحقيقة مثلما يظهر على علم مصر، لكن هذا العقاب بوجهه الأصفر وريش رقبته المنفوش ينفرد عن غيره من النسور بذكائه وتاريخه الملكي المشرف.
فقد قدسه المصريون القدماء وأقروا حمايته كرمز للعائلة الملكية، واستخدموه كحرف من حروف الهيروغليفية، لذا يلقب باسم «فرخة الفرعون». وهو تقريبًا النسر الوحيد الذي يستطيع تسخير الأدوات لاستخدامها في صالحه، فهو ينتقي الحصا الحاد ويستخدمه في كسر بيض النعام الصلب لأكله، كما يستخدم الأغصان الصغيرة للف خصلات الصوف كي يحيط بها العش.
تلعب الرخمة دورًا حيويًا في التخلص من جثث الحيوانات النافقة، لكنها مهددة بالانقراض نتيجه لتعرضها للتسمم بالمواد الكيميائية الزراعية القاتلة والأدوية التي تعلف بها الماشية من مضادات حيوية ومسكنات الديكلوفيناك. كذلك فهي معرضة للصعق من خطوط الكهرباء، الصيد الجائر، واستخدام جثتها المحشوة كنصب تذكاري.
وكغيره، تمثل مصر محطة هامة في رحلة آلاف من الطيور المهاجرة من الأراضي الأوروبية والآسيوية إلى أفريقيا حيث يمكنها أن تنعم بشتاءٍ دافئ. العديد من هذه الأنواع مهدد بالانقراض مثل صقر الغزال، عقاب السهول، العقاب الملكي الشرقي، وطير أبو منجل الأصلع.
2. فراشة سيناء الزرقاء
ومن الطيور الجارحة إلى واحدة من أصغر فراشات العالم «فراشة سيناء الزرقاء Sinai baton blue»، والتي تعيش بشكل حصري في صحراء سيناء بداخل محمية سانت كاترين.
تتغذى الفراشات على رحيق أزهار الزعتر السيناوي، وتعتمد عليه في جميع مراحل حياتها منذ أن يفقس البيض مرورًا بمرحلة اليرقة والشرنقة وحتى تصبح فراشات بالغة. وهنا تكمن المشكلة، إذ إن ما يهدد هذه الفراشات الصغيرة هو تقلص بقع نبات الزعتر المضيف بسبب الرعي الجائر والجمع المفرط للنبات لاستخدامه في الأغراض الطبية. كذلك، فإن التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة مع زيادة الجفاف يعرض النبات نفسه لخطر الانقراض.
3. غزال الريم
استخدم الشعراء العرب اسم «ريم» في قصائد الغزل تيمنًا بهذا الغزال الرشيق واسع العينين الذي يتوج رأسه قرونٌ نحيلة، والذي يعرف أيضًا بالغزال الأبيض. يعيش غزال الريم في مناطق متفرقة من الكثبان الرملية أو بحور الرمال في الصحراء الكبرى في مصر والجزائر وليبيا وتونس، ويخرج في الصباح الباكر والمساء تجنبًا للحرارة الشديدة للبحث عن العشب الذي يمده بالماء والطاقة.
لكن طبيعة الصحراء القاسية ليست الأمر الوحيد الذي عليها مواجهته، فهذه الغزلان تعاني من الصيد الجائر للحصول على لحمها وقرونها، ويتم قتلها كرياضة لهواة الصيد لا سيما بعد أحداث الربيع العربي وتدهور تطبيق القانون في ظل الصعوبات الاقتصادية. كذلك، فإن التوسع في الصحراء للرعي وتربية المواشي يؤثر سلبًا على مسكنها وأعدادها التي انحدرت لتقتصر على 300-600 فرد بالغ تقريبًا.
في مصر، كان غزال الريم موجود بمحمية وادي الريان ولكنه انقرض بالفعل ولم يتبق سوى أعداد قليلة غير معروفة في سيوة والصحراء البيضاء.
4. القروش
يعد البحر الأحمر واحدًا من أهم المستودعات المائية للتنوع الحيوي عالميًا، لا سيما للقروش. هذه المخلوقات التي يهابها البشر بشكل مبالغ فيه، تمثل مصدر جذب لملايين السياح من عشاق الغوص، وهي أيضًا من أكثر الكائنات البحرية المعرضة للانقراض بسبب البشر.
أقرأ أيضًا: لماذا يهاجم القرش البشر؟
القرش الحوت، والمعروف باسم «بهلول» بين الصيادين المحليين، يعتبر أكبر الأسماك الحية على الإطلاق. وهو معرض لخطر الصيد العرضي، خاصة أن الصيادين يستخدمونه كدليل على وجود أسماك التونة ويرمون حوله الشباك.
في حين تمثل ممارسة «انتزاع زعانف القرش» التهديد الأكبر لقروش مثل قروش رأس المطرقة، قرش الزعنفة البيضاء، والقرش المتشمس. حيث يتم قطع الزعانف لاستخدامها في الطعام والطب التقليدي، ثم يُلقى القرش في المياه غير قادر على السباحة ليسقط في قاع المحيط ويموت من الاختناق أو يؤكل بواسطة مفترسيه.
5. دولفين المحيط الهندي الأحدب
كما يقترح الاسم، فإن هذا النوع من الدلافين يتميز بظهر أحدب أو انتفاخ يشبه سنم الجمل تعلوه زعنفة ظهرية ممتدة، وهو نوع خجول لا يشتهر بتفاعله مع البشر مثل بقية الدلافين. وعلى الرغم من هذا، فهو يفضل العيش في المياه الضحلة قرب سواحل البحر الأحمر على بعد لا يتعدى 3 كم من الشاطئ وارتفاع يقل عن 25 مترًا من القاع، ما يجعله أكثر عرضة لإزعاج البشر والتلوث.
الخطر الرئيسي الذي يهدد هذه الدلافين هو الصيد العرضي، حيث تعلق بشباك الصيادين دون قصد وتبقى مغمورة داخل المياه حتى الغرق. وقد تم التعرف على كثير من الدلافين الحدباء التي تحمل إصابات ناتجة عن صراعها مع أدوات الصيد.
كذلك فإن مسكنها الطبيعي لا يخلو من آثار التدمير البشري إثر أعمال تجريف القاع، استصلاح الأراضي البحرية، نسف المنشآت، بناء الموانئ، استكشاف النفط والغاز وحركة الملاحة. هذا إلى جانب كوكتيل من الكيماويات السامة من المخلفات الصناعية ومخلفات البشر التى لا تجد لها مأوى سوى بالمياه الساحلية.
6. الدوجونج
مثل هذه الأنشطة لا تزعج الدلافين فحسب بل فرد ثان من أفراد الثدييات البحرية، وقاطن آخر لسواحل البحر الأحمر مُعرَّض لخطر الانقراض، وهو الدوجونج (الأطوم).
مثل عروس البحر، يمتلك الأطوم أطرافًا أمامية على هيئة زعانف وينتهي الجزء السفلي من جسده بذيل خطافي، لكن لا تتوقع أن يكون وجهه بجمال حورية ديزني «آريل»! كونه آكلاً للعشب، فهو يحتاج إلى خضم ضخم وشفة علوية عضلية تساعده في تحسس واقتلاع النجيل البحري من القاع. تَضرُر هذه الأعشاب من الأنشطة البشرية يحد من موارد الأطوم الغذائية، فيعيق تكاثره وينتهي به الأمر يتضور جوعًا.