الوضع آيس كوفي: 5 مؤثرين فلسطينيين نقلوا لنا حرب غزة
ما زالت الحرب تغلي، ولا يزال الفلسطينييون في غزة يعانون من ويلات الحرب التي تشنها عليهم إسرائيل بعد عملية طوفان الأقصى التي أجرتها حماس، يوم 7 أكتوبر، تكبد الفلسطينيون خسائر كبيرة في الأرواح وعدد المنازل المقذوفة، مع تقاعس دولي وبطش إسرائيلي غير مسبوق، وتحيز إعلامي فج لا ينصف الفلسطينيين ولا يوصل الصورة كاملة.
وسط هذا المشهد يقاوم الغزاويون ويحاولون -رغم كل ما يمنع ذلك- أن يوثقوا ما يحدث ويوصلوا صوتهم للعالم، برز بعض المؤثرين الشباب في لفت أنظار العالم لما يحدث، نستعرض 5 من أبرز هؤلاء في هذا المقال.
بيسان عودة
هكذا سجلت بيسان في بودكاست مع مجلة ماي كلير العربية، واصفة الوضع الحالي لها في قطاع غزة تحت القذف والحصار.
بيسان مقدمة برنامج اسمه «حكواتية» فيه تحكي قصص الناس وتركز على الخبايا غير المرئية في غزة والعالم العربي، وتنشر البهجة مع كل معلومة تنشرها، تحكي بيسان قصصًا عن مناطق غير معروفة في غزة وتشرح أصلها التاريخي مثل فيديو عن البلدة القديمة في غزة، وتنشر حلقات عن الفئات المهمشة مثل فيديو أعدته عن ذوي الإعاقة في غزة، ومرة عن حصاد القمح كما تنشر عن سفرياتها المتكررة لدول أوروبية والعالم العربي وتشارك جمهورها.
تحولت هذه الألوان المبهجة والضحكة المتفائلة إلى دموع خوف وقلق مع كل فيديو حالي تنشره بيسان، فمنذ أن بدأ القصف على غزة وعملت جاهدة لتنقل أصوات غزة وما يجري فيها إلى العالم، وقررت أن تتحدث أغلب الوقت بالإنجليزية.
تبدأ بيسان أغلب فيديوهات بـ«أهلًا بالجميع، هذه بيسان من غزة، وما زالت على قيد الحياة»، تنقل بيسان يوميات ومستجدات الحرب على غزة وأحدث الأرقام من عدد القتلى والقصف، وتغلبها الدموع والشعور بالخوف من وقت لآخر، فقد كانت في مستشفى الشفاء قبل أن يتم قصفها بدقيقتين، وتارة أخرى تشكر النعم التي لديها رغم الألم والمحنة، كذلك شاركت بيسان مساحة عملها التي تم قصفها في الأيام الأولى من الحرب، وتحدثت في مقابلة إعلامية عن كيف غيرت الحرب أحلامها هي وشباب غزة. كما تبث بعض الفيديوهات لبعض المنصات الإعلامية لتنقل لهم الوضع، مثل Aj+ والعربي الجديد وصوت وكرفان وغيرهم.
معتز عزايزة
أحد أشهر الحسابات الفلسطينية التي تنشر الواقع في غزة حاليًا، الذي حولته الحرب الأخيرة من مصور بورتريه وفوتوغرافي يلتقط البهجة والفرحة والصور الإنسانية المميزة، ويعكس واقع غزة عبر وجوه الفلسطينيين، ليس في غزة فقط بل في أماكن أخرى سافر إليها مثل مصر، إلى مصور صحفي يوثق جرائم الاحتلال الصهيوني بالصور والفيديو وينشرها على منصات التواصل الخاصة به وتصل لملايين المتابعين حول العالم، إذ يزيد عدد متابعيه على أنستجرام عن 13 مليونًا، وينشر محتواه باللغة الإنجليزية.
فقد معتز أكثر من 25 فردًا من عائلته في الحرب الأخيرة، ولكنه يستمر رغم ذلك بمواصلة عمله ويحاول توثيق آلام الغزاويين وخسائرهم، كذلك يعمل كمنتج محتوى لجمعية الأونروا، وبرغم الدمار والخراب في غزة يحاول عزايزة أن يستمر في نقل بعض اللقطات الإنسانية والإيجابية من موقعه، ويعلم الناس تقدير قيمة الحياة.
هذه ليست الحرب الأولى التي يغطيها معتز فقد غطى حروبًا سابقة على غزة ولكن ليس بنفس كثافة حرب اليوم الأشد وطأة، إذ أضحى معتز من المتابعين الأكثر انتشارًا بسبب توثيقه بالفيديو وحديثه باللغة الإنجليزية.
بلستيا العقاد
بلستيا العقاد من صغار الصحفيين الذين يغطون المحتوى في غزة الآن وتعد واحدة من المصادر الموثوقة لما يحدث في القطاع، ويتابعها أكثر من مليوني متابع على حسابها على أنستجرام، وعمرها 22 عامًا، درست بليسيا الإعلام في جامعة قبرص بتركيا وعادت إلى غزة لتعيش وتمارس مهنتها، وفاجأتها الحرب، ولكنها قامت بواجبها الوطني والمهني.
رغم صعوبة الظروف وقسوة الموقف، كان محتوى بلستيا قبل الحرب محتوى ترفيهيًا عاديًا، يشبه اهتمامات أي فتاة في عمرها، تريندات تيك توك وصورًا من جامعتها في تركيا وفيديوهات مع أصدقائها، ولكن بعد القصف أخذت على عاتقها النشر والتوثيق، وكما بيسان ومعتز تنشر بلستيا محتواها باللغة الإنجليزية، وتصور يومياتها المكتوبة بخط اليد بالعربية والإنجليزية.
تخرج بلستيا في بعض القنوات الإعلامية للحديث عن الوضع وتنتج محتوى خاصًا لمنصة بلينكس الإماراتية، لتشرح لهم الوضع في القطاع. صورت بلستيا النازحين من شمال غزة إلى جنوبها ووثقت معاناتهم في النزوح مع عدم وجود وقود، كما ذهبت إلى معبر رفح وأجرت مقابلات مع بعض الفلسطينيين العالقين هناك، كما وثقت يوميات الصحفيين وحياتهم وسط كل الخراب ماذا يأكلون وماذا يشربون وكيف ينامون، وتابعت وضع النساء الحوامل وما يحدث معهن وصورت إحدى السيدات بعد وضع وليدها دون أن تجد أي لبن صناعي أو تستطيع إرضاعه، كما توثق لحظات إنسانية مع الأطفال، ولا تخلو فيديوهاتها من الأمل رغم خوفها من أن تموت ولا تجد من يدفنها، حسب قولها.
أحمد غنيم
صانع محتوى فلسطيني يهدف بمحتواه إلى تدوين التاريخ لكي لا يحذف أو يزور، ازداد عدد متابعيه من 50 ألف متابع قبل الحرب إلى أكثر من نصف مليون بسبب تغطيته الحرب على غزة، يشاركنا الشاب الوقور الهادئ تفاصيل حياته اليومية ويوثق معاناته ومعاناة الغزاويين مع انقطاع الكهرباء والإنترنت والقصف المستمر وتفاصيل أخرى باللغتين العربية والإنجليزية.
قصف الاحتلال بيت غنيم، وخرج الشاب الفلسطيني ليشاركنا الخبر بحزن كبير، بجانب مشاركته معلومات عن وضع أسرته وعدم معرفته أي شيء عنهم وخوفه عليهم، كذلك تغيرت حياة صانع المحتوى الغزاوي الذي كان يخرج ليتحدث عن موضوعات تراثية توثيقية عن غزة وفلسطين مثل الكوفية الفلسطينية والجواز الفلسطيني، وبعض الأماكن التراثية بفلسطين، ويسافر خارج غزة ويوثق غيرها من التفاصيل، لتتحول إلى مشاركة لتفاصيل يومية قاسية ملطخة بالحرب والدمار وتفاصيل القذف، فتارة يشاركنا وقوفه في طابور طويل لشراء الخبز ومحاولاته للحصول على الماء، وتفاصيل معاناته النفسية.
عبود الغزاوي
هذا ما يكتبه في وصف حسابه على منصات التواصل الاجتماعي، أصغر صانع محتوى من غزة، عبد الرحمن الشهير بعبود صاحب الـ17 عامًا. يعتبر عبود أحد الوجوه التي ظهرت في الحرب الأخيرة على غزة ولم يكن له أي وجود أو تفاعل قبل الحرب، وبسبب خفه ظله وشجاعته التي يظهرها في فيديوهاته، يتابعه ما يقارب مليوني متابع على أنستجرام، رغم أن عدد فيديوهاته غير كبير، ورغم عدم انتظامه في النشر، بسبب انقطاع الإنترنت والكهرباء الطويل في غزة، فإن كاريزمته وشخصيته جعلاه يحظى بقبول غير عادي وتفاعل كبير، وينتظر كثيرون فيديوهاته بلهفه.
يشرح عبود ما يحدث في القطاع بالعامية الساخرة ويسخر من الاحتلال ويوثق بعضًا من يومياته مثل صنعه للخبز في المنزل والحديث عن آخر المستجدات ويوثق ما يحدث في منطقة جبلايا التي يقطن فيها. اختفى عبود الأيام الماضية عن النشر واعتقد العديد من المتابعين أنه قتل بسبب قصف الاحتلال على منطقته، ليفاجئنا عبود بظهوره ويطمئن متابعيه بفيديو جديد قائلًا فيه جملته الشهيرة «الوضع آيس كوفي على الآخر» كما ارتدى البزة الصحفية في فيديوهاته الأخيرة ويحاول أن ينشر محتوى أكثر يعقب فيه على ما يحدث مثل المقاطعة ووضع ثلاجة الطعام في منزله وكيف يقيم الوضع الحالي، بشجاعة وبسالة غير مسبوقة، فأثناء التصوير تقذف عدة صواريخ ولا يهتز أو يخاف رغم خطورة الوضع.
لا يزال هؤلاء الأبطال مستمرين في بث الأخبار ومشاركتنا أحدث التطورات على القطاع آملين أن تنتهي المعاناة ويستكملوا حياتهم آمنين، ندعو لهم دائمًا بالتوفيق والأهم.. أن يبقوا سالمين.